عرق النسا | الأعراض والأسباب وطرق الوقاية والعلاج

ألام الظهر بأنواعها واشكالها المختلفة من أشيع الألام حدوثا, وأكثرها إزعاجاً للمريض, حيث يعوق الألم ممارسة المريض لحياته الطبيعية وعمله, لكونه يوثر فى حركة الجذع والأطراف معا فى بعض الأحيان, ذلك لأن الظهر أو العمود الفقرى هو محور حركة الجسم بصفة عامة.
ومن اشيع ألام الظهر حدوثا, ألم عرق النسا, وترجح الآراء اللغوية فى تسميته, أن تسميته الصحيحة تكون بفتح النون لا بكسرها, ومعناها ينطوى على أن الألم ينسى المريض ما سواه من فرط شدته.
تعريف عرق النسا
عرق النسا من الأمراض التى عرفت منذ زمن قديم, ولم يختلف تعريفه قديما عن تعريفه حديثا, فقد عرفه أطباء العرب قديما, بأنه ألم يمتد على الوجه الخلفى من الفخذ والساق حتى يبلغ مؤخر القدم.
ومازال الأطباء يعرفونه بهذا التعريف إلى يومنا هذا, فعرق النسا هو ألم يشعر به المريض فى منطقة أسفل الظهر من جهة الفخذ (الردف), ويمتد الألم عبر الجهة الخلفية للساق حتى يصل إلى منطقة الكعب.
أقرأ أيضًا: آلام ظهر الطفل
الأسباب
يحدث ألم عرق النسا نتيجة إنزلاق أحد غضاريف الفقرات القطنية (فقرات أسفل الظهر), فيؤدى ذلك إلى إنضغاط العصب الوركى الذى ينتج عنه الألم.
وقد يحدث ذلك نتيجة لأسباب مختلفة, تختلف من مريض لآخر:
- السمنة: حيث يتسبب الوزن الزائد فى زيادة الضغط على العمود الفقرى, كما يؤدى إلى تشوه وضعية الظهر الطبيعية نتيجة تراكم الدهون فى مناطق معينة كالبطن والأرداف, وتؤدى سمنة البطن وضعف عضلاتها إلى ضعف عضلات منطقة الحوض وأسفل الظهر, مما يزيد من فرصة إنزلاق الغضاريف بين الفقرات فى مناطق الظهر المختلفة بما فيها الغضاريف القطنية.
- الجلوس لفترات طويلة: حيث ينتج عن ذلك ضعف بعضلات الظهر عموما, مما يفقد الفقرات الدعم المانع لأنزلاق غضاريفها, فتزيد إصابات عرق النسا بين الأشخاص الجالسون عنها فى الأشخاص النشطاء كثيرى الحركة.
- تقدم السن: حيث أنه بطبيعة الحال تتأثر فقرات العمود الفقرى بتقدم السن, وقد تحدث بها خشونة تؤدى إلى ظهور بعض النتؤات فى الفقرات تضغط على العصب أو تحتك به, وكذلك تضعف عضلات الظهر بتقدم السن وقلة الحركة, فيقل دعم العمود الفقرى وتزيد فرصة الإنزلاق.
- المهنة: قد رجحت بعض الآراء إرتباط الوظيفة التى يعمل بها الشخص بإصابته بعرق النسا, حيث لوحظ أن عمل الشخص فى حمل الأشياء الثقيلة أو القيادة أو الأعمال المكتبية أو فى عمل يتطلب الوقوف والإنحناء لفترات طويلة كأطباء الأسنان مثلاً, يزيد من فرصة إصابتهم بالمرض, ولكن لا توجد دراسات كافية لدعم هذا الرأى أو نفيه.
- مضاعفات مرض السكر: يتسبب مرض السكر فى إلتهاب بالأعصاب عموما, ومن بين الأعصاب التى قد تتأثر به العصب الوركى مما يؤدى لزيادة فرصة الإصابة بعرق النسا.
- أورام العمود الفقرى: التى قد تسبب ضغطا على العصب الوركى بواسطة نسيج الورم, فيؤدى ذلك إلى حدوث الحالة.

أعراض ومضاعفات عرق النسا
- ألم فى أسفل الظهر (ما بين الردفين) تتراوح شدته ما بين الخفيف إلى الشديد, وأحيانا يكون الألم فى صورة شعور حارق أو ضغط شديد أو شعور بما يشبه صدمة الكهرباء.
- يمتد الألم إلى أحد الردفين فى العادة.
- قد يشعر المريض بألم فى أحد جانبى الساق وخدر فى جانبها الآخر.
- ينزل الألم بمرور الوقت إلى خلفية الفخذ ثم خلف الساق إلى الكعب.
- يزداد نزول الألم من أعلى إلى اسفل بمرور الوقت.
- يزيد الألم عند الجلوس لفترة طويلة.
- تنميل الساق المصابة وضعف الإحساس بها.
- ضعف فى قوة الساق المصابة.
- فقدان وظائف الأمعاء والمثانة, فيصاب المريض بإحتباس البراز والبول أو سلسهما.
أقرأ أيضًا: عملية ديسك الظهر .. كل ما تود معرفته عنها
الوقاية من عرق النسا
برغم شيوع الإصابة بعرق النسا, إلا أن سبل الوقاية من حدوثها فى متناول الجميع, ولهذا ينصحك دكتور كشكول بإتباعها لتقليل خطر الإصابة به, وتتمثل سبل الوقاية فى الآتى:
- الحفاظ على الوزن الصحى وتجنب السمنة وزيادة الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام وبخاصة تمارين البطن والمشى الرياضى والركض.
- الجلوس فى وضع صحيح يحافظ على وضعية الظهر السليمة وتجنب أوضاع الجلوس الخاطئة.
- حمل الأثقال بطريقة سليمة, عن طريق إستعمال عضلات الساقين فى رفع الثقل, بأن يجلس الشخص أمام الثقل ثم يرفعه, لا أن ينحنى ليرفع الثقل معتمدا على عموده الفقرى, والإستعانة بشريك آخر للمشاركة فى حمل الثقل إن كان ثقيلا ويصعب رفعه من شخص واحد بأن يجلس الشخصين متقابلين وأمامهما الثقل ثم يمسكان به ويرفعانه معا.
- السيطرة على مرض السكرى فى حالة وجوده بالنظام الغذائى والأدوية, للحفاظ على معدلات سكر الدم فى الحدود الطبيعة تجنبا لحدوث مضاعفات زيادة جلوكوز الدم.
تشخيص عرق النسا
تشترك أعراض المرض مع عدة أمراض أخرى ترتبط بإصابات الأعصاب والفقرات, ولهذا يلجأ الطبيب عادة إلى عدة وسائل لتشخيصه كمشكلة قائمة بذاتها, أو مترافقة مع مشكلات أخرى قد تكون موجودة, ويستعمل وسيلة أو أكثر من الوسائل الآتية للتشخيص على حسب متطلبات الحالة:
- أخذ التاريخ المرضى للحالة من المريض.
- الفحص الإكلينيكى للمريض.
- الأشعة السينية على الفقرات القطنية.
- الإشعة المقطعية (التصوير المقطعى المحوسب).
- أشعة الرنين المغناطيسى.
- تخطيط كهربية العضلات (EMG).
أقرأ أيضًا: التصوير بالرنين المغناطيسي – MRI
علاج عرق النسا
عادة يعتمد العلاج فى معظم الحالات على الرعاية المنزلية وبعض الأدوية مثل
- مضادات الإلتهاب.
- مسكنات الألم.
- باسطات العضلات.
- بعض مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مضادات التشنجات أحيانا (أدوية علاج نوبات التشنجات الصرعية).
- الحقن بالإسترويدات.
- العلاج الطبيعى.
- الجراحة :ولا يلجأ إليها إلا فى حالة فقدان الإحساس بالساق المصابة أو فقدان وظائف الأمعاء والمثانة البولية, أو عند وجود ورم يتسبب بالضغط على الأعصاب أو نتؤات عظمية تتسبب فى ذلك.
الرعاية المنزلية للمريض
فى نسبة كبيرة من الحالات, تفيد الراحة ليوم واحد إلى ثلاثة أيام فى تخفيف أعراض المرض وقد تزيلها تماما, إلا أن الخمول لأكثر من ذلك يزيد الأعراض سوءا.
وتفيد بعض تدابير العلاج المنزلية فى علاج الحالة, خاصة إذا تكررت على فترات متباعدة وكان المريض معتادا عليها بحيث اصبحت تحدث فى صورة نوبات متباعدة, وينصح دكتور كشكول فى هذا الصدد بإتباع تدابير العلاج الآتية :
- إستعمال مسكنات الألم التى تصرف بدون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والصديوم نابروكسين.
- فى بداية الحالة قد تفيد الكمادات الباردة فى تسكين الألم, وتستعمل بوضعها على مكان الألم لمدة 20 دقيقة عدة مرات يوميا, يكون ذلك بإستعمال كيس ثلج ملفوف بمنشفة نظيفة.
- إستعمال الكمادات الساخنة أو الوسائد الدافئة على مكان الألم.
- تمارين الإطالة (التمديد) لمنطقة اسفل الظهر تساعد على تخفيف الضغط الواقع على جذور العصب مما يساعد على الشعور بتحسن الحالة, ويكون ذلك بالثبات على وضعية الإطالة بلا تأرجح أو إهتزاز لمدة ثلاثين ثانية على فترات على مدار اليوم.
كذلك ينصحك دكتور كشكول بعدم اللجؤ إلى وسائل علاجية أخرى كالطب البديل أو العلاج الطبيعى إلا بعد الرجوع للطبيب المعالج, حيث أن ممارسة بعض تلك الوسائل كالعلاج بالتدليك أو الإستعدال اليدوى للعمود الفقرى قد تتسبب فى زيادة مضاعفات الحالة بدلا من شفائها, لكونها لاتتناسب مع جميع الحالات, خاصة إذا أجريت من قبل اشخاص غير دارسين أو مدربين, فلابد من إستشارة الطبيب ليوجه المريض لما يتناسب مع طبيعة حالته.