علاج التعرق الزائد .. كل ما يهمك معرفته

التعرق الزائد أو فرط التعرق من المشكلات صعبة العلاج, حيث يتطلب علاج العرق الزائد البحث عن الأسباب التى تتوقف عليها طبيعة العلاج الملائم لكل حالة.
عن طرق علاج التعرق الزائد يدور موضوعنا هذا لنتعرف من خلاله على أهم طرق العلاج المستخدمة.
علاج التعرق الزائد الأولي
التعرق الزائد الأولي هو ذلك النوع الراجع إلى زيادة نشاط العصب المحفز لإفراز العرق, بحيث يرسل هذا العصب إشارات إفراز العرق إلى الغدد العرقية دون وجود أسباب واضحة تستدعي زيادة العرق.
وعادة يحدث هذا النوع من العرق الزائد فى منطقة محددة من الجسم, كالوجه أو راحتي اليدين أو باطني القدمين أو الإبط.
ولا يعتبر هذا النوع من التعرق الزائد حالة مرضية, ولا يعدو كونه طبيعة شخصية لصاحبه قد تكون لها مسببات وراثية تتعلق بتاريخه العائلي.
وبرغم ذلك فإنه قد تكون للعرق الزائد الأولي مضاعفات تتمثل فى:
- مشكلات نفسية: حيث يتسبب فى حرج اجتماعي للشخص حين يفاجأ بالعرق ينهمر منه أمام الآخرين بلا أسباب واضحة لديهم, كما قد تتأثر بعض الفتيات نفسيا بحالة تعرق الوجه الزائد مثلا, نظرا لصعوبة استعمال مساحيق التجميل مع وجود تلك الحالة, كما أن تعرق القدمين مثلا قد يسبب رائحة كريهة من القدمين تسبب حرجا بالغا لصاحبها.
- العدوى: حيث يسهل العرق الزائد نشاط الفطريات والبكتيريا فى منطقة التعرق, فتسهل إصابتها ببعض أنواع العدوى والإلتهابات.
- إعاقة العمل: تتطلب بعض الأعمال من أصحابها الإحتفاظ بكفين جافتين أثناء العمل, وفى هذه الحالة يعتبر تعرق الكفين مثلا عائقا لعمل صاحبه.
ولهذه الأسباب يبحث العديد من أصحاب مشكلة العرق الزائد الأولي عن طريقة للتخلص منه, ومن أهم طرق العلاج المستعملة فى هذا النوع ما يلي:
العلاج الدوائي للتعرق الزائد الأولي
- مضادات التعرق الزائد بوصفة طبية: قد يصف الطبيب مضادات التعرق المحتوية على كلوريد الألومنيوم, وهى مستحضرات يتم دهانها على الجزء المصاب بالعرق الزائد قبل النوم, ثم يتم غسلها صباحا عند الإستيقاظ, مع الحرص على عدم وصول المستحضر إلى العينين أو تجويفي الأنف والفم.
- كريمات التعرق الزائد بوصفة طبية: وهى كريمات تحتوى على مركب الجليكوبيرول, وتستعمل عادة لعلاج العرق الزائد فى الرأس والوجه.
- مضادات الإكتئاب: لبعض مضادات الإكتئاب خواص تقلل من إفراز التعرق , وهى تصلح للحالات التى يزيد فيها العرق فى حالة التوتر أو الإنفعال, وينبغي استعمال هذا النوع من الأدوية تحت إشراف طبي.
- أدوية تثبيط الأعصاب: تستهدف تلك الأدوية منع النواقل الكيماوية المسؤولة عن توصيل إشارات العصب إلى الغدد العرقية, وبذلك تمنع الإتصال بين الأعصاب وتوقف إفراز التعرق, ولكن لها آثار جانبية تتمثل فى مشكلات التبول, وإضطراب الرؤية وجفاف الفم, كما أنها تعوق التعرق الطبيعي أيضا ويؤدى ذلك لإصابة الشخص بمشكلات نتيجة فقده وظيفة العرق الطبيعية.
- سم البوتولينوم(البوتوكس وأشباهه): يقوم البوتوكس بإحداث شلل مؤقت فى أعصاب المنطقة التي يتم حقنها به, ويمكن من خلال حقنه فى مناطق إفراز التعرق الزائد, إيقاف إفراز التعرق فيها لفترة مؤقتة تمتد من ستة أشهر إلى عام كامل, يتم بعدها تكرار الحقن مرة أخرى للحفاظ على نفس الأثر العلاجي.
ومن مميزات استعمال البوتوكس لوقف التعرق الزائد أنه ملائم أيضا لعلاج التعرق الزائد فى منطقة الوجه مثلا عند الراغبين فى إخفاء التجاعيد التعبيرية للوجه, حيث يكون العلاج مزدوجا, فيقوم البوتوكس بشل العضلات المسؤولة عن تجاعيد الوجه أيضا فيبدو الشخص أصغر سنا, كما يتوقف أيضا إفراز العرق من الوجه.
العلاج الجراحي للعرق الزائد الأولي
- إزالة الغدد العرقية: تلائم تلك الطريقة العرق الزائد فى منطقة الإبطين, حيث يتم إزالة الغدد العرقية من تلك المنطقة بإجراء جراحي طفيف التوغل يعرف بالكشط المصي.
- جراحة قطع العصب: ويستعمل هذا الإجراء لعلاج العرق الزائد فى راحتي اليد, حيث يتم قطع أو كي العصب الودي الصدري المتحكم فى تعرق الكفين, وقد يؤدى هذا الإجراء فى بعض الحالات إلى حدوث عرق زائد فى مناطق أخرى من الجسم, ولكنه يعد خيارا جيدا فى حالة إعاقة تعرق اليدين لعمل صاحبه مثلا.
علاج العرق الزائد الأولي بالموجات الحرارية
يتم ذلك عبر التخلص من الغدد العرقية فى منطقة العرق الزائد بتعريضها لموجات حرارية تصدر من جهاز طبي, ويكون العلاج على شكل جلسات مدة كل منها من 20-30 دقيقة للجلسة الواحدة, بمعدل مرتين أسبوعيا لمدة ثلاثة اشهر متصلة.
ويعيب هذا النوع من العلاج عدم توفره بكثرة كما أنه يعد من العلاجات باهظة التكلفة بالنسبة لغالبية الناس.
كما أنه قد تنتج عنه بعض الآثار الجانبية المتمثلة فى تأثر الأحساس الجلدى فى منطقة العلاج, كما قد يؤثر على لون الجلد فى المنطقة المعالجة فيصبح أكثر قتامة من بقية الجلد إلا أن هذا يكون أثرا جانبيا مؤقتا فى غالبية الحالات.
علاج العرق الزائد الثانوي
العرق الزائد الثانوي هو ذلك النوع من العرق الزائد الذى ينتج عن حالة مرضية أو سبب طبي, أو كأثر جانبي لأحد الأدوية.
وبطبيعة الحال يحتاج علاج هذا النوع من زيادة العرق لإستشارة الطبيب المختص لعلاج الحالة الطبية المسببة له, لأنه ليس مشكلة قائمة بذاتها ولكنه عرض لمشكلة طبية أخرى أو مرض آخر يجب علاجه أو السيطرة عليه.
أقرأ أيضاً: أسباب التعرق الزائد أو ما يعرف بفرط التعرق