فوائد ملامسة الجلد للجلد بين الأم ورضيعها .. تعرفي عليها

إن ممارسة ملامسة الجلد للجلد (Skin To Skin Contact) هي جزء رئيسي من معايير مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل الرضيع، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF). إذ تهدف إلى دعم تطبيق الخطوات العشر لرضاعة طبيعية ناجحة من خلال المرافق التي تقدم الخدمات الصحية للأمهات والمواليد في دول العالم.
هذه الممارسة هي أحد الخطوات العشر حيث تساعد طفلك الرضيع على التكيف مع الحياة خارج الرحم. كما أنها تشجعك للبدء في الرضاعة الطبيعية وإنشاء علاقة قريبة ومحبة مع رضيعك. سنتعرف في هذا المقال على فوائدها لك ولطفلك، وكيفية ممارستها بأمان.
ممارسة ملامسة الجلد للجلد
يتم تجفيف الطفل ووضعه مباشرة بعد الولادة على صدر الأم العاري -طالما تسمح حالتهما الصحية بذلك- بحيث يلامس جلده جلدها مباشرة دون حواجز. ويتم تغطيتهم معًا ببطانية دافئة.
تعرف أيضًا بطريقة رعاية الكنغر لصغيرها (Kangaroo Care)، تشبيهًا لتلك الممارسة باهتمام الكنغر بصغيرها فور ولادته ورعايتها له، إذ يمكث في جيب الأم إلى أن يكون قادرًا على الاستقلال عنها. أول ظهور لها كان في كولومبيا عندما لجأ إليها طبيبان لرعاية أطفال مبتسرين لم تكن توجد حضّانات كافية لهم. وقد مكنهم ذلك من البقاء على قيد الحياة.
هذه الممارسة غير مقتصرة على حالات الولادة الطبيعية فقط، لكن أيضًا في حالات الولادة القيصرية؛ حالما تستعيد الأم وعيها وتكون قادرة على حمل طفلها والتفاعل معه. وكذلك سواءًا كانت في حالات الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
اقرأ أيضًا: طريقة فطام الطفل بدون ألم: تعرف عليها
المدة الزمنية لممارسة التلامس الجسدي بين الأم ورضيعها
توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة مباشرة ولمدة ساعة متواصلة (الساعة الذهبية) على الأقل دون مقاطعة، أو حتى انتهاء أول رضعة للطفل.
إذا لم تستطع الأم اغتنام الساعة الذهبية بسبب حالة صحية تخصها هي أو مولودها، فيمكنها ممارسة التلامس الجلدي مع طفلها بمجرد تحسنهما وقدرتها على حمل رضيعها. وقد ينوب الأب أو مقدم الرعاية للطفل، عنها في هذه الحالة.
بحسب دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية، وجدت أن الممارسة المتواصلة لملامسة الجلد للجلد بين الأم ورضيعها لمدة 90 دقيقة، تزيد من فرص الرضع ليكونوا جاهزين جسديًا للرضاعة الطبيعية.
لا تقتصر تلك الممارسة على وقت معين فيمكن للوالدين أن يستمرا بها طالما احتاج رضيعهما إلى التهدئة والراحة.
اقرأ أيضًا: أسباب رفض الببرونة وطرق التغلب عليها
ملامسة الجلد للجلد أثناء جائحة فيروس كورونا
توصي منظمة الصحة العالمية بتلك الممارسة حتى خلال جائحة كوفيد-19. حيث تفوق الفوائد إلى حد كبير المخاطر المحتملة لانتقال العدوى والمرض.
في حالة الإصابة بكوفيد-19 أو الاشتباه في الإصابة فعليكِ اتباع الإجراءات الاحترازية الآتية:
- ارتداء الكمامة عند حمل الطفل أو الاقتراب منه. والتخلص منها بطريقة آمنة.
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد ملامسة الطفل.
- احرصي على تغطية الفم والأنف، بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس.
- تخلصي من المنديل بطريقة آمنة واغسلي يديكِ بالماء والصابون.
- غسل صدركِ بالماء والصابون إذا سعلت عليه.
- تنظيف وتطهير الأسطح التي تلمسينها بمطهر يحتوي على كحول.
ملحوظة هامة: إذا كان لديكِ أي استفسارات أو مخاوف يمكنكِ اللجوء إلى الطبيب أو مقدم الرعاية الطبية المختص.
فوائد ملامسة الجلد للجلد للرضع
هناك فوائد جلية لتلامس الجلد المباشر بين الأم و طفلها الرضيع، منها:
- تجعل الرضيع أكثر هدوءًا ودفئًا وأقل صراخًا مقارنة بالرضع الذين يوضعون في سريرهم بدون تلامس.
- تمكن الطفل من الحصول على نوم هادئ وعميق.
- تعمل على تنظيم معدل ضربات القلب والتنفس. مما يساعد الرضيع على التكيف على الحياة خارج الرحم.
- تنظم درجات الحرارة.
- تحفز عملية الهضم.
- تحفز الرغبة في الرضاعة الطبيعية، و بالتالي الحصول على فوائد لبن الأم الطبيعي.
- تعمل على استقرار مستوى ضغط الدم.
- تقوي جهاز المناعة.

فوائد التلامس الجلدي للرضع في وحدات حديثي الولادة
الأطفال المبتسرين وكذلك الأطفال في وحدات الرعاية المركزة لحديثي الولادة – في حال سمحت حالتهم الصحية بذلك – يمكنهم أيضًا الاستفادة من التلامس الجلدي مع أمهاتهم. ويتم ذلك تحت الملاحظة الطبية لضمان ممارسة آمنة لكليهما والتدخل الطبي السريع إذا لزم الأمر. من تلك الفوائد ما يلي:
- تحسن من نسبة تشبع الأكسجسن.
- تقلل من مستوى الكورتيزول وبالتالي التوتر، خصوصًا بعد الإجراءات المؤلمة.
- تساعد على النمو، واكتساب الوزن الطبيعي.
- تقلل مدة المكوث في المستشفى.
فوائد ملامسة الجلد للجلد للأم بعد الولادة
هناك عدة فوائد لممارسة ملامسة الجلد للجلد (SSC) للأم منها:
- تجعل الأم أكثر هدوءًا، ويساعدها على إنشاء علاقة قوية مع رضيعها.
- تساعد على الرضاعة الطبيعية والاستمرار فيها، وتقلل من المشاكل التي قد تعترضها.
- تزيد من إنتاج اللبن.
- تحفز إفراز الهرمونات التي تدعم الرضاعة الطبيعية ومشاعرالأمومة.
- بحسب دراسة حديثة، فهي تقلل من نزيف ما بعد الولادة.
- تقلل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
- انشغال الأم بطفلها الرضيع يساعد على تقليل الألم.
- تسرع من عملية استعادة رحم الأم لحجمه الأصلي.
فوائد ملامسة الجلد للجلد للأب بعد الولادة
الأب أيضًا ليس خارج هذه الممارسة، بالعكس قد يكون دوره أساسي في حالة عدم وجود الأم لسبب طبي مثلًأ. حيث تنشئ رابطة قوية أيضًا بين الأب وطفله وتعمل على تهدئتهما معًا.
لممارسة آمنة لك ولطفلك، يمكنكِ ممارسة التلامس الجلدي بشكل آمن وفعّال بمراعاة الآتي:
- لا تترددي في الاستفسار من طبيبكِ أو مقدم الرعاية الصحية المختص، عن كل ما يخص ملامسة الجلد للجلد.
- خذي وقتكِ لممارسة التلامس الجلدي مع طفلكِ وللتقرب من بعضكما البعض والبدء في الرضاعة الطبيعية دون مقاطعة.
- احرصي على مسك طفلكِ جيدًا ودعم رأسه للحفاظ على مجرى تنفسه مفتوحًا.
- اجعلي صدركِ عاريًا وكذلك الطفل، وقد يرتدي قبعة لحفظ حرارته وحفاضة. ويتم تغطيتكما معًا ببطانية.
- انتبهي ألا تغطي البطانية أنفه أو فمه حتى لا يتعرض لخطر الاختناق.
- لا تترددي في طلب المشورة الطبية إذا شعرتِ بأنكِ أو طفلكِ لستم على ما يرام.
- إذا شعرتِ بالنعاس أو كنتِ غير قادرة على حمل الطفل فاطلبي المساعدة فورًا حتى لا يتعرض طفلكِ لخطر السقوط.
- إذا أردتِ الخلود إلى النوم فاجعلي طفلكِ ينام في سرير آمن مخصص له بجوار سريركِ.
- يجب عدم التدخين، وعدم وضع العطور على الجلد قبل هذه الممارسة.
صدرك هو أول وأفضل مكان لطفلك في العالم الخارجي، فاستغلي هذه الساعة الذهبية لممارسة ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة مع طفلك الرضيع وتعزيز صحتكما وعلاقتكما معًا.