حقائق عن جدري القرود | أسبابه وأعراضه وعلاجه

تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958م عندما ظهر مرض يشبه الجدري في القرود المستخدمة لأغراض البحث. تم تسجيل أول حالة بشرية في عام  1970م في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين تم الإبلاغ عن العدوى في عدد من بلدان وسط وغرب إفريقيا، ولا يزال يظهر بشكل متفرق في بلدان أخرى، فقد تم اكتشاف أكثر من 120 حالة على الأقل في الأسبوع الماضي في 11 دولة خارج أفريقيا.

فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وهل له علاج ؟ هذا ما سنعرفه معًا في هذا المقال.

ما هو جدري القرود؟

هو مرض فيروسي نادر نشأ وانتقل في المقام الأول من الحيوانات خاصةً القوارض إلى الإنسان، ثم انتقل بين البشر من خلال الاختلاط المباشر بين الشخص المصاب ومن حوله. وهو من نفس عائلة فيروسات الجدري ولكنه أقل حدة وغالبًا ما يتعافى المصاب في غضون أسابيع. وله سلالتان؛ سلالة وسط أفريقيا وسلاسة غرب أفريقيا.

أسباب ظهور جدري القرود

وعلى الرغم من ندرة ظهور هذا المرض ولكنه انتشر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، ومن أهم أسباب عودة ظهوره هي عدم استخدام لقاح الجدري الذي كان بدوره يوفر حماية من جدري القرود بنسبة كبيرة، والسبب الآخر هو انتقال البشر للأماكن التي تعيش فيها الحيوانات المصابة بالفيروس.

وأيضًا من أهم أسباب انتشار الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م، هو استيراد قوارض مصابة بالعدوى من أفريقيا نقلت العدوى إلى الكلاب وأصابتها بالفيروس وبالتالي انتقل إلى البشر.

تشخيص جدري القرود

قد يكون من الصعب تشخيص جدري القرود لأنه يتشابه إلى حد كبير في أعراضه مع باقي أنواع الجدري، مثل الجدري المائي. ولكن يمكن أن يكون التهاب العقد الليمفاوية سمة تميزه عن باقي أنواع الجدري،  لذا يتطلب تشخيصه اختبارات خاصة في المختبر، ومن ضمن هذه الاختبارات:

  • زرع وتحليل عينات من الأنسجة المصابة.
  • سحب عينة دم من الشخص المصاب للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس جدري القردة.
  • تحليل المادة الوراثية للفيروس (DNA) في النسيج المصاب.
  • فحص عينات من النسيج المصاب تحت المجهر.

أعراض جدري القرود

في بداية الإصابة تظهر أعراض بسيطة مثل:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • آلام العضلات.
  • آلام الظهر.
  • تورم العقد الليمفاوية.
  • القشعريرة.
  • الإرهاق والضعف العام.

وبمجرد أن تختفي الحمى، يبدأ الطفح الجلدي وهو عبارة عن ظهور بقع حمراء مسطحة ثم تتحول إلى بثور مملوءة بالقيح تظهر على الوجه أولًا. بعد ذلك تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل راحة اليد وباطن القدمين وأغشية الفم المخاطية والأعضاء التناسلية وملتحمة العين وقرنيتها. 

يبدأ الطفح الجلدي بحكة شديدة الألم، ويمر بمراحل مختلفة ثم تتقشر البثور، ومن الممكن أن تترك مكانها ندوبًا، وعادةً ما تتلاشى العدوى من تلقاء نفسها وتستمر بين 14 و 21 يومًا.

كيفية انتقال العدوى بفيروس جدري القرود

ينتقل فيروس جدري القرود بالتلامس المباشر بدماء أو سوائل الحيوانات المصابة عن طريق الخدش أو اللدغ، وتعد القوارض هي المصدر الرئيسي لهذا الفيروس. وأيضًا تناول لحوم الحيوانات المصابة بالفيروس وغير المطهية جيدًا سبب كبير في انتقال العدوى.

وينتقل بين البشر عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي أو الملامسة المباشرة لبثور أو سوائل الشخص المصاب، مما يتطلب حدوث اختلاطًا وثيقًا بينهم، لذا يزداد خطر انتشار العدوى داخل الأسرة الواحدة بشكل كبير. 

الوقاية من مرض جدري القرود

هناك مجموعة من التدابير التي يمكن اتخاذها لمنع الإصابة بفيروس جدري القرود، منها:

  • تجنب الاتصال بالحيوانات التي يمكن أن تكون مصدرًا للفيروس، بما في ذلك الحيوانات المريضة أو الميتة التي تم العثور عليها في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
  • عزل المرضى المصابين عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة.
  • غسل اليدين بالماء والصابون وتطهيرها بالكحول بعد الاختلاط بحيوان أو شخص مصاب.
  • استخدام معدات الوقاية الشخصية عند رعاية المرضى.

علاج جدري القرود

إلى الآن لا يوجد علاج أو لقاح مخصص لعلاج فيروس جدري القرود، ولكن أثبت لقاح الجدري فعاليته في الحماية من فيروس جدري القرود بنسبة 85% وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية. ولكن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور فقد تم إيقافه بعد السيطرة على مرض الجدري في العالم واختفائه. يمكن استخدام مضاد فيروسات مثل سيدوفوفير للحد من الأعراض، إلا أنه لم يخضع للدراسة كعلاج لفيروس جدري القردة بشكل محدد.

هل جدري القرود مميت؟

كما ذكرنا من قبل أن فيروس جدري القرود أقل خطورة من فيروسات كثيرة. لذا فهو غالبًا لا يؤدي إلى الوفاة إلا في حالات قليلة لا تتجاوز نسبة 10% من معدل الوفيات، ومعظمها من الأطفال، لأن الفئات الأصغر سنًا تكون أكثر عرضة وحساسية للإصابة بالفيروس. ولم يتم تسجيل أي حالات وفيات خلال ظهور الوباء في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003.

ولكن يمكن لجدري القردة أن يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل ظهور عدوى بكتيرية في الجلد والرئتين.

إلى وقتنا هذا نحن لا نملك الكثير من المعلومات عن هذا المرض بسبب ندرة حدوثه، ونتوقع ظهور العديد من التطورات العلمية في الوقت القادم بشأن هذا الفيروس، وننتظر اكتشاف علاج ولقاح له.

وأخيرًأ نرجو أن يكون هذا المقال قد ساهم في تزويدك بكل ما تحتاجه من معلومات عن  هذا الفيروس ولمعرفة المزيد من الأمراض الجلدية المعدية يرجى زيارة هذه الروابط: 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى