متلازمة نفاس البعل – متلازمة كوفاد .. الأب الحامل

لا يستطيع أى منا إنكار فضل الأم, فهى الحنان اللا متناهى والغير مشروط, ذلك لأن عطائها لأبنائها لا يبدأ فقط من لحظة ميلادهم, بل منذ اللحظة الأولى لحدوث الحمل, لذلك نجد أنه برغم معاناة الأم من أعراض الحمل المزعجة كالغثيان والقىء الصباحى والصداع وفقدان الشهية والشعور بالإعياء وغيرها من أعراض الحمل التى تعلمها كل من سبق لها الإنجاب, إلا أن الأم برغم كل هذا تكون فرحة بكونها ستصبح أما, فحتى الطفلة الصغيرة تحلم باليوم الذى ستصبح فيه أما.

بل إنه حتى آلام الولادة التى تعتبر أقسى ألام يمكن أن يشعر بها الإنسان, تعانيها الأم وهى فرحة فى قرارة نفسها بأنها بعد لحظات ستحمل وليدها بين يديها وتضمه إلى حضنها الدافىء لتشعر بأغلى شعور على قلب الأنثى, الأمومة.

ولذلك أوصتنا الأديان ببر الأم والإحسان إليها والعرفان بجميلها مهما بلغت بنا السن أو طال بنا العمر, وسواء كانت الأم على قيد الحياة أو بعد وفاتها, وجعلت من عقوق الأم معصية عظيمة لله عز وجل.

وفى غمرة شعورنا بعظم دور الأم, قد ننسى الأب ونتغافل عن العرفان بجميله, برغم أن دوره لا يقتصر على حدوث الحمل كما يظن الجميع, ولا على تربية الصغير وتحمل نفقاته حتى يكبر, ربما تستعجبون إذا علمتم أن أعراض الحمل حتى تؤثر على الأب مثلما تؤثر على الأم, فهناك حالة معروفة تسمى بمتلازمة كوفاد, أو الحمل التعاطفى, التى تسمى مجازا بمتلازمة الأب الحامل.

حتى لا يأخذكم العجب أكثر من ذلك, نسوق إليكم بعض المعلومات عنها فى هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, عن ما هى متلازمة كوفاد, ولماذا تحدث, لعلنا نعيد إلى الآباء بعضا من حقهم المهضوم.

ما هى متلازمة كوفاد؟

متلازمة كوفاد أو ما يعرف بالحمل التعاطفى, هى مجموعة من الأعراض قد يصاب بها الأب عندما يعلم بحمل زوجته, يعبر عنها بعض الآباء بالجملة الدارجة (أشعر بأننى أنا الحامل وليست زوجتى), وتنقسم المتلازمة إلى أعراض نفسية وأعراض جسمانية حقيقية, نعم فالأمر ليس قاصرا على الأعراض النفسية التى تنعكس على الجسم وحسب, بل إن منسوب الهرمونات لدى الأب أيضا يتذبذب نتيجة لهذه المتلازمة, ولا يعود لطبيعته إلا بعد فترة من ولادة زوجته.

اعراض متلازمة كوفاد

  • القلق والتوتر.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان.
  • القىء.
  • كثرة التبول.
  • الصداع.
  • إنتفاخ البطن نتيجة امتلاء القولون بالغازات.
  • الشعور بتقلصات البطن وآلام أسفل الظهر عند اقتراب ولادة الزوجة.

الإضطرابات الهرمونية فى متلازمة الأب الحامل

قد تعتبرين عزيزتى الأم أن الأعراض السابقة مهما كانت حدتها, لا تعدو كونها أعراض نفسية قد تمر مرور الكرام, ولكن هناك أيضا أعراضا هرمونية:

  • قلة هرمون الذكورة: حيث ثبت أن هرمون التستستيرون الذكرى يقل عند الرجال عند حمل زوجاتهم وتصل نسبة نقصه إلى 30% قبيل ولادة الزوجة, ولا يعود إلى طبيعته إلا بعد مرور عدة اشهر من الولادة.
  • إرتفاع هرمون البرولاكتين: هرمون البرولاكتين هو الهرمون المحفز لإفراز اللبن من الثديين بعد الولادة (هرمون الرضاعة), ومن الطبيعى أن يزيد عند المرأة الحامل بشكل مضطرد على مدار الحمل إستعدادا لإرضاع وليدها, ولكن الجديد الذى ربما نعلمه لأول مرة أنه يزيد أيضا عند الرجال أثناء حمل زوجاتهم, ويعود إلى طبيعته بعد ولادة الأم بفترة قد تصل إلى عدة أشهر.
  • هرمون الحب (الأوكسيتوسين): وهو الهرمون المسئول عن مشاعر الحب والحنان العاطفى, وثبت أنه يزيد فى دم الأب قبل ولادة طفله.

وبهذا لا نكون قد بالغنا إذا قلنا أن الأب أيضا يشارك الأم فى حملها تقريبا, ولعل الحكمة فى ذلك أن يستعد الزوج نفسيا ليصبح أبا, فيصبح حنونا محبا لطفله القادم مستعدا لرعايته والعناية به, ليشارك الأم تربية ورعاية الصغير, ولينشأ الصغير فى أسرة مترابطة حانية يجد فيها حنان ورعاية كل من الأم والأب معا, فيتربى تربية صحية وينشأ فردا صالحا بدنيا ونفسيا أيضا فيكون نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه, سبحن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى