فصيلة الدم الذهبية Rh null | أندر فصائل الدم .. كل ما يهمك معرفته

فصيلة الدم الذهبية “Rh null” هي أندر فصائل الدم على وجه الأرض، وهي لا تحمل عوامل مستضدة لأي من فصائل الدم الأخرى.
وبهذا فإن أصحاب هذه الفصيلة يستطيعون التبرع بدمائهم لأي شخص على وجه الأرض، وبالطبع عندما يتعلق الأمر بالتبرع بالدم فإننا نتحدث عن الحياة نفسها.
ولكن مع الأسف أصحاب هذه الفصيلة في غاية الندرة بين الناس، فعدد من يحملونها لا يزيد عن 48 شخص حول العالم وقت كتابة هذا المقال.
هل أدركتم الآن لماذا هي ذهبية؟
تعالوا معي لنتعرف على مزيد من المعلومات حول فصيلة الدم الذهبية وكيفية نشأتها من خلال مقالنا هذا.
ما هي فصائل الدم؟
فصائل الدم هي نوع من التصنيف للدماء، وضع على أساس مولدات الضد والأجسام المضادة الموجودة في الدم.
نظام ABO
تصنف فيه فصائل الدم على أساس أن كريات الدم الحمراء تحوي بروتينات خاصة تسمى المستضدات أو مولدات الضد (Antigen) وهي مواد مثيرة لإستجابة الجهاز المناعي.
حيث يستجيب لها فيولد موادا أخرى في البلازما تسمى الأجسام المضادة (Antibodies) وبناء على ناتج الدمج بين المستضدات الموجودة في كرات الدم الحمراء، والأجسام المضادة الموجودة في بلازما الدم، يتم تصنيف فصائل الدم.
وبناء على ذلك تم تصنيف فصائل الدم إلى أربعة فصائل:
- دم يحتوي على مولدات الضد A ويعرف بفصيلة الدم A
- دم يحتوي على مولدات الضد B ويعرف بفصيلة الدم B
- دم يحتوي على مولدي الضد A, B ويعرف بفصيلة الدم AB
- دم لا يحتوي على أي من مولدي الضد A,B ويعرف بفصيلة الدم O
ولكن المستضدات والأجسام المضادة ليست فقط من تحدد فصائل الدم، فيوجد أيضا ما يعرف بعامل ريساس، وله دور في تصنيف فصائل الدم أيضا.
تصنيف عامل ريساس (نظام RH)
وهو يصنف فصائل الدم تبعا لعامل موروث يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء، فإذا كان الدم يحتوي هذا العامل فإنه دم موجب عامل ريساس، وإذا لم يحتوي عليه يكون سالب عامل ريساس.
وبناء على ذلك فإن جميع فصائل الدم الأربعة الموجودة في النظام السابق، يحملها ذات الشخص إما مع عامل ريساس فتكون موجبة عامل ريساس.
أو يحملها بدون عامل ريساس فتكون سلبية عامل ريساس، أو بمعنى آخر فإن التصنيف بناء على عامل ريساس يحوي ثمان فصائل:
- +A
- -A
- +B
- -B
- +AB
- -AB
- +O
- -O
أقرأ أيضًا: شرح وراثة فصيلة الدم: الأنواع وكيفية وراثة فصيلة الدم
ما هي فصيلة الدم الذهبية؟
فصيلة الدم الذهبية هي طفرة جينية نادرة الحدوث، ينتج عنها ألا يحمل الدم أي مستضدات.
كما لا تحتوي أيضا على عامل ريساس، وتسمى تلك الفصيلة (Rh null) وبهذا فإن الدم من فصيلة (Rh null) يمكن نقله إلى أي شخص أيا كانت فصيلة دمه دون أي مخاطر، وبهذا يمكن لأصحاب هذه الفصيلة إنقاذ حياة أي شخص يحتاج إلى الدم.
حيث لا يحمل دمهم أية أجسام مضادة يمكنها إثارة التحسس لدى المنقول إليه الدم.
ولكن في المقابل فهم يتشابهون مع غيرهم من فصائل الدم في كونهم لا يقبلون الدم إلا من فصيلتهم.
ولهذا فإن هؤلاء الأشخاص يتبرعون بكميات من دمائهم بشكل دوري، للإحتفاظ بها لهم هم شخصيا إن احتجوها، نظرا للندرة الشديدة لفصية الدم الذهبية.
كما لا يلجأ الأطباء لإستخدام دمائهم في التبرع للغير إلا فى الحالات الإضطرارية القصوى، وبناء على رغبتهم هم شخصيا في إنقاذ حياة غيرهم.
أقرأ أيضًا: فصائل الدم .. أنواعها وعلاقتها بالرجيم والحمل
أسباب حدوث طفرة فصيلة الدم الذهبية
الفصيلة الذهبية (Rh null) طفرة جينية نادرة الحدوث، تنتج عن تغير عفوي في جين RHAG الذي يرمز للبروتين السكري المرتبط بـ RH وهو البروتين المطلوب لتوجيه خلايا عامل ريساس إلى خلايا الدم الحمراء.
وغالبا ما ترتبط هذه الطفرة أيضا بفقر دم انحلالي طويل الأمد، حيث يعانون من تلف متزايد لكرات الدم الحمراء بشكل طفيف.
مما يجعل هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، ويحتاجون لعناية خاصة في هذا الصدد.
عوامل الخطر
- زواج الأقارب.
- شيوع الأمراض الوراثية المتعلقة بالدم في العائلة.
- وجود جينات جسمانية غير طبيعية تنتقل عبر العائلة (أمراض وراثية جسمانية).

مضاعفات فصيلة الدم الذهبية
لعلكم تنظرون الآن لأصحاب الفصيلة الذهبية باعتبارهم أشخاصا محظوظين نادري الوجود أليس كذلك!
على العكس تماما فإن أصحاب هذه الفصيلة يواجهون تحديدات ومضاعفات نتيجة ندرة فصيلة دمهم، وعدم احتوائها على أي من المستضدات أو على عامل ريساس.
تحديات نقل الدم
بينما يمكن لأي شخص حول العالم أن يتلقى الدم إن احتاج إليه نتيجة مرض أو إصابة، من عدد مهول من المتبرعين.
ينحصر عدد من يمكنهم التبرع لصحاب الفصيلة الذهبية بالدم فيهم هم أنفسهم، وقد ذكرنا سابقا أن عددهم وقت كتابة هذا المقال 48 شخص حول العالم.
أي أنه بنسبة كبيرة ربما لا يوجد في بلد هذا الشخص كله من يمكن أن يتبرع له بالدم إن احتاجه.
ولهذا فإنه يتوجب على هؤلاء الأشخاص التبرع بدمائهم دوريا، ليتم الإحتفاظ بها لهم فيما إن احتاجوا إليها لأي سبب.
فقر الدم الإنحلالي
عادة ما يصاحب طفرة الفصيلة الذهبية طفرة في شكل كرات الدم الحمراء، تجعلها معرضة بإستمرار للإنحلال والتكسر مما يصيبهم بفقر دم طفيف إلى متوسط.
فقد تحتوي كرات الدم الحمراء لديهم على عيب أو أكثر من العيوب الآتية:
- هشاشة جدر الخلايا.
- إختلاف في حجم خلايا الدم الحمراء عن الحجم الطبيعي.
- بنية أقل مرونة وأكثر عرضة للتكسر.
- أشكال غير طبيعية لخلايا الدم الحمراء، فقد تأخذ شكل الفم مثلا أو شكل المنجل.
مما يجعل هؤلاء الأشخاص في حاجة مستمرة لعناية خاصة بالعناصر الغذائية التي يتناولونها، وقد يحتاجون إلى مكملات غذائية مستمرة لتعويض ما يفقد من خلايا الدم الحمراء.
مضاعفات الحمل
المرأة صاحبة فصيلة الدم الذهبية هي امرأة سالبة العامل ريساس (-Rh) فإذا ما تزوجت من شخص موجب العامل ريساس (+Rh)، فإن ابنها سيرث عامل ريساس من أبيه، وبالتالي سيبدأ جسم الأم في تكوين أجسام مضادة لدم الطفل، مما يعرض طفلها الثاني وما يليه من أطفال لخطر الإجهاض.
زيادة خطر أزمة انحلال الدم
أزمة انحلال الدم هي حالة تصيب بعض الأشخاص جراء العدوى الشديدة، مما يتسبب لديهم في تكسر سريع لكريات الدم الحمراء وفشل كلوي.
وجدت العديد من الدراسات أن فصيلة الدم الذهبية تزيد من خطر هذه الأزمة، فإذا ما أصيب صاحبها بأية عدوى، فستحدث لديه أزمة انحلال الدم بسرعة شديدة.
تقييد نظام الحياة لأصحاب فصيلة الدم الذهبية
برغم أنه يجب على أي شخص تجنب وقوع الحوادث والإصابات، إلا أن القيود المتعلقة بهذا الشأن أشد صرامة لأصحاب فصيلة الدم الذهبية.
فبينما يمكن لأي شخص إذا أصيب في حادث أو احتاج لتدخل جراحي أن يجد كميات الدم المطلوبة لإنقاذه.
فإن أصحاب الفصيلة الذهبية ربما لا يجدونها مطلقا، لاسيما إن لم يكونوا قد احتفظوا بدماء كافية قد تبرعوا بها سابقا.
أو كانوا أقل من السن المناسبة للتبرع بالدم، فبالتالي لم يبدأوا بالتبرع بالدم مطلقا.
لهذا يعاني الأطفال والشباب أصحاب الفصيلة الذهبية على وجه الخصوص من قيود صارمة، ربما تتسبب لهم في مشكلات نفسية.
فهم أشخاص لا يمكن لهم ممارسة ما يمارسة أقرانهم من ألعاب ومغامرات قد تحمل خطر حدوث إصابات، خشية أن يحتاجوا إلى الدم فلا يجدونه.
ولكن في المجمل، أصحاب فصيلة الدم الذهبية هم أشخاص طبيعيين تماما، وقد يعيشون إلى أرذل العمر، ويمكنهم الزواج والإنجاب بشكل طبيعي.
ولكنهم فقط يحتاجون إلى عناية خاصة بنظامهم الغذائي، وفحوص طبية دورية، واتخاذ المزيد من الحيطة والحذر تجاه الحوادث والإصابات.