أعراض قرحة الإثنى عشر والأسباب والعلاج وطرق الوقاية من قرحة الاثنى عشر

قرحة الإثنى عشر من أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعا, غير أنها ليست معروفة للجميع كقرحة المعدة الأكثر شهرة وشيوعا منها.

القناة الهضمية مبطنة بطبقة مخاطية تحميها من أثر الحمض الذي تفرزه المعدة لهضم الطعام, وفى بعض الحالات تزيد كميات الحامض المفرزة من المعدة, أو تضعف الطبقة المخاطية المبطنة للقناة الهضمية, وعندئذ يتأثر جدار القناة الهضمية بحامض المعدة فيتقرح.

وعلى حسب المكان المتقرح بأثر حامض المعدة, يمكن تقسيم القرحة الهضمية إلى قرحة معدية وقرحة إثنا عشرية.

فى مقالنا هذا سنتوقف عند قرحة الإثنى عشر ببعض الشرح والتوضيح, لنتعرف على أعراضها وطرق الوقاية منها وعلاجها, فلنقرأ معا.

ما هو الإثنى عشر؟

الإثنى عشر هو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة التالي للمعدة مباشرة, حتى أن البعض يعتبره الجزء السفلي من المعدة, ولكن واقع الأمر أنه يتبع تشريحيا الأمعاء الدقيقة حيث أنه منفصل عن المعدة بعضلة عاصرة تغلق المعدة عند بدايته تعرف ببواب المعدة, كما أنه مفرز للحامض كالمعدة.

 و يمتد الإثنى عشر بشكل أنبوب معوي ملتو يبلغ طوله إثنا عشر إنشا, ومن هنا جاء اسمه, وفيه تفرز الإنزيمات الهضمية من كل من الكبد والبنكرياس لتمتزج بالطعام القادم إليه من المعدة (الكيموس) لتتم عملية هضمه وإعداده للإمتصاص, كما يتحكم الإثنى عشرفى تنظيم إفراغ المعدة عبر هرمون يفرز منه (الكولسيستوكينين), ويتم به التحكم بتمرير الطعام من المعدة إلى الإثنى عشر عبر فتح وإغلاق بواب المعدة.

أقرأ أيضًا: تحليل الميكروب الحلزوني وعلاقته بقرحة المعدة

ما هى أسباب قرحة الإثني عشر؟

تبطن الإثني عشر طبقة من الخلايا المخاطية, التى تفرز مخاطا كثيفا يمنع تأثير حامض المعدة على جدار الإثنى عشر, ولكن يلزم لتمام تلك الوظيفة أن تكون كمية حامض المعدة طبيعية وأن يكون الغشاء المخاطي سليما, فإذا اختل أحد طرفي تلك المعادلة أو كليهما, فإن الغشاء المخاطي يفشل فى وقاية جدار الإثنى عشر من حمض المعدة, فيتسبب الحامض فى تقرحه.

وتوجد العديد من الأسباب التي يمكنها الإخلال بتلك المعادلة, سواء بزيادة أفراز حامض المعدة أو بإضعاف الغشاء المخاطي المبطن للإثني عشر, ومنها ما يلي:

  • الإصابة بالملوية البابية (جرثومة المعدة).
  • إستعمال مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية.
  • العادات الغذائية الخاطئة.
  • الإصابة بالداء البطني.
  • بعض أنواع العدوى الفيروسية.
  • الإصابة بمتلازمة زولينجرإليسون, وهي متلازمة نادرة تتسبب بنمو أورام فى البنكرياس أو الإثنى عشر تزيد من إفراز حامض المعدة.

أقرأ أيضًا: أعراض قرحة المعدة الشائعة والغير شائعة

أعراض قرحة الإثنى عشر

تتوقف أعراض الإصابة بقرحة الإثنى عشر على شدة الإصابة, ولعلك ستتعجب عزيزي القارئ إذا علمت أن كثير من المرضى بقرحة الإثنى عشر قد لا يلاحظون أعراضها, وبخاصة فى بداية الإصابة, ويمكننا تقسيم أعراض قرحة الإثنى عشر من حيث شيوعها إلى:

أعراض قرحة الإثنى عشر الشائعة

  1. ألم البطن, وبخاصة ليلا أوعند الإستيقاظ من النوم صباحا.
  2. الإحساس بالتخمة.
  3. حرقة الصدر.
  4. الإنتفاخ.
  5. الغثيان.

أعراض قرحة الإثنى عشر الشديدة (غير الشائعة)

  1. القىء الدموي.
  2. البراز الأسود الذي يشبه القار.
  3. فقدان الشهية.
  4. فقدان الوزن.
  5. صعوبة التنفس.
  6. الغثيان والقىء.
  7. الدوار.
  8. فقدان الوعي.
قرحة الإثنى عشر

المضاعفات

في حالة تفاقم أعراض قرحة الإثنى عشر وتركها بلا علاج فقد تنجم عنها مضاعفات خطيرة من أهمها:

  • إنثقاب الأمعاء (ثقب الإثنى عشر).
  • النزف الداخلي.
  • إمتداد التقرح للأعضاء المجاورة كالكبد والبنكرياس.
  • إنسداد القناة الهضمية.

تشخيص قرحة الإثنى عشر

يتم تشخيص قرحة الإثنى عشر عند توافر أعراضها بالفحص عن طريق التنظير بإستعمال المنظار العلوي, وتتم من خلاله رؤية القرحة وتحديد موقعها ودرجة خطورتها, كما يتم من خلاله إستخراج بعض العينات المساعدة فى تشخيص مسببات القرحة, والتفريق بينها وبين غيرها من الأمراض.

ويتم تشخيص الإصابة بالملوية البابية (جرثومة المعدة) بإحدى هذه الطرق:

  1. فحص هواء الزفير باليوريا, وهو ما يعرف بإختبار النفس.
  2. قياس الأجسام المضادة للملوية البابية فى الدم.
  3. فحص البراز.
  4. رزع العينة المستخرجة عن طريق منظار المعدة على مزرعة بكتيرية وفحصها.
  5. الكشف المباشر لنشاط إنزيم اليوريز فى العينة المستخرجة بالمنظار.

أقرأ أيضًا: كونترولوك Controloc لعلاج ارتجاع المريء وقرحة المعدة

علاج قرحة الإثنى عشر

قرحة الإثنى عشر كسائر الأمراض يتم علاجها على حسب أسبابها وما نتج عنها من مضاعفات, ويقوم العلاج على عدد من التدابير مثل:

  • الأدوية المثبطة لإنتاج حامض المعدة.
  • المضادات الحيوية للتخلص من بكتريا الملوية البابية (جرثومة المعدة).
  • الإمتناع عن إستعمال مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية وبحث طرق أخرى للعلاج فى الحالات المزمنة.
  • قد تتطلب الحالة تدخلا جراحيا فى حالة إنثقاب القرحة أو النزيف الداخلي, كما قد يتم اللجوء لإستئصال القرحة جراحيا فى حالات قليلة.

الوقاية من قرحة الإثنى عشر

لأن الوقاية دائما خير من العلاج فإننا ننصح الجميع بإتباع سبل الوقاية من قرحة الإثنى عشر, ويمكن ذلك عن طريق:

  1. الحرص على نظافة الطعام والشراب وغسيل الأيدي لتجنب الإصابة بالملوية البابية.
  2. عدم إستعمال الأدوية خارج الإشراف الطبي وبخاصة مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية.
  3. الإقلاع عن العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحوليات.
  4. تجنب تناول الأطعمة الدسمة ثقيلة الهضم والحرص على الغذاء الصحي.
  5. تجنب القلق والتوتر بقدر الإمكان.
  6. طلب المشورة الطبية فى حال ظهور أي أعراض مرضية مهما كانت بساطتها, وبخاصة إذا استمرت لفترة تجاوزت الأسبوع.
  7. إتباع إرشادات الطبيب فيما يتعلق بجرعات الأدوية ومواعيدها وطريقة تناولها, فمثلا إذا نصحك الطبيب بتناول الدواء بعد تناول الطعام فلا تتناوله على معدة فارغة, ولا تقم بزيادة جرعة الدواء من نفسك, أو تكرار الوصفة الطبية من نفسك بعد انتهاء فترة العلاج الموصوفة, أو تجاهل بعض محتويات الوصفة الطبية والإكتفاء ببعضها فقط, وهكذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى