سرطان الكبد .. الأعراض والأسباب والعلاج

يقع الكبد أسفل الرئة اليمنى، في الربع العلوي الأيمن من البطن، أسفل القفص الصدري، ويعد الكبد من أكبر أعضاء الجسم فهو أكبر عضو غدي في الجسم، له وظائف عديدة أساسية منها إزالة السموم من الجسم فيُحافظ على الجسم خاليًا من السموم والمواد الضارة، وهو مسؤول عن إنتاج الصفراء وهي مادة تساعد على هضم الدهون، والفيتامينات، والعناصر الغذائية الأخرى.
يخزن الكبد العناصر الغذائية مثل الجلوكوز لكي يستخدمها الجسم في الأوقات التي لا يتناول فيها الطعام.
عندما يصاب الكبد بالسرطان، لا يستطيع أن يعمل بشكل طبيعي وتتدمر خلاياه، ويصنف سرطان الكبد إلى سرطان كبد أولي (يبدأ السرطان في خلايا الكبد) أو ثانوي (تنتشر الخلايا السرطانية من عضو آخر إلى الكبد).
وعلى عكس خلايا الجسم الطبيعية فيمكن للخلايا السرطانية أن تنفصل من موقعها الأساسي حيث بدأ السرطان إلى أعضاء الجسم الأخرى عبر مجرى الدم أو الجهاز الليفاوي وتبدأ في النمو.
وقد تزايد عدد التشخيص السنوي لسرطان الكبد ثلاث مرات منذ عام 1980.
اقرأ أيضا: الكبد الدهنى وأنواعه وأعراضه والعلاج.
سرطان الكبد الثانوي
يعد سرطان الكبد الثانوي سرطان متقدم حيث أنه بدأ في جزء آخر من الجسم ولكنه انتقل إلى الكبد، وهو أكثر شيوعًا من سرطان الكبد الأولي، يمكن للعديد من السرطانات أن تنتشر إلى الكبد والأكثر احتمالية هو سرطان الأمعاء وذلك لأن إمدادات الدم من الأمعاء الدقيقة متصلة بالكبد عن طريق الوريد البابي، وفي بعض الأحيان لا يمكن العثور على السرطان الأولي ويتم اكتشاف سرطان الكبد الثانوي قبل الأولي.
اقرأ أيضا: الكبد الدهني غير الكحولي .. ما هو؟ وما هى الأعراض والعلاج.
اعراض سرطان الكبد
لا تظهر اعراض سرطان الكبد عادة إلا في مرحلة متقدمة من المرض ومنها:
- اليرقان حيث يتحول لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر.
- آلام في البطن.
- ألم بالقرب من الكتف الأيمن.
- فقدان الوزن.
- تضخم الكبد أو الطحال أو كليهما.
- انتفاخ في البطن أو تراكم السوائل.
- إعياء.
- غثيان وقيء.
- ألم في الظهر.
- الشعور بالامتلاء بعد تناول وجبة صغيرة.
- حمى.
- يتغير لون البراز إلى أبيض طباشيري.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم والكوليسترول.
- انخفاض السكر في الدم.
- يتسبب سرطان الكبد أيضًا في انتفاخ الأوردة أسفل البطن بالإضافة إلى كدمات ونزيف.
اقرأ أيضا: اعراض سرطان البروستاتا والأسباب والوقاية.
مراحل سرطان الكبد
يتطور سرطان الكبد إلى أربعة مراحل:
- المرحلة الأولى: لا ينتقل الورم من الكبد إلى عضو آخر.
- المرحلة الثانية: وجود عدة أورام صغيرة في الكبد قطرها أقل من خمسة سنتيمترات أو انتقال ورم واحد إلى وعاء دموي.
- المرحلة الثالثة: وجود عدة أورام كبيرة في الكبد أو انتقال ورم واحد إلى وعاء دموي رئيسي كبير.
- المرحلة الرابعة: انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
بمجرد أن يشخص الطبيب ويحدد حالة السرطان يبدأ المريض في العلاج على الفور.
اقرأ أيضا: سرطان البنكرياس – الأسباب والأعراض والوقاية والعلاج.

تشخيص سرطان الكبد
يُزيد التشخيص المبكر من فرص البقاء على قيد الحياة، يُجري الطبيب فحص جسدي للمريض، حيث يفحص وجود أي ورم في البطن أو اصفرار في العينين فكلاهما من أهم المؤشرات لوجود مشاكل في الكبد، إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بسرطان الكبد فسيُجري المزيد من الاختبارات منها:
- اختبارات الدم: وتشمل اختبارات تجلط الدم، ومستويات المواد الأخرى في الدم، ونسب خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
- اختبارات التهاب الكبد الفيروسي: يتحقق الطبيب من وجود التهاب الكبد B أو C.
- فحوصات التصوير مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي والمقطعي ليفحص الطبيب حجم السرطان وانتشاره.
- خزعة أو Biopsy: يستأصل الجراح عينة من الورم ليكتشف ما إذا كان الورم سرطانيًا أم غير سرطاني.
- منظار البطن أو Laparoscopy: يُدخل الجراح أنبوبًا طويلًا متصل آخره بكاميرا من خلال شق في البطن وذلك لرؤية الكبد والمنطقة المحيطة، ومن الممكن أن يتم هذا الإجراء الجراحي تحت تأثير تخدير عام أو موضعي.
اقرأ أيضا: سرطان الثدي Breast cancer .. الأنواع وطرق التشخيص والعلاج.
أسباب سرطان الكبد
يرتبط سرطان الكبد عادة بتليف الكبد، ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية فإن من أكثر أسباب سرطان الكبد في الولايات المتحدة هي العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد B، والتهاب الكبد C، كذلك يوجد بعض أمراض الكبد الموروثة مثل داء ترسب الأصبغة الدموية أو Hemochromatosis ويحدث نتيجة تراكم كمية كبيرة من الحديد في الجسم، ولا يستطيع الجسم التخلص منها، فعادة تمتص الأمعاء الكمية المناسبة من الحديد من الأطعمة التي نتناولها ولكن في داء ترسب الأصبغة الدموية يمتص الجسم كمية كبيرة جدًا، فيلجأ الجسم إلى تخزين الحديد الزائد في المفاصل، والكبد، والقلب، والبنكرياس، مما يؤدي إلى توقف هذه الأعضاء عن العمل.
وهناك عوامل أخرى تُزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد منها:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- التاريخ العائلي: وهو إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الكبد.
- شرب الكحوليات.
- التعرض طويل المدى للأفلاتوكسين وهي مادة تُنتج عن طريق فطر ينمو على محاصيل القمح، والذرة، والفول السوداني، وفول الصويا.
- السمنة.
- التدخين.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
- الذكور أكثر عرضة من الإناث.
فإذا كنت من الأشخاص المعرضين لأسباب سرطان الكبد فينبغي عليك الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحص مبكر حتى إذا لم تعاني من أي أعراض، لأن اعراض سرطان الكبد لا تظهر في مراحله الأولى.
اقرأ أيضا: هل هناك علاقة بين الحلويات والسكري.
علاج سرطان الكبد
تعتمد خطة علاج سرطان الكبد على عدة عوامل منها:
- عدد، وحجم، وموقع الأورام في الكبد.
- كيف يؤدي الكبد وظائفه.
- وجود تليفات في الكبد.
- انتشار الورم إلى أعضاء أخرى.
تعد الجراحة هي الطريقة الوحيدة لتحسين فرصة الشفاء في حالة المصابين بسرطان الكبد في مراحله المبكرة وتتم عن طريق استئصال جزئي للكبد أو زراعة الكبد.
استئصال جزئي للكبد: وذلك عندما يكون الورم صغيرًا أو يُشغل جزءًا صغيرًا من الكبد، يستأصل الجراح هذا الجزء لمنع نمو السرطان وانتشاره، ويعد هذا الإجراء مناسبًا في حالة المرضى الذين لديهم وظائف كبد صحية، أما في حالة انتشار السرطان في أجزاء أخرى من الكبد أو أعضاء في الجسم فقد يكون الاستئصال ليس الخيار الصحيح، حيث أنه من الممكن أن تؤدي جراحة الكبد إلى نزيف مفرط، ومشاكل في تجلط الدم، والعديد من الالتهابات.
زراعة الكبد: هو استبدال الكبد المصاب بكبد سليم من متبرع مناسب، ويعطي الطبيب المريض أدوية تثبط الجهاز المناعي لكي تساعد الجسم على التكيف مع الكبد الجديد، ولكن من الممكن أيضًا أن تجعل المريض عرضة للإصابة بعدوى شديدة.
لا يمكن للمريض زراعة الكبد في حالة انتشار السرطان في أعضاء أخرى من الجسم.
أما في حالات الأورام المستعصية وانتشارها إلى أجزاء من الجسم فإن معدل البقاء على قيد الحياة منخفض، ومع ذلك يمكن للطبيب اتخاذ خطوات لعلاج الأعراض وإبطاء نمو الورم عن طريق:
- العلاج الاستئصالي أو Ablative therapy: يستخدم الطبيب موجات الراديو أو الموجات الكهرومغناطيسية مباشرة على الورم، يؤدي ذلك إلى تقليص حجم الورم أو منع نموه.
- الاستئصال بالتبريد أو Cryoablation: وهو تدمير الورم عن طريق التبريد.
- العلاج الإشعاعي أو Radiation therapy: يوجه الطبيب الإشعاع إلى الورم مما يؤدي إلى تدميره.
- العلاج الكيميائي أو Chemotherapy: يحقن الطبيب العلاج الكيميائي عن طريق الوريد أو الأوعية الدموية الرئيسية في الكبد لقتل الخلايا السرطانية.
- الانصمام الكيميائي أو Chemoembolization: يحقن الطبيب أدوية العلاج الكيميائي في الشريان الموجود في الفخذ الذي يمد الكبد بالدم وفي نفس الوقت يغلق باقي الأوعية الدموية الأخرى في موقع الورم جراحيًا أو ميكانيكيًا ونتيجة لذلك تكون الجرعة عالية التركيز.
اقرأ أيضا: سرطان الدم Leukemia – الأعراض والتشخيص والعلاج.
هل يشفى مريض سرطان الكبد
غالبًا ما يتعرف المريض على سرطان الكبد في مرحلة متأخرة، فإذا تم تشخيص المرض قبل أن ينتشر من موقعه الأصلي فيزيد معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى 31%، ولكن إذا انتشر إلى الأنسجة المجاورة فينخفض معدل البقاء إلى 11%، أما إذا انتشر إلى أعضاء بعيدة فيصبح معدل البقاء 2%، لذلك ينبغي على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة إجراء فحص منتظم والمتابعة المستمرة مع الطبيب.
اقرأ أيضا: سرطان المخ – الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج.