كل ما تود معرفته عن الأمراض المناعية في الأطفال

الأمراض المناعية في الأطفال من الأمراض صعبة الفهم لكثير للآباء والأمهات وتحتاج لمزيد من التوعية, وفي هذا المقال من مقالات دكتور كشكول نتحدث عن هذه الأمراض وأعراضها وكيفية علاجها محاولين تبسيطها وإزالة الغموض حولها.
ما هي الأمراض المناعية في الأطفال؟
قبل التعريف بما هي الأمراض المناعية في الأطفال نتعرف أولا عن ما هو جهاز المناعة؟ ومما يتكون؟ وما هي طريقة عمله؟
خلق الله -سبحانه وتعالى- الجهاز المناعي للدفاع عن الجسم ضد أي خطر خارجي. ويتكون الجهاز المناعي في جسم الإنسان من عدة أعضاء وهي الطحال واللوزتين ونخاع العظام والغدد الليمفاوية.
تكون هذه الأعضاء الخلايا الليمفاوية وهي خلايا دم بيضاء وظيفتها الدفاع عن الجسم.
يستطيع جهاز المناعة السليم التمييز بين ما ينتمي إلى الجسم وبين الأجسام الغريبة الضارة مثل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات وكذلك الخلايا السرطانية.
ويبدأ عمل الجهاز المناعي بالتعرف على هذه الأجسام الغربية ثم مهاجمتها والسيطرة عليها وقتلها وهذا ما يسمى باستجابة الجهاز المناعي.
وتنشأ الأمراض المناعية عند حدوث خلل في هذه الاستجابة:
- إما نتيجة ضعف استجابة الجهاز المناعي وهو ما يطلق عليه أمراض نقص المناعة
- أو استجابة الجهاز المناعي استجابة غير مناسبة لأحد مكونات الجسم نفسه وتسمى أمراض المناعة الذاتية.
- أو استجابة غير مناسبة لمادة غريبة غير ضارة موجودة في البيئة ويطلق عليها رد الفعل التحسسي.
وسنتعرف في السطور التالية على الأمراض المناعية في الأطفال وأعراضها وطرق العلاج الممكنة.
أقرأ أيضاً: مراحل تطور الطفل من الشهر الأول حتي 24
أمراض نقص المناعة
هي مجموعة من الأمراض التي تنتمي إلى الأمراض المناعية في الأطفال. وتنقسم إلى:
- أمراض نقص المناعة الأولية: وهي أمراض ولد الطفل بها نتيجة حدوث خلل في جهاز المناعة. ويوجد أكثر من 100 نوع من أمراض نقص المناعة الأولية مثل مرض نقص المناعة المشترك ومتلازمة دي جورج.
- أمراض نقص المناعة الثانوية: وهي أمراض اكتسبها الطفل نتيجة التعرض لمصدر خارجي أو عدوى تقلل من كفاءة جهاز المناعة مثل التعرض لحروق شديدة والعلاج الكيميائي والإشعاع وسوء التغذية.
أعراض أمراض نقص المناعة
عند إصابة الطفل بالعدوى المتكررة يذعر الآباء خوفا من إصابة أطفالهم بأمراض نقص المناعة
ولكن الأطفال الأصحاء الذين يتمتعون بجهاز مناعة سليم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة من الكبار.
ولتأكيد الإصابة بالأمراض المناعية في الأطفال لا بد من توافر بعض الأعراض، وكذلك التشخيص من قبل الطبيب المختص.
وتشمل أعراض أمراض نقص المناعة ما يلي:
- الإصابة المتكررة بالالتهابات الرئوية (أكثر من مرتين في السنة).
- عدم الاستجابة للعلاج بالمضادات الحيوية لمدة شهرين فأكثر
- استخدام المضادات الحيوية الوريدية لعلاج الالتهابات
- الإصابة بالتهابات الأذن أربع مرات في السنة فأكثر
- الإصابة المتكررة بخراريج عميقة في الجلد أو خراريج في الأعضاء.
- الإصابة المزمنة بفطريات الفم أو الجلد.
- ضعف أو تأخر الطفل في النمو.
علاج أمراض نقص المناعة
الأمراض المناعية في الأطفال عامة لا يوجد علاج جذري بالأدوية لها، ولكن تعمل الأدوية على السيطرة على الجهاز المناعي وتحسين أداءه.
عادة ما يشتمل علاج أمراض نقص المناعة على المضادات الحيوية وكذلك مضادات الفيروسات مثل أسيكلوفير، حيث أن من الصعب تحديد إذا كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية.
كما يشمل استخدام المضادات الفطرية لعلاج الالتهابات الفطرية وعلاج الجلوبيولين المناعي وهو عبارة عن حقن وريدي للأجسام المضادة لتعزيز وتقوية جهاز المناعة.
ومن الممكن أيضا اللجوء لزراعة خلايا الدم الجذعية، والتي تتمثل في نقل خلايا جذعية من شخص سليم إلى طفل مريض لتكوين خلايا دم جديدة وتكوين نظام مناعي صحي قوي.
كما أن اتباع الإرشادات الصحية اليومية تساعد على أداء الجهاز المناعي للطفل بشكل جيد.
أقرأ أيضاً: متلازمة التراجع الذيلي: الأعراض والأسباب والعلاج
أمراض المناعة الذاتية
تمثل أمراض المناعة الذاتية أحد أنواع الأمراض المناعية في الأطفال، وتحدث نتيجة خطأ جهاز المناعة في أحد مكونات الجسم يعتبرها مكون غريب ويهاجمه مطلقا بروتينات تسمى بالأجسام المضادة الذاتية.
وتستهدف أمراض المناعة الذاتية عضو واحد مثل الإصابة بداء السكري من النوع الأول والذي يضر البنكرياس فقط. كما الممكن أن تستهدف الجسم كله مثل الإصابة الذئبة الحمامية الجهازية.
أعراض أمراض المناعة الذاتية
تتشابه أعراض العلامات المبكرة لأمراض المناعة الذاتية مع كثير من الأمراض مما يجعل تشخيصها ليس سهلا.
وتتمثل في الإعياء وآلام العضلات وارتفاع بسيط في الحرارة وصعوبة في التركيز ووخز في اليدين والقدمين وكذلك الطفح الجلدي.
كما تتميز أعراض أمراض المناعة الذاتية بالظهور لفترات والاختفاء فترات أخرى.
علاج أمراض المناعة الذاتية
تعمل الأدوية التي توصف من قبل الطبيب المختص على تقليل الاستجابة المناعية المفرطة لجسم الطفل وتقليل الالتهاب والألم.
فيمكن استخدام الأدوية المثبطة للمناعة وكذلك مضادات الالتهاب الغير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين واستخدام عقاقير للطفح الجلدي والتورم ومسكنات للألم.
كما أن اتباع النظام الغذائي الصحي يساعد كثيرا في التحسن.
أمراض الحساسية
تعد أمراض الحساسية أحد الأمراض المناعية في الأطفال المنتشرة هذه الآونة.
وتُعرف بأنها استجابة مناعية غير مناسبة لمادة غير ضارة موجودة في البيئة. وهناك العديد من أنواع الحساسية التي يمكن أن يصاب بها الطفل.
يختلف رد الفعل التحسسي بناء على عمر الطفل ونوع الحساسية، فالأطفال الأقل عمرا أقل عرضة للإصابة بأنواع كثيرة من الحساسية من الأطفال الأكبر عمرا والبالغين.
ولا تحدث الحساسية من أول تعرض للمسبب، فمن غير الشائع إصابة الأطفال أقل من سنتين بالحساسية الموسمية والتي تحدث نتيجة انتشار حبوب اللقاح فهم لم يتعرضوا إلا لموسم أو موسمين من انتشار حبوب اللقاح.
وكذلك تزداد احتمالية إصابة الأطفال تحت السنتين بحساسية الجلد والأطفال الأكبر سنا بحساسية الجهاز التنفسي.
ويمكن تقسيم أنواع الحساسية إلى:
- حساسية الغذاء والدواء: وهي أكثر أنواع الحساسية شيوعا و أحد أشهر الأمراض المناعية في الأطفال, وتتمثل أعراضها في الطفح الجلدي والحكة وضيق التنفس. ومن الممكن أن تؤدي الحساسية من غذاء معين أيضا إلى القيء والإسهال وآلام البطن. ومن أشهر مسببات حساسية الغذاء الحليب والبيض والفول السوداني والمكسرات مثل الجوز واللوز والكاجو وكذلك الأسماك والقمح والصويا.
- الحساسية البيئية: ان التعرض للغبار ووبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح ولدغات الحشرات والمنظفات المنزلية وغيرها قد يؤدي إلى الإصابة بالحساسية البيئة. وتتمثل أعراضها في احمرار العين والعطس وسيلان الأنف والسعال وضيق التنفس.
- الحساسية الموسمية: تتشابه أعراض الحساسية الموسمية مع أعراض الحساسية البيئية من حيث ظهور العطس وسيلان الأنف والسعال واحمرار العين، ولكنها تحدث في موسم محدد فى السنة عادة في فصل الربيع وتسببها حبوب اللقاح.
علاج الحساسية عند الأطفال
كما تحدثنا سابقا فإن الأمراض المناعية في الأطفال لا يتم علاجها بشكل نهائي تماما ولكن يسعى الأطباء إلى السيطرة على ردود فعل الجهاز المناعي المفرطة والغير مناسبة وكذلك البعد عن مسببات المرض. فالعلاج الأساسي لحساسية الأطفال هو عدم التعرض لمسببات الحساسية.
كما تساعد مضادات الهيستامين فى تقليل أعراض الحساسية، ولكن لا ينصح معظم مضادات الهيستامين للأطفال دون سن الثانية (لا بد من استشارة الطبيب قبل إعطاء طفلك أى ادوية) من الممكن أن يصف لك الطبيب الحقن الإبينفرين فى حالات الحساسية الشديدة نتيجة تناول غذاء معين أو التعرض للدغات الحشرات.
أسئلة شائعة عن الأمراض المناعية في الأطفال
لا إن الأمراض المناعية في الأطفال ليست معدية، ولا يمكن أن تنتقل من طفل إلى آخر.
نعم تلعب الجينات الوراثية دورا في انتقال الأمراض المناعية من الآباء للأبناء، ولكن ليس شرط أن يصاب جميع الأبناء بالأمراض المناعية.
لا يوجد علاج نهائي لأمراض المناعة الذاتية ولكن توجد علاجات كثيرة لتثبيط مناعة الجسم المفرطة ومساعدة جهاز المناعة على العمل بأفضل شكل.
نعم إن الحساسية أحد الأمراض المناعية في الأطفال وتحدث نتيجة الاستجابة الغير مناسبة لجهاز المناعة لمادة ما في غير مضرة موجودة في البيئة.