فوائد الشاى الأخضر والطريقة الصحية لتحضيره

فوائد الشاى الأخضر, كثر الحديث عنها فى مواضع مختلفة, حتى أصبح الشاى الأخضر وفوائده أكثر شهرة من الشاى الأسود, على الرغم من أن الشاى الأسود هو الأشيع استعمالا لدى غالبية الناس.

حتى أن الشاى الأخضر قد حظى خلال العقود الثلاثة الماضية بالكثير من الأبحاث والدراسات, للوقوف على فوائده ومضاره وأفضل الطرق لإستعماله, وأثره فى علاج الحالات المرضية المختلفة.

وقد وصلت المبالغة فى وصف فوائد الشاى الأخضر إلى الزعم أنه السبب الرئيسى فى زيادة متوسط العمر للأفراد فى البلدان المنتجة والمستهلكة له كاليابان والصين وسريلانكا, حيث يتمتع الأفراد فى تلك البلاد بمتوسط أعمار مرتفع مقارنة بغيرهم, إضافة لكونهم يصلون إلى أعمارتتجاوز الثمانين عاما وهم فى كامل الصحة والعافية والقدرة على النشاط والعمل كالشباب, حتى أنهم لا يعتبرون من بلغ الثمانين عاما قد وصل إلى الشيخوخة, فقد تجد هذا الثمانينى مازال يفلح أرضه أو يدير مصنعه أو يقود دراجته الهوائية لعشرات الكيلومترات يوميا.

ترى, هل حقا تعزى صحة هؤلاء القوم وطول أعمارهم, إلى أن مشروبهم الأساسى هو الشاى الأخضر.

لنتعرف فى هذا الموضوع على الشاى الأخضر وما قد يكون له من فوائد.

ماهو الشاى الأخضر؟

الشاى الأخضر, أو الشاى اليابانى كما يعرفه البعض, هو نفسه نبات الشاى المعروف حول العالم, لكنه يختلف فى طريقة تصنيعه عن الشاى الأحمر.

حيث أن الشاى الأحمر يتم تخمير أوراقه قبل تجفيفها, ليكتسب لونه المعروف ونكهته التى نعرفها جميعا, بتأكسد بعض مكوناته نتيجة تعرضه للتخمير والحرارة.

أما الشاى الأخضر فلا يتم تخميره, وإنما يتم تناوله كما هو بدون أية معاملات كيماوية, وبالتالى لا تتأكسد مكوناته ويحتفظ بجميع خواصه الأصلية الى نبت بها فى الأساس, فلا يجرى عليه إلا التجفيف فقط, ليمكن نقله وتخزينه بسهولة بلا أن يتلف.

وقد عرف الشاى الأخضر كمشروب فى الصين أولاً, ثم انتقل منها إلى اليابان, وكان ذلك فى عام 800قبل الميلاد, عندما ذهب بعض رهبان بوذا اليابانيين إلى الصين للدراسة, ثم عادوا إلى اليابان حاملين معهم الشاى الأخضر, ليعرفه اليابانيون ويصبح مشروبهم الرسمى بعد ذلك.

وقد أكد أحد الرهبان البوذيين على أهمية الشاى, وهو راهب بوذى يسمى (إيساى) فى كتاب أسماه (الحفاظ على الصحة بشرب الشاى) كتبه فى عام 1211م, حيث قال عن الشاى (الشاى دواء إعجازى للحفاظ على الصحة, وله أثر غير عادى فى إطالة العمر, حيث أنه فى كل مكان يزرع فيه الشاى يكون الناس طويلى الأعمار, وفى العصور القديمة والحديثة على حد سواء, كان الشاى هو الإكسير الذى يجعل سكان الجبال يعمرون طويلاً).

وصف النبات

الشاى شجرة مزهرة, تتبع الفصيلة الكاميلية, تنمو فى المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية, يظن أن موطنها الأصلى هو منطقة جنوب شرق آسيا, والصين على وجه الخصوص.

وهو شجرة دائمة الخضرة معمرة, قد يصل طولها إلى عشرة أمتار.

لها أوراق خضراء اللون رمحية الشكل جلدية الملمس, لها حواف مسننة, وبها غدد زيتية تفرز زيوتا عطرية تعزى لها رائحة الشاى المميزة.

لشجرة الشاى أزهار يكون لونها أبيض أو قرمزى, أما بذوره فتكون بنية اللون نحاسية فى حجم حبة البندق تقريبا.

يزرع من الشاى نوعين رئيسيين, أحدهما أوراقه صغيرة الحجم, يستعمل عادة فى صنع الشاى الأخضر موضوع حديثنا, لسهولة تجفيفها بلا أن تتعرض للتخمر بسبب صغر حجمها, أما الآخر فأوراقه أكبر حجما وتستعمل عادة فى صنع الشاى الأسود المعروف.

حقائق غذائية عن الشاى

يحتوى الشاى على مجموعة كبيرة من المركبات الغذائية, التى يختلف تركيزها فى الشاى على حسب نوعه, ولكنها موجودة فى كل أنواع الشاى ولكن النسب هى التى تختلف من نوع لآخر.

  • فيتامين أ.
  • فيتامين ب.
  • فيتامين ج.
  • فيتامين د.
  • فيتامين ك.
  • الكالسيوم.
  • البوتاسيوم.
  • المغنيسيوم.
  • الحديد.
  • النحاس.
  • الزنك.
  • الفلور.
  • السلينيوم.
  • الإسترونشيم.
  • الحامض الأمينى ثيانين.
  • الحامض الأمينى هيدروكسى أنيسول.
  • حامض الأمينوبروتيريك.
  • بولي فينولات مختلفة.
  • الكافيين.
الشاي الاخضر

فوائد الشاى الأخضر

  • يكافح تسوس الأسنان

الشاى الأخضر مصدر غنى بمادة الفلوريد, التى تستعمل لتصنيع معاجين الأسنان كما يعرف غالبية الناس, لما لها من دور فعال فى ترميم مينا الأسنان ووقايتها من التلف.

كما أنه يحتوى على معدن الكالسيوم الذى هو المادة الأساسية لبنية العظام والأسنان على حد سواء.

كذلك للشاى الأخضر أثر مضاد للبكتريا, التى هى العامل الرئيسى فى تلف مينا الأسنان وإصابتها بالتسوس والإصابة بالتهابات اللثة وتقرحاتها.

وإستهلاك الشاى الأخضر بشكل يومى, يقلل من خطر تلف وفقدان الأسنان, سواء بفعل العوامل البيئية الضارة أو بفعل التقدم فى السن.

  • يخفض كوليسترول الدم الضار

أشارت دراسات متعددة, أن الإستهلاك اليومى المنتظم للشاى الأخضر, قد أدى إلى خفض كوليسترول الدم السىء عند عينات البحث, وساهم لديهم فى التقليل من الأخطار التى تنتج عن ارتفاعه من أمراض فى القلب والشرايين وإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.

  • الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا

البولى فينولات المتوفرة فى الشاى الأخضر, ذات أثر مباشر فى إبادة فيروس الأنفلونزا, كما أن الشاى الأخضر يحتوى على نسبة مرتفعة من فيتامين سى, تعمل على تقوية المناعة ومكافحة العدوى بأنواعها, كما أن للشاى الأخضر أثر مضاد للبكتريا التى تغزو الحلق والجهاز التنفسى وتتسبب فى الإصابة بنزلات البرد والتهابات الحلق.

وقد اثبتت أبحاث متعددة أن استهلاك الشاى الأخضر يقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا بنسبة 23%, ويقلل من مدة الإصابة بنسبة 36%.

  • تحسين وظائف المخ والذاكرة

مضادات الأكسدة المتوفرة فى الشاى الأخضر, مع ما يحتويه من أحماض أمينية ومركبات فينولية, ذات دور فعال فى ارخاء العضلات وإزالة الشعور بالقلق والتوتر, وتحفيز وظائف المخ والذاكرة.

كما أسفرت دراسة أجريت فى عام 2010, عن أن تناول الشاى الأخضر بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر ويساعد فى مكافحته.

  • تحفيز إنقاص الوزن

يعمل الشاى الأخضر على زيادة معدلات التمثيل الغذائى فى الجسم, ويرجح أن مرجع ذلك لأحتوائه على الكافيين والبولى فينولات, والعناصر المعدنية المحفزة للتمثيل الغذائى وحرق السعرات.

حيث أسفرت إحدى الدراسات عن إنخفاض فى أوزان عينة الدراسة, بمقدار 4.6% خلال فترة ثلاثة أشهر من بدء التجارب السريرية.

ومن الجدير بالذكر هنا أن استهلاك ثلاثة أكواب من الشاى الأخضر يوميا, يزيد من معدل حرق السعرات بحوالى 200–250 سعر حرارى على حسب تركيز الشاى.

  • يقى من ارتفاع ضغط الدم

على الرغم من إحتواء الشاى الأخضر على الكافيين, إلا أنه يحتوى على مواد تعمل كموسعات للأوعية الدموية, كما تمنع ما يحدث بها من تصلب نتيجة تراكم الكوليسترول الضار ودهون الدم الزائدة, فتقى من ارتفاع ضغط الدم لدى غير المصابين به.

حيث أجريت دراسات على مدار ثمان سنوات على مجموعة بحثية تتألف من 1500شخص, فى الفئة العمرية من 20فأعلى, واظبوا على تناول من كوب إلى ثلاثة أكواب يوميا من الشاى الأخضر خلال مدة الدراسة, وأتضح أن نسبة إصابتهم بإرتفاع ضغط الدم قد قلت بنسبة 46%, عن نظرائهم الذين لم يواظبوا على تناول الشى الأخضر بإنتظام, مما يؤكد اثر الشاى الأخضر فى الوقاية من ارتفاع ضغط الدم لدى غير المصابين به.

  • يخفض سكر الدم

يعمل الشاى الأخضر على خفض سكر الدم, وهو ملائم للسيطرة على سكر الدم المرتفع لدى المصابين به, وهو بذلك يعمل على خفض الشحوم المتراكمة فى الجسم وإنقاص الوزن الزائد, مما يعمل على تحسين مستويات السكر والوقاية من مضاعفاته المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية.

  • يقلل الإكتئاب

للشاى الأخضر اثر مهدىء للأعصاب بسبب وجود الحامض الأمينى الثيانين, الذى يساعد على الوقاية من القلق والتوتر, ويعمل على مكافحة الإكتئاب والضيق النفسى, ويساعد على الإسترخاء.

  • يحمى من السرطان

يحتوى الشاى الأخضر على مضادات قوية للأكسدة, تقى الخلايا من عوامل الشيخوخة والتلف, وتساعد فى بناء وتجدد الخلايا, وإبادة الخلايا السرطانية قبل نموها, وقد ثبت بالدراسات العلمية أن إستهلاكه قد قلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان, كسرطان المعدة والقولون والبروستاتا والجلد, كما قلل من خطر سرطان الرئة حتى لدى المدخنين.

  • يحمى الجلد

يحتوى الشاى الأخضر على مضادات الأكسدة اللازمة لوقاية الجلد من مظاهر الشيخوخة وظهور علامات التقدم فى السن, كما أن استعماله بشكل موضعى أيضا يعالج بعض مشكلات الجلد كالإكزيما وحب الشباب, ويعالج بقع وتصبغات الجلد, والهالات السوداء حول العينين, ويحمى الجلد من مضار التعرض لأشعة الشمس الحارقة.

الشاي الاخضر

الطريقة الصحيحة لعمل الشاي الاخضر

للإستفادة من فوائد الشاى الأخضر, فلا يجب غلى أوراق الشاى, بل يجب إعداده بنقع أوراقه فى الماء المغلى مع التغطية, لمدة خمس دقائق أو أكثر, ثم يتم تصفية ناتج النقع وشربه.

ولا يجب إضافة الحليب للشاى الأخضر, لأن الحليب يبطل مفعول بعض مواده الفعالة ويقلل من فوائده العلاجية المختلفة.

كما لا يجب إضافة السكر للشاى الأخضر, وبخاصة إذا كان استعماله بغرض إنقاص الوزن أو السيطرة على ارتفاع سكر الدم أو تخفيض كوليسترول ودهون الدم الضارة.

أى أن الطريقة المثلى للإستفادة من فوائد الشاى الأخضر المختلفة, هى شرب منقوعه كما هو بلا أية إضافات, فيما عدا أنه يمكن إضافة بعض الأعشاب كالنعناع والزنجبيل, لتحسين نكهة الشاى وتعظيم فوائده.

كم كوباً تحتاج من الشاي الأخضر يومياً؟

يعتبر شرب من كوب إلى ثلاثة أكواب يوميا من مشروب الشاى الأخضر, آمن تماما كإستهلاك يومى, والحد الأقصى للإستهلاك الآمن هو خمسة أكواب يوميا إذا لم يتم شرب أية مشروبات أخرى تحتوى على الكافيين.

ويجب فصل الشاى الأخضر عن الوجبات الغذائية بمقدار ساعتين قبل أو بعد الوجبات, حتى لا يؤثر الشاى الأخضر فى امتصاص عنصر الحديد من الطعام فيتسبب بحدوث أنيميا نقص الحديد.

الفئات الممنوعة من شرب الشاى الأخضر

  • مرضى إرتفاع حموضة المعدة.
  • مرضى إرتجاع المرىء.
  • مرضى القرح الهضمية (قرحة المعدة أو الإثنى عشر).
  • مرضى الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين أو ما يعرف بالمياه الزرقاء).

لا تشرب أكثر من كوب واحد من الشاى الأخضر يومياً فى الحالات الآتية

  • الحمل.
  • الرضاعة.
  • الأطفال تحت 12عام.
  • تناول الأدوية المسيلة للدم لأن الشاى الأخضر يزيد من أثرها المسيل للدم فيمكن أن يتسبب بحدوث نزيف للمريض.
  • تناول الأدوية المخفضة لسكر الدم لأن الشاى الأخضر يزيد من أثرها فى خفض سكر الدم, مما قد يصيب المريض بأعراض إنخفاض السكر, إلا إذا كان تناوله بمشورة الطبيب المعالج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى