جلد الوزة – ما هو والأسباب والعلاج

جلد الوزة من الحالات الجلدية المنتشرة على نطاق واسع جدا, حيث يصيب الناس من مختلف الأعمار, يحدث فى ما يقارب 80% من المراهقين, وما يقارب 40% من البالغين.

وهذا الإنتشار يطرح تساؤلا حول ما هى أسبابه التى دعت إلى شيوعه إلى هذه الدرجة, وكيف يمكن علاجه فى حالة وجودة, خاصة وأنه يمثل إزعاجا لصاحبه لتأثيره الواضح على المظهر الصحى للجلد.

يدور هذا الموضوع من دكتور كشكول حول جلد الوزة ومسبباته والطرق التى يمكن إتباعها لعلاجه.

جلد الوزة

جلد الوزة أو حالة التقرن الشعرى, عبارة عن حالة جلدية تتسبب فى ظهور نتوءات خشنة صغيرة حمراء أو سوداء اللون على الجلد تتمركز حول بصيلات الشعر.

ويظهر بصفة عامة فى المناطق من الجسم التى يظهر فيها الشعر بكثافة, كالساقين والذراعين والفخذين, كما قد يظهر على منطقة اللحية فى الرجال.

والحالة لا تعتبر مرضا فى حد ذاتها ولا تسبب لصاحبها أى إزعاج أو ألم فيما عدا كونها تؤثر على المظهر الجمالى للجلد, حيث تعطى الجلد مظهر جلد الإوزة بعد نزع ريشها وهذا سبب تسمية الحالة بإسمها الشائع هذا.

لماذا يظهر جلد الوزة

يظهر جلد الوزة عندما يتراكم بروتين الشعر(الكيراتين) فى مسام الجلد فيؤدى ذلك لغلق مخارج الشعر وإعاقة الشعر عن النمو خارج الجلد, فيبدو فى صورة تلك النتوءات الخشنة التى أحيانا إذا جربت إزالتها برزت شعرة صغيرة فى مكانها.

أسباب جلد الوزة

لم يعرف حتى الآن السبب المؤدى إلى تراكم الكيراتين فى مسام الجلد وتكون جلد الوزة على وجه التحديد, ولكن يمكن إرجاع الحالة إلى هذه الأسباب:-

• العامل الوراثى وهو أشيع الأسباب.
• فى غالبية الحالات تكون الحالة مصاحبة لأمراض جلدية أخرى كالأكزيما والصدفية.
• قد ترتبط الحالة جينيا ببعض أمراض المناعة الذاتية, حيث تشيع فى العائلات المصابة بأمراض كالربو والحساسية والصدفية.

أكثر الفئات عرضة لجلد الوزة

جلد الوزة يمكن أن يظهر عند جميع الأشخاص فى جميع المراحل العمرية, ولكن هناك فئات أكثر عرضة لظهوره وهم:

• أصحاب البشرة فاتحة اللون.
• الأطفال.
• المراهقون.
• الحوامل.
• الأشخاص زائدى الوزن.
• أصحاب أمراض المناعة الذاتية وبخاصة الأكزيما والصدفية(السماك أو جلد السمكة).

هل يسبب جلد الوزة أعراض؟

فى نسبة كبيرة من الحالات لا يتسبب جلد الوزة فى أى أعراض ماعدا مظهره, إلا أنه قد يسبب لدى بعض الناس أعراضا مزعجة إلى حد ما مثل:-

• خشونة الجلد.
• جفاف الجلد والرغبة فى حكه وبخاصة فى الطقس البارد.
• قد تتهيج نتوءات جلد الوزة وتصبح محمرة وبخاصة فى الجو الحار أو عند ارتداء ملابس ترفع من حرارة الجسم ويعرف هذا بإلتهاب الجلد الحرارى.

إلا أن ظهور أعراض جلد الوزة يرتبط فى معظم الحالات بوجود أمراض جلدية أخرى, وفى غير اصحاب تلك الأمراض غالبا لا يسبب جلد الوزة فى حد ذاته أى أعراض غير مظهره.

هل جلد الوزة مرض جلدى؟

لا يمكننا اعتبار جلد الوزة مرض جلدى حيث أنه لا يسبب أعراضا أو مضاعفات, فهو بخلاف مظهره الذى قد يضايق صاحبه لا يمثل غالبا أى مشكلة أخرى, ومعظم أصحابه يتجاهلون وجوده ويعتبرونه جزء من طبيعتهم الشخصية ليس أكثر, بينما يركز البعض الآخر من اصحابه إهتمامهم كله على محاولة إزالته لشعورهم بأن مظهره يصيبهم بالحرج وعدم الثقة بالنفس.

أى أن اعتبار جلد الوزة مرض من عدمه يعود لصاحبه نفسه, إنما من الناحية الطبية فهو لا يشكل أى خطورة على صاحبه ولا يوجد أى ضرر من وجوده.

هل يمكن علاج جلد الوزة؟

علاج جلد الوزة يستهدف تقليل مظهره الذى قد يضايق الشخص ليس أكثر, ولكن لا يوجد علاج يمكنه إخفاءه بحيث لا يظهر مرة أخرى, قد يختفى عند بعض الناس من تلقاء نفسه فى مرحلة معينة من حياتهم, وقد يزيد تلقائيا أيضا أو يظهر لأول مرة فى ظروف خاصة كفترة الحمل مثلا.

أى أنه يؤسفنا أن نخبرك عزيزى القارىء أن أى وسيلة لإخفاء جلد الوزة أثرها مؤقت,وسيعود جلد الوزة للظهور مرة أخرى بعد إيقافها, لذلك ينصحك دكتور كشكول بأنك إذا كنت مهتما بإزالة جلد الوزة فإحرص على إختيار وسيلة متعارف عليها طبيا وعلى درجة أمان عالية, لأنه لا يوجد ما يستدعى أن تلجأ لمغامرات خطيرة من أجل علاج حالة ليس لها علاج.

وسائل علاج جلد الوزة

يتضمن علاج جلد الوزة وسائل متعددة, على حسب مدى تأثر صاحب المشكلة بها وعلى حسب مكانها ودرجتها, ويمكننا إستعراض بعض تلك الوسائل كما سيلى.

تقشير الجلد منزليا

من أشهر وسائل علاج جلد الوزة إستعمالا تقشير الجلد منزليا, ويكون ذلك بعد الإستحمام بالماء الساخن لفترة كافية, وبإستعمال نوع من المقشرات المتعارف عليها, كالملح الخشن والملح البحرى والطمى.

كما تلعب بعض أنواع الحمامات نفس الدور, كالحمام المغربى والتركى والدلكة السودانية, حيث يعمل التقشير على إزالة الطبقة الخارجية من الجلد مما يسمح بفتح المسام وتقليل مشكلة جلد الوزة.

وعادة يسبق التقشير عملية إزالة الشعر لدى النساء مما يساعد فى إزالة الشعيرات الدقيقة أيضا والتى تكون بداخل نتوءات جلد الوزة, فيتحسن بذلك مظهره.

وينصح دكتور كشكول من يتبع هذه الطريقة بضرورة ترطيب الجلد بمستحضر مرطب مناسب بعد عملية التقشير, وإلا زاد الجلد جفافا وزادت حدة المشكلة.

كريمات التقشير الموضعية

كريمات التقشير الموضعية تحتوى على أحماض تقوم بتقشير الطبقة السطحية للجلد مما يقلل من حدة مظهر جلد الوزة, وتستعمل لهذا الغرض كريمات حمض السالسليك أو حمض اليوريك, أو اللاكتيك أو ألفا هيدروكسى.

ولكن من عيوب هذه الكريمات أنها لا تناسب الأطفال الصغار أو ذوى البشرة الحساسة, لكونها يمكن أن تتسبب لهؤلاء بتهيج فى البشرة أو حروقا بسيطة تشبه حروق الشمس الطفيفة.

كريمات مشتقات الريتينويد

الريتينويد هو أحد مشتقات فيتامين أ , وهو شائع الإستعمال فى علاج المشكلات الجلدية التى تحتاج إلى تقشير عميق للجلد, كحب الشباب وآثاره وإزالة البقع والتصبغات الجلدية وعلامات الجروح والحروق التى تبقى بعد شفائها.

واستعمال تلك المستحضرات على جلد الوزة يساعد فى منع إنسداد بصيلات الشعر وبالتالى منع ظهور تلك المشكلة.

ولكن كريمات الريتينويد قد تتسبب فى تهيج البشرة بشدة وجفافها, كما أنها لا تصلح للحوامل ولا للمرضعات, لأنها تؤثر على الأجنة والأطفال الرضع.

كما لا ننصحكم بإستعمال تلك الكريمات بدون إشراف طبى, لكونها قد تحتاج معها إلى مستحضرات أخرى لتقليل آثارها والإستفادة من مزاياها.

العلاج بالليزر

العلاج بالليزر شائع الإستعمال فى إزالة الشعر الزائد, وقد يستعمل فى تحسين مظهر جلد الوزة إذا فشلت بقية الوسائل فى ذلك.

ولكن بالطبع يمكن أن يتسبب فى تهيج الجلد واحمراره, وقد يسبب بعض الحروق أيضا, ناهيك عن كونه لا يعتبر علاجا نهائيا للمشكلة, فقد تعاود الظهور مرة أخرى بعد استعماله.

وفى نهاية موضوعنا لا يسعنا عزيزى القارىء إلا القول بأنه إذا كنت بصدد علاج جلد الوزة, فلا يجب أن يكون ذلك بعيدا عن الإشراف الطبى, وبخاصة فى حالة استعمال الكريمات الموضعية, لأنها قد تتسبب فى مشكلات أكبر كثيرا من جلد الوزة الذى لا يعد مشكلة من الأصل.