مضادات الكولين | الاستخدامات والآثار الجانبية وتأثير الجرعات الزائدة

يصف الأطباء مضادات الكولين (Anticholinergics) لعلاج حالات مرضية معينة، وقد يكون لها آثار جانبية خطيرة، في هذا المقال، سنتعرف على تلك الأدوية، واستخداماتها، وآثارها الجانبية.
ما هي مضادات الكولين؟
هي فئة من الأدوية التي تمنع عمل الناقل العصبي (الأسيتيل كولين)، والذي ينقل الإشارات بين الخلايا. وتستخدم هذه الأدوية لعلاج بعض الحالات المرضية، مثل: فرط نشاط المثانة، وسلس البول، واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها من الأمراض.
ما هي وظائف الأسيتيل كولين؟
يعد الأسيتيل كولين أهم النواقل العصبية للجهاز العصبي، حيث يعمل على توصيل الرسائل الكيميائية إلى الدماغ؛ لتنظيم وظائف معينة في الجسم، إما عن طريق إبطائها أو تسريعها. وتشمل التأثيرات على العضلات الهيكلية المشاركة في الحركة، والعضلات الملساء المبطنة لكلٍ من القلب، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والرئتين.
ومن تلك التأثيرات ما يلي:
- التأثير على القلب: حيث يعمل الأسيتيل كولين على خفض معدل ضربات القلب، كما يعمل على توسيع الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى خفض معدل انقباض عضلة القلب.
- التأثير على الجهاز الهضمي: يعمل الأسيتيل كولين على زيادة حركة الأمعاء، عن طريق زيادة انقباضات وتقلصات الجهاز الهضمي.
- التأثير على المسالك البولية: يعمل على زيادة انقباضات عضلات المثانة، وزيادة ضغط التفريغ اللاإرادي.
- التأثير على إفرازات الجسم: يرتبط الأسيتيل كولين بمستقبلات تسمى المستقبلات المسكارينية، والتي تتواجد في غدد مختلفة من الجسم مثل: الغدد اللعابية، والغدد العرقية، والغدد الهضمية؛ مما يؤدي إلى زيادة في إفرازات تلك الغدد.
- التأثير على الجهاز العصبي: يعزز الأسيتيل كولين سلامة الذاكرة، ووظائف الدماغ، ويقلل التشتت؛ مما يؤدي إلى زيادة الانتباه، وبالتالي تعزيز مهارات التعلم.
أقرأ أيضًا: أسباب التهاب العصب السابع وطرق العلاج
كيفية عمل مضادات الكولين
تعمل مضادات الكولين على منع عمل الأسيتيل كولين، حيث تعيق الأسيتيل كولين من الارتباط بمستقبلاته على خلايا عصبية معينة، مما يؤدي إلى منع النبضات العصبية المسؤولة عن حركة العضلات اللاإرادية الموجودة في الجهاز الهضمي، والرئتين، والجهاز البولي، والقلب، والرحم؛ فيعمل ذلك على تقليل التقلصات وتخفيف الأعراض.
أقرأ أيضًا: جفاف الفم .. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
استخدامات مضادات الكولين
تستخدم هذه الأدوية لعلاج بعض الحالات المرضية، منها:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- فرط نشاط المثانة، وسلس البول.
- اضطرابات الجهاز التنفسي، مثل الانسداد الرئوي المزمن.
- دوار الحركة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال، والقيء، والتقلصات.
- أعراض مرض باركنسون.
- التسمم الناتج عن المبيدات الحشرية.
- الحساسية.
- الأرق.
- فرط التعرق.
كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للكولين أثناء الجراحة، كمرخيات للعضلات، للمساعدة في التخدير، ووقف إفراز اللعاب.
أقرأ أيضًا: حساسية الدواء وما حولها من تساؤلات
الآثار الجانبية للأدوية المضادة للكولين
تشمل الآثار الجانبية لتلك الأدوية ما يلي:
- احتباس البول.
- جفاف الفم.
- اتساع حدقة العين.
- عدم وضوح الرؤية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- قلة التعرق.
- زيادة معدل نبض القلب.
- مشاكل في التفكير، وضعف الذاكرة.
- الزَّرق.
- انخفاض تقلص العضلات.
- تسرب الأمعاء.
- ارتباك.
- هلوسة.
عند استخدام الأدوية المضادة للكولين، يجب الحذر من التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة؛ حيث يؤدي استخدام هذه الأدوية إلى قلة التعرق، مما يعمل على رفع درجة حرارة الجسم؛ فيزيد ذلك من خطر التعرض لضربات الشمس.

موانع استخدام مضادات الكولين
من الممكن أن يؤدي استخدام مضادات الكولين إلى تفاقم بعض الحالات المرضية، والصحية لكثير من المرضى، منها:
- الإصابة بالخرف، قد يؤدي استخدام الأدوية المضادة للكولين للمرضى كبار السن إلى الخرف؛ نظرًا لسهولة اختراقها للحاجز الدموي للدماغ.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تضخم البروستاتا.
- الوهن العضلي الوبيل (myasthenia gravis).
- الجلوكوما (الزَّرق).
- سرعة معدل ضربات القلب، أو عدم انتظامها.
- انسداد المسالك البولية.
- الإمساك الشديد.
- أمراض الكبد.
- متلازمة داون (Down syndrome).
- الأمراض العقلية.
أقرأ أيضًا: هل الامساك يزيد الوزن على الميزان؟
تأثير الجرعات الزائدة
من التأثيرات الواضحة للاستخدام المفرط أو للجرعات الزائدة من مضادات الكولين ما يلي:
- الحمى.
- صعوبة في التنفس.
- الهلوسة الشديدة.
- سرعة معدل ضربات القلب.
- احمرار الجلد.
- الإمساك.
- عسر التبول.
- النعاس الشديد.
- الدوخة.
- الكلام المتداخل (عسر التلفظ).
يجب الحذر من الاستخدام المفرط للأدوية المضادة للكولين، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي، أو حتى إلى الموت.
قائمة بأسماء الأدوية المضادة للكولين
لا تستخدم مضادات الكولين إلا تحت إشراف الطبيب، ومن أمثلة تلك الأدوية ما يلي:
- الأتروبين (Atropin).
- سيكلوبنتولات (Cyclogyl).
- هيوسيامين (Buscopan).
- بروبانثيلين (Pro-Banthine).
- إبراتروبيوم (Atrovent).
- بنزتروبين ميسيلات (Congentin).
- تروبيوم.
- ميثسكوبولامين.
- فلافوكسات (Urispas).
- داريفيناسين (Enablex).
وتستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات طبية مختلفة، طبقًا لوصف الطبيب.

أدوية لها نفس تأثير مضادات الكولين
هناك بعض الأدوية لها نفس تأثيرات مضادات الكولين كآثار جانبية، غير مقصودة. وتشمل تلك الأدوية: الأدوية المضادة للاكتئاب، والمضادة للذهان، التي تقلل أو تزيد من الناقلات العصبية للسيروتونين، والدوبامين لتحسين الحالة المزاجية للمريض.
ومن أمثلة تلك الأدوية ما يلي:
- نوربرامين (Dispramine).
- كلوزاريل (Clozapine).
- ثورازين (Chlorpromazine).
- باكسيل (Paroxetine).
- توفرانيل (Imipramine).
- أولانزابين (Zyprexa).
وغالبًا ما توصف تلك الأدوية لفترات طويلة؛ مما يزيد من خطورة حدوث تأثيرات مضادات الكولين.
الأسئلة الشائعة
ما هي متلازمة مضادات الكولين؟
تحدث تلك المتلازمة عند التوقف المفاجئ عن استخدام مضادات الكولين لفترات طويلة. وتشمل الأعراض: خفقان القلب، والأرق، والقلق. ويمكن التغلب على هذه الحالة عن طريق خفض الجرعات بشكل تدريجي.
ما هي المصادر الطبيعية للكولين؟
من المصادر الطبيعية للكولين ما يلي:
- اللحوم، مثل: اللحم البقري، والدجاج.
- المأكولات البحرية، مثل: الكافيار، وسمك السلمون.
- البقوليات، مثل: الحمص، وفول الصويا.
- الخضروات، مثل: القرنبيط، والكرنب، والبروكلي.
- حليب الماعز، والمكسرات، وصفار البيض، والفطر.
ما هي فوائد الكولين؟
يعمل الكولين على:
- تقوية الذاكرة، ودعم صحة الدماغ، وتحسين القدرات الإدراكية.
- تقليل فرص حدوث تسمم الحمل، كما يقلل من فرص حدوث تشوهات خلقية للجنين.
- مقاومة بعض الأمراض التي تصيب الكبد، مثل: مرض الكبد الدهني.
- تحسين الحالة المزاجية، وتنظيم حركة العضلات.
- تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر (Alzheimer`s disease).
لماذا يتحطم الأسيتيل كولين بسرعة؟
يتحطم الأسيتيل كولين بسرعة بعد نقل الإشارات العصبية، حتى لا يدخل إلى الدورة الدموية، وينشط الخلايا العصبية للجهاز الباراسمبثاوي؛ مما يؤدي إلى الانخفاض الحاد لضغط الدم؛ فيترتب على ذلك فشل في الدورة الدموية، وحدوث الوفاة.
ما هي مضادات المسكارين؟
مضادات المسكارين هي أحد أنواع مضادات الكولين، التي توقف عمل مستقبلات الكولين المسكارينية، ومن وظائفها ما يلي:
- تعمل على إرخاء العضلات اللاإرادية، مثل تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، فتعمل على علاج التقلصات، وتشنجات الجهاز الهضمي.
- تقلل مضادات المسكارين من إفراز اللعاب، والعرق، والعصارة الهضمية.
- تقوم مضادات المسكارين بتوسيع حدقة العين، لتمكين الطبيب من فحص قاع العين؛ لتشخيص بعض الأمراض، مثل: انفصال الشبكية، والزرق، ومرض السكري.
وأخيرًا، فإن الأدوية المضادة للكولين شأنها كشأن سائر الأدوية، لا يجب تناولها إلا بوصف الطبيب، ولا يوقف استخدامها إلا تحت إشراف الطبيب؛ نظرًا لما يترتب على ذلك من آثار جانبية قد تكون وخيمة. دمتم سالمين.