كل ما تريد معرفته عن عملية القلب المفتوح – خطوات العملية ومضاعفاتها

عملية القلب المفتوح واحدة من العمليات المخيفة لدى الكثير، فبمجرد أن يعرف الشخص البالغ أنه سيخضع لها يشعر بالقلق والخوف، ومعه الحق بالطبع فهي في أكثر مكان حساس بالجسم مصدر الحياة والنبض حيث يتم إجراءها بالقلب، ولكن تلك المخاوف في الوقت الحالي أصبح لا قيمة لها نظرًا لأنها أصبحت واحدة من العمليات التقليدية والتي يتم إجراءها بشكل يومي من قبل الجراحين ولم تقتصر على البالغين أو كبار السن فقط بل يتم خضوع الأطفال لها عن أعمارهم المتفاوتة.
ما هي أسباب إجراء عملية القلب المفتوح
هناك أسباب عدة يلجأ فيها الطبيب إلى إجراء جراحة القلب المفتوح، أسباب لا يتمكن المريض من التعايش بها ويصاب بالضرر والألم المستمر مما لا يجعله من مباشرة حياته بشكل طبيعي، تلك التي تتمثل في:
- وجود بعض الأجزاء التالفة في القلب التي تتوجب الإصلاح والذي لا يكون سوى من خلال جراحة القلب المفتوح.
- إصلاح أحد الصمامات بالقلب وربما استبدالها تلك التي لا تقوم بعملها على النحو السليم.
- إجراء زراعة القلب للمريض من خلال أحد المتبرعين والاستبدال بالقلب القديم.
- الزراعة لأجهزة قلبية تلك التي تساعد على التحكم بضربات القلب ومن ثم تنظيم تدفق الدم.
- الخضوع للجراحة من أجل علاج مرض قصور القلب وما ينتج عنه أمراض قلبية.
- المصابين “بالشريان التاجي”، ويعني ضيق بالأوعية الدموية التي تمد القلب بالأكسجين.
- تصلب بالأوعية الدموية ، وذلك ناتج عن تراكم تسربات ناتجة عن الدهون تعمل على تضيقها وبالتالي صعوبة في مرور الدماء.
أقرأ أيضاً: اختبار الكوليسترول وعلاقته بأمراض القلب والأوعية الدموية
كيفية معرفة الإصابة بمشاكل في القلب
الطبيب المختص بالطبع هو من يتمكن من معرفة المشاكل بالقلب ومن ثم يحدد على أساسها إجراء عملية القلب المفتوح من عدمه، فالطبيب المختص يبدأ بالتحدث في البداية مع المريض عن كلًا مما يأتي:
- بالتحديد نوع المشكلة التي يشعر بها المريض بالقلب.
- ما هي الأعراض المرافقة التي يشعر بها المريض أيضًا.
- هل سبق له وتعرض لعلاجات من أي نوع تخص القلب.
- وهل سبق له الحصول على أدوية تخص علاج القلب ومشاكله.
- أيضًا العمليات والجراحات التي سبق وأجراها المريض في حال وجدت.
- أيضًا التحدث عن بعض المشكلات الصحية التي يعاني منها المريض، مثل الارتفاع بضغط الدم، السكري.
- الحصول على معلومات مبدئية عن الحالة الصحية العامة للمريض وأيضًا عمر المريض.
ومن ثم يطلب الطبيب المختص من المريض إجراء بعض الفحوصات الطبية وهي تعد الأساس في معرفة خضوع المريض إلى عملية القلب المفتوح أم لا مثل:
- الخضوع لتحاليل بالدم، صورة دم كاملة مع اختبار الكوليسترول بالدم.
- تخطيط للقلب، وذلك للتعرف على النشاط الكهربائي للقلب بمعنى التعرف على سرعة دقات القلب ومدى درجة انتظامها.
- الخضوع لتخطيط صدى القلب، وهنا يخضع المريض إلى تقنية الموجات فوق الصوتية.
- والتي تهدف إلى التعرف على حجم القلب وشكله أيضًا، مع التعرف على قوة عمل القلب وهيئة الصمامات به.
- إجراء “فحص الجهد القلبي”، وهنا يتم فحص القلب خلال ممارسة المريض لبعض التمارين الرياضية.
- بالطبع الطبيب يطلبها من المريض، بحيث يتم التعرف على مشاكل القلب بشكل أسهل خلال إجراء تلك التمارين.
- التعرف على الخضوع لعملية القلب المفتوح من عدمه عند التعرض للتصوير الوعائي للشريان الأبهر.
- القسطرة القلبية أو كما يُطلق عليها “تصوير الأوعية التاجية”، حيث يتم الخضوع إلى أشعة صبغة وأشعة سينية من أجل تصوير الشرايين التاجية.
- مفيد للطبيب للحصول على معلومات عن صحة تدفق الدم من خلال القلب وأوعيته الدموية.
- تصوير القلب من خلال الرنين المغناطيسي، بهدف التعرف على أدق التفاصيل للقلب نفسه والأوعية الدموية.
- تصوير الصدر من خلال الأشعة السينية، فلابد من التعرف ما يجول حول منطقة القلب.
- كل ما يخص منطقة الصدر من الرئة، الأوعية الدموية، القلب نفسه.
كيف تكون إجراءات الاستعداد إلى عملية القلب المفتوح
بالطبع عملية القلب المفتوح ليست بالعمليات السهلة على الرغم من أنها تقليدية كما سبق وذكرنا، ولا مخاوف منها طالما يتم الالتزام بالتعليمات قبل العملية وبعدها، فقبل الإقدام على العملية هناك بعض التعليمات التي لابد من اتباعها والتي تتمثل في:
- إخبار الطبيب بالدواء الذي يتناوله المريض بأي شكل كان حتى وإن كان فيتامين أو أعشاب.
- لابد أن يكون الطبيب على دراية بكل الأمراض التي يعاني منها المريض، وليس بالضرورة أن تكون أمراض قوية.
- فحتى إن كان المجرد مجرد نزلة برد لابد أن يكون الطبيب على علم به.
- من يتناول الكحول لابد أن يقوم بإخبار الطبيب المعالج أيضًا.
- قبل موعد العملية بأسبوعين على الأقل لابد من التوقف عن التدخين وكل ما هو مماثل.
- التوقف أيضًا عن تناول الدواء المسبب لسيولة في الدماء حتى وإن كان أسبرين وكل ما هو من مشتقات البروفين.
ومن الجدير بالذكر أنه قبل موعد عملية القلب المفتوح بيوم واحد سيطلب الطبيب الاستحمام بصابون معين وذلك لقتل البكتريا التي تتواجد على الجلد، والهدف من هذا التخلص من خطر التعرض لأي عدوى خلال العملية، إلى جانب الصيام قبل موعد العملية ب8 ساعات على الأقل.
أقرأ أيضاً: ما هو تحليل السيولة (تخثر الدم)؟ ما هو قيمته الطبيعية؟
كيف تتم جراحة القلب المفتوح؟
جراحة القلب المفتوح تستغرق بالوقت وقتًا من ثلاث إلى ست ساعات، على أن يتم العمل كالآتي:
- بالطبع المريض يحصل على تخدير كلي من قبل طبيب التخدير قبل البدء بالعملية.
- يبدأ الجراح بإحداث شق بالصدر طوله من 20 إلى 25 سم.
- ومن ثم تبدأ عمية القطع لبعض العظام الموجودة بالقفص الصدري من أجل الوصول إلى القلب.
- بعدما يكون القلب مرئيًا للجراح، يتم توصيل المريض بجهاز طبي دوره نقل الدماء بعيدًا عن القلب لرؤية ما سيتم خلال العملية.
- الطبيب المختص يقوم باستخدام وعاء دموي سليم، يعمل على صنع طريق جديد يتدفق من خلاله الدماء ليكون بمنأى عن الوعاء المغلق.
- ومن ثم يتم غلق عظام القفص الصدري ومن ثم غلق الشق في الصدر.
أقرأ أيضاً: التصوير بالرنين المغناطيسي – MRI
ماذا بعد جراحة القلب المفتوح؟
بعد عملية القلب المفتوح لابد من الآتي:
- وضع المريض بوحدة العناية المركزة وذلك لمدة يوم واحد أو أكثر على حسب حالة المريض.
- يبدأ المريض بالإفاقة من المخدر ومن ثم البدء بالتحرك.
- على أن يقوم الفريق الطبي من أن لأخر بإعطاء المريض بعض السوائل بشكل تدريجي.
- ويكون ذلك من خلال إبرة بالأوعية الدموية أو الصدر.
- ومن جهة أخرى يعمل طاقم التمريض على إمداد المريض بالأكسجين الإضافي عند الحاجة من خلال قناع الأكسجين.
- وبعد استقرار الحالة الصحية للمريض على حسب ما يرى الطبيب المختص يتم إخراجه من غرفة العناية المركزة.
- ومن ثم يتم نقله إلى غرفة الإفاقة، على أن يمكث فيها أيام لحين العودة إلى المنزل.
- وخلال تلك الأيام بعد عملية القلب المفتوح لابد من فحص سرعة قلب المريض وأيضًا التنفس وضغط الدم.
- ينصح الأطباء بمنع الزيارة عن المريض خلال الأسبوع الأول من إجراء العملية لأن جسم المريض يكون حساس للغاية.
- مما يكون من السهل انتقال الجراثيم والميكروبات اليه التي تسبب العدوى والمضاعفات، هذا بدوره له التأثير السلبي على العملية.
أقرأ أيضاً: تصريف السوائل بعد الجراحة والفرق بين سوائل الجروح الصحية وغير الصحية
أعراض بعد جراحة القلب المفتوح
مما لا شك فيه أن المريض بعد جراحة القلب المفتوح يكون بحاجة إلى فترة نقاهة من أجل استرداد صحته وعافيته، وخلال تلك الفترة قد يتعرض المريض لبعض المضاعفات التي تتمثل في:
- ألم شديد بالعضلات والصدر ولكنه سيق تدريجيًا، فهو نتيجة طبيعية للجراحة التي تمت بهذا الجزء.
- انتفاخ في القدم، بالأخص في حال كان هناك ضرر في الشريان التاجي.
- إلى جانب الحزن، الاكتئاب، العصبية المفرطة، التشاؤم من الحياة، القلق والأرق خلال فترة الليل وعدم القدرة على النوم.
- المذاق المر لفترة قصيرة خلال تناول الطعام، مع فقدان الشهية، احتباس بالبول مع الشعور بالإمساك.
ومن الجدير بالذكر أن أعراض ما بعد عملية القلب المفتوح طبيعية وتبدأ بالزوال بصورة تدريجية، فبعد انقضاء الشهر الأول يشعر المريض بالتحسن ومن بعد ثاني شهر يتحسن بصورة أكبر وهكذا، الطبيب المختص هو من يقوم بتحديد مدى يتمكن المريض من العودة لحياته الطبيعية وممارسة عمله أو العودة للدراسة و القيام بالأنشطة المختلفة البدنية المعتادة عليها دون أي مشاكل من الممكن أن يصاب بها.
هل لجراحة القلب المفتوح مخاطر؟
العديد من الحالات قد تتعرض لمخاطر ما بعد العملية، في الغالب تأخذ من ستة أشهر إلى عام لكي تتحسن بشكل تام، تلك المضاعفات التي تتمثل في:
- التعرض لعدوى أو التهابات خلال العملية أو ما بعد العملية.
- التعرض للنزيف، وبعض المخاطر الجانبية بسبب المخدر.
- عدم الانتظام بضربات القلب، بعض المضار بالرئة، الكلى أو الكبد.
- البعض يتعرض إلى فقدان الذاكرة، بالأخص لدى كبار السن والمصابين بأمراض أخرى مثل مرض السكري.
بالكاد عملية القلب المفتوح ليست من العمليات الهينة أوالسهلة ولها مضاعفات وأثار بعد العملية ومن هنا على المريض الالتزام الكامل بكل ما يسرده الطبيب المختص من تعليمات لمنع التعرض لأي مشاكل والشفاء سريعًا.