نشأة دولة الموحدين

الدولة الموحدية أو ما يطلق عليها أيضا دولة الموحدين، هي دولة إسلامية أسسها الموحدون وهم من سلالة الأمازيغ في القرن الثاني عشر وحكمت بلاد المغرب والأندلس. تأسست الدولة الموحدية على يد مؤسسها محمد بن تومرت عام ١١٢١م وانتهت الدولة الموحدية عام ١٢٦٩م.

تاريخ الدولة الموحدين

تأسست الحركة الموحدية على يد بن تومرت وسمي الحركة بالموحدين لأن أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله عز وجل.

أطلق بن تومرت عام ١١١٨م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنمل مقرا له، واستطاع خليفته عبد المؤمن الكومي الذي انحدر من صلبه أمراء الموحدين أن يستحوذ على المغرب الأقصى والأوسط، حيث دخل مراكش عام ١١٤٦ وقضى على المرابطين، ثم استحوذ على كامل إفريقيا ثم الأندلس عام ١١٤٦م إلى ١١٥٤م، وخلفه ابنه يوسف بعد وفاته عام ١١٦٣م فاستكمل سياسة أبيه في السيطرة على الأندلس وتقوية إماراتها وأقام في إشبيلية مشاريع عدة مثل جامع إشبيلية الأعظم عام 1178م ،وأتم ابنه المنصور مئذنته الكبري عام ١١٨٣م.

النظم في دولة الموحدين

ضمت الدولة الموحدية نظمًا عدة في فترة ازدهارها كسائر الدول، حيث كانت تمتلك نظامًا سياسيًا، إداريًا، قضائيًا وعسكري. وفيما يلي شرح لكل نظام:

النظام السياسي

الخليفة هو رأس الدولة ويسمى بأمير المؤمنين أو الإمام. وقد تعاقب الخلفاء علي حكم الدولة الموحدية كان أولهم ابن تومرت حتى محمد الناصر الذي سقطت الدولة في عهده. 

النظام الإداري

تميز النظام الإداري في دولة الموحدين بوجود عدد من الوزراء الذين يقومون بتنفيذ أوامر الخليفة، وضم أيضا عدد من الكتاب ومهمتهم مساعدة الخليفة في إدارة شؤون البلاد، كما ضم عدة مناصب أخرى منها الحاجب ورجال الشرطة وعددا من الدواوين.

النظام القضائي

ضمت الدولة الموحدية نظاما قضائيًا قويًا وصارمًا، حيث يتم تعيين القضاة بأمر من الخليفة، وانقسم النظام القضائي إلي نصفين: قاضي الجماعة وهو الأعلى رتبة.

وقاضي المدن وهو الذي يحكم في المسائل القضائية الداخلية.

النظام العسكري

ضمت دولة الموحدين نظاما عسكريًا وجيشًا قويًا استطاع المحافظة على أمن الدولة، وكانت قيادة الجيش في يد أبناء الخلفاء أو الشيوخ أو أبنائهم.

دولة الموحدين

سقوط دولة الموحدين

كسائر الدول تعرضت دولة الموحدين لأسباب كثيرة مهدت الطريق لسقوطها:

  • استبداد الرأي

أبتعد الخليفة الناصر عن مبدأ المشورة الذي اتبعه آبائه واستبد في رأيه وتخلي عن مشورة الحكماء والشيوخ، مما أدى إلي حدوث أخطاء ساعدت في سقوط الدولة.

  • اطاله حصار شلبطرة

حاصر الخليفة الناصر حصن شلبطرة مدة طويلة تجاوزت الثمانية أشهر، مما أدى إلى تأثر الجنود الموحدين بسبب دخول فصل الشتاء ونفاذ التموين، على عكس النصارى حيث استعادوا قوتهم وساعدهم الدعم الصليبي الذي وصلهم من شرق أوروبا. ومع استمرار الهزائم المتتاليه سقطت دولة الموحدين تحت حكم بني مرين عام ١٢٦٩م.

زر الذهاب إلى الأعلى