كثرة التثاؤب.. دلالته وعوامل الخطورة

التثاؤب من الأمور التي تحدث لنا جميعًا وربما شاهدت أحد الحيوانات في محيطك وهي تتثاءب، فهو من الأمور الطبيعية والمعتادة بالنسبة لنا. لكن معظمنا لا يعلم أسبابه ولا كيف يحدث.
لذلك في هذه المقالة سوف نعرض لكم أسبابه، وأعراضه وهل هو مرض أم عرض لمرض وسنجيب على كل الأسئلة المتداولة بخصوصه وهل ما نعتقده صحيح أم لا! تابعوا معنا هذا المقال.
ما هو التثاؤب؟
التثاؤب: هو رد فعل لا إرادي، تقوم به جميع الفقاريات والطيور وبما في ذلك الأسماك، والزواحف والثدييات. وهو عملية يقوم بها الكائن بفتح فمه ويستنشق كمية كبيرة من الهواء فتمتلئ الرئة، ويقوم بإخراج زفير ببطء ويستمر التثاؤب الطبيعي من ٥ إلى ١٠ ثواني.
أسباب التثاؤب
لا يوجد حتى الآن دراسة أو نظرية محددة لأسبابه، لكن هناك بعض الدراسات عن سبب تثاؤبنا، مثل:
- الارتفاع عن سطح البحر: تغيير مستوى ارتفاعك لأعلى بسرعة كما يحدث عند ركوبك الطائرة أو ما شابه ذلك، فيقال بأنك تتثائب لا إراديًا؛ حتى توازن الضغوط داخل أذنيك (كرد فعل طبيعي من جسدك).
- أسباب هرمونية: إذ يرتبط التثاؤب أيضًا ببعض الهرمونات التي من دورها زيادة ضربات القلب، فتقوم بالتثاؤب ليمتلئ جسمك بالأكسجين، فيجعلك يقظ لفترة وجيزة. كما ترتبط اليقظة أيضًا بظاهرة شائعة تتمثل في تثاؤبك عند الاستيقاظ بعد النوم، وهذا دليل على أن تثاؤبنا هو تحفيز لذهنك وجسمك وليس العكس.
- الشعور بالملل: يرتبط تثاؤبنا بشكل شائع بالملل، فتجد نفسك تتثاءب عند دراسة مادة غير محببة لديك، أو عند استماعك لشخص غير مرغوب بالنسبة لك، فتثاؤبك ليس إلا طريقة لإبقاءك يقظًا لأطول فترة ممكنة. لكن لا يوجد دراسات مؤكدة لدعم ذلك حتى الآن.
- خفض درجة حرارة الدماغ: هناك نظرية تقول بأن سبب تثاؤبنا أيضًا أن التثاؤب رد فعل يساعد في خفض درجة حرارة الدماغ! حيث قام العلماء بعمل أبحاث على الفئران، ووجدوا أن درجات حرارة أدمغتهم انخفضت بعد ٣ دقائق من تثاؤبهم بشكل ملحوظ. وأجريت دراسات أيضًا على الحيوانات فوجدوا أن تثاؤبهم يزيد في فصل الصيف سبعة أضعافه في فصل الشتاء.
متى نصاب بكثرة التثاؤب؟
التثاؤب المفرط أو كثرة التثاؤب، هو أن تتثاءب أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة، وله العديد من الأسباب مثل:-
- اضطرابات النوم، والأرق: إذ إن قلة النوم من الأسباب المسببة في كثرة التثاؤب لديك. فقبل استشارة طبيبك عليك في بادئ الأمر تنظيم ساعات نومك، والحصول على قدر كافي من النوم والحرص على الاستيقاظ مبكرًا.
- آثار الجانبية لبعض الأدوية: إذ أظهرت العديد من الدراسات أن التثاؤب هو أحد الآثار الجانبية الشائعة أنه بسبب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIS) والذي يستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق.
- بعض الأمراض، مثل:
- الاضطرابات العصبية والأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
- الصرع.
- السكتة الدماغية.
- قصور الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا: أسباب كثرة النوم وأهم المضاعفات لزيادة فترة النوم وطرق العلاج
أكثر الأسئلة الشائعة بخصوص كثرة التثاؤب
١– لماذا يزداد التثاؤب عند الأطفال؟
يحدث ذلك غالبًا بسبب عدوى التثاؤب، لكن ليس هناك دراسات كافية لإثبات ذلك. فقد قام بعض العلماء باختبار ذلك حيث قاموا بعمل تجربة على اثنين وعشرين طفلًا تتراوح أعمارهم بين ٣٤ ل ٥٣ شهرًا.
وشارك أيضًا ٦٥ طفلًا من أطفال المدرسة الابتدائية الذين تتراوح أعمارهم بين ٥ ل ١١ عامًا.
حيث تم عرض شريطي فيديو واحد لرجل بالغ، والآخر لامرأة بالغة حيث تحدثوا عن موضوعات وأغاني الحضانة وبعض الحيوانات “لمدة ١٧٥ ثانية”. وتم إجراء نفس التجربة لكن كل طفل على حدة. فكانت نسبة التثاؤب مساوية لنسبة الابتسامة (إذًا يوجد ما يعرف بعدوى الابتسامة أيضًا).
وكانت النتائج النهائية لتجربة:
نسبة الأطفال الذين تثاءبوا استجابة للفيديو، أكبر من نسبة البالغين الذين تمت عليهم نفس فكرة التجربة التي تمت على الأطفال، إذًا من الطبيعي أن نجد كثرة التثاؤب عند الأطفال أكثر من البالغين.
٢- لماذا يزداد التثاؤب عند المرأة الحامل أكثر من النساء غير الحوامل؟
قام العلماء أيضًا بعمل تجربة على نساء حوامل ونساء غير حوامل، وتم عرض لهم فيديو لأطفال حديثي الولادة وهم يتثاءبون.
وكانت نتائج التجربة كالتالي:
حدثت عدوى التثاؤب عند النساء الحوامل أكثر من غير الحوامل. فإن النتائج هذه تدعم الفرضية القائلة:- أن الاختلاف الاجتماعي الذي لوحظ في عدوى التثاؤب، قد يتأثر بالارتباط العاطفي فنجد المرأة الحامل “أكثر عاطفة” تتأثر من عدوى التثاؤب أكثر من غيرها وكذلك الأطفال…إلخ.
٣- ما علاقة كثرة التثاؤب بالصداع؟
التثاؤب في بعض الأحيان علامة على أن الشخص سيصاب بالصداع؛ لذلك لا يكون حدوثه هو الذي يسبب الصداع، ولكن الصداع هو الذي يتسبب في حدوثه.
حيث واحدة من أسباب الصداع المتعددة هي مشاكل القلب. التثاؤب يقلل من الإحساس بالصداع، حيث أثناء حدوثه يتم غلق الفتحة بين الجانب الأيسر والأيمن في القلب، وعند إغلاق هذه الفتحة يتحسن الصداع أحيانًا. ولكن هذا ليس شائعًا ولا يوجد ما يثبت ذلك جذريًا، وذلك لأن أسباب الصداع متعددة.
فعليك باستشارة طبيبك إذا واجهت الصداع المصحوب بكثرة التثاؤب.
التثاؤب أمر طبيعي لا داع للقلق منه، فهو رد فعل واستجابة لجسمك لأمر معين. ولكن إذا كنت تعاني من تثاؤب مفرط دون سبب واضح من الأسباب المذكورة في الأعلى، فعليك بزيارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات للاطمئنان.