صناديق الاستثمار | أنواعها وفوائدها ومخاطرها

أصبح لصناديق الاستثمار دور مهم ومؤثر في أسواق المال في وقتنا الحالي، وذلك لأنها توفر فرصة كبيرة لكل من ليس لديهم القدرة على استثمار أموالهم بشكل مباشر في الأسواق؛ بسبب قلة الخبرة وعدم الإلمام بأحوال سوق المال، لذا جاءت فكرة صناديق الاستثمار حتى تحقق الفائدة لجميع الأطراف. فإن كنت مهتمًا باستثمار أموالك بطريقة صحيحة عليك أن تفهم التصنيفات المختلفة لصناديق الاستثمار الموجودة وملفات تعريف المستثمرين المناسبة لها، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما هي صناديق الاستثمار؟
صناديق الاستثمار هي المكان الذي يتم فيه جمع مدخرات الأفراد واستثمارها في الأوراق المالية عن طريق جهات متخصصة وذوات خبرة، وظيفتهم عمل دارسات وأبحاث لاختيار أفضل الشركات والمؤسسات التي يمكن الاستثمار بها، وأيضًا اتخاذ القرارات بشأن البيع أو الشراء للعديد من الأسهم والسندات المختلفة ووضعها في محفظة مالية واحدة، وبالتالي يحصل المستثمر المساهم في الصندوق على مزايا التنويع التي تقلل من مخاطر الخسارة التي تصاحب الاعتماد على نوع واحد فقط من الاستثمار. فهو يعتبر أداة لربط أموال الأفراد بأسواق المال العامة حيث يتم استثمار أموالهم حسب رغبتهم بما يعود عليهم وعلى الجهة المؤسسة للصندوق بالربح.
كيفية عمل صناديق الأستثمار
يعتمد صندوق الاستثمار على وجود ثلاثة أطراف، الطرف الأول هو مؤسس الصندوق الذي يقوم بدور الوسيط بين أصحاب الأموال والشركات المستثمرة، ووظيفته إتمام إجراءات التأسيس وأحيانًا إدارة الصندوق. والطرف الثاني هو مدير الاستثمار وغالبًا ما يكون بنكًا متخصصًا في حفظ أموال الصندوق وإدارتها. أما الطرف الثالث فهم الأفراد الذين يستثمرون أموالهم في الصندوق.
ويستثمر الصندوق الأموال في شكل أسهم وسندات وقد يضع جزء منها في ودائع بنكية أو أموال سائلة. ويتحدد ذلك وفقًا لنوع الصندوق وسياسته، فيحصل الملّاك على أسهم في الصندوق مع منحهم حق بيعها أو شرائها حسب رغبتهم، ويتم تسعير وحدات الصندوق بشكل يومي تبعًا للزيادة والنقصان في أسعار الأسهم والسندات التي يتكون منها الصندوق، وتعتمد قيمة الصندوق على نسبة الزيادة في سعر الوثيقة والتوزيع النقدي الذي يحدده مدير الاستثمار.
أنواع صناديق الأستثمار
هناك أنواع عديدة من صناديق الاستثمار لكل منها سياساتها وقوانينها الخاصة حسب أهدافها الاستثمارية، وتصنَّف كالآتي:
- صناديق الاستثمار ذات العائد الدوري: وهي الصناديق التي تركز على الأستثمار في الأدوات ذات العائد الثابت والمنتظم، وهي تناسب الأفراد الذين يحتاجون إلى ربح دوري بأقل المخاطر.
- صناديق النمو الرأسمالي: وهو يستثمر الأسهم التي تزداد رأسماليًا خلال مدة زمنية طويلة الأجل، لذا فهذا النوع يناسب المستثمر الذي لديه استعداد لانتظار العائد والأستثمار طويل الأجل.
- الصناديق المتوازنة: وتهدف إلى الحصول على ربح معتدل مع الحفاظ على رأس المال، ويناسب هذا النوع من الصناديق المستثمرين الذين يسعون إلى تحقيق عائد معقول ونسبة مخاطر معتدلة.
- الصناديق ذات السياسة الاستثمارية المندفعة: وهو يشبه إلى حد ما صناديق النمو الرأسمالي ولكنه يستثمر في أوراق مالية بنسبة مخاطر عالية، وهي تناسب المستثمر الذي يرغب بتحقيق عائد كبير بغض النظر عن نسبة المخاطر العالية.
- صناديق المؤشرات: يستثمر هذا الصندوق مجموعة من الأسهم التي يحتويها مؤشر معين في البورصة تتميز بارتفاع مؤشرها، مثل الصناديق التي تستثمر في الشركات المدرجة في EGX 30 فقط.
- صناديق سوق المال قصيرة الأجل: وهذه الصناديق تعتمد على الاستثمار في أدوات سوق المال قصيرة الأجل مثل أذون الخزانة، وشهادات الادّخار وغيرها. ولا تزيد فترة استحقاقها عن 90 يومًا، وهي تناسب المستثمر الذي يسعى إلى الحفاظ على نسبة سيولة مالية عالية تكفي احتياجاته.
- الصناديق الإسلامية: وهي مجموعة من الصناديق الاستثمارية التي تقوم بالاستثمار في أصول مالية تتوافق مع ما تقرره لجنة الشريعة الإسلامية في المؤسسة المالية التي تدير الصندوق.
أقرأ أيضًا: أنواع العملات الرقمية والفرق بينها
أنواع صناديق الاستثمار في مصر
يوجد نوعين أساسيين من صناديق الاستثمار في مصر، وهما:
- صناديق الاستثمار المغلقة: ويتم إصدارها مرة واحدة فقط وبعدد محدود من الوثائق، ويتم طرحها بشكل عام للمستثمرين ويأخذ مدير الاستثمار هذه الأموال ويستثمرها في السوق. ويمكن بيعها من خلال البورصة عن طريق السمسار الخاص به في حال رغب المستثمر في استرداد أمواله.
- صناديق الاستثمار المفتوحة: وهي صناديق تسمح بإصدار واسترداد وثائقها من خلال الجهة المصدرة مباشرة، ولا تحتاج إلى بيعها أو شرائها من خلال البورصة.

مميزات صناديق الاستثمار
تتميز صناديق الاستثمار بمميزات كثيرة جعلت لها أهمية كبيرة مما أدى إلى نجاحها، وأهمها:
- الاعتماد على المتخصصين وذوي الخبرة، فهم يقومون بالأبحاث والدراسات واتخاذ القرارات نيابة عن المستثمرين، فلا يحتاج المستثمر إلى البحث والدراسة والخبرة.
- لا يشترط الاستثمار بمبالغ كبيرة، فمن الممكن لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة المشاركة وتحقيق الربح أيضًا.
- تنويع مجالات الاستثمار مما يقلل من نسبة المخاطرة ويزيد من العائد. فالصناديق الاستثمارية تتيح توزيع رأس المال بطريقة منهجية للاستفادة بتحقيق الربح من مصادر متنوعة.
- لصناديق الاستثمار دورًا هامًا في تنشيط سوق الأوراق المالية عن طريق جذب صغار المستثمرين، وتوفير بيئة استثمار آمنة لهم تحت قوانين محددة تضمن حقوق جميع الأطراف.
- تعد صناديق الاستثمار مصدرًا لتمويل الشركات، لأنها توفر السيولة المالية مما يجعل الشركات تميل إليها بدلًا من اللجوء إلى الاقتراض من البنوك.
عيوب صناديق الاستثمار
وكحال جميع طرق الاستثمار، هناك عيوب لصناديق الاستثمار، أهمها:
- عدم وجود ربح ثابت مضمون، فالعوائد متقلبة حسب أحوال السوق المالي، فيجب على المستثمر أن يكون مستعدًا لانخفاض قيمة أسهمه.
- عدم التحكم أو السيطرة على استثمارك، فهو يتم إدارته من قبل مديري الصناديق وهم المسؤولين عن القرارات الخاصة بأموالك.
- تطبيق الضريبة على أرباح رأس المال حتى وإن لم يحصل المستثمر على أية أرباح خلال السنة.
- عدم تمكن المستثمر من متابعة نشاط أسهمه لحظة بلحظة مما قد يؤدي إلى ضياع فرص الاستفادة من التغييرات غير المتوقعة في سوق المال.
- التكاليف المتعلقة برسوم ومصاريف الصندوق عند الاشتراك، وأيضًا قد تفرض الشركات تكاليف خروج من الصندوق في حال أراد المستثمر الخروج منه؛ مما يؤثر على نسبة العوائد المالية الخاصة بالمستثمر.
- في حال المشاركة مع مجموعة كحال الصناديق الاستثمارية المشتركة، فإن عدم التزام أو تراجع أحد أفراد المجموعة قد يؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على كافة المستثمرين في المجموعة.
مخاطر الصناديق الاستثمارية
هناك أنواع مختلفة من المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها المستثمرين في الصناديق الاستثمارية، وأهمها:
- مخاطر السوق: فهناك أسباب كثيرة تؤثر على ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم في السوق مثل: النمو الفعلي للشركات والتنبؤات لنمو صناعات معينة والمناخ الاقتصادي أو تغير نظرة المستثمر نحو السوق. وأيضًا تتأثر السندات بأسعار الفائدة، فإذا زادت الفائدة انخفضت قيمة السندات والعكس صحيح.
- مخاطر الائتمان: وهي احتمالية أن تخل الشركة المصدرة للأوراق المالية بالتزاماتها المالية.
- مخاطر التضخم: وهي قلة القوة الشرائية بسبب زيادة الأسعار، وهي تؤثر على كافة الاستثمارات على حدٍ سواء وليس فقط الصناديق الاستثمارية، فارتفاع معدل التضخم يقلل من قيمة الأموال، لذا يسعى المستثمرون دائمًا إلى تحقيق عائد أكبر من معدل التضخم.
ومن خلال هذا المقال قد تبيَّن لنا الأهمية الكبيرة لصناديق الاستثمار وما تحدثه من فائدة على الاقتصاد وتنشيط سوق الأوراق المالية، وفي نفس الوقت توفر للأفراد بدائل لاستثمار أموالهم دون الدخول في متاهات سوق المال، خاصة وأنه يستهدف جميع الفئات من المستثمرين.