متى يأكل الطفل الرضيع؟

متى يأكل الطفل الرضيع, سؤال يتبادر إلى أذهان معظم الأمهات الجدد, وبخاصة عندما يستمعن إلى تجارب الأخريات, فتلك أطعمت طفلها فى الشهر الثانى, وتلك فى السابع بعد أن بدأت أسنانه بالظهور, وتلك لم تطعمه إلا بعد فطامه من الرضاعة, إلى آخر تلك التجارب التى تضع الأم الجديدة فى حيرة, وخاصة أن لكل منها مبرراتها التى تبدو منطقية تماما, فمن منهن على صواب وأى النصائح يجدر بها إتباعها؟

حول إجابة هذا السؤال المحير يدور هذا الموضوع من موضوعاتنا فى دكتور كشكول, لنتعرف معا على السن المناسبة لإطعام الرضيع, وما يجب مراعاته عند إطعامه الطعام الصلب لأول مرة.

السن المناسبة لأكل الطفل الرضيع

بالطبع طالما سمعت عزيزتى الأم العديد من الآراء حول ذلك, فمن الأمهات من أطعمت طفلها فى الشهر الثانى ومنهن من لم تطعمه إلا بعد بلوغ عامه الأول.

كذلك من الناحية الطبية توجد العديد من المدارس التى ينظر كل منها لهذا الأمر من زاوية مختلفة يقرر على أساسها سن إطعام الرضيع.

ولكن المتفق عليه أن السن المناسبة لإطعام الرضيع هى ما بين الشهر الرابع إلى السادس, ومن غير المحبذ بصفة عامة إطعام الطفل قبل إتمامه شهره الرابع.

أقرأ أيضاً: مراحل تطور الطفل من الشهر الأول حتي 24

لماذا الإنتظار للشهر الرابع أو السادس

ذلك لأنه بطبيعة الحال يولد الطفل بإنزيمات هضمية متخصصة فى هضم اللبن وحده, ويبدأ جهازه الهضمى فى إفراز الإنزيمات الطبيعية اللازمة للهضم عموما بشكل تدريجى.

وبالتالى فإذا تم إطعام الرضيع قبل هذه السن فلن يستطيع هضم الطعام, وبالتالى سيسبب هذا مشاكل هضمية للطفل, وقد ينتج عن تلك المشاكل عدم إستفادته من الغذاء عموما حتى اللبن, وبالتالى نكون قد ألحقنا الضرر بالطفل بدلا من أن نفيده.

أقرأ أيضاً: تحليل أنيميا الفول – كمية إنزيم G6PD

الشروط الواجبة ليأكل الطفل الرضيع

بالطبع لا يمكننا أن نعتبر أن السن هو العامل الوحيد الذى نحدد على أساسه هل يأكل الرضيع أم لا دون أية إعتبارات أخرى.

فليس كل رضيع بلغ الشهر الرابع يمكن أن نطعمه, فلابد أن تتوافر فى الطفل شروط تؤكد لنا أنه على إستعداد ليأكل بلا أن يتعرض لمشكلات صحية:-

  • أن يكون نمو و وزن الطفل طبيعيا, فلو كان نمو الطفل ضعيفا ووزنه قليل لا يجب البدء بإطعامه على عكس الشائع, فمعنى ضعف نمو الطفل أنه لا يستطيع هضم وإمتصاص محتويات اللبن بالشكل الطبيعى وأخذ إحتياجاته الغذائية منه, فإن كان جهازه الهضمى لا يقوى على هضم اللبن, فكيف بالطعام الصلب. كما أن ضعف نمو ووزن الطفل قد يكون مؤشرا لإصابته بمشكلة صحية تجعله يحتاج إلى أسهل الأطعمة هضما, لا إلى الطعام الصلب الذى يحتاج إلى معدة سليمة لهضمه.
  • لا تبدأى إطعام الطفل وقت مرضه, بل إنتظرى حتى يشفى تماما.
  • يجب أن يكون الطفل قادرا على الجلوس وسند راسه بنفسه, لأنه لو لم يستطع ذلك ستزيد إحتمالية أن يغص بالطعام وقد يختنق.
  • يجب أن يبدى الطفل نفسه الإستعداد لتجربة الطعام الصلب, كأن يبدى رغبته فى تجربة الطعام عند مشاهدة الكبار يأكلون مثلا, أو أن يضع أصابعه فى أطباق الطعام ثم يلعقها بفمه.
  • أن يكون الطفل سليما من الناحية الصحية ولا يعانى أمراضا مزمنة تستوجب إستشارة طبيبه قبل البدء بإطعامه.
متى يأكل الطفل الرضيع؟

كيف يأكل الطفل الرضيع؟

بعد أن عرفنا السن والشروط ليأكل الطفل الرضيع, يتبادر إلى أذهاننا سؤال, كيف و ماذا سنطعم هذا الرضيع؟

بالطبع يجب أن يبدأ إطعام الرضيع بشكل تدريجى, فليس من المعقول أن نطعمه اللحم مثلا فى أول مرة يجرب فيها أن يأكل, كما أن هناك أنواعا من الطعام لا يجب أن نطعمها للرضيع قبل إتمامه العام الأول, فتعالوا لنتعرف معا على بعض أنواع الطعام التى يمكن تقديمها للرضيع عندما يبدأ ألأكل.

تكون البداية بأن نسمح للرضيع بتذوق الطعام بكميات بسيطة, ثم بعد فترة نقوم بإستبدال رضعة من رضعات الطفل بوجبة من الطعام تتكون من ثلاثة أو أربعة ملاعق لمدة عشرة أيام, ثم استبدال رضعتين لمدة عشرة أيام, ثم ثلاث رضعات حتى يتم الطفل الشهر السادس, حيث أنه من المفضل أن تكون الرضاعة هى طعام الطفل الأساسى حتى الشهر السادس من عمره.

كما يجب أن نطعم الطفل نوع واحد من الطعام لمدة اربعة أيام, حتى نتأكد تماما من أن الطفل ليس مصابا بحساسية تجاهه, ثم ندخل نوعا آخر بنفس الطريقة وهكذا.

طعام بداية أكل الرضيع

يفضل أن يكون طعام البداية للرضيع سهل الهضم مقتصر على الخضروات والفواكه, التى يتم سلقها جيدا وهرسها, ومن أمثلة تلك الفواكه والخضروات:-

  • الكوسة.
  • الجزر.
  • البطاطا.
  • التفاح.
  • الكمثرى.

المرحلة التالية

بعد فترة حوالى أسبوعين من مرحلة البداية, يمكن البدء بإدخال بعض الحبوب كالأرز وبسكويت الأطفال غير المحلى والشوفان بالحليب.

ثم نبدأ بإدخال اللحوم والدواجن المسلوقة سلقا جيدا, بعد هرسها مع بعض المرق.

أقرأ أيضاً: متلازمة التراجع الذيلي: الأعراض والأسباب والعلاج

أطعمة ممنوعة للأطفال قبل سن العام

الكثير من الأمهات يستغربن هذا الأمر, ويستشهدن بتجارب صديقاتهن اللاتى أطعمن أطفالهن بلا قيود ولم يصب الأطفال بأى مكروه.

حقيقة الأمر التى يجب أن نعلمها جميعا, أن منع بعض الأطعمة عن الأطفال ليس مرتبطا بأمراض ستصيبهم بعد تناولها مباشرة كما يعتقد الجميع, فليس شرطا أن يمرض طفلك الأقل من عام إذا أطعمتيه اللبن أو العسل, ولكن تلك الأطعمة تحتوى على بروتينات مثيرة للجهاز المناعى, والطفل تحت عمر السنة مازال جهازه المناعى فى طور التكوين, وبالتالى فإطعامه تلك الأطعمة يؤدى إلى إنتاج أنواع من الأجسام المناعية المضادة التى ترفع إستعداد الطفل لأمراض المناعة الذاتية طوال حياته.

فسكر النوع الأول مثلا من أمراض المناعة الذاتية التى تنتج عن إطعام الرضع تلك الأطعمة قبل بلوغهم سن السنة, رغم أن أعراضه قد تظهر على الطفل فى سن المدرسة مثلا, وبالتالى نحن ننصحك عزيزتى الأم بتجنب إطعام طفلك تلك الأطعمة للحفاظ على صحة جهازه المناعى وحمايته من زيادة الإستعداد لأمراض الحساسية والمناعة لبقية حياته وليس الأمر مرهونا بالفترة التى تناول فيها الطعام كما تظنين.

والأطعمة الممنوعة عن الأطفال قبل عمر السنة:-

  • الفول.
  • لبن البقر ومنتجاته.
  • بياض البيض.
  • الأطعمة المغلفة والمعلبة.
  • العسل.
  • السكرالأبيض.
  • الملح.
  • السمن.
متى يأكل الطفل الرضيع؟

نصائح لأكل الطفل الرضيع

  • إلتزمى بقاعدة الأربعة أيام لكل نوع طعام جديد, حتى تتمكنى من تحديد أيها الذى سبب حساسية لطفلك.
  • إذا تناول الطفل نوعا من الطعام فظهرت عليه أعراض تحسس, كرشح الأنف أو الطفح الجلدى أو تدميع العينين أو الشعور بالحكة, أوقفى هذا النوع من الطعام ولا تجربيه مرة أخرى قبل عمر السنة.
  • إذا كانت أعراض التحسس شديدة كصعوبة التنفس أو فقدان الوعى فإحملى الطفل فورا إلى أقرب مركز طوارىء وأخبريهم بنوع الطعام الذى سبب الحساسية.
  • يمكن أن تظهر أعراض الحساسية على الطفل فى غضون ثلاثة أيام من تناول الطعام وليس شرطا أن تحدث فى نفس يوم تناوله.
  • إذا جربت نوعا من الطعام ورفضه الطفل فلا تكرهيه عليهلأن ذلك سيزيده رفضا وعنادا,  وربما يدفعه إلى رفض الطعام عموما, ويمكنك تكرار التجربة بعد فترة فربما غير الطفل رأيه بشأن ذلك الطعام.
  • من الطبيعى تماما أن تتغير عادات إخراج الطفل مع بداية تناوله للطعام الصلب, فقد يصاب ببعض الإمساك أو الإسهال تبعا لنوعية الطعام.
  • يجب أن تتركى فى طعام الطفل المهروس بعض القطع الصغيرة لتشجيعه على حركة المضغ حتى وإن لم يكن له أسنان, ولكن إفعلى ذلك مع الخضروات والفواكه والأرز, وتجنبيه مع اللحوم إلا إذا كانت مفرومة بالأساس.
  • أعطى طفلك كميات صغيرة من الطعام فى كل ملعقة ليتسنى له أن يلوكها ويمضغها ويبلعها, فالملعقة الممتلئة تدفع الطفل لبلعها بدون مضغ.
  • خصصى وقتا كافيا لطفلك لتناول طعامه, ولا تجعلى الإستعجال أو ضيق الوقت يدفعك لحشر الطعام حشرا فى فم الطفل, فبلع الطعام بدون مضغ يصيب الطفل بالإنتفاخ وعسر الهضم وربما أصابه بالإسهال نتيجة عدم إكتمال هضم الطعام, لأن إنزيمات اللعاب التى تختلط بنشويات الطعام تقوم بهضم تلك النشويات جزئيا فيسهل هضمها بعد ذلك.
  • لا تطعمى الطفل عن طريق زجاجة الرضاعة أو كوب الأطفال,  المفضل فى هذا الشأن استعمال الطبق والملعقة.
  • إحترمى حجم معدة طفلك, وتوقفى عن إطعامه عندما يشعر بالشبع ويرفض المزيد من الطعام.
  • الطفل فى عمر الأقل من العام قد يسىء تقدير حجم معدته, فيأكل كميات كبيرة بدون وعى, بعض الأطفال يستمر فى الأكل حتى يتقيأ, حددى بنفسك كمية طعام الطفل, كما أن تمديد حجم معدة الطفل عن حجمها الطبيعى أمر غير صحى بالمرة, سيجعل الطفل ينشأ على تناول كميات كبيرة من الطعام أكثر من حاجة جسمه لأن حجم معدته كبيرفيحتاج إلى الكثير من الطعام ليشعر بالشبع, مما يصيبه بالسمنة وما يتبعها من مشكلات صحية خطيرة تمتد معه مدى حياته.

وفى نهاية موضوعنا ينصحك دكتور كشكول عزيزتى الأم ألا تتخذى خطوة أن يأكل طفلك الرضيع إلا بعد إستشارة طبيبه, ليخبرك بنفسه بما إذا كان طفلك على إستعداد لتناول الطعام أم أنه مازال من المبكر أن تفكرى بإطعامه.

كما لا ننسى تذكيرك بأن الرضاعة الطبيعية يجب أن تبقى الركيزة الأساسية لطعام الطفل لأنها أكثر الأطعمة ملائمة لطبيعة تكوين جسمه, كما تلعب دورا فى الحفاظ على مناعته وصحته العامة مدى حياته.

فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية كانوا أقل وزنا وأقوى جسما وعظاما وأفضل صحة وأكثر ذكاء من هؤلاء المعتمدين على أنواع الطعام الأخرى أو على الرضاعة الصناعية, فالرضاعة الطبيعية هى كنز الصحة لأى طفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى