كيف تساعد التمارين الرياضية صحتنا العقلية؟ – بحث طبي

التمرين يعطينا البنية والهدف والطاقة والدافع. كما أنه فعال في تغيير الطريقة التي نتعامل بها ونستجيب بها لمشاعرنا، ويقلل من مقدار ما نبالغ فيه، ويبني قدرة عاطفية على التحمل للإجهاد.
هذا يساعد على تقليل أعراض الاكتئاب والقلق مما يجعلنا نتصرف بشكل مختلف ويعزز احترامنا لذاتنا ويقلل من شعورنا بالوحدة من خلال أن نصبح أكثر اجتماعية.
قال بيري لـ Live Science، “بصفتي طبيبًا نفسيًا ممارساً، أرى هذه الفوائد طوال الوقت مع عملائي. حتى جلسة مدتها 20 دقيقة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في يومهم.”
1. يقلل من أعراض الاكتئاب
من الصعب حقًا التعامل مع الاكتئاب. إنه لا يجعلك تشعر فقط بالضعف الشديد في الفترات التي تمر بها، ولكن على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نوعية الحياة وانخفاض متوسط العمر المتوقع لأنه يؤثر على خطر الإصابة بحالات صحية بدنية مزمنة.
الخيارات الدوائية ليست مناسبة دائما مع أقل من نصف المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب ولديهم استجابة سريرية ذات مغزى. ويمكن أن يكون التمرين نهجاً بديلاً قيماً.
أولاً، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في منع بدء فترات الاكتئاب. وأشارت دراسة مثيرة للاهتمام في المجلة الأمريكية للطب النفسي التي نظرت إلى 33000شخص إلى أنه يمكن منع 12% من حالات الاكتئاب الجديدة إذا مارس جميع السكان الرياضة لمدة ساعة على الأقل في الأسبوع.
إذا تم تشخيص الاكتئاب بالفعل، فقد وُجد أيضًا أن التمرينات وسيلة فعالة للوقاية من الأعراض وتقليل الحاد منها والخفيف.
في دراسة بقيادة “جامعة ديوك”، وجد الباحثون أن التمارين الرياضية فعالة مثل تناول مضادات الاكتئاب، حيث تقلل أعراض الاكتئاب لدى البعض بنسبة تصل إلى 70٪
2. يساعد في علاج القلق
غالبًا ما يتم الشعور بالقلق والاكتئاب مع بعضهما البعض، وقد وجد أن التمارين الرياضية مفيدة للقلق أيضًا.
أظهرت تحاليل مجمعة ل 13 دراسة منفصلة وردت في مجلة الاكتئاب و القلق أن أولئك الذين يمارسون الكثير من التمارين يتمتعون بوقاية أفضل من ظهور أعراض القلق من أولئك الذين لا يمارسونها.
يعتقد العلماء أن هذا بسبب تأثيره على أنظمة التهديد في أجسامنا. تقوم أنظمة التهديد، التي تقودها اللوزة الدماغية (جزء من دماغنا المرتبط بالمعالجة العاطفية) بالبحث باستمرار عن التهديدات وعندما تكتشف إحداها فإنها تغمر الجسم بالأدرينالين والكورتيزول لمساعدتنا على الاستجابة الجسدية بأكثر الأنشطة فاعلية: القتال أو الهروب أو الثبوت.
هذا يعني عادة أننا نحصل على معدلات تنفس أسرع وزيادة تدفق الدم ومعدة تريد إفراغ نفسها وعضلات مشدودة للغاية. ومن ثم يمكن للتمارين الرياضية أن تكون وسيلة فعالة لاسترخاء بعض تلك العضلات وتنظيم أنظمتنا وصرف انتباهنا بحيث يقلل كل من التأثير الفسيولوجي والنفسي للقلق.
3. يحسن سلوكياتنا
عندما تتم دراسة آثار التمرين على الأطفال، فإن المجال المثير للاهتمام بشكل خاص هو كيفية تحسين سلوكياتهم.
أفاد الباحثون في كتاب “علم نفس النشاط البدني: المحددات والرفاهية والتدخل” أنه يحسن بشكل كبير الطريقة التي يتصرف بها الأطفال حتى يتعاونوا بشكل أفضل ويكونون أقل عدوانية ويتحملون المزيد من المسؤولية عن أفعالهم. وهذا التنظيم السلوكي المحسن يساعد كل شخص، ولا سيما أولئك الذين يعانون من أي عجز في الوظائف التنفيذية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
4. مزيد من الاتصال، وحدة أقل
نحتاج جميعًا إلى الشعور بالانتماء والتواصل مع من حولنا لنشعر بالتحفيز والحماس. بدونها، يمكننا أن نكافح مع الشعور بالوحدة وما يُعرف باسم الشذوذ، وهو انهيار الروابط الاجتماعية.
وقد وجد أن التمارين الرياضية طريقة رائعة لتعزيز الاتصال. يعطي النشاط البدني المنتظم إحساسًا بالبنية والهدف، لذا فهو ذو قيمة خاصة إذا كنت تمر بمرحلة انتقالية في الحياة. والمزايا الاجتماعية الأطول أجلا عظيمة وكذلك عندما تكون أكثر نشاطا وتشارك مع الآخرين في ارتفاع نوعية حياتك التي وجدت الدراسات أنها لا تحسن رضا الحياة فحسب بل تعني في الواقع أنك تعيش أطول من ذلك أيضا.
5. يعزز تقديرنا لذاتنا
يأتي تقديرك لذاتك من التناقض بين كيف تتمنى أن تكون وكيف أنت في الواقع. كلما أدركت أنك في الواقع أقرب إلى ما تريد أن تكون عليه، زاد تقديرك لذاتك. يكون تقدير الذات أعلى لدى أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام لأنهم قادرون على رؤية أن لديهم كفاءة حركية عالية، ولياقة جيدة للقلب والأوعية الدموية، وتصور أكثر إيجابية للذات.
كل هذه العناصر تساعدهم على الشعور بأنهم أقرب إلى صورتهم المثالية لأنفسهم. يحسن تقدير الذات العالي من صحتنا العقلية بشكل عام لأنه يخلق تصورًا إيجابيًا أكثر للذات، ويزيد من الثقة بالنفس، ويحسن صورة الجسم والصورة الذاتية. مع وجود فتيات لا تتجاوز أعمارهن خمس سنوات يتحدثن عن عدم الرضا عن شكل أجسادهن وحجمهن، فمن الضروري التركيز على احترام الذات في وقت مبكر.
ونحن نعلم أن القيام بهذا العمل في وقت مبكر يثمر نتائجه. وجدت دراسة نشرت في مجلة صحة المراهقين التي نظرت في مستويات التمرين لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9و11 عاما أن الكمية التي يمارسونها الآن يمكن أن تتنبأ بمستويات احترامهم لذاتهم بعد عامين.
ما مقدار التمارين الرياضية التي نحتاج إليها لتحسين الصحة العقلية؟
ربما يكون مقدار التمرين المطلوب لجني فوائد الصحة العقلية أقل مما نتخيله. إنها حوالي 150 دقيقة مقسمة حوالي خمس مرات في الأسبوع.
وجدت دراسة بعنوان “علم نفس الصحة ” تأثير الاستجابة للجرعة، مما يشير إلى أن بعض الجلسات الأطول سيكون لها تأثير أكبر، لذا لا يجب أن نلتزم بخمس مجموعات من 30 دقيقة فقط، بل نخلطها ونجرب أنشطة مختلفة. يمكن أن يكون التأثير سريعًا مع انخفاض الأعراض التي تظهر حتى بعد ستة أسابيع فقط ولكن يجب أن تستمر لضمان التحسن على المدى الطويل.