مرض أديسون أو قصور الغدة الكظرية: أعراضه واسبابه والعلاج

مرض أديسون أو قصور الغدة الكظرية, هو مرض يصيب الغدة الكظرية فيعوق إفراز الهرمونات السترويدية منها, مما يشكل خطرا على الوظائف الحيوية للمريض.
عن هذا المرض يدور مقالنا هذا من مقالات دكتور كشكول لنتعرف معا على أعراض مرض اديسون وأسبابه وما يمكن فعله لعلاجه, فلنقرأ معا.
ماهو مرض أديسون؟
داء أديسون هو مرض يصيب الغدة الكظرية, وهى غدة صغيرة تقع فوق الكلى, ولدى كل منا زوج منها حيث تقع واحدة على كل كلية من الكليتين.
وتقوم قشرة هذه الغدة بإفراز مجموعة من الهرمونات تعرف بالهرمونات السترويدية, ومن أهم تلك الهرمونات هرمونى الكورتيزول, والألدوستيرون.
وعندما يحدث قصور فى إفراز الهرمونات السترويدية من قشرة الغدة الكظرية نتيجة فشلها فى القيام بوظيفتها, تعرف هذه الحالة بمرض اديسون.
ويمكن تقسيم مرض اديسون أو القصور الكظرى إلى قسمين:
داء أديسون الخلقى أو القصور الكظرى الأولى
وهو عيب خلقى يولد الطفل وهو يحمله, نتيجة وجود خلل فى الإنزيمات المسئولة عن إفراز الكورتيزول, أو وجود خلل فى نسيج الغدة الكظرية نفسه يمنعها من التفاعل مع تلك الإنزيمات, وتكون النتيجة هى خلل إفراز هرمونات قشرة الكظرية وهى الآتى ذكرها.
الكورتيزول
ويعرف بهرمون الإجهاد, حيث تحث الغدة النخامية قشرة الغدة الكظرية لإفرازه فى حالات تعرض الجسم للإجهاد بنوعيه البدنى والنفسى, ومن وظائفه فى الجسم:
- تهدئة جهاز المناعة بحيث يتم الحد من حدوث الإلتهابات, وكذلك لكبح المناعة عن مهاجمة أنسجة الجسم نفسه.
- يقلل من معدل ترسيب الكالسيوم فى العظام بحيث يبقى فى الحدود الطبيعية فلا يحدث فرط تعظم.
- تنظيم عملية التمثيل الغذائى.
- التحكم فى توازن المياه والأملاح فى الجسم.
- يزيد لدى الحوامل خلال الأسابيع من 30-32 من الحمل لتشجيع نمو رئتى الجنين.
الألدوستيرون
وهو هرمون ضغط الدم, يفرز من قشرة الغدة الكظرية نتيجة حث الغدة النخامية أيضا, ودوره الرئيسى ببساطة هو تنظيم ضغط الدم عند حدوده الطبيعية, عن طريق التحكم فى معدلات الصديوم والبوتاسيوم المطروحة عبر البول.
ويزيد إفرازه عند إنخفاض ضغط الدم, حيث يعمل على إعادة امتصاص الماء و الصديوم من الكليتين ومن القولون إلى مجرى الدم, وزيادة ضخ البوتاسيوم عبر البول, مما يعمل على رفع ضغط الدم.
داء أديسون الثانوى
هو قصور فى الغدة الكظرية ينشأ عن أسباب تحدث بعد الولادة, فى أى مرحلة من مراحل حياة الإنسان, وقد يكون السبب أحد الأسباب الآتية:
- تدمير الغدة الكظرية بسبب أحد أمراض المناعة الذاتية.
- تدمير الغدة الكظرية نتيجة حدوث نوع من العدوى, مثل السل .
- إصابة الغدة النخامية بأورام تعوق إفرازها للهرمونات المحفزة للغدة الكظرية.
- الإصابة بأورام بالغدة الكظرية تعوقها عن العمل.
- العلاج بالكورتيزول لفترة طويلة مما يكبح إنتاجه الطبيعى.
- الإصابة بمتلازمة ووترهاوس-فريدريكسن, وهى متلازمة تسبب التهابا فى الغدة الكظرية يسبب تدمير نسيجها.
أعراض مرض أديسون
بالطبع يؤدى نقص هرمونى الكورتيزول والألدوستيرون الناتج عن داء أديسون لحدوث أعراض نقص هذين الهرمونين, والتى تتمثل فى الأعراض الآتية:
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والإجهاد.
- نقص الوزن.
- إنخفاض حرارة الجسم وفرط الشعور بالبرد.
- آلام المفاصل والعضلات.
- إنخفاض ضغط الدم.
- إنخفاض سكر الدم.
- الشعور بالدوار.
- الشره للأطعمة المملحة.
- الشره للأطعمة السكرية.
- إصطباغ الجلد والأغشية المخاطية باللون البرونزى الداكن.
- آلام البطن والإسهال.
- تشوش التفكير.
- الإكتئاب.
- فقدان الوعى(الإغماء أو الغيبوبة).

أسباب مرض أديسون
- الَإضطرابات الجينية والوراثية.
- مضاعفات بعض انواع العدوى طويلة الأمد كالسل ونقص المناعة البشرى(الأيدز)أو العدوى الفطرية.
- النزف الشديد بالغدة الكظرية.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية كالبهاق وسكر النوع الأول.
- داء النشوانى الذى يتسبب بترسب الأميلويد بأعضاء الجسم المختلفة.
- أثر جانبى لبعض الأدوية مثل أدوية متلازمة كوشينج(متلازمة تسبب فرط إنتاج الكورتيزول), أو بعض الأدوية المستعملة فى التخدير العام.
- العلاج الإشعاعى للغدة النخامية والكظرية.
- الأورام السرطانية بالغدة الكظرية.
- إستئصال الغدة الكظرية جراحيا.
تشخيص مرض أديسون
يتم تشخيص داء أديسون عن طريق أعراضه السريرية, بالإضافة إلى الفحص الإكلينيكى, ويتم تأكيد التشخيص مخبريا عن طريق :
- قياس مستوى الكورتيزول, حيث تقل قيمته عن 5 ميكروجرام فى الملليلتر الواحد.
- قياس نسب الصوديوم والبوتاسيوم وسكر الدم التراكمى.
- إجراء اختبار تنشيط الغدة بواسطة الهرمون المنشط للكظرية وقياس مدى استجابتها له بقياس هرموناتها.
- قد يفيد إجراء الأشعة المقطعية على الغدتين النخامية والكظرية فى تحديد سبب القصور ونوعه.
- قد يرى الطبيب إجراء فحوص تأكيدية أخرى كاختبارات وظائف الغدة الدرقية مثلا وغيرها للتأكد من مسبب داء أديسون وأثره على بقية غدد الجسم.
النوبة الأديسونية (أزمة داء أديسون)
قد يمر مريض مرض اديسون بنوبة ينخفض فيها كورتيزول الدم بشكل كبير جدا مما قد يهدد حياة المريض, حيث يحتاج المريض وقتها إلى إسعاف طارىء, وتظهر وقتها على المريض أعراض حادة تتمثل فى الآتى:-
- الشعور بالتعب الشديد.
- الغثيان والقىء.
- الهذيان والإرتباك.
- فقدان الوعى.
ولهذا السبب يجب على المريض بداء أديسون أن يحمل سوارا يكتب عليه مرضه, حتى إذا هاجمته النوبة الأديسونية فى أى مكان يمكن لمسعفيه التعرف على طبيعة حالته وتقديم ما يلزمه للعلاج, كما أن هناك بعض العوامل التى تشجع حدوث النوبة الأديسونية لدى مرضى مرض أديسون مثل:
- الأصابة بالعدوى.
- التعرض للجفاف.
- إنخفاض سكر الدم لدى مرضى السكر.
- التعرض لمضاعفات الحمل.
- التعرض لإجهاد جسدى كما يحدث فى الحوادث والعمليات الجراحية والإصابات الشديدة.
- الصدمات النفسية.
- استعمال السترويدات لفترة زمنية طويلة أو إيقاف استعمالها بشكل مفاجىء.
ويتم التعامل مع أزمة داء أديسون بشكل رئيس عبر الأدوية التالية على حسب متطلبات الحالة:
- هرمون الكورتيزول.
- محلول الصديوم الوريدى.
- محلول الديكستروز الوريدى.
علاج مرض أديسون
يعتمد العلاج فى داء أديسون على نوع القصور, فهو يختلف فى حالة القصور الأولى عنه فى حالة القصور الثانوى.
فى حالة القصور الأولى يعتمد العلاج على هرمونات الكورتيزول والألدوستيرون البديلة معا.
أما فى حالة داء أديسون الثانوى فيعتمد العلاج على بدائل الكورتيزول فقط بدون بدائل الألدوستيرون.
كما أنه فى حالة داء أديسون الأولى لدى النساء فيجب بحث خيارات العلاج بالأندروجين أيضا وهو هرمون سترويدى مسئول عن التطورات الجنسية وظهور المظاهر الجنسية الثانوية, والخصوبة, ويكون ناقصا أيضا فى حالات القصور الكظرى الأولى.
بعض التدابير للسيطرة على مرض أديسون
مرض أديسون كمرض مزمن, يلزم المريض به أن يكون على علم ببعض التدابير التى يجب أن يلتزم بها للسيطرة على المرض, ليتمكن بقدر الإمكان من التعايش معه دون التعرض لمضاعفات تؤثر على حياته وقد تهددها أيضا, ويجب على المريض التعرف على التدابير اللازمة فى حالته من الطبيب المعالج, لأنها تختلف من مريض لآخر وفق لحالته ولنوعية داء أديسون لديه, ولكن يمكننا فى دكتور كشكول أن ننصحك عزيزى المريض بإتباع هذه التدابير:
- الإلتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج بجرعاتها الموصوفة بالضبط, وعدم تبديلها أو تغيير جرعاتها أو إيقافها إلى بعد مشورة الطبيب.
- الإلتزام بما يرشدك إليه الطبيب من تحاليل دورية لمتابعة الحالة وضبط جرعات الأدوية بناء على ما يطرأ عليها من تطورات قد تستلزم زيادة الجرعات أو تقيليلها.
- إتباع النظام الغذائى الذى ينصحك به الطبيب من حيث كميات الملح والسكر ومواعيد تناولها, مع الحرص على عدم استعمال بدائل الملح كالملح منخفض الصديوم مثلا لأنها لا تصلح لمرضى داء أديسون.
- الإحتفاظ بجرعات إضافية من الأدوية بالمنزل لإستعمالها فى حالات الطوارىء أو تعذر الحصول عليها لأى سبب.
- التأكد من إصطحاب الأدوية مع المريض أثناء السفر والتأكد من توفرها فى البلد الذى سيسافر إليه وإلا حمل معه منها ما يكفيه لفترة سفره مع الحرص على توفير شروط حفظها.
- الإحتفاظ بجرعات طوارىء من الأدوية فى المنزل والمدرسة والسيارة ومكان العمل لإستعمالها وقت الحاجة.
- إخبار الطبيب المعالج بما يطرأ على المريض من حالات إجهاد بدنى أو نفسى, كالمرور بأزمة نفسية أو حدوث حالة مرضية أو إصابة أو المشاركة فى حدث رياضى مثلا, لتعديل جرعات الأدوية وفقا لمتطلبات الحالة.
- فى حالة الحاجة إلى إجراء جراحى فيجب إخبار الطبيب بمرض أديسون ليتخذ التدابير اللازمة حيال تخدير المريض.
- إستشارة الطبيب المعالج فى حالة التفكير فى الحمل لمريضة داء أديسون.
- تعليم المريض كيفية استعمال الأدوية بنفسه دون الإعتماد على الآخرين الذين قد لا يكونوا متواجدين وقت حاجة المريض إليها.
- حمل المريض لبطاقة تبين مرضه مع هويته وأوراقه, ليتسنى للمحيطين به والمسعفين التعرف على مرضه وإسعافه.
أسئلة شائعة عن مرض أديسون
حاولنا فى المقال السابق من مقالات دكتور كشكول أن نعرض فكرة مبسطة عن داء أديسون, ولكن بالطبع لم نتطرق من خلاله لكافة التفاصيل, والتى سنحاول تغطيتها من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة عن داء أديسون وإجاباتها.
سمى مرض أديسون بهذا الإسم نسبة إلى مكتشفه الطبيب الإنجليزى توماس أديسون, وهو شخص آخر غير مخترع المصباح الكهربى والعلاقة بينهما مجرد تشابه فى الأسماء.
لا مع الأسف, مرض أديسون حالة مزمنة تلازم المريض مدى حياته, ولكن يمكن التعايش معها عبر تناول الهرمونات التعويضية.
بعض حالات مرض أديسون تنشأ عن عوامل وراثية, ولكن ليست جميع حالات مرض أديسون وراثية.
لا بالطبع, فلن يحول مرض أديسون الذكر إلى أنثى أو العكس, ولكنه يؤثر على المظاهرالجنسية للمريض.
قدرة المريض على الزواج تختلف تبعا لحالته ودرجة مرضه, فبعض المرضى يمكنهم الزواج والإنجاب, وبعضهم لا يستطيع ذلك.
تتحدد قدرة المريضة على الحمل من عدمها تبعا لشدة حالتها, فيترك للطبيب تقدير ذلك.
يتسبب مرض أديسون بإنخفاض ضغط وسكر الدم, كما أن تعرض الجسم للجفاف قد يؤدى للنوبة الأديسونية, لذلك لا ينصح بصيام مريض أديسون.
أى مرض يمكن أن يكون خطيرا إذا أهمل التعامل الصحيح مع الحالة, وخطورة مرض أديسون تحدث إذا أهملت تدابير علاجه.
نعم يمكن أن يؤثر مرض أديسون على الخصوبة, وإهمال علاج مرض أديسون الأولى قد يسبب العقم للجنسن.
للأسف يمكن أن يتسبب إهمال تشخيص وعلاج المرض فى وفاة المريض, كما أن النوبة الأديسونية من الحالات المهددة للحياة.
داء أديسون حالة مرضية نسبة اكتشافها أقل من نسبة شيوعها كثيرا, فقد يظل المريض لسنوات يعانى من أعراضها دون أن يكتشف سبب هذه الأعراض, ولهذا ينصحك دكتور كشكول عزيزى القارىء بضرورة إستشارة الطبيب فى حال ظهور أي أعراض مرضية مهما كانت بساطتها, فقد تكون مضاعفات المرض أخطر كثيرا من أعراضه الظاهرة.