كربونات الليثيوم Lithium carbonate

تم اكتشاف الليثيوم كعنصر كيميائي لأول مرة في عام 1817 وفي منتصف القرن التاسع عشر تم اكتشاف محلول من كربونات الليثيوم واستخدامه لأغراض طبية. في عام 1843 تم اكتشاف كربونات الليثيوم كدواء جديد لعلاج حصوات المثانة ثم في عام 1859 اقترح الأطباء استخدامه كعلاج للنقرس. في عام 1949 اكتشف طبيب نفسي أسترالي يدعى جون كيد أن كربونات الليثيوم يمكن أن تستخدم أيضًا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الهوس والاضطراب ثنائي القطب، وفي عام 1970 تمت الموافقة على استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء.
ما هو كربونات الليثيوم؟
Li2CO3 هو مركب كيميائي غير عضوي موجود في صورة مسحوق أبيض. تم إدراجه ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، وهي قائمة بأهم الأدوية اللازمة في النظام الصحي الأساسي حيث يمكن استخدامه كعلاج لاضطرابات المزاج مثل الاضطراب ثنائي القطب.
بالإضافة إلى استخداماته الطبية المتعددة، يستخدم هذا المسحوق الأبيض في أغراض أخرى مثل البطاريات القابلة لإعادة الشحن، إنتاج كاشفات ثاني أكسيد الكربون، إنتاج الزجاج والخزف، صناعة الألمنيوم كما أنه يعطي اللون الأحمر للألعاب النارية.
الخصائص الحركية للدواء
يتم امتصاص أيونات الليثيوم بالكامل تقريبًا من الجهاز الهضمي بعد حوالي 8 ساعات وتصل إلى أعلى تركيز في الدم بعد حوالي 2-4 ساعات.
يتوزع الليثيوم في البداية في السائل خارج الخلايا ومنه إلى الخلايا ليصل إلى حجم توزيع يساوي إجمالي حجم الماء الموجود في الجسم. يدخل الليثيوم ببطء إلى السائل النخاعي كما يمكنه عبور المشيمة والخروج في حليب الثدي.
يخرج من الجسم عن طريق الكلى ولكن يمكن أيضًا اكتشافه في العرق واللعاب. تخرج نصف كمية الليثيوم الموجودة في الجسم في خلال7-20 ساعة، قد تزداد فترة عمر النصف في المرضى كبار السن وكذلك في المرضى الذين يعانون من قصور كلوي بسبب انخفاض وظائف الكلى.
دواعي استعمال كلوريد الليثيوم
يعمل هذا الدواء على استقرار المزاج وتقليل التطرف في السلوك من خلال استعادة توازن الناقلات العصبية في الدماغ. يستخدم هذا الدواء في الحالات التالية:
- علاج اضطراب الهوس الاكتئابي أو ما يعرف بإسم الاضطراب ثنائي القطب.
- العلاج الوقائي للاضطرابات الوجدانية المتكررة.
- استمرار استخدام هذا الدواء يقلل من عدد مرات حدوث نوبات الهوس وأعراض نوبات الهوس مثل المبالغة في مشاعر الفرح والسعادة، التهيج، القلق، السلوكيات العدائية، التحدث سريعًا وبصوت عالٍ والإحساس برغبة الآخرين في إيذائك.
اقرأ أيضًا: فافرين Faverin لعلاج الاكتئاب والوسواس القهرى
الجرعة اللازمة للحالات المختلفة
تختلف جرعة الليثيوم من شخص لآخر تبعًا لاستجابتك للدواء ونتائج قياس مستوى الليثيوم الموجود في الدم. سيبدأ الطبيب بإعطائك جرعة منخفضة ويزيدها ببطء عندما يعتاد جسمك على الدواء.
- في المرضى من متوسط الوزن 70 كجم الجرعة الأولية هي 400-1,200 ملجم من كربونات الليثيوم. يمكن إعطاؤها كجرعة يومية واحدة أو تقسيمها إلى جرعتين. عند التغيير من مستحضر ليثيوم لآخر يجب فحص مستويات الليثيوم في الدم أولًا خاصةً فيما يتعلق بمستحضرات الإطلاق المتأخر، ينبغي النظر إلى تغيير المنتج على أنه بدء علاج جديد.
- بعد أربعة إلى خمسة أيام من بدء العلاج ولا يزيد عن أسبوع واحد ينبغي أخذ عينة لتقدير مستوى الليثيوم في الدم.
- يجب مراقبة مستويات الليثيوم أسبوعيًا حيث يتم أخذ عينة من الدم بعد 12 إلى 24 ساعة من الجرعة السابقة. الهدف هو ضبط جرعة كربونات الليثيوم بحيث تحافظ على مستوى الليثيوم في الدم بتركيز من 0.5 -1.5 ملليمول/لتر.
- في المرضى كبار السن أو أولئك الذين يقل وزنهم عن 50 كجم، يوصى بأن تكون الجرعة الأولية 400 ملجم.
الآثار الجانبية المحتملة
مثل باقي الأدوية يتسبب الليثيوم في بعض الآثار الجانبية التي قد لا تصيب الجميع وغالبًا ما تتحسن عندما يعتاد جسمك على الدواء الجديد.
- الآثار الجانبية الشائعة: من المرجح حدوثها عندما تبدأ بتناول الليثيوم وعادةً ما تكون بسيطة وتختفي من تلقاء نفسها. استمر في تناول الدواء ولكن تحدث إلى طبيبك في حالة تفاقم أي من الآثار الجانبية التالية أو عدم اختفائها بعد بضعة أيام:
- شعور بالغثيان والإسهال.
- جفاف الفم أو ظهور طعم معدني في الفم.
- الشعور بالعطش والحاجة إلى شرب المزيد من الماء والتبول أكثر من المعتاد.
- رعاش خفيف في اليدين.
- الشعور بالتعب أو النعاس.
- زيادة تدريجية في الوزن.
- الآثار الجانبية الخطيرة: قد تصاب بأعراض جانبية خطيرة تتطلب منك التوقف عن أخذ الليثيوم والتوجه مباشرةً إلى الطبيب مثل:
- التقيؤ والإحساس بصعوبة في الكلام.
- مشكلات في البصر مثل التعتيم وعدم وضوح الرؤية.
- الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد وعدم السيطرة على البول أو البراز.
- الشعور بالدوار أو النعاس.
- انقباضات عضلية أو تشنجات عضلية تؤثر على الوجه أو اللسان أو العينين أو الرقبة.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم وتغيرات في الغدة الجار درقية، هذه التغيرات قد لا تختفي عندما تتوقف عن تناول الدواء.
قد يؤدي إعطاء كربونات الليثيوم على المدى الطويل إلى تضخم في الغدة الدرقية يتراجع عند توقف العلاج.
اقرأ أيضًا: الاضطراب ثنائي القطب : الأنواع والأعراض الأسباب والعلاج
التفاعلات الدوائية
هناك بعض الأدوية التي قد تتداخل مع كيفية عمل الليثيوم، يمكن أن يؤثر هذا على مستويات الليثيوم في الدم والذي يمكن أن يسبب تسمم الليثيوم لذا استشر طبيبك دائمًا قبل أن تتناول أية أدوية أخرى.
التفاعلات التي قد تزيد من تركيز الليثيوم | التفاعلات التي قد تقلل من تركيز الليثيوم | التفاعلات التي قد تسبب التسمم العصبي | تفاعلات أخرى |
– مثبطات انتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين. – ميترونيدازول. – التتراسيكلين. – العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب. – مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. – مدرات الثيازيد للبول قد تسبب تأثيرًا مضادًا لإدرار البول مما قد يؤدي إلى احتباس الماء وتسمم الليثيوم. – سبيرونولاكتون. – مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين. – الستيرويدات. | – الزانثين (ثيوفيلين، كافيين). المنتجات المحتوية على بيكربونات الصوديوم وكلوريد الصوديوم. – قشور السيليوم. – المانيتول. – أسيتازولاميد. | – مضادات الذهان العصبية (ريسبيريدون، كلوزابين، فينوثيازين، هالوبيريدول) تؤدي في حالات نادرة إلى التسمم العصبي في شكل متلازمة الدماغ والذي يتميز بالضعف، الخمول، الحمى، الرعاش وزيادة في عدد كرات الدم البيضاء. | – الليثيوم قد يطيل من تأثير الحاصرات العضلية العصبية. – قد يزيد الثيوريدازين من خطر اختلال نظم ضربات البطين. – قد يعمل اليوديد والليثيوم بشكل تآزري لخفض نشاط الغدة الدرقية. – وردت تقارير عن حالات تفاعل الليثيوم مع الباكلوفين والكوتريموكسازول. |
موانع الاستعمال
هناك بعض الحالات التي ينبغي معها التوقف عن أخذ الليثيوم وتشمل هذه الحالات ما يلي:
- المرضى المصابون بقصور في الكلى وأمراض قلبية وعائية خطيرة.
- قصور الغدة الدرقية غير المعالَج.
- الحالات المرتبطة بنقص صوديوم الدم على سبيل المثال: مرض أديسون، الجفاف أو المرضى الذين يعانون من ضعف شديد أو المرضى الذين يتناولون وجبات قليلة الصوديوم.
- لا ينبغي استخدام مدرات البول أثناء العلاج بالليثيوم دون تناول جرعات مناسبة.
- فرط الحساسية تجاه الليثيوم أو أي من المكونات غير الأساسية الموجودة في الكبسولة.
- الرضاعة الطبيعية.

الاختبارات المرتبطة بتناول العلاج
ترتبط سمية الليثيوم ارتباطًا وثيقًا بتركيزات الليثيوم في الدم ويمكن أن تحدث عند الجرعات القريبة من التركيزات العلاجية لذا يستوجب إجراء العديد من الاختبارات قبل وأثناء تناول الليثيوم وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- قبل بدء العلاج: يجب إجراء فحص وتقييم سريري شامل لكل مريض بما في ذلك قياس مستوى هرمونات الغدة الجاردرقية ومستوى الكالسيوم في الدم، تخطيط القلب والتقييم الدقيق جدًا لوظائف الكلى حيث أن الليثيوم يخرج من الجسم عن طريق الكلى لذا فإن كفاءة وظائف الكلى ضرورية من أجل تجنب تراكم الليثيوم والتسمم.
- أثناء العلاج: يجب قياس مستوى الليثيوم في الدم بصورة منتظمة كما يجب فحص المرضى بشكل دوري للكشف عن أي خلل قد يصيب الغدة الدرقية والجاردرقية. ينبغي مراقبة وظائف القلب والكلى بانتظام كما يجب توخي الحذر في حالة وجود متلازمة الاعتلال الدماغي أو العدوى البينية.
- القصور الكلوي: قد يرتبط تناول الليثيوم لفترات طويلة بنقص في وظائف الكلى حيث يمكن أن يؤدي إلى تغيرات مورفولوجية في الكلى مثل التليف الكبيبي وضمور الكليتين لذا يجب اختبار وظائف الكلى بصورة منتظمة لتجنب حدوث تسمم الليثيوم.
- قياس مستوى الكالسيوم وهرمونات الغدة الجاردرقية في الدم: حوالي 10 ٪ ممن يتناولون الليثيوم على المدى الطويل يعانون من ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم. إذا ارتفعت مستويات الكالسيوم في الدم فوق 11 ملجم/ديسيلتر ينبغي إيقاف العلاج بالكالسيوم، ويتم قياس مستواه في الدم أسبوعيًا لمدة 4 أسابيع المقبلة لضمان انخفاض المستويات مرة أخرى إلى طبيعتها.
- المرضى الذين خضعوا لاستئصال الغدة الجاردرقية من قبل: قد يعانون من تكرار ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الجاردرقية أثناء العلاج بالليثيوم، لذا فإن مستويات الكالسيوم وهرمونات الغدة الجاردرقية يجب مراقبتها بعناية.
تحذيرات خاصة
- العلاج بالصدمات الكهربائية :يجب إيقاف الليثيوم مؤقتًا قبل العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) للحد من خطر الهذيان الذي قد يحدث عندما يتم إعطاء العلاجين معًا.
- الجراحة: إيقاف الليثيوم لمدة 24 ساعة قبل أية عملية كبرى وإعادة تناوله بعد فترة وجيزة من العملية.
- الأطفال: لا تتوافر معلومات عن سلامة الدواء للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة ولذلك لا ينصح بتناول الليثيوم في هذه الفئة العمرية.
- المرضى كبار السن: يجب استخدام الليثيوم بحذر عند كبار السن بسبب حدوث بعض القصور في وظائف الكلى مما يؤثر على إخراج الليثيوم من الجسم، وبالتالي قد تظهر على كبار السن علامات سمية نتيجة التركيز المرتفع في الدم عادةً ما يتحملها المرضى الأصغر سنًا، لذا فإن المرضى كبار السن غالبًا ما يحتاجون إلى جرعات أقل من الليثيوم.
- الرضاعة الطبيعية: لا ينبغي استخدام الليثيوم أثناء الرضاعة الطبيعية حيث يتم إفراز الليثيوم في حليب الثدي.
- الحمل: يوصى بإيقاف الليثيوم قبل الحمل للوقاية من خطر العيوب الخلقية التي قد تزداد عند استخدام الليثيوم خلال الثلث الأول من الحمل. لذلك فإنه يجب موازنة الفوائد المحتملة للتناول المستمر أثناء الحمل مقابل الآثار السلبية المحتملة.
- يستلزم شرب الكثير من الماء كل يوم والحفاظ على كمية السوائل التي تتناولها حيث أن الالتهابات والأمراض مثل الزكام والإنفلونزا أو التقيؤ أو الإسهال يمكن أن تجعلك تعاني من الجفاف مما يؤثر على مستوى الليثيوم في الدم.
- الحد من شرب الكحول والكافيين.
- يمكنك أن تأكل بشكل طبيعي أثناء تناول الليثيوم لكن من الأفضل تجنب اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم لأن ذلك يمكن أن يزيد من مستوى الليثيوم في الدم.
توجد كربونات الليثيوم في صورة أقراص تعرف بإسم بريانيل سى آر بتركيز 400 مجم يتم حفظها في درجة حرارة 20-25 درجة مئوية بعيدًا عن متناول الأطفال ولا يمكن تناولها أو التوقف عنها إلا تحت إشراف الطبيب المختص.