فوائد الرمان والأضرار وطريقة الحفظ السليمة

الرمان , فاكهة الجنة , تلك الحبات الكريستالية الأرجوانية التى يعشقها الصغار والكبار , إسمه الفارسى (جلنار) بضم الجيم , ومعناها زهر الرمان , واسمه فى اللغة المصرية القديمة (رمن) , وفى اللغة القبطية (إيرمان) .
عرف عنه منذ القدم أن لكل جزء من أجزاء ثمرته إستعمال غذائى أو طبى , واستخدم فى الطب العربى والفارسى والهندى لأغراض عديدة , سواء بأكل حباته أو إستعمال قشورة الطازجة والجافة أو عصيره .
كما أنه من الثمار الرمزية على مر التاريخ , فقد كان يرمز عند قدماء المصريين للحياة الأبدية , وكانوا يدفنون ثماره مع موتاهم .
أما عند الإغريق فقد كان رمزا للتفاؤل والأخبار السعيدة , وكانوا يبدأون حفلات الزفاف بتقديمه .
أما الصينيون فقد اعتبروا تناول بذوره جالبا للحظ الحسن , وكانوا يتناولونها قبل الأعمال التى يرجون فيها التوفيق وحسن الطالع .
كما إستعملت صبغة التانين (العفص) المستخرجة منه منذ قديم الأزل فى صناعة الأصباغ السوداء ودباغة الجلود لتحسين صفاتها وتحملها لأغراضها الصناعية المختلفة .
وبرغم شهرة الرمان كفاكهة لذيذة الطعم يعرفها الجميع , إلا أن القليل من الناس يعلمون فوائده , والنادر منهم من يعلم أن له مضار ومحاذير إستعمال .
فى هذا الموضوع يلقى دكتور كشكول الضؤ على فاكهة الرمان , من حيث الأصل و التكوين والفوائد والمحاذير , لنعلم أن لتلك الحبات الساحرة فوائد متعددة , ومضار أيضا .
وصف نبات الرمان
الرمان نبات شجيرى معمر متساقط الأوراق , يصل طول شجيرته من مترين إلى ستة أمتار حسب صنفه , تتدلى منها أغصان تحمل أشواكا فى أطرافها , يميل لون الأغصان والأوراق إلى اللون اللون الأحمر .
تتساقط أوراق الشجيرة فى الخريف من كل عام , وتعود للظهور فى فصل الربيع , وشجيرة الرمان تثمر فى العام الثالث لزراعتها , إلا أن ثمارها فى السنوات الأولى لإثمارها تكون صغيرة الحجم قليلة الجودة .
وتصل شجيرة الرمان إلى أفضل إثمار لها فى العام العاشر إلى الثانى عشر لزراعتها , وتعمر الشجرة لحوالى 50 عاما .
ويتراوح محصول الشجيرة الواحدة من الرمان لحوالى 25-30 كيلو جراما من الثمار التى تنضج عادة فى أواخر الصيف خلال شهرى أغسطس وسبتمبر .
موطن الرمان الأصلى بلاد فارس (إيران) ثم انتقل منها إلى البلاد العربية وبلاد ساحل البحر الأبيض المتوسط لدفء مناخها الملائم للنبات , ثم نقله العرب إلى إسبانيا التى نقلته بدورها للولايات المتحدة الأمريكية .
أجود أنواع الرمان بالعالم الرمان اليمنى , وكذلك رمان مدينة الطائف السعودية , لكبر حجم ثماره وحلاوة مذاقه وتحمله الجيد لظروف النقل والتخزين .
كما يزرع من نبات الرمان أصناف مخصصة للزينة , تزرع فقط لجمال أزهارها الحمراء .
ولشجيرة الرمان أزهار بيضاء وحمراء جميلة المنظر تعرف بالجلنار , تتحول بعد التلقيح والعقد إلى ثمار مدورة الشكل ذات جلد قرمزى أو أصفر تحمل تاجا فى قمة الثمرة , تحوى بداخلها حبوبا مائية كريستالية الشكل يتراوح لونها من الأحمر إلى الأبيض , ولكن اللون الغالب عليها هو الأحمر القرمزى , بداخل كل منها بذرة قد تكون صلبة أو لينة تبعا لصنف النبات.

الرمز الدينى والأدبى للرمان
ورد ذكر الرمان فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع, كما ذكر بأنه من فاكهة الجنة التى وعد الله بها عباده الصالحين , وذلك فى قوله تعالى ((فيهما فاكهة ونخل ورمان )) سورة الرحمن .آية 55.
كما روى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه قوله (يا أيها الناس , كلوا الرمان بشحمه , فإنه دباغ) , أى أن شحم الرمان مقو ومصلح لجدار الفم و المعدة .
كما أن للكاتب والفيلسوف الإنجليزى أوسكار وايلد رواية بإسم (بيت الرمان) إستخدم فيها الرمان كرمز لجمع شتات المجموع فى عنصر واحد كما تجتمع حبات الرمان فى ثمرة واحدة .
كما رمز الأديب العراقى سنان أنطون للموت و للخطيئة بالرمان فى روايته (وحدها شجرة الرمان ).
الإستعمالات الصناعية للرمان
يحتوى قشر الرمان على صبغ أسود قاعدى يسمى التانين (العفص) , إستخدم منذ قديم الأزل ومازال يستخدم إلى وقتنا هذا فى دباغة الجلود , كما يستعمل فى صباغة الحرير الأسود , ويضاف إلى مسحوق الحناء بغرض صباغة الشعر باللون الأسود.
الحقائق الغذائية للرمان
يحتوى كل 100 جرام من بذور الرمان على :
- 83 سعر حرارى .
- 1.67 جرام بروتين .
- 1.17 جرام دهون .
- 18.7 جرام كربوهيدرات .
- 4 جرام ألياف .
- 10 ملليجرام كالسيوم .
- 0.3 ملليجرام حديد .
- 12 ملليجرام مغنسيوم .
- 36 ملليجرام فسفور .
- 236 ملليجرام بوتاسيوم .
- 3 ملليجرام صديوم .
- 0.35 ملليجرام زنك .
- 10.2 ملليجرام فيتامين ج .
- 0.07 ملليجرام فيتامين ب1 .
- 0.05 ملليجرام فيتامين ب2 .
- 0.29 ملليجرام فيتامين ب3 .
- 0.08 ملليجرام فيتامين ب6 .

فوائد الرمان
- محاربة الشيخوخة
حيث يحتوى الرمان على مضادات الأكسدة التى تدعم بناء الخلايا وحماية وظائفها الحيوية , وتقليل آثار شيخوختها ظاهريا ووظيفيا .
- الوقاية من السرطان
احتواء الرمان على مضادات الأكسدة يجعل منه محاربا للطفرات الجينية المؤدية لحدوث الأورام السرطانية , كما وجدت بعض الأبحاث أن له أثرا مدمرا للخلايا السرطانية فى حالات سرطان الثدى والبروستاتا , بحيث تؤدى عمل الأدوية السامة للخلايا (العلاج الكيماوى ), بدون أن تتلف الخلايا السليمة .
- محاربة الأنيميا
يحتوى الرمان على الحديد وحمض الفوليك اللذان يعملان على الوقاية من أنيميا نقص الحديد خاصة فى حالة المواظبة على أكل الرمان يوميا أو شرب عصيره.
- الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
يحتوى الرمان على الأملاح المعدنية التى تعمل على توازن الصديوم والبوتاسيوم بالجسم , كما أنه يعمل على خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية مما يحسن عمل القلب والأوعية الدموية ويعمل على خفض ضغط الدم .
- الحفاظ على صحة الفم والأسنان
أثبتت دراسة أمريكية أجريت من باحثين بجامعة أوهايو أن استعمال غسول فم يحتوى على الرمان لمدة اربعة أسابيع , قد أدى إلى تقليل خطر التهابات اللثة لدى عينات البحث , كما أن مضادات الأكسدة المتوافرة فى الرمان قد أدت إلى تكسير البروتين الذى يعمل على تكون الجير على الأسنان , مما يمنع تكونه .
كما أن الكالسيوم المتوفر فى الرمان كمصدر غذائى , يعزز تكوين الأسنان وتعزيز قوتها وتقليل خطر سقوطها .
- الوقاية من أمراض القلب
يعمل الرمان على تقليل منسوب كل من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية , مما يعزز مرونة الأوعية الدموية وشرايين القلب ويمنع تصلبها وإنسدادها, كما أن أثر الرمان الخافض لضغط الدم يقى القلب والأوعية الدموية من الآثار الضارة الناتجة عن ارتفاعه والتى تؤثر سلبا على صحة القلب والشرايين .
- تخفيف ألام التهاب المفاصل
يحتوى الرمان على مواد لها أثر مضاد للإلتهاب يقلل من ألام ومشكلات التهاب المفاصل ويسكن آلامه , كما يحتوى على إنزيم يبطىء من عملية هدم الغضاريف التى تحدث بفعل تقدم السن فيقلل من خشونة الغضاريف التى تصاحب كبار السن .
- محاربة العدوى
يحتوى الرمان على كل من فيتامين ج وفيتامين ه والزنك , وكلها عناصر تحافظ على صحة الجهاز المناعى للجسم , وتكافح العدوى البكتيرية والفيروسية وتساعد فى سرعة الشفاء منها حال حدوثها , لذلك فهو من الأطعمة الملائمة للمرضى بأمراض معدية بكتيرية وفيروسية .
- علاج الضعف الجنسى
الرمان منشط للدورة الدموية , مما يدعم ويسهل عملية وصول الدم للعضو الجنسى ويساعد فى قوة الإنتصاب , كما يحتوى على عنصر الزنك الذى يزيد من معدلات الخصوبة لدى الرجال , ويقلل من تشوهات الحيوانات المنوية ويحسن حركتها ويزيد من قدرتها على التخصيب .
- دعم وتحسين وظائف الذاكرة
تعمل مضادات الأكسدة المتوافرة فى الرمان على إبطاء عملية تلف خلايا الدماغ المصاحبة لتقدم السن , مما يكافح أمراض ألزهايمر وخرف الشيخوخة .
كما وجدت بعض الأبحاث أنه يحسن من الذاكرة البصرية والكلامية عند كبار السن المواظبين على تناوله بصورة يومية , فلا تظهر لديهم مشكلة نسيان الوجوه أو المناظر أو تعبيرات الكلام التى تظهر عادة عند من فى مثل سنهم المتقدمة.
- تحسين وظائف الجهاز الهضمى
يحتوى الرمان على الألياف التى تساعد على تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من مشكلات الإمساك والإسهال ومتاعب القولون العصبى , كما أنه مفيد لبعض أمراض الجهاز الهضمى كداء كرون والتهابات الأمعاء .
مكافح لسرطانات الأمعاء بما يحتويه من ألياف ومضادات للأكسدة , وإنزيمات تعمل على التخلص من البكتريا الضارة والطفيليات .
كما أن أثره القلوى يساعد فى تقليل الأثر الحارق لفرط أحماض المعدة , فهو بذلك يساعد فى الوقاية من تقرحات المعدة والإثنى عشر الراجعة لفرط حامض المعدة , كما يقلل من ارتجاع المرىء ويكافح الإصابة بالبواسير والتهابات الشرج.
كما أن غناه بمضادات الأكسدة بالإضافة لأثره المضاد للإلتهابات يعمل على الوقاية من سرطانات المعدة والقولون والشرج .
- علاج إضطراب ثنائى القطب
يحتوى الرمان على مركبات تثبط عمل (كارباميزيبين) المسبب لنوبات الهوس والإكتئاب التى تصيب مرضى إضطراب ثنائى القطب , مما يساعد فى إستقرار حالتهم المزاجية وتحسين حالتهم .
- علاج المشكلات النسائية
يساعد الرمان فى علاج مشكلة فرط الإفرازات المهبلية والإفرازات البيضاء لدى النساء , وكذلك علاج غزارة الطمث , كما يقلل من أثر إنخفاض الهرمونات الأنثوية عند سن اليأس والمشكلات الصحية الناجمة عنه كزيادة الإستعداد لأمراض القلب والشرايين وهشاشة العظام .
- مصدر طاقة للرياضيين
تناول الرمان أو عصيره قبل نصف ساعة من التمرين الرياضى , يجعل منه مصدرا للطاقة يزيد من تحمل اللاعب وقدرته على الأداء الرياضى وتخفيف إحساسه بالتعب والإرهاق .
محاذير الإفراط فى تناول الرمان
- الإصابة بالسمنة
الرمان من الثمار عالية السعرات الحرارية , حيث يحتوى على نسبة عالية من الكربوهيدرات , مما يجعل الإفراط فى تناوله غير محبذ لأصحاب الوزن الزائد لأنه يزيد من سمنتهم .
- رفع سكر الدم
المحتوى المرتفع من السكريات فى الرمان , يجعل الإفراط فى تناوله غير ملائم لمرضى ارتفاع سكر الدم , حيث يساهم فى زيادة معدلات سكر الدم لديهم .
- التداخل مع الأدوية
قد يعيق الرمان إمتصاص بعض الأدوية , مما يجعلها عديمة الفائدة , وهذا من دواعى سؤال الطبيب عن إمكانية تناول الرمان مع ما وصفه من أدوية وما إذا كان يجب الإمتناع عن تناوله أو فصله عن مواعيد الأدوية بفترة معينة .
- خفض ضغط الدم
لا يحبذ لمرضى ضغط الدم المنخفض الإفراط فى تناول ثمار الرمان , لأنه خافض لضغط الدم وبالتالى يزيد من حدة أعراض إنخفاضه لديهم .
- الحساسية
قد يتسبب الرمان فى الإصابة بالحساسية لدى بعض الأشخاص , وتتمثل أعراضها فى ضيق التنفس وتورم الفم وصعوبة البلع وزيادة تعرق الوجه .
- الإجهاض
يساعد مستخلص بذور وقشور الرمان على زيادة تقلصات الرحم وتحفيز الإجهاض , وكانت النساء تستعملها قديما لهذا الغرض ,كما كن يستعملنه لتحفيز المخاض وتعجيل الولادة الطبيعية .
إلا أن عصير الرمان لا يحمل نفس التأثير على الرحم , ولكن لا تنصح الحوامل بالإفراط فى شربه لأن ما زاد عن حده إنقلب إلى ضده , فيمكنهن شربه بإعتدال للإستفادة من فوائده وتجنب أضراره .
- الغثيان وألام البطن
قد يتسبب الإفراط فى أكل الرمان فى الإصابة بالغثيان وإضطرابات البطن والإسهال , وبخاصة لدى الأطفال , لذلك لا ينصح بالإفراط فى أكله لتجنب ذلك الأثر .
الحد الآمن لإستهلاك الرمان اليومى
يعتبر تناول ثمرة من الرمان أو كوب من عصيره يوميا , حدا آمنا للإستهلاك لمختلف الأشخاص , فيما عدا مرضى الحساسية ومرضى السكر فقد يمنعون من تناوله مطلقا , أو قد ينصح الطبيب مريض السكر بالإكتفاء بتناول نصف كوب من عصير الرمان من حين لآخر .
حفظ وتخزين الرمان
يمكن الإحتفاظ بثمار الرمان الكاملة فى درجة حرارة الغرفة لمدة ثمانية أيام , والإحتفاظ بالثمار الكاملة أو البذور الموضوعة فى عبوة بلاستيكية محكمة الغلق بالثلاجة لمدة إسبوعين , ويمكن حفظ البذور مجمدة لمدة تتجاوز العشرة أشهر.