علاج ارتجاع المرىء و نصائح للتعايش مع المرض

ارتجاع المرىء هو حالة ترتد فيها أحماض المعدة إلى المرىء, ويشكو منها المريض بعد تناول الطعام وخاصة فى حالة الوجبات الكبيرة أو الدسمة.
ويعد ارتجاع المرىء من أشيع مشكلات الجهاز الهضمي حدوثا على مستوى العالم, وتتعدد الأساليب التى يلجأ إليها كل من الطبيب والمريض للتغلب على مشكلة ارتجاع المرىء تبعا لأسباب المشكلة.
يدور هذا المقال عن الطرق المختلفة لعلاج مشكلة ارتجاع المرئ, لنتعرف عليها معا.
علاج ارتجاع المرىء
يتسبب ارتجاع المرىء بانخفاض جودة حياة المريض, ناهيك عن المضاعفات التى يمكن أن تحدث على المدى البعيد إذا استمر ارتجاع المرئ بلا علاج مثل المضاعفات الآتية:
- تضيق المرىء(مرىء باريت).
- عسر البلع.
- إنثقاب المرىء.
- الإلتهاب الرئوي ومضاعفاته.
- سرطان المرىء.
ولهذا فيجب على المريض مراجعة الطبيب فى حالة ظهور أعراض ارتجاع المرىء لتقرير العلاج اللازم للحالة, ومن الأساليب العلاجية المتبعة لعلاج ارتجاع المرئ ما يلى:
تعديل نمط الحياة
يعد تعديل نمط الحياة من أول الخيارات التى يطرحها الطبيب بعد تشخيص المريض بحالة ارتجاع المرىء, حيث يمكن لبعض الإجراءات التغلب على الحالة, لا سيما إن كانت مسبباتها اصلا ترجع لنمط حياة المريض أو عاداته, أو لمرور المرأة بمرحلة الحمل, ومن الإجراءات التى يمكنها حل مشكلة ارتجاع المرئ الإجراءات الآتية الذكر.
إنقاص الوزن
فى الكثير من الحالات تعتبر سمنة البطن هى المسبب الرئيس لإرتجاع المرىء, حيث تضغط دهون البطن على الجهاز الهضمي والمعدة مما يدفع محتويات المعدة عبر المرىء.
وفى هذه الحالة يعتبر إنقاص الوزن هو العلاج الرئيسي لمشكلة ارتجاع المرىء, عبر إتباع نظام غذائي للتخسيس يساهم بدوره فى علاج المشكلة أيضا, بالإضافة إلى ممارسة الرياضة البدنية وتمارين البطن التى تعمل على التخلص من دهون البطن, فيؤدى ذلك إلى التخلص من أعراض ارتجاع المرىء.
تعديل النظام الغذائي
تعد الوجبات الكبيرة والدسمة والحريفة من أهم مسببات ارتجاع المرىء, ويمكن بإرشاد المريض إلى تناول وجبات صغيرة على فترات متباعدة بدلا من ملء المعدة والإبتعاد عن الأطعمة عسرة الهضم والأطعمة الحريفة, والحرص على مرور ساعتين على الأقل قبل الدخول إلى الفراش بعد آخر شىء تناوله المريض, يمكن لذلك حل مشكلة ارتجاع المرئ.
رفع رأس الفراش
رفع رأس الفراش عن طريق الوسائد المرتفعة أو وضع شىء تحت أرجل الفراش يعمل على ارتفاع رأس الفراش بمقدار 15-25 سم, من الإجرءات الفعالة فى التغلب على ارتجاع المرىء أثناء النوم, مع الحرص على مرور وقت لا يقل عن ساعتين على آخر وجبة تناولها المريض قبل الخلود إلى النوم.
تجنب الإنحناء
إتخاذ وضعية الإنحناء بعد تناول الطعام مباشرة يساعد فى حدوث ارتجاع المرىء لدى المريض, ويتم تنبيه المريض إلى تجنب إتخاذ ذلك الوضع قبل مرور ساعتين على آخر وجبة تناولها لتجنب ارتداد محتويات المعدة عبر المرئ.
الإمتناع عن التدخين
لا شك أن للإمتناع عن التدخين فوائد متعددة تعود على الشخص, ومن بين تلك الفوائد أنه يمنع الأثر الضار للتبغ على المعدة والمرىء, من خلال تقليل إفراز أحماض المعدة وبالتالى تقليل فرص حدوث التهاب المعدة وارتجاع المرئ ايضا.
قلة تناول السكريات
ينصح مريض ارتجاع المرىء بتقليل تناول السكريات بقدر المستطاع, حيث تعمل السكريات على ارتخاء مصرة أسفل المرىء, مما يزيد من حالة ارتجاع المرئ سوءا, ويلاحظ عدد كبير من المرضى تحسن أعراض الإرتجاع بمجرد توقفهم عن تناول السكريات.
الأدوية المضادة للحموضة
هلى خطوة قد يلجأ إليها الطبيب بعد فشل الخطوات السابقة الذكر أو معها فى نفس الوقت, كما يعمد غالبية المرضى فى حالات ارتجاع المرىء الطارئة إلى تناول مضادات الحموضة التى تصرف بدون وصفة طبية, حيث تعمل على تقليل إثر حامض المعدة مما يساعد على تحسن أعراض الإرتجاع, ومن تلك الأدوية ما يلي:
- مضادات الحموضة التى تعادل أحماض المعدة, والتى تباع عادة فى صورة فوارات أو أدوية للشرب, وتحتوى على أملاح قلوية تعادل الأثر الحمضي لأحماض المعدة, إلا أن تلك الأدوية على اختلافها لا تتعدى كونها علاج طارىء عند ظهور أعراض ارتجاع المرىء لسبب طارىء, ولا تصلح للحالات الأكثر شدة من الإرتجاع لأنها لا تعالج الآثار الضارة لأحماض المعدة على أنسجة المرئ, وإنما تزيل الأعراض بشكل طارىء لا أكثر.
- أدوية تقليل إفراز حامض المعدة: وهى الأدوية المندرجة تحت مسمى حاصرات مستقبلات H-2, وهى برغم كونها لا تعمل بنفس سرعة الأدوية المعادلة لأحماض المعدة, إلا أنها توفر للمريض الشعور بالراحة لفترة أطول قد تستمر لمدة12 ساعة, حيث يقوم عملها على تقليل إنتاج حامض المعدة وبالتالى تقليل الأثر الحارق الناتج عن ارتداده إلى المرىء, ومنها أنواع معتدلة تصرف بلا وصفة طبية والأنواع الأكثر قوة منها تصرف بوصفة طبية فقط.
- أدوية تجمع بين تقليل إفراز حامض المعدة والمساعدة على شفاء جدار المرىء الملتهب بفعل ارتداد الحمض, وتندرج تحت مسمى مثبطات مضخة البروتون, حيث يستمر مفعولها لمدة 24 ساعة مما يتيح للمرىء الوقت اللازم للتعافي, ومنها ما يباع بدون وصفة طبية ومنها ما يحتاج إلى وصفة طبية لصرفه, ويتوقف ذلك على قوة الدواء وشدة آثاره الجانبية.
- أدوية تقوية مصرة المرىء: وهى أدوية تعمل على زيادة قوة العضلة الفاصلة بين المعدة والمرىء والتى تتحكم فى مرور الطعام عبر المرىء إلى المعدة, حيث أنه بزيادة قوة انغلاق تلك المصرة لا يمكن لأحماض المعدة الإرتداد عبر المرىء وبالتالى يمكن علاج مشكلة ارتجاع المرىء, وهذه الأدوية تصرف بوصفة طبية وتستلزم الإشراف الطبي لإستعمالها.
علاج ارتجاع المرىء بالجراحة
إذا فشلت جميع الوسائل السابقة فى علاج مشكلة ارتجاع المرىء خلال عدة اسابيع, فقد ينصحك الطبيب المعالج بأحد الإجراءات الجراحية لعلاج الحالة, وبعض تلك الإجراءات يتم عبر شق جراحي من خلال البطن وبعضها يتم من خلال منظار المعدة عبر الفم بلا شق جراحي.
ويتوقف نوع الخيار الجراحي المستخدم فى علاج ارتجاع المرئ على شدة الحالة ومضاعفاتها وظروف المريض الصحية العامة وغيرها من العوامل التى يحددها الطبيب والمريض معا, مثل فترة النقاهة بعد الجراحة وتوفر الرعاية المنزلية للمريض من عدمها وغير ذلك.
أقرأ أيضاً: علاج قرحة المعدة بالطرق المختلفة
نصائح لعلاج ارتجاع المرىء
أيا كان الأسلوب المختار من الطبيب لعلاج ارتجاع المرىء, فإنه يجب على المريض إتباع عدد من النصائح للمساعدة فى علاج الحالة وتسريع شفائها, والأهم من ذلك تجنب عودتها بعد العلاج, ومن النصائح الهامة لعلاج الحالة ما يلي:
- حافظ على الوزن الصحي وتجنب زيادة الوزن لأنها فى حد ذاتها قد تسبب ارتجاع المرئ بلا أى أسباب أخرى.
- أقلع عن التدخين والكحوليات.
- لا تتناول أدوية بلا وصفة طبية.
- إرفع رأس سريرك حوالة 15-25 سم.
- تجنب النوم أو الإستلقاء بعد تناول الطعام.
- تناول الطعام ببطء وامضغ طعامك جيدا قبل بلعه.
- تجنب امتلاء المعدة, واجعل طعامك فى صورة وجبات صغيرة متباعدة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المحفزة للإرتجاع كالأطعمة الدهنية والمقليات والشيكولاتة والسكريات والثوم والبصل والكافيين وصلصة الطماطم والنعناع.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة على منطقة الخصر, حيث تعمل الملابس والأحزمة الضيقة على منطقة الخصر على الضغط على المعدة مما يحفز دفع محتوياتها لأعلى وحدوث ارتجاع المرىء.
- لا تستهن بأعراض ارتجاع المرئ وبخاصة إن كانت تتكرر بكثرة أو استمرت لفترة طويلة, فلابد من مراجعة الطبيب لأن لإرتجاع المرئ مضاعفات خطيرة قد تصل إلى استحالة البلع أوثقب المرئ أوسرطان المرئ.