متلازمة راي : الأسباب والأعراض والمضاعفات والعلاج

متلازمة راي حالة طبية خطيرة, برغم كونها نادرة الحدوث إلا أنه لا يمكننا إغفال الحديث عنها, نظرا لتسببها فى تورم الأعضاء الحيوية فى جسم المصاب بما فيها الدماغ, وهو أمر لا يمكن إغفال التحذير منه حتى وإن كان نادرا.

سنتعرف فيما يلي من سطور على متلازمة راي, وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها, فلنقرأ معا.

ما هى متلازمة راي؟

متلازمة راي هى حالة طبية تتسبب فى تورم الكبد والمخ بشكل أساسي بخلاف تأثيرها على كافة أعضاء الجسم, ويمكن أن تصيب المتلازمة الأشخاص فى أى مرحلة عمرية, إلا أنها تحدث غالبا فى الأطفال والمراهقين من عمر أربعة أعوام إلى ما تحت 20 عاما.

وتحدث متلازمة راي عادة بعد التعافي من عدوى فيروسية, كالأنفلونزا وجدرى الماء.

أقرأ أيضاً: عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (السنط): الأعراض والمضاعفات والوقاية

وصف متلازمة راي

تم وصف أعراض مشابهة لمتلازمة راي فى عام 1929 , ثم وصفها الإسترالي مختص علم الأمراض رالف دوجلاس كينيس راي تفصيليا لأول مرة فى عام 1963 ونسبت إليه لهذا السبب فعرفت بمتلازمة راي.

ثم وصف الأمريكي دكتور جونسون ذات الأعراض بعد راي بأشهر قليلة, ثم أصبحت الإصابة بالمتلازمة نادرة بعد اكتشاف ارتباطها بأمراض إستقلاب الأحماض الدهنية الوراثية, واكتشاف ارتباطها أيضا بعلاج الأطفال والمراهقين بالأسبرين فتم تخفيض استعماله فى علاجهم.

أقرأ أيضاً: أسباب الحزام الناري والأعراض والمضاعفات

أسباب متلازمة راي

تنتج المتلازمة بالأساس عن إضطراب أكسدة الأحماض الدهنية فى الجسم, وقد يكون هذا الإضطراب موجودا بشكل كامن وبلا أعراض بالمرة نتيجة عوامل وراثية, ثم تظهر أعراضه بعد التعافي من بعض أنواع العدوى الفيروسية فتظهر أعراض المتلازمة.

كما أنه قد تم إيجاد علاقة تربط بين إعطاء الأطفال والمراهقين الأسبرين فى حالات علاج العدوى الفيروسية, وبين ظهور متلازمة راي.

لذلك يوصي بتوخي الحذر فى علاج الأطفال والمراهقين بالأسبرين, واستبداله بغيره من مضادات الإلتهاب الأكثر أمانا كالإيبوبروفين والأسيتامينوفين, تجنبا للإصابة بمتلازمة راي فى حالة وجودها لدى الطفل بشكل كامن.

أعراض متلازمة راي

تؤدي متلازمة راي إلى تورم الكبد وزيادة ترسب الدهون فيه, وتورم الدماغ, وتراكم الأمونيا فى الدم ونقص سكر الدم , مما يتسبب فى ظهور أعراض هضمية وعصبية على المريض, وعادة ما تظهر تلك الأعراض بعد التعرض لأحد أنواع العدوى الفيروسية وظهور الأعراض بحوالي من ثلاثة إلى خمسة أيام, أو بعد العلاج بالأسبرين فى حالات الأطفال والمراهقين.

ويمكن تقسيم أعراض متلازمة راي على النحو التالي

الأعراض الأولية لمتلازمة راي

  • الإسهال.
  • سرعة التنفس.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الحماس للأنشطة التى كانت تثير حماس الشخص من قبل.
  • قئ متواصل.
  • خمول ونعاس.

الأعراض الإضافية لمتلازمة راي

تزداد الأعراض وضوحا مع تطور الحالة فتظهر أيضا الأعراض الآتية:

  • الهياج العصبي.
  • السلوك العدواني.
  • الإرتباك.
  • الهلوسة.
  • النوبات الصرعية.
  • شلل الأطراف.
  • الخمول المفرط والنعاس الدائم.
  • فقدان الوعي.

مضاعفات متلازمة راي

فى أغلب الحالات لا تؤدى متلازمة راي إلى الوفاة, إلا أنها غالبا ما تترك مضاعفات صحية وعصبية دائمة على المريض نتيجة تلف الدماغ الدائم, كما أنه في بعض الحالات قد يتوفى المريض خلال بضعة أيام إذا لم يتم تشخيص المتلازمة وتناول العلاج المناسب.

ومن الأضرار الدائمة التى قد تنتج عن متلازمة راي:

  1. ضعف الذاكرة.
  2. نقص الإنتباه.
  3. ضعف الإبصار أو فقدانه.
  4. ضعف السمع أو فقدانه.
  5. صعوبات فى الكلام.
  6. إعاقات حركية.
  7. عسر البلع.
  8. تأخر التطور العقلي والمهاري للطفل.

تشخيص متلازمة راي

لا يوجد أسلوب متخصص لتشخيص متلازمة راي, ولهذا يتم تشخيصها بمعرفة التاريخ المرضي والأعراض, وإجراء ما يعرف بالتشخيص بالإستبعاد.

ويتم من خلاله استبعاد الأسباب الأخرى التى يمكن أن تتسبب فى نفس الأعراض لدى المريض, ويتم ذلك بعدة طرق:

1. بذل السائل الشوكي

يمكن للبذل القطني مساعدة الطبيب على تشخيص المرض عن طريق استبعاد الأمراض الأخرى التى تسبب نفس أعراضه, كالتهاب البطانة المخية والتهاب السحايا(الإلتهاب السحائي)أو عدوى المخ.

ويتم بذل السائل الشوكي من خلال إبرة يتم إدخالها إلى الفراغ الموجود تحت نهاية الحبل الشوكي فى أسفل الظهر, وسحب كمية صغيرة من السائل النخاعي الشوكي وإرسالها إلى المعمل لتحليلها كيماويا وبكتيريا وفيروسيا.

2. فحوص الأشعة

يمكن من خلال فحوص الرنين المغناطيسي, والتصوير المقطعي المحوسب, إستبعاد الأسباب الأخرى للتغيرات السلوكية والأعراض العصبية ونقص الإنتباه لدى المريض, كأورام الدماغ ونزيف الدماغ والجلطات الدماغية.

3. فحوص الدم والبول

وذلك للوقوف على وجود تراكم للسموم فى الدم, أو وجود عدوى بكتيرية بالدم, وهى أمور يمكنها التسبب فى أعراض مشابهة لمتلازمة راي.

كما يتم من خلال فحوص الدم والبول ايضا التعرف على كفائة وظائف الكبد وما إذا كان الكبد يعمل بشكل طبيعي, ومدى تضرره بالمتلازمة.

4. خزعة الكبد

هى عينة صغيرة من الكبد يتم الحصول عليها من خلال إبرة يتم إدخالها من خلال الجلد إلى الجانب الأعلى العلوي من البطن, ويتم ارسال الخزعة إلى المعمل لتحليلها لإستبعاد الأمراض الكبدية المؤدية لنفس أعراض المتلازمة.

5. خزعة الجلد

هى عينة صغيرة من الجلد يتم الحصول عليها فى المعمل تحت التخدير الموضعي, لإجراء اختبارات تأكسد الأحماض الدهنية أو الإضطرابات الأيضية المتسببة فى متلازمة راي.

علاج متلازمة راي

يحتاج علاج متلازمة راي إلى تنويم المريض بالمشفى, وفى الحالات الشديدة قد يوضع المريض بغرفة العناية الفائقة, حيث يتم مراقبة تنفسه وضغط دمه وعلاماته الحيوية بشكل مستمر, ويتم علاج متلازمة راي بالوسائل الآتية:

  • الدعم بالسوائل الوريدية كالغلوكوز ومحاليل الأملاح.
  • مدرات البول للحد من تورم الدماغ وتقليل الضغط داخل الجمجمة بطرح السوائل الزائدة من خلال البول.
  • أدوية منع النزيف الناتج عن تضرر الكبد والتى تتضمن فيتامين ك والحقن بالبلازما والصفائح الدموية.
  • دعم التنفس إذا تطلب الأمر بإستعمال أجهزة التنفس الصناعي.

الوقاية من متلازمة راي

برغم كون متلازمة راي مشكلة وراثية بالأساس, إلا أنها فى غالبية الحالات تبقى كامنة بلا أعراض, ويمكن الوقاية من ظهور أعراضها بإتباع الأتي:

  • تطعيم الأطفال والمراهقين ضد الأمراض المعدية الفيروسية المتوافرة تطعيماتها.
  • الحرص على الممارسات الصحية التى تدعم جهاز المناعة وتقلل فرص الإصابة بالعدوى الفيروسية.
  • توخى الحذر من علاج الأطفال والمراهقين بالأسبرين لإرتباطه بظهور أعراض المتلازمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى