لقاح الأنفلونزا وأعراضه

برغم توافر لقاح الأنفلونزا وسهولة الحصول عليه, إلا أن غالبية الناس يخشون أعراضه التى قد تحدث بعد التطعيم به, مما قد يتسبب فى إحجامهم عن التطعيم.

لهذا نستعرض من خلال هذا الموضوع ما للقاح الأنفلونزا من أهمية, وما قد ينتج عنه من أعراض لتكون عزيزي القارئ على علم كامل بها.

ما هى الأنفلونزا؟

الأنفلونزا هى عدوى فيروسية تستهدف الجهاز التنفسي للمريض, تتسبب بها مجموعة من الفيروسات تتحور سنويا, وفى المعتاد تزول أعراض الأنفلونزا من تلقاء نفسها ولا تتطلب سوى الراحة وتناول السوائل, ولكن بعض الناس قد تكون إصابتهم بالأنفلونزا قاتلة إذ تصيبهم بمضاعفات خطيرة, كما أنك قد تكون من الفئات التى لا تشكل عليها عدوى الأنفلونزا خطر من أي نوع, ولكنك قد تنقل عدواها إلى شخص من الفئات الحرجة فتتسبب له فى مضاعفات قد تودى بحياته, لذلك يستوجب الأمر من الجميع اتباع كافة سبل الوقاية من عدوى الأنفلونزا وأهمها تلقي اللقاحات المضادة لها.

أعراض الأنفلونزا

برغم أن الأنفلونزا من الأمراض الشائعة وبخاصة خلال فصل الشتاء, إلا أن البعض يخلطون بين أعراضها وأعراض أمراض الجهاز التنفسي الأخرى, ولهذا نذكر هنا أعراض الأنفلونزا:

  1. الحمى.
  2. آلام العضلات.
  3. سيلان الأنف واحتقانه.
  4. التعرق الغزير.
  5. القشعريرة.
  6. إحتقان الحلق.
  7. السعال الجاف.
  8. ضيق التنفس.
  9. الشعور بالوهن والإرهاق.
  10. إحتقان وتدميع العينين.
  11. الصداع.
  12. القىء والإسهال وبخاصة فى الأطفال.

ومن الجدير بالذكر أن المضادات الحيوية البكتيرية ليست ذات جدوى فى علاج الأنفلونزا, بل قد تزيد الأعراض سوءا, لأن عدوى الأنفلونزا فيروسية وليست بكتيرية.

وعادة يتم التعامل مع عدوى الأنفلونزا بالتزام الراحة وتناول الكثير من السوائل, مع التعامل مع الأعراض بما يوافقها من أدوية, كخافضات الحرارة ومسكنات الألم ومضادات الرشح والسعال إلى أن تزول الأعراض تلقائيا, ما لم تحدث مضاعفات.

مضاعفات الأنفلونزا

على الرغم من كون الأنفلونزا من الحالات التى تمر عادة بلا مضاعفات, إلا أنها قد تسبب مضاعفات خطيرة فى بعض الأحيان وقد تنجم عنها وفيات أيضا, ومن أهم مضاعفات الأنفلونزا:

  • الإلتهاب الرئوي.
  • الإلتهاب الشعبي.
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • تفاقم نوبات الربو الصدري عند المصابين به أو من لديهم الإستعداد للإصابة.
  • مشكلات القلب.
  • إلتهابات الجيوب الأنفية.
  • إلتهابات الأذن.

الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا

  • الأطفال تحت سن الخامسة من العمر.
  • الحوامل وحتى بعد أسبوعين من الولادة.
  • المسنين فوق 65 عاما.
  • المقيمين فى تجمعات كدور رعاية المسنين والمؤسسات العقابية ومعسكرات الإيواء.
  • المصابون بضعف المناعة.
  • أصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والكلى والكبد وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وداء السكري.
  • الأشخاص المصابون بالسمنة وخاصة الذين تزيد مؤشرات كتلة أجسامهم عن 40.
  • سكان أمريكا الأصليون.

أقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا؟

ما هو لقاح الأنفلونزا؟

لقاح الأنفلونزا هو تطعيم يتم إنتاجه بواسطة شركات متخصصة فى إنتاج الأمصال واللقاحات, ويتم إنتاجه بإستعمال فيروسات الأنفلونزا الشائعة فى خلال سنة إنتاج اللقاح, حيث يتم قتل تلك الفيروسات واستعمالها كلقاح بحقن الأشخاص بها, مما يتسبب فى تعرف الجهاز المناعي للأفراد الملقحين على فيروسات الأنفلونزا وإنتاج أجسام مضادة لها تحميهم من الإصابة بالعدوى, أو تقلل جدا من أعراضها ومضاعفاتها إذا حدثت.

ويتوافر نوعين من لقاح الانفلونزا على حسب طريقة إعطاء اللقاح:

  • لقاح الأنفلونزا بالحقن: ويتم إعطائه عن طريق الحقن فى عضلة الكتف أو عضلة الفخذ الأمامية, و يكون هذا النوع من اللقاحات بفيروسات الأنفلونزا الميتة.
  • لقاح الأنفلونزا بالرذاذ الأنفي: وهو رذاذ أنفي يتم استنشاقه عبر الأنف, ويكون بفيروسات الأنفلونزا الحية الموهنة جدا بحيث تنعدم قدرتها على إحداث العدوى.

ويتم إنتاج لقاحات الأنفلونزا سنويا لأن فيروسات الأنفلونزا سريعة التحور, مما يوجب إنتاج لقاحات مواكبة للفيروسات الموجودة فى العام الذى سيتم فيه التلقيح.

 ويستغرق إنتاج لقاح الأنفلونزا ستة أشهر تقريبا ويتم طرحه للإستعمال فور انتهاء انتاجه, وعادة ما يكون ذلك فى مطلع فصل الخريف من كل عام.

وقد تتوافر أشكال أخرى من طرق التطعيم بلقاح الانفلونزا فى بعض البلدان ولكنها أقل شيوعا, كالتطعيم بالحقن تحت الجلد, أو التطعيم بواسطة جهاز ينفث اللقاح بقوة ليعبر من خلال الجلد بدون استخدام إبرة مطلقا, ولكن الطريقتين سابقتي الذكر هما الشائعتين للتلقيح ضد الأنفلونزا.

ومن الجدير بالذكر عزيزي القارئ أن التطعيم ضد الأنفلونزا لابد أن يتم تكراره سنويا, لأن فيروسات الأنفلونزا نفسها تتحور سنويا, فتطعيم السنة الماضية لن يجدى فى الوقاية من فيروسات السنة الحالية وهكذا, كما أن الأجسام المضادة التى يكونها جسمك إستجابة للتلقيح والتى تقيك من العدوى تقل بمرور الوقت, وهذا سبب آخر لتكرار التلقيح سنويا.

أقرأ أيضاً: الآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا

من الذين ينبغي لهم التطعيم بلقاح الأنفلونزا؟

واقع الأمر أن جميع الأفراد ينبغي لهم التطعيم بلقاح الأنفلونزا, ولكن هناك فئات أكثر عرضة من غيرها لمضاعفات المرض, وبالتالي فيجب عليهم الحرص على التطعيم:

  • الأطفال دون الخامسة.
  • الحوامل والمرضعات.
  • المسنين.
  • ذوى الأمراض المزمنة.
  • العاملين بالقطاعات الطبية.
  • العاملين بمجال رعاية المسنين والأطفال.
  • من سبق لهم التعرض لمضاعفات الأنفلونزا.
  • مرضى السمنة.
  • مرضى السرطان.
  • الحالات الطبية المتعلقة بالدماغ والجهاز العصبي.
  • مرضى داء الإنسداد الرئوي المزمن.
  • المتعاملين مع قطاعات واسعة من الجمهور.

أقرأ أيضاً: متلازمة ما بعد كورونا – كوفيد 19 طويل الأمد

سن التطعيم بلقاح الأنفلونزا

يمكن لجميع الأفراد التطعيم بلقاح الأنفلونزا ابتداء من سن ستة أشهر, إلا أن الأطفال من سن ستة اشهر إلى ثلاث سنوات ينصح بإعطائهم نصف جرعة التطعيم المتبعة للبالغين.

كما ينبغي إعادة تطعيم الأطفال دون سن التاسعة والذين يتلقون اللقاح لأول مرة, بعد مرور شهر على أول جرعة تطعيم.

هل يمنع لقاح الأنفلونزا حدوث العدوى تماما؟

تتوقف كفاءة لقاح الأنفلونزا فى منع العدوى على مناعة الشخص المتلقي للقاح, وفى العموم يمكن القول بأن اللقاح يمنع العدوى بنسبة 50-60% فى البالغين من 18-65 عاما, ويمكن أن تقل هذه الكفاءة فى حالة ضعف مناعة الشخص الملقح.

كما أنه فى بعض الأعوام قد لا توافق اللقاحات المتوفرة فيروسات الأنفلونزا الموجودة خلال هذا العام, أو قد تتحور تلك الفيروسات بعد إنتاج اللقاح المضاد لها مما يقلل من فاعلية اللقاحات فى منع العدوى أحيانا.

إلا أنه حتى وإن لم يمنع اللقاح حدوث العدوى لديك فإنه يقلل من أعراض المرض, ويمنع المضاعفات الخطيرة التى قد تنتج عنه.

أقرأ أيضاً: أسئلة شائعة عن فيروس كورونا – كوفيد 19

هل يمكن أن يسبب لقاح الأنفلونزا حدوث العدوى؟

لقاحات الأنفلونزا بجميع أنواعها لا يمكن أن تتسبب فى حدوث العدوى, والأعراض التى قد تحدث لمتلقي اللقاح عقب التلقيح تكون نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع اللقاح وإنتاج أجسام مضادة للمرض وليست نتيجة أن اللقاح قد تسبب بالعدوى.

ومن الجدير بالذكر أن لقاحات الانفلونزا تحتاج إلى أسبوعين لتكتمل فاعليتها فى منع العدوى, ومن الممكن أن تحدث العدوى فى خلال تلك الفترة إذا تعرض الشخص الملقح لمسبب العدوى قبل أن يبدأ مفعول اللقاح.

أعراض لقاح الأنفلونزا

يمكن أن يتسبب لقاح الأنفلونزا ببعض الأعراض الجانبية, نتيجة ردة فعل الجهاز المناعي تجاه اللقاح, ولكن تلك الأعراض لا تكون خطيرة ولا تستوجب رعاية خاصة, وتنتهي من تلقاء نفسها خلال يومين من تلقي اللقاح, ويمكن أن يحدث بعض أو جميع الأعراض الآتية:

  1. ألم واحمرار فى موضع الحقن.
  2. ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة.
  3. آلام فى الجسم والعضلات.
  4. شعور بالخمول والإرهاق.

وفى حالة كون الأعراض مزعجة للمريض فيمكن التعامل معها باستعمال المسكنات المصروفة دون وصفة طبية كالأسيتامينوفين والإيبوبروفين, إلا أنها غالبا لا تستوجب علاجا من أى نوع.

كما أن عدم ظهور الأعراض الجانبية للقاح ليس دليلا على عدم فاعليته, وفى المعتاد تزيد احتمالات حدوث الأعراض الجانبية عند تلقي اللقاح لأول مرة, وتقل حدتها فى المرات التالية وقد لا تحدث بالمرة.

الأشخاص الممنوعين من تلقي لقاح الأنفلونزا

فى الغالب يمكن لمعظم الأشخاص تلقى لقاح الأنفلونزا بدون موانع, إلا أن هناك فئات قد يمنع تلقيهم للقاحات الانفلونزا بجميع أنواعها, أو يسمح بتلقيهم لنوع من اللقاحات دون الآخر على حسب حالتهم ونوع اللقاح سواء كان بالحقن أو بالرذاذ الأنفي.

الممنوعين من لقاح الأنفلونزا بالحقن

  • الأطفال تحت سن ستة أشهر.
  • المصابون بحساسية شديدة تجاه زلال البيض.
  • مرضى متلازمة غيلان باريه, أو من سبق إصابتهم بها بعد تطعيم سابق بلقاح الأنفلونزا وفى غضون أسبوعين من تلقيهم للقاح.
  • الذين سبق إصابتهم بالتحسس لدى تلقي لقاح الأنفلونزا بالحقن فى محاولة سابقة للتطعيم.

الأعراض التحسسية ضد لقاح الأنفلونزا

إذا تلقيت عزيزي القارئ لقاح الأنفلونزا وظهرت عليك الأعراض التالية فيجب عليك مراجعة أقرب مقدم رعاية صحية:

  • التنميل.
  • ضيق التنفس.
  • أزيز الصدر.
  • الطفح الجلدي(الشرى).
  • تورم الوجه.
  • تورم الحلق.

وليس بالضرورة أن تكون الأعراض التحسسية ناتجة عن التطعيم بلقاح الأنفلونزا, فيمكن أن تكون لها مسببات أخرى ولكنها تزامنت مع وقت التلقيح لا أكثر, لهذا فلتترك للطبيب التعامل مع الأعراض التحسسية ومساعدتك فى التعرف على سببها.

الممنوعين من لقاح الأنفلونزا بواسطة الرذاذ الأنفي

  • الأطفال تحت سن العامين.
  • البالغون الأكبر من 50 عاما.
  • الحوامل.
  • الأطفال تحت سن السابعة عشرة ممن يعالجون بمستحضرات الساليسلات(الأسبرين).
  • الأطفال مرضى الربو الشعبي أو من أصيبوا بأزيز الصدر خلال العام السابق على التطعيم.
  • المرضى المصابون بضعف المناعة لأى سبب.

ومن الجدير بالذكر أن على من تم تطعيمه بواسطة الرذاذ الأنفي أن يتجنب مخالطة المرضى ضعاف المناعة والذين يتم عزلهم فى الغرفة المعقمة لمدة أسبوع على الأقل بعد تلقيه للقاح.

أقرأ أيضاً: تحليل D dimer وعلاقته بفيروس كورونا وعلام تدل نتائجه

هل يمكن تجنب عدوى الأنفلونزا بدون الحصول على لقاح الأنفلونزا؟

يبقى لقاح الأنفلونزا هو أفضل طرق تجنب عدواها, ولكن يمكن للأشخاص إتباع الإجراءات الإحترازية لمنع الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي عموما, بما فيها الانفلونزا وكوفيد 19 من خلال إتباع الإجراءات الآتية:

  1. ألحرص على ارتداء قناع الوجه وبخاصة فى الأماكن المزدحمة.
  2. تجنب المخالطة اللصيقة لغيرك من الأشخاص واحرص على ترك مسافة لا تقل عن متر بينك وبين أى شخص.
  3. مداومة غسيل الأيدى بالماء والصابون أو تعقيمها بمعقم كحولي فى حالة عدم توافر الماء والصابون.
  4. تجنب لمس الوجه بأيد غير نظيفة.
  5. الحرص على اتباع آداب العطس والسعال بوضع منديل على الوجه فى أثنائهما أو ثني مرفق الذراع على الأنف والفم.
  6. تجنب المصافحة والتقبيل.
  7. الحرص على ممارسة الرياضة البدنية بإنتظام.
  8. الحرص على الطعام الصحي.
  9. الحرص على شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الطبيعية.
  10. تجنب مخالطة الآخرين فى حالة الإصابة بأعراض تنفسية.
  11. الحرص على التواجد فى أمكان جيدة التهوية.
  12. التعرض لأشعة الشمس الصباحية.
  13. تجنب العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحول.
  14. عدم تناول أدوية بلا مشورة طبية وبخاصة المضادات الحيوية.

وبهذا عزيزي القارئ نكون قد استعرضنا أهم ما يهمك معرفته حول لقاح الأنفلونزا وأعراضه, ولكن هذا لا يغنيك بالطبع عن استشارة طبيبك المعالج حول اللقاح الملائم لك والذى يحقق لك أفضل وقاية من الانفلونزا وأقل أعراض جانبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى