داء منيير Ménière Disease | أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه

دائمًا ما نسمع أن أحدهم أصيب بداء منيير، ولكن لا نفهم أي عضو تعرض للإصابة، ولا نعرف كيف نتعامل مع المرض ونقلل من أعراضه قدر المستطاع، وفي السطور التالية سوف نتعرف على كل ما يخص داء منيير، ما هي أسبابه، وطرق علاجه، وكيفية تشخيصه، ومدى خطورته وتأثيره على توازن الجسم.

ما هو داء منيير؟

مرض يصيب الأذن الداخلية ويسبب الدوار وهو نوع معين من الدوخة يشعرك بأنك تدور، إنه أيضًا يسبب طنين الأذن، وقد يؤدي إلى فقدان السمع الكلي أو الجزئي والشعور بامتلاء الأذن والضغط عليها، غالبا ما يصيب هذا المرض أذن واحدة ولكن في أحيان قليلة يلحق الضرر بالأذنين معًا ويسبب فقدان السمع كليًا، ويصيب الأفراد في أعمار ما بين العشرين والستين ومن غير الشائع أن يصيب الأطفال.

وترجع التسمية لهذا المرض نسبًة إلى الطبيب الفرنسي بروسبير منيير والذي اقترح أن الأعراض تكون نتيجًة لإصابة الأذن الداخلية وليس المخ كما يعتقد معظم الناس.

أسباب داء منيير

لكي نتعرف على أسباب المرض، دعنا نتعرف على التركيب التشريحي للأذن كما هو بالصورة الموضحة:

لم يتوصل العلماء إلى الأسباب التي تسبب داء منيير ولكن استطاعوا أن يعرفوا كيفية حدوث الأعراض وتتلخص في:

  • تتكون السوائل بداخل الجزء الداخلي من الأذن الداخلية والذي يسمى (المتاهة) والذي يدعم الأجزاء التي تساعد في السمع والاتزان.
  • تلك السوائل المتزايدة تتداخل مع الإشارات التي يستقبلها المخ مسببًة الدوار ومشاكل في السمع.

وقد وجد العلماء أن هناك أسباب عدة تؤثر على كمية السائل في الأذن الداخلية ومنها:

  • قلة تصريف السوائل الموجود بالأذن الداخلية، والتي تنتج عن انسداد أو تركيب تشريحي غير طبيعي (عيب خلقي) داخل الأذن.
  • تفاعلات الحساسية.
  • العدوى الفيروسية.
  • الأمراض الوراثية.
  • الصداع النصفي.
  • التعرض لضربات الرأس.

أقرأ أيضًا: التهاب الدماغ .. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج

أعراض داء منيير

من أهم ما يميز أعراض هذا المرض أنها متطورة، بمعنى أنها قد تبدأ خفيفة في صورة نوبات موسمية. ولكن مع مرور الوقت تتطور الأعراض وتزداد حدتها، ومن المهم إذا أحس الشخص بدوار أن يسارع بالجلوس أو يستلقي، ولا يقود سيارة.

ويصاحب العرض الأساسي (الدوار) لهذا الداء بعض الأعراض الأخرى أمثلة:

  1. القلق.
  2. عدم وضوح الرؤية.
  3. القيء أو الإسهال.
  4. التعرق البارد والنبض السريع.
  5. الارتجاف.

وقد تستمر النوبة لمدة ٢٠ دقيقة وقد تستمر طوال ٢٤ساعة، وقد تأتي عدة مرات خلال الأسبوع، ومن الممكن أن تستمر لشهور أو حتى لعدة سنوات، ومع تطور المرض من الممكن أن تتغير الأعراض ويحدث فقد السمع وطنين بشكل ثابت مع فقدان للتوازن ومشاكل في الرؤية ومصاحبًا لذلك الدوار.

داء منيير

التشخيص

يجب توجيه المريض إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة ليقوم بتشخيص المرض ومعرفة ما إذا كان مرض منيير أم لا، سيقوم الأخصائي بعمل فحص للمريض إذا كان يعاني من:

  • الدوار على الأقل نوبتين على فترات متقاربة، تستمر كل نوبة ما لا يقل عن ٢٠ دقيقة.
  • الطنين والإحساس بالضغط داخل الأذن.
  • فقد السمع المتقلب أو المتذبذب.

ومن الممكن أيضًا أن يقوم الأخصائي بعمل بعض الفحوصات الفيزيائية مثل اختبار السمع، كذلك فحص الدم لكي يستبعد الأمراض الأخرى والتي تتداخل معه في نفس الأعراض.

ومن أمثلة الأمراض الأخرى التي تتشابه مع داء منيير في نفس الأعراض:

  • التهاب التيه.
  • التهاب العصب الدهليزي.
  • الصداع النصفي.
  • عدوى الأذن.

العلاج

لم يتوصل العلماء بعد إلى علاج قطعي لداء منيير ولكن هناك بعض الطرق التي تعالج الأعراض المصاحبة للمرض تتمثل فيما يلي:

  1. العقاقير: تساعد العقاقير في التخلص وتقليل الدوار وهو العرض الأصعب أمثلة:
    • الميكليزين (meclizine).
    • ديازيبام (diazepam).
    • اللورازيبام (lorazepam).
    • الجلايكول بيروت (glycol pyrrolate).
  2. الحقن ببعض المواد مثل:
    • المضاد الحيوي جنتاميسين (gentamicin): حيث يحقن في الأذن الوسطى وذلك يساعد على التحكم في الدوار، ولكن ذلك يزيد من خطورة فقد السمع لأن الجنتاميسين يدمر خلايا السمع الصغيرة الموجودة بالأذن الداخلية المسئولة عن عملية السمع.
    • مادة الكورتيزون (corticosteroids): وذلك لخطورة مادة الجنتاميسين فقد لجأ العلماء إلى استخدامها بدلًا منها وقد أبدت تحسن في حالات الدوار دون التعرض لفقد السمع.
  3. علاج نبض الضغط: أقرت مؤخرًا منظمة الدواء والغذاء جهازًا لداء منيير ويتم وضعه بالأذن الخارجية ويقوم بتنظيم نبضات ضغط الهواء في الأذن الوسطى، والذي يؤثر بدوره على السائل الليمفاوي الداخلي ويمنع الدوار.
  4. مدرات البول: ويتم وصفها من قبل الطبيب وتعمل علي تقليل السائل الداخلي (والذي يسبب الضغط على الأذن الداخلية) وبالتالي يخفف من حدة الدوار.
  5. العلاج الفيزيائي: يساعد في الاتزان وتقليل الأرق.
  6. الطب البديل: فقد وجد بعض العلماء أن هناك أعشاب لها تأثير فعال في داء منيير، وبعضها مكملات غذائية أمثلة نبات الجنكو الثنائي (ginkgo biloba)، والزنجبيل (ginger)، ولا بد من المريض إخبار الطبيب إذا كان يتناول تلك الأعشاب أم لا لأنها تتداخل مع بعض الأدوية في التأثير.
  7. الجراحة: يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية عندما يفشل العلاج مع مثل هذه الحالات. وتتم إزالة الكيس الليمفاوي الباطن أو في حالات أخرى يزال العصب الدهليزي وهذا قلما يحدث والخيار الأخير للأطباء.
داء منيير
داء منيير

داء منيير والحمل

الدوار وألم الأذن يعتبران أعراض متواجدة معظم فترة الحمل بسبب تغير الهرمونات، ولكن إذا كانت الحامل مصابة بداء منيير فإن هرموني الاستروجين والبروجسترون يجعلان الأعراض أكثر سوءًا.

ما هي الأدوية التي تقلل الأعراض عند الحامل؟

من الممكن أن تقلل تلك الأعراض باستخدام الميكليزين والدايمينهيد رنات، والتي تعتبر آمنة خلال فترة الحمل وتستخدم تحت إشراف طبيب النساء والتوليد.

ما يحظر على الحامل استخدامه أثناء نوبات داء منيير

لا يمكن استخدام مدرات البول ومضادات الهيستامين أثناء فترة الحمل لأنها تسبب انخفاض ضغط الدم لدى الحامل وتقلل من حجم السوائل داخل جسمها مما يضر بالجنين.

داء منيير والأطفال

إن هذا المرض نادرًا ما يصيب الأطفال، حيث أنه يصيب البالغين والتي تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والستين، ولكن عندما يصيب الطفل فإنه يصيب أذن واحدة ومن الممكن أن يؤثر عليه يوميًا أو على فترات متباعدة.

ما هي النصائح التي يمكن أن يتبعها المريض؟

  • عند الإحساس بنوبة الدوار فيجب الاستلقاء أو الجلوس وألا ينظر المريض في أماكن متفرقة بل يركز نظره في نقطة معينة والأفضل أن يغلق عينيه.
  • إتباع نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من الأملاح والتي تزيد من خطورة تراكم السائل داخل الأذن ومن ثم تسوء الأعراض.
  • يجب التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول والشيكولاتة.
  • الإقلاع عن التدخين أو بالكاد تقليل الكمية لأنه يزيد الأعراض سوءًا.

علينا التوجه للطبيب فور الإحساس بأي من الأعراض المذكورة، وإجراء اختبارات السمع، واتباع نصائح أخصائي الأذن، وتناول الطعام الصحي الخالي من الأملاح الكثيرة، والإقلاع عن التدخين، وتجنب القيادة عند الإحساس بالدوار حرصًا علي سلامتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى