سرطان قاع الفم | علاماته التحذيرية وكيف تقي نفسك
سرطان قاع الفم هو أحد أنواع سرطانات الفم والتي تعتبر أكثر أنواع سرطانات الرأس والرقبة شيوعًا. يحدث عندما تنمو الخلايا المكونة له، خارج السيطرة؛ محدثة آفات وأورام.
تابع معنا هذا المقال لتتعرف على أهم عوامل الخطر التي قد تزيد من نسب الإصابة به، وطرق الوقاية والعلاج.
أين يقع قاع الفم؟
قاع الفم هو المنطقة الموجودة تحت اللسان، بين جانبي الفك السفلي. وتكون على شكل حدوة الحصان.
الأسباب
يحدث سرطان قاع الفم عندما تحول الطفرات الجينية، الخلايا السليمة (غالبًا ما تكون الخلايا الحرشفية) إلى خلايا شاذة تنمو وتنقسم خارجًا عن السيطرة ولا تموت. وقد تنفصل عن الورم الأصلي وتنتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
اقرأ أيضًا: جفاف الفم .. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أعراض سرطان قاع الفم
تختلف أعراض سرطان قاع الفم من شخص لآخر. وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى غير السرطان، لذلك عليك اللجوء إلى الطبيب لطمئنتك. تشمل تلك الأعراض ما يلي:
- ألمًا في الفم.
- وجود تقرحات لا تشفى خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين القرح القلاعية في الفم.
- بقع حمراء، أو بيضاء، أو اللونين معًا، لا تشفى في قاع الفم.
- وجود نمو غريب أو تغييرات غير منتظمة في قاع الفم.
- خلخلة في الأسنان.
- صعوبة في تحريك الفك السفلي.
- خدر في الفم.
- ألم أو صعوبة في البلع.
- تورمًا في الرقبة.
- ألمًا بالأذن.
- فقدان الوزن.
أقرأ أيضًا: أشعة بانوراما الاسنان – أهميتها وطريقة إجرائها
متى يجب عليك زيارة الطبيب
إذا كان هناك نمو، أو تقرحات، أو بقع بيضاء أو حمراء، أو اللونين معًا، ولا تشفى خلال أسبوعين فعليك رؤية طبيبك أو طبيب أسنانك. لا تنتظر حدوث ألم فهو ليس شرطًا.
كما أن الزيارة الدورية لطبيب الأسنان كل ستة أشهر، قد تفيد في الاكتشاف المبكر لسرطان الفم عمومًا.
عوامل الخطر التي تزيد من نسب الإصابة
هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان قاع الفم، منها:
- التدخين، خصوصًا مضغ التبغ.
- الإفراط في شرب الكحول.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وكذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV).
- تناول الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
- وجوده في تاريخ العائلة.
- التقدم في السن.
- نظام غذائي غير صحي؛ لا يحتوي على خضراوات أو فواكه.
- الجنس؛ فالرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
تشخيص سرطان قاع الفم
يتم تشخيصه عن طريق الآتي:
- أخذ التاريخ الطبي والفحص السريري للمريض.
- أخذ خزعة أو استئصال الورم ثم تحليله لمعرفة ما إذا كان سرطان أم لا، وذلك حسب الخطة العلاجية المقررة.
- الفحوصات التصويرية: تساعد فحوصات التصوير طبيبك على تحديد مدى انتشار السرطان. قد تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- أشعة بانوراما الأسنان ( Panoramic X-ray).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المِغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
مراحل السرطان
قد يستخدم الأطباء نظام يعرف ب TNM لمعرفة مدى انتشار السرطان حيث لكل حرف مدلول كما يلي:
- T: يشير إلى حجم الورم الأولي، حيث T1 هو الأصغر وT4 هو الأكبر.
- N: لمعرفة ما إذا كان يوجد انتشار للورم في الغدد الليمفاوية، حيث N0 تعني أنه لا يوجد انتشار في الغدد الليمفاوية، بينما N1-N3 تشير إلى مدى انتشاره في الغدد الليمفاوية للرقبة.
- M: يشير إلى ما إذا كان قد انتشر في باقي الجسم أم لا.
درجات السرطان
تخبر الطبيب مدى تمايز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية، كالتالي:
- الدرجة الأولي: حيث تشبه الخلايا السرطانية الخلايا الطبيعية.
- الدرجة الثانية: حيث تختلف الخلايا السرطانية قليلًا عن الخلايا الطبيعية.
- الدرجة الثالثة: حيث تختلف الخلايا السرطانية كثيرًا جدًا عن الخلايا الطبيعية.
- الدرجة المجهولة: عندما لا يمكن تحديد درجة التمايز.
إن كلًا من تحديد مرحلة السرطان ودرجته يساعد الطبيب في تحديد الخطة العلاجية الخاصة بالمريض.
علاج سرطان قاع الفم
تختلف الخطة العلاجية من مريض لآخر على حسب:
- تاريخك الطبي وحالتك الصحية عامةً.
- موقع، وحجم، ومدى انتشار السرطان.
- مدى تحملك لطرق العلاج المختلفة.
- توقع مسار المرض.
- تفضيلاتك الشخصية.
هناك عدة طرق مختلفة لعلاج السرطان، منها:
- الجراحة: غالبًا ما تتم في المراحل المبكرة من سرطان قاع الفم: حيث يتم استئصال الورم مع حواف آمنة من الأنسجة السليمة. قد يتم استئصال أجزاء من الفك أيضًا نتيجة لغزو السرطان للفك. قد تحتاج أيضًا إلى جراحة ترميمية بعد إزالة السرطان. وإذا كانت العقد الليمفاوية في الرقبة مصابة أيضًا فقد يتم إزالتها.
- العلاج بالإشعاع: عن طريق استخدام أشعة ذات طاقة عالية، لتدمير خلايا السرطان ومنع انتشاره. هذا العلاج موضعي، حيث يتم توجيهه إلى موضع السرطان فقط.
- العلاج الكيميائي: عبارة عن أدوية لقتل خلايا السرطان. تستخدم منفردة، أو بالإضافة إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي. تستخدم إذا كان هناك انتشار للورم في أنسجة أخرى أو في الغدد الليمفاوية. ويهدف إلى تقليل معدل رجوع السرطان بعد الجراحة أو ليبطئ نمو السرطان ويخفف من أعراضه في حال عدم نفع العلاج وهو ما يعرف بالرعاية التلطيفية.
- العلاج الموجه: عن طريق استخدام أدوية تستهدف خلايا السرطان لقتلها أو إبطاء نموها.
- العلاج المناعي: عبارة عن أدوية تعزز وتقوي الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية.
اقرأ أيضًا: هل مخدر الأسنان أثناء الحمل آمن؟
طرق الوقاية من سرطان قاع الفم
هناك عدة طرق للوقاية من الإصابة بسرطان قاع الفم منها ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين، خصوصًا مضغ التبغ أو وضعه مباشرة تحت اللسان.
- الابتعاد عن شرب الكحول.
- المحافظة على زيارة طبيب الأسنان مرتين في العام، مما يمكنه من الكشف المبكر عن سرطان الفم عمومًا.
- تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يقلل من خطر الإصابة بأنواع السرطان المرتبطة بهذا الفيروس، مثل سرطانات الفم.
- الفحص الذاتي للفم قد يساعد على الاكتشاف المبكر للسرطان.
اقرأ أيضًا: تشنج عضلات الفك .. أسبابه وأعراضه وطرق العلاج
خطوات الفحص الذاتي للكشف عن سرطان الفم
يمكنك القيام بعدة خطوات كالآتي:
- قف أمام المرآة واستعن بمصباح يدوي لرؤية أفضل.
- اخلع أي أطقم متحركة.
- أنظر واستشعر بإصبعك، الجزء الداخلي من الشفتين وكذلك اللثة.
- ارجع برأسك إلى الخلف قليلًا لترى سقف الفم.
- اسحب خديك برفق لفحصهما من الداخل وكذلك الجزء الخلفي من اللثة.
- أخرج لسانك وافحص سطحه وأسفله، ارفع لسانك لرؤية قاع الفم.
- تحسس برفق جانبي الرقبة لوجود أي تورمات أو زيادة في حجم الغدد الليمفاوية على جانبي الرقبة وكذلك تحت الفك من الجانبين.
- توجه إلى الطبيب إذا وجدت ما يثير تساؤلاتك علاوة على طمئنتك.
التعايش مع الإصابة بالسرطان
الإصابة بالسرطان عمومًا تحدي يواجه المريض والمقربين منه. ولكن هناك عدة أمور يمكنها أن تعينك في حربك ضد السرطان. نذكر منها:
- معرفة كل ما يتعلق بمرضك. فلا تتردد في سؤال طبيبك عن طبيعة المرض وطرق العلاج المختلفة والآثار الجانبية المحتملة، وغير ذلك مما يبعث على قلقك.
- اتباع أسلوب حياة صحي من ممارسة للرياضة، والتوقف عن التدخين، بالإضافة إلى تناول طعام صحي ومتوازن.
- إخبار المقربين والمحبين لك بما تخوضه من حرب ضد السرطان، وتقبل الدعم الممكن منهم.
- قراءة قصص الناجين من السرطان أو التحدث إليهم، قد تكون ملهمة لك.
- الانضمام إلى جمعيات دعم مرضى السرطان والاستفادة مما تقدمه من خدمات.
سرطان قاع الفم قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا، فاحرص على اتباع وسائل الوقاية. ولا تترد في سؤال طبيبك عن كل ما يثير تساؤلاتك. متعكم الله بالصحة والعافية.
