عملية الولادة القيصرية – كل ما تحتاج معرفته

عملية الولادة القيصرية تعد من العمليات الأكثر تعقيدًا في عالم الطب، لما لها من صعوبة بالغة وألم على المرأة، ولكنها اضطرارية يلجأ لها الطبيب بدلًا من الولادة الطبيعية، وذلك لأسباب مرضية تتعلق بالسيدة الحامل نفسها أو مشاكل في الرحم أو تأخر الإنجاب مما يجعل الطبيب يتخذ الطريق الآمن حفاظًا على صحة الأم والجنين بنفس الوقت، بل أصبح الكثير من السيدات يطلبوها بالوقت الحالي خوفًا من ألم الولادة الطبيعية.
ما هي الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلى عملية الولادة القيصرية؟
هناك عدة أسباب تجعل الطبيب مضطر للقيام بالولادة القيصرية، تلك التي تتمثل في:
- في حالة كسل الرحم، عند مرور الشهر التاسع دون أن تشعر الأم بأي أعراض للطلق.
- في حال إجراء أكثر من ولادة قيصرية بالسابق، هنا لا يجوز معها الولادة الطبيعية.
- تجنب مخاطر الولادة الطبيعية في حالات تأخر الانجاب والتي تتمثل في طول مدة المخاض، حدوث مشاكل في الرحم.
- زيادة ضغط الدم لكلًا من الأم والطفل، زيادة ضربات القلب للأم.
- وجود مشاكل مسبقة في المشيمة تجعل من الهام اللجوء إلى القيصرية.
- مشاكل بالحبل السري، تلك التي تتمثل في تدلي في الحبل السري، المشيمة متعددة الفصوص، الإصابة بالأوعية المتقدمة.
- في حال المعاناة المسبقة للأم من تمزق بجدار الرحم.
- الارتفاع الكبير في ضغط الدم وهو ما يُطلق عليه “تسمم الحمل” يجعل الطبيب مضطر إلى الولادة القيصرية.
- زيادة وزن الجنين عن المعدل الطبيعي، فزيادته عن 4 كجم تجعل من الضروري اللجوء إلى القيصرية.
- بالطبع قلة خبرة الطبيب مع الولادة الطبيعية تجعله يفضل أكثر إجراء القيصرية لأنها أكثر أمانًا.
أقرأ أيضاً: تصريف السوائل بعد الجراحة والفرق بين سوائل الجروح الصحية وغير الصحية
أنواع الولادة القيصرية
قبل التطرق إلى شرح عملية الولادة القيصرية دعونا نلقي الضوء عن أنواع الولادة القيصرية، تلك التي تتمثل في:
الولادة القيصرية المخطط لها مسبقًا
- تلك التي تحصل الأم فيها على موعد من أجل إجراء الجراحة القيصرية.
- وذلك باتفاق مسبق بينها وبين الطبيب على يوم محدد للذهاب للمستشفى من أجل الخضوع للعملية.
- تأتي بقرار من الأم نفسها أو بقرار من الطبيب نظرًا لواحدة من المسببات السابق ذكرها تجعل من الخطورة على الأم إجراء الولادة الطبيعية.
الولادة القيصرية المفاجئة “الطارئة”
- وهي التي لا يكون مخطط لموعد لها.
- ولكن تبدأ الأم تشعر بالطلق وأعراض الولادة الطبيعية في غير موعدها أو حدوث مشاكل ومضاعفات تجعل من الضروري خضوعها إلى عملية الولادة القيصرية على الفور.
أقرأ أيضاً: التغذية الصحية بعد الولادة
فوائد الولادة القيصرية
في الحقيقة الولادة القيصرية تعد أمانًا عن الولادة الطبيعية، ولها بعض الفوائد التي يجوز أن تتحول إلى مضار للأم خلال الولادة الطبيعية، تلك التي تتمثل في:
- دماء الولادة القيصرية تكون قليلة لدى أغلب الحالات، وهذا يجنب الأمر التعرض إلى النزيف.
- من السهل التجهيز المسبق لها والتحضير والذهاب في موعد محدد للمستشفى من أجل الخضوع لها على عكس الطبيعية.
- الولادة القيصرية تجنب ما يعرف باسم “انزلاق الرحم”، وهو سقوط الرحم نتيجة للولادة الطبيعية على المدى البعيد.
- الولادة القيصرية تجنب الأم التعرض إلى سلس البول.
- تجنب التعرض للتوسعات والترهلات التي تصيب منطقة المهبل جراء الولادة الطبيعية.
أقرأ أيضاً: ما يهمك أن تعرفيه عن علامات الولادة
خطوات عملية الولادة القيصرية
قبل الخضوع للجراحة القيصرية لابد من إجراء بعض الفحوصات للتأكد من صحة الأم وعدم معاناتها من أي مشاكل ومن ثم يتم الآتي:
- سيقوم فريق التمريض بوضع المصل في ذراع الأم، بالتحديد في كف اليد من أجل مدها بما تحتاج إليه من مسكنات ومحاليل.
- البدء بالتخدير الكلي أو النصفي على حسب حالة الأم، وعلى حسب المتفق عليه مسبقًا مع الطبيب.
- تركيب القسطرة وهي عبارة عن أنبوب رفيع يتم تركيبه بمنطقة المثانة من أجل إفراغ السوائل والدماء بعد الخضوع للولادة.
- على أن يتم الاهتمام بالبطن جيدًا من خلال تعقيمها وتطهيرها لتقليل خطر التعرض للبكتريا التي تسبب تلوث بعد الولادة.
- بالكاد كافة أدوات عملية الولادة القيصرية لابد وأن تكون معقمة بالكامل.
- غرفة العمليات لابد وأن تكون مكيفة لتجنب التعرض للعرق من قبل الفريق الطبي وحدوث تلوث.
- في حالة الولادة القيصرية ببنج نصفي لابد من وضع ستارة بين الطبيب والأم لحجب رؤية الأم لما يتم.
- يتم إحداث أول شق ببطن الأم، وهو شق عرضي، ومن بعدها الشق الثاني وهي قطع بطبقات الدهون بالبطن.
- ومن ثم شق الغشاء البريتوني، وهو ذلك الغشاء الذي يحتوي على المثانة والرحم وأعضاء أخرى.
- يبدأ الطبيب بفصل عضلات البطن عن بعضها البعض، والهدف تحريك المثانة للأسفل ليظهر الجزء السفلي للرحم.
- ومن ثم خلال الولادة القيصرية يبدأ الطبيب بتوسيع الرحم لكيلا يحدث نزيف سواء بيده أو بالمقص.
- يقوم الطبيب بالبدء بإخراج الطفل من خلال الضغط على البطن، وهذا بهدف تسهيل عملية إخراجه.
- يتم سحب الحبل السري وإخراج المشيمة من أجل فحصها، ومن ثم يبدأ الطبيب بالخياطة مكان الجرح.
الإفاقة بعد الولادة القيصرية
سواء كانت الأم في حالة من التخدير الكلي أو النصفي فيتم نقلها إلى غرفة الإفاقة، وبعد ذهاب مفعول البنج ستبدأ تشعر بألم الجرح وهو ما يتم التعامل معه من قبل الفريق الطبي من خلال إعطاء الأم مجموعة من المسكنات من أجل التخفيف من حدة الألم.
على أن تخرج الأم من المستشفى في نفس اليوم أو في ثاني يوم على حسب حالتها الصحية.
أقرأ أيضاً: أعراض وعلامات تدل علي الحمل بولد
الولادة القيصرية بدون ألم
أصبح متداول حاليًا تقنية الولادة بدون ألم، أصبح يتبعها مجموعة كبيرة بالوطن العربي في عملية الولادة القيصرية، وتلك تكون من خلال حقنة تخدير تؤخذ في البطن، تعمل على تسكين الألم مدة لا تقل عن 36 ساعة، وبعد انقضاء تلك المدة تشعر الأم بألم بسيط، ولكنها تتفادى ألم الوقوف والتحرك ونزول السلالم وغيرها من عوامل.
أقرأ أيضاً: تغيرات الجسم أثناء الحمل .. 8 تغيرات
ما بعد الولادة القيصرية
الولادة القيصرية لا تشعر فيها الأم بأي ألم داخل غرفة العمليات، سواء أكان البنج نصفي أم كلي، وهي بالطبع على عكس الولادة الطبيعية التي تظل الأم تنازع بها فترات طويلة لحين إخراج الجنين، ولكن بعد عملية الولادة القيصرية تشعر الأم بالألم بالطبع بعد زوال تأثير البنج، الألم يكون مكان الجرح، وهنا لابد من الحصول على المسكنات والمضادات الحيوية الموصي بها من قبل الطبيب المختص، وبحد أقصى سوف يزول الألم بشكل تدريجي بعد ثلاث أو أربع أيام من الولادة.
بالطبع من يخضع للولادة القيصرية لابد من وجود مرافق معه للمساعدة والمعاونة خلال التحرك، فعملية الحركة تكون صعبة بالأخص خلال اليوم الأول، وعلى الرغم من هذا لابد من أن تتمشى المريضة بين كل فترة والأخرى، ولهذا وجود الأم، الزوج، الأخت، صديقة مع الأم أمر ضروري من أجل المساندة.
بعد الولادة القيصرية يكون على الأم صعوبة تناول أي أنواع من الطعام بغير الطعام المسلوق، وذلك لعدم الضغط على المعدة ومدها بأنواع طعام ثقيلة ودسمة وهي لا تزال تعاني من ألم الجرح وعدم التئامه، مع تناول قدر كبير من السوائل، وهو بدوره سيوصي به الطبيب المختص الأم.