هل الفيتامينات مضرة بالصحة أم مفيدة ؟

يعمد الكثير من الأشخاص إلى تناول المكملات الغذائية الدوائية كالفيتامينات والمعادن بشكل روتينى بلا وصفة طبية للحفاظ على صحتهم العامة وضمان عدم نقص تلك العناصر فى أجسامهم .
فهل حقا يجب على الجميع تناول الفيتامينات على هيئة أدوية لضمان عدم ظهور أعراض نقصها , وما مدى صحة الإعتقاد الشائع بأن الفيتامينات مفيدة دائمة ولا تمثل ضررا على الصحة حتى إن تناولناها بجرعات كبيرة ؟
حول هذا الموضوع نتحدث هنا فى دكتور كشكول لنتعرف معا على مدى جدوى هذا التصرف , وما يمكن أن يمثله من أضرار على الصحة العامة .
للإستشارات الطبية المجانية | دكتور كشكول
فائدة تناول أدوية الفيتامينات
أعلى تركيز للفيتامينات يوجد فى مياه الصرف الصحى , مقولة قالها أحد الأطباء وكان محقا فيها تماما , ذلك لأن غالبية ما يتناوله الناس من فيتامينات دوائية يكون زائدا عن حاجة أجسامهم فى الواقع , وهنا لا يجد الجسم حلا إلا التخلص من الفائض عن طريق البول أو الغائط .
فغالبية من يتناولون الفيتامينات الدوائية بلا وصفة طبية ولا أعراض مرضية , لا يفعلون لأجسامهم سوى تحميلها عبء التخلص من تلك الفيتامينات الزائدة , وفى أحيان كثيرة قد لا يستطيع الجسم التخلص من الفائض نظرا لمداومة الشخص على تناول تلك الفيتامينات , فتتراكم فى جسمه بشكل قد يؤثر على صحته بالسلب .
لمتابعة جديد فيديوهات دكتور كشكول: أضغط هنا
هل يمكن أن يحدث التسمم بالفيتامينات؟
ما زاد عن حده انقلب إلى ضده , مقولة نرددها دائما بلا أن نطبقها فى الغالب , فجميع العناصر فى الحياة وفى الغذاء أيضا سلاح ذو حدين , إذا استعملت بشكل سليم حققت المنفعة , وإذا زاد استعمالها عن الحدود الطبيعية تحولت إلى سموم .
فالجرعة الزائدة من أى دواء مهما كان بسيطا شائع الإستعمال هى سم , لهذا نجد دوما على أية عبوة دواء عبارة (يحفظ بعيدا عن متناول الأطفال) حتى وإن كان الدواء فى الأصل مخصصا للأطفال .
والفيتامينات مركبات كيميائية يحتاجها الجسم للقيام بوظائفة الحيوية وبناء خلاياه ومقاومة عوامل المرض والشيخوخة التى تطرأ عليها , ولكن واقع الأمر أن حاجة الجسم من أى فيتامين لا تتعدى الملليجرامات القليلة كل يوم , وربما ميكروجرامات أيضا , وما زاد عن هذا الحد أيا كان مصدره يدخل فى إطار الجرعة السامة .
وبالطبع كلما زادت الكمية الزائدة عن الحاجة زادت أعراض التسمم وضوحا , ولذلك يعمد الجسم دائما إلى التخلص مما زاد عن حاجته منها , لكنه إن عجز عن ذلك لأى سبب ستظهر أعراض التسمم فى صورة عوارض مرضية تكون مشكلتها الأساسية أن صاحبها غالبا لا يربط بينها وبين أقراص الفيتامين التى اعتاد ابتلاعها يوميا منذ أعوام .
لمتابعة جديد روشتة دكتور كشكول: أضغط هنا
المصادر الطبيعية للفيتامينات
عندما نطرح على أنفسنا سؤال , قبل إختراع الفيتامينات الدوائية كيف كان الناس يحصلون على حاجة أجسامهم منها ؟
نجد الجواب بكل وضوح , كانوا يحصلون عليها بالشكل الطبيعى المفروض الحدوث , عن طريق الأغذية المختلفة , حيث أن جميع ما يحتاجه الجسم منها متوفر فى الغذاء الطبيعى الذى نتناوله يوميا , وتلك الإحتياجات متوفرة عبر الغذاء منذ خلق الله الإنسان وخلق له الغذاء .
وبالتالى فللحصول على احتياجاتنا من الفيتامينات ما علينا سوى تناول الغذاء الطبيعى الصحى , الذى يحتوى على كافة العناصر من بروتينات ونشويات صحية وخضروات وفواكه , ودهون صحية , بالكميات المعتدلة الصحية التى تتوافق مع أنشطتنا وظروفنا الصحية العامة , وشرب الماء والتعرض لأشعة شمس الصباح كل يوم , لا شىء أكثر من ذلك .
الأشخاص الواجب عليهم تناول الفيتامينات الدوائية
الإنسولين الدوائى على سبيل المثال , يعالج مرضى السكر الذين يعانون نقصا فى إفرازه , ولكن أن تم إعطائه لأشخاص طبيعيين ربما تسبب فى كارثة .
كذلك الحال بالنسبة للفيتامينات الدوائية , فهى بالأصل أدوية , أى أنها مخصصة لعلاج المرضى لا الأصحاء , وبالتالى فلا يجب على الأشخاص إستعمالها إلا إذا ثبت بالفحص الطبى إحتياج أجسامهم لها .
وذلك فى حالة ظهور أعراض مرضية شخصها الطبيب بأنها ترجع لنقص بعض الفيتامينات , أو فى الحالات الخاصة كالحوامل والمسنين والمرضى بأمراض سؤ الإمتصاص المعوى وغيرهم من المرضى .
ببساطة عزيزى القارىء , ينصحك دكتور كشكول بعدم تناول فيتامينات دوائية إلا إذا وصفها لك طبيب , ويجب أن يكون تناولها للمدة التى حددها الطبيب وبالجرعة التى حددها أيضا , فليس معنى أن يصف الطبيب أقراص فيتامين لإمرأة حامل أثناء الحمل , أن تستمر تلك المرأة فى تعاطيها إلى ما لا نهاية .