تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل .. كل ما يلزم معرفته

مع التقدم السريع للتكنولوجيا أصبح استخدامها عادة لدى الطفل، ولا يستطيع الاستغناء عنها، وعلى الرغم من التأثير الإيجابي للتكنولوجيا في تطوير قدرات ومستوى ذكاء الطفل، إلا أن لها تأثير سلبي على سلوكه في حال تم استخدامها بشكل خاطئ.
لذا في هذا المقال سنعرض أسباب انجذاب الطفل للتكنولوجيا، وتأثيرها الإيجابي، والسلبي على سلوك الطفل، والإدمان على الألعاب الإلكترونية، و دور الوالدين، وأيضًا أهم ٧ نصائح لتجنب تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل.
أسباب انجذاب الطفل للتكنولوجيا
يوجد العديد من الأسباب التي تجذب الطفل للتكنولوجيا من أهمها:
- انشغال الوالدين
الوالدين هما المُحفز الأساسي لتعلق الطفل بالتكنولوجيا، بسبب انشغالهم بشكل زائد بالعمل، أو بأشخاص أخرين، ذلك يجعلهم لا يجدون الوقت الكافي للتواصل معه، فيشُعر الطفل بالوحدة، وأن التكنولوجيا هي عالمه الوحيد.
- الخلافات الزوجية
من أكثر الأشياء التي تجعل أجواء المنزل متوترة، مما يدفع الطفل إلى الهروب لينسى الواقع الذي يعيشه مع والديه، ويُزيد من انشغاله بالتكنولوجيا.
- وسائل التواصل الاجتماعي
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يرغب الطفل في استخدامها أحيانًا مثل الكبار، وذلك من خلال التواصل مع أصدقائه، أو متابعة المشاهير.
- سهولة استخدامها
أغلب الأباء والأمهات يقومون بتوفير الإنترنت بالمنزل، وذلك اعتقادًا منهم أنها وسيلة آمنة، وسهلة الاستخدام لتسلية الطفل.
اقرأ أيضًا:مفهوم التربية وأهدافها.
تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل بشكل إيجابي
تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل بشكل ينمي مهاراته يتمثل في الأتي:
- زيادة فرص التعلم: أصبح من السهل وصول الطفل إلى عالم من المعلومات، فيمكنه العثور على إجابات لأسئلته الكثيرة ببضع نقرات فقط، بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من التطبيقات التعليمية التي يمكن أن تساعده على تعلم مهارات جديدة، مثل تطبيقات قراءة الكتب بسهولة في أي وقت، وأيضًا تعلم لغة جديدة، مثل تطبيق (Duolingo).
- تنمية المهارات الاجتماعية: أصبح من السهل أيضًا أن يتواصل الطفل مع الأخرين، فيمكنه البقاء على تواصل مع أصدقائه الذين يعيشون بعيدًا، كما يمكنه تكوين صداقات مع أشخاص جدد من جميع أنحاء العالم، مثل برنامج (Skype).
- تحقيق الأهداف: من خلال استخدام بعض التطبيقات الخاصة بوضع الخطط الأسبوعية، وكيفية ترتيبها، وإنجازها، مثل تطبيق(Evernote).
- قدر أكبر من الإبداع والتعبير عن الذات: يمكن للطفل استخدام التكنولوجيا للتعبير عن جانبه الإبداعي، فيمكنه إنشاء مقاطع فيديو لإظهار موهبته، باستخدام الأدوات المناسبة.
- التطور المعرفي للطفل: ذلك عن طريق تنمية قدرات التفكير لديه، من خلال ألعاب حل المسائل الرياضية، والمتاهات، وتعلم الرسم الديجيتال.
- تزايد الإدراك البصري: من خلال استخدام بعض التطبيقات، للتعرف على خريطة كل دولة في العالم، مثل(Google Earth).
- الاستعداد للمستقبل: استخدام التكنولوجيا يجعل الطفل أكثر استعدادًا للمستقبل، من خلال فهم كيفية استخدام أنواع مختلفة من التكنولوجيا، مما يجعل الطفل قادرًا على مواجهة عالم دائم التغيير.

تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل بشكل سلبي
يوجد الكثير من الآثار السلبية للتكنولوجيا على سلوك الطفل من أهمها:
- مشاكل صحية: تحدث في الأغلب نتيجة لقضاء الطفل وقت طويل أمام شاشة الهاتف، قد يؤدي ذلك إلى ضعف النظر، وجفاف العين، وأيضًا تناول الطعام بشكل مبالغ فيه، مما يزيد من معدلات السمنة لدى الطفل.
- انقطاع التواصل بين الطفل وعائلته: كثيرًا نرى المشهد الذي تكون فيه العائلة كلها تجلس معًا، ولكن كل فرد مُنشغل بهاتفه، ذلك يجعل الطفل بحاجة إلى هاتفه أكثر، وينطوي على نفسه في عالم افتراضي، بدلًامن قضاء وقت مع عائلته، مما يدفعه إلى الوحدة، ويُزيد من شعوره بالإحباط في بعض الأحيان.
- الميل إلى العنف: عندما يُشاهد الطفل فيديوهات تقدم محتوى عدوانيًا، أو ألعاب تتضمن حروب، سوف تؤثر عليه بشكل سلبي، من خلال تقليده لها، ويظهر ذلك من خلال تمرده، وعدم الإصغاء لكلام الوالدين.
- الانفتاح الغير محدود: قد يتعرض الطفل لمحتو غير مناسب لعمره، لأن الإنترنت عالم بلا قيود، والطفل لا يعرف بشكل كاف كيفية التمييز بين الصواب والخطأ.
- التأخر اللغوي: وفقًا للتقارير تبين أن الطفل الذي يقوم باستخدام الأجهزة التكنولوجية لساعات طويلة ظهرت لديه أعراض التأخر في النطق بشكل واضح، مقارنة بأصدقائه الذين لا يقضون وقتًا طويلًا أمام هذه الأجهزة.
قد يهمك: أساليب التربية التي تؤدي إلى الياس والإحباط.
كيف تؤثر التكنولوجيا على جودة النوم؟
نعم، وفقًا للتقاريرأتضح أن من التأثيرات السلبية أيضًا للتكنولوجيا حدوث اضطرابات في النوم لدى الطفل، لأنها تعوق حصوله على نوم هادئ وصحي، ذلك لأن معظم الهواتف الذكية تحتوي على الضوء الأزرق الساطع، وهذا الضوء يقوم بتقليل هرمون الميلاتونين لدى الطفل، فذلك الهرمون يحُفز الجسم إلى النوم.
تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل من خلال إدمان الألعاب الإلكترونية
أصبحت تطبيقات الألعاب من أكثر أنواع التكنولوجيا استخدامًا لدى الطفل ، فيحدث الإدمان نتيجة الإفراط في ممارسة هذه الألعاب ، وعدم قدرة الطفل على ترك الهاتف، أو الآيباد من يديه، وعند التحدث معه يعطي إجابة سريعة بدون اهتمام، ويبدأ الإدمان عادة حين يتعرف الطفل في سن مبكرة على هذه الألعاب، ثم يتطور الأمر، ويمضي الكثير من الوقت منشغلًا فيها، ومن أهم مظاهر الإدمان على تطبيقات الألعاب ما يلي:
- الإنكار: يرفض الطفل حقيقة أنه يقضي وقتًا طويلًا في ممارسة هذه الألعاب.
- عدم الإهتمام بجوانب الحياة الأخرى: عندما يُسيطر عالم الألعاب على الطفل قد يؤدي ذلك إلى إهمال الأنشطة الأخرى، مثل الدراسة، والتواصل مع أصدقائه.
- أوقات اللعب الغير محدود: قد يعد الطفل والديه أنه سيلعب لمدة ١٥دقيقة فقط، ولكنه يستغرق وقتًا أطول من ذلك بكثير، فقد يستخدم الهاتف لمدة ٦٠ دقيقة دون توقف، و لا يدرك أنه استغرق كل ذلك الوقت.
- عدم القدرة على مواجهة الخسارة: تظهر عدوانية الطفل، وشعوره بالإحباط الشديد عندما يفشل في استكمال مستوى اللعبة.
- اللعب في الخفاء: عند تعرض الطفل للتوبيخ لمنعه من اللعب، سيحاول إيجاد طريقة أخرى للعب بعيدًا عن الأنظار.
- تشتت التفكير بشكل واضح: حتى إذا أبتعد الطفل عن اللعب، سيكون مشتتًا في تفكيره، من خلال التفكير في اللعب بشكل مستمر، وأيضًا التحدث عنه باستمرار.
- التنازل عن تناول الطعام: كثرة الانغماس في اللعب، تجعل الطفل يتنازل عن تناول الطعام أحيانًا، في سبيل اللعب.

أهم النصائح لتجنب إدمان الألعاب الإلكترونية
يوجد العديد من النصائح لتجنب إدمان الألعاب الإلكترونية من أهمها:
- عدم السماح للطفل بلعب الألعاب الإلكترونية قبل عمر ٦ سنوات.
- تحديد أوقات مُعينة لممارسة هذه الألعاب.
- جعل الأنشطة البدنية جزء من حياة الطفل.
- تجنب ممارسة هذه الألعاب في الليل، خاصة وقت النوم.
قد يهمك: دور الأم في تربية الأبناء.
ما المدة الزمنية المناسبة لتقليل تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل؟
وفقًا للتقارير، تمثلت المدة الزمنية لتقليل تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل في التالي:
- الطفل الذي يقل عمره عن سنتين، لا يجب أن يتعرض للأجهزة التكنولوجية بمختلف أنواعها.
- الطفل الذي يترواح عمره بين ٢ إلى ٤ سنوات، يقتصر استخدامه للأجهزة التكنولوجية على أقل من ساعة واحدة في اليوم.
- من عمر ٥ سنوات فأكثر، لا يزيد أستخدامه للأجهزة التكنولوجية عن ساعتين يوميًا.
دور الوالدين للحد من تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل
دور الوالدين من أهم الأدوار للتقليل من التأثير السلبي للتكنولوجيا، ويتمثل في التالي:
- وعي الوالدين: يجب على الوالدين أن يعلما أن تقليل أستخدام التكنولوجيا ليس شيئًا سهلًا، بل يحتاج إلى وعي، من خلال خلق جو أسري جذاب للطفل حتى لا يلجأ للتكنولوجيا بكثرة.
- القدوة: على الوالدين أن يدركا مدى أهمية القدوة الحسنة للطفل، قد يقوم الطفل بتقليد والديه، عندما يمضيان معظم أوقاتهما في استخدام الهواتف الذكية، على سبيل المثال، عندما يستخدمان الهاتف لكتابة رسالة أمام الطفل أثناء المشي، والحركة، فطفلك يفعل ما تفعله، وليس ما تنصحه به.
- تحقيق التوازن: تحديد وقت معُين لاستخدام وسائل التكنولوجيا، من خلال بعض التطبيقات الذكية، ويتم ذلك من خلال تحديد الوقت المناسب لهم، وبعد إنتهاء هذا الوقت يقُفل الجهاز تلقائيًا مثل تطبيق(Digital wellbeing).
- التواصل المستمر: يتوجب على الوالدين تعلم كيفية الاستماع للطفل، وترك مساحة للتعبير عن رأيه، ويترتب على ذلك تنمية المهارات الاجتماعية بشكل واضح لديه.
اقرأ أيضًا: الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
أهم ٧ نصائح لتقليل تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل
يوجد العديد من النصائح لاستخدام التكنولوجيا بطريقة معتدلة منها:
- مواكبة التطور التكنولوجي: مع نمو الطفل تتطور علاقته بالتكنولوجيا، لذلك ينبغي على الوالدين القيام بتحديث تعريفاتهما لاستخدامات التكنولوجيا المفيدة والضارة، مثل مُتابعة التطبيقات التي يستخدمها الطفل، ومعرفة مدى كونها مفيدة لتفكيره، أكثر من كونها سلبية.
- توفير الأنشطة الممتعة: مثل قراءة قصص الاطفال، والرسم، والتلوين، و أيضًا اللعب بالمكعبات، مما يعزز لديهم النمو الفكري، ويزيد من قدرتهم علي التركيز، ذلك حتى لا يعتمد الطفل كليًا على الأجهزة التكنولوجية في القضاء على وقت فراغه.
- متابعة الطفل باستمرار: قد يتعرض الطفل لمحتو غير لائق أثناء استخدامه للهاتف، أو الآيباد، لذلك يتوجب متابعته بشكل مستمر، والتعرف على المواقع التي يزورها.
- مشاركة الطفل: عندما يكون الوالدين مشاركين الطفل في مختلف أنشطته التي يرغب بها، سيكون من السهل تتبع المحتوى الذي يصل إليه، ويكتسب الكثير من النشاط والحيوية من خلال تفاعل والديه معه، فهذا يعزز الثقة لديه.
- إدراك وجود اختلافات بين الأطفال: ينبغي إدراك أن طريقة التواصل لتوضيح كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد، تختلف من طفل لآخر، وذلك بسبب وجود اختلاف في أعمارهم، وشخصياتهم، واحتياجاتهم.
- توفير أوقات خالية من التكنولوجيا: يجب أن تكون أوقات الطعام، و التجمعات العائلية، وأيضًا وقت النوم خالية من استخدام الهاتف، أو أي وسائل تكنولوجية.
- تجنب استخدام التكنولوجيا في إلهاء الطفل: قد تكون الوسائل التكنولوجية فعالة جدًا للحفاظ علي هدوء الطفل، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه الطريقة الوحيدة لهدوئه، والتخلص من إزعاجه، بل من الممكن أن يتعلم الطفل كيفية التهدئة من خلال التنفس بانتظام، فهذه طريقة فعالة لتهدئة الجسم بالكامل.

الأسئلة الشائعة
ما هي إيجابيات تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل؟
يظهر في كثير من المجالات منها التطور المعرفي للطفل، وتنمية مهارات التفكير لديه.
ما هي سلبيات تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل؟
انقطاع التواصل بين الطفل وعائلته، وشعوره بالحزن والإحباط، وإدمانه للتكنولوجيا بشكل يطغى على بقية أنشطة الحياة.
هل تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل يؤدي إلى اضطراب النوم لديه؟
نعم، لأن التكنولوجيا تمنع الطفل من الحصول على نوم هادئ وصحى.
هل يمكن أن يصل الطفل لمرحلة الإدمان على التكنولوجيا؟
نعم، من خلال الاستخدام المفرط للأجهزة التكنولوجية.
ما هي أهم النصائح لتقليل تأثير التكنولوجيا على سلوك الطفل؟
توفير الأنشطة الممتعة لديه مثل الرسم، والتلوين، وأيضًا تجنب استخدام التكنولوجيا في إلهاء الطفل.
ختامًا، نجد أن التكنولوجيا أصبحت شيئًا أساسيًا في حياتنا، لذلك علينا معرفة تأثيرها الإيجابي، والسلبي على الطفل، حتى لا تتعارض مع قدرته على التمتع بحياة طبيعية، بل نستفيد منها بشكل ينمي قدراته، ويجعله قادرًا على مواجهة التغيير الدائم للتكنولوجيا بمختلف أنواعها.