صلاة الجنازة | كيفية أدائها وأهم شروطها

تُعد صلاة الجنازة الإسلامية جزء من طقوس الجنازة، تؤدى الصلاة جماعة لتشفع للمتوفى عند الله، والدعاء له ولكل موتى المسلمين. فهي فرض جماعي على المسلمين (فرض الكفاية)، أي إذا تولى عدد قليل من المسلمين مسئولية القيام بها تم الوفاء بها عن بقية المجتمع الإسلامي.
وهناك اختلاف في المذاهب الأربعة من حيث وجود الجثمان في صلاة الجنازة، فلا يسمح المذهب الحنفي والمالكي بأداء صلاة الجنازة إذا لم يكن الجثمان حاضرًا في الجنازة، على عكس المذهب الحنبلي فهو يسمح بذلك، أما في المذهب الشافعي فهو يوصي به.
كيفية صلاة الجنازة
يجب أن يقف المصلون في صفوف فردية، ويكون الإمام في مقدمة المصلين ويتم وضع الجثمان أمام الإمام، فإذا كان المتوفى رجل فيقف الإمام مقابل رأسه، وإن كانت امرأة فيقف الإمام في المنتصف، وفي حالة الصلاة على أكثر من جثمان فيتم وضع جثمان تلو الآخر، ثم نبدأ الصلاة وهي مكونة من أربعة ركعات.
الركعة الأولى نبدأ بالتكبير مع رفع اليدين حتى شحمة الأذن ونقرأ سورة الفاتحة.
في الركعة الثانية نبدأ أيضًا بالتكبير ويمكن رفع اليدين أو لا في هذه الركعة ثم نقول نصف التشهد “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، أنك حميد مجيد”.
تبدأ الركعة الثالثة بالتكبير ويجوز أيضًا في هذه الركعة رفع اليدين أو لا، ثم نبدأ بالدعاء للميت مثلما علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأناثنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده”. ثم نبدأ الركعة الرابعة والأخيرة ونبدأها بالتكبير ويمكن رفع اليدين أو لا ثم توقف قليلًا، ثم نبدأ بالدعاء لأنفسنا ولجميع المسلمين، وبعد الانتهاء من الدعاء نختم الصلاة بالتسليم.
ما هي الأشياء التي يجب مراعاتها في صلاة الجنازة؟
تختلف صلاة الجنازة في أحكامها عن سائر الصلوات، وتكون أحكامها كالآتي:
- لا يوجد فيها ركوع أو سجود.
- لا يوجد فيها أذان ولا إقامة.
- يمكن أن تكون صلاة غيابية لشخص ما، أو إذا كان عدد المصلون قليل في صلاة الجنازة الأصلية.
- يمكن أن تؤدى الصلاة لأكثر من فرد في نفس الوقت.
- إذا كان الجثمان سينتقل لمسافة طويلة قبل الدفن، فيمكن أن تؤدى الصلاة قبل النقل.
- يمكن أداء صلاة جنازة أكثر من مرة لنفس الشخص.
- إذا مات شخصًا منتحرًا، فلا تؤدى عليه صلاة جنازة.
- يجب أن يكون جميع المصلون في حالة الوضوء.
- يجوز التيمم في حالة عدم وجود وقت كاف للوضوء.
ما هو أجر صلاة الجنازة؟
صلاة الجنازة لها أجر عظيم لمن يصليها على المسلم المتوفى، وفي حديث صحيح يبين أجرها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين”. متفق عليه.
ونستنتج من الحديث السابق أن الأجر لا يقتصر فقط على العائلة أو الأصدقاء، بل الأجر لكل مسلم يحضر صلاة الجنازة ويتبع الجنازة حتى الدفن.
إن حضور الجنازة فيه تذكير بحتمية الموت لنا جميعًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثروا ذكر هادم اللذات” أي الموت. رواه (الترمذي والنسائي وابن ماجه). إن مشاهدة الدفن تذكرنا كيف سنكون هناك وحدنا في الظلام ويتركنا الأهل والأصدقاء، ولن تبقى معنا سوى أعمالنا في الدنيا أن كانت حسنة أو سيئة.

ما هو الدعاء الذي يتلى للطفل المتوفى؟
يتلى هذا الدعاء إذا كان الطفل رضيعًا أو لم يبلغ سن البلوغ، فلا نقول في الدعاء “اللهم اغفر له” ؛ لأنه لم يكتب عليه أي ذنوب، بل يكون الدعاء لوالديه، فنقول: “اللهم اجعله فرطًا لوالديه، وذخرًا وسلفًا وأجرًا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، اللهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين، وأجره برحمتك من عذاب الجحيم، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله”.
هل يسمح للمرأة بحضور صلاة الجنازة؟
إن صلاة الجنازة مشروعة على الرجل والمرأة، فيجوز للمرأة أن تحضر الصلاة، ولكن يوجد اختلاف بين العلماء في مسألة حضورها للجنازة لإيصال المتوفى إلى القبور، أو زيارة قبر المتوفى بناءً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قال: “لعن زائرات القبور”.
ولكن لا يوجد نصًا في القرآن والسنة يحرم صلاة الجنازة على المرأة، سواء أكانت في المسجد أو في البيت أو في المصلى، فكانت النساء يصلين الجنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده وبعد وفاته.
ما أحكام الجنائز الواجب إتباعها في صلاة الجنازة؟
وهي أحكام يجب اتباعها في حال الجنائز، مثل ما يلي:
- يجوز لمن فاتته صلاة الجنازة أن يقيمها قبل الدفن فإن لم يتمكن، فيجوز أن يصليها بعد دفن الجثمان.
- إعداد الطعام لأهل المتوفى، فهذا الأمر مستحب لأنهم كانوا مشغولين بمصيبتهم، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد أتاهم أمر شغلهم”.
- يجوز البكاء على المتوفى من غير رفع الصوت ولا عويل يدل على عدم الرضا بقضاء الله وقدره، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حينما مات ابنه إبراهيم فقال: ” إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
- إذا مات المسلم وهو يؤدي الحج أو العمرة، يغُسل ولا يُعطر، ولا تغطى رأسه، وتؤدى عليه صلاة الجنازة، وهذا لما ثبت في قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي رجلًا في الحج: “اغسلوه بماءٍ وسدر وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا”.
- أثناء مرافقة المتوفى إلى مكان الدفن، يجب على الأشخاص تجنب الكلام وحتى رفع أصواتهم بالأذكار، وكان أصحاب النبي (رضي الله عنهم) يعتبرون رفع الصوت ولو بالذكر في مرافقة المتوفى عملاً غير مرغوب فيه، فيجب علينا الاقتداء بهم، والسير على نهج النبي صل الله عليه وسلم في كيفية صلاة الجنازة.
نرجو بهذا الموضوع عزيزي القارئ أن نكون قد أحطناك علما حول ماهية صلاة الجنازة وفضلها وأحكامها وكيفية آدائها، لعل ذلك يعينك على نيل ثوابها عندما تؤديها على موتى المسلمين.