بطانة الرحم المهاجرة – التشخيص والعلاج

بطانة الرحم المهاجرة من أشيع مسببات العقم لدى النساء, وعادة ما يتم اكتشافها بسبب تأخر الحمل, وبطانة الرحم المهاجرة أو الإنتباذ البطاني الرحمي هى حالة تنتقل فيها أنسجة بطانه الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم, أو تتصرف بعض أنسجة الجسم فيها وكأنها أنسجة بطانة الرحم, فتستجيب للهرمونات الأنثوية خلال الدورة الشهرية وتحتقن بالدم وتنزف, ببساطة تحيض هذه الأنسجة شهريا ولكن خارج الرحم.
نتحدث هنا فى هذا الموضوع من موضوعاتنا فى دكتور كشكول عن طرق تشخيص بطانة الرحم المهاجره, وما يمكن أن يتخذه الطبيب من إجراءات طبية بشأن علاجها إن استلزم الأمر.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة
لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة عادة ما يبدأ الطبيب بسماع التاريخ المرضي للمريضة, وسؤالها عن سبب زيارتها له, وعن طبيعة الألم الذى تشكو منه ومدى انتظام دورتها الشهرية, وما إذا كانت تعانى نزفا ما بين الدورات, وعن السن التى حدثت فيها أول دورة طمث شهري لها.
كذلك عن مدى توافق آلامها مع مواعيد دورتها الشهرية, والتاريخ المرضي للمريضة من أمراض أو جراحات سابقة أو أدوية تعالج بها من أية حالات صحية, كذلك عن التاريخ العائلى وما إذا كانت فى عائلتها من عانت من تلك الحالة من قبل, وسؤالها كذلك عما إذا كانت قد أنجبت من قبل أم لا, وهل تعالج بهرمونات بديلة مثلا لأى سبب أم لا, وبالإضافة لذلك يقوم بتوقيع الكشف الطبي على المريضة من خلال بعض أو كل الوسائل الآتية الذكر.
فحص المريضة إكلينيكيا
حيث يقوم المريض بجس البطن وفحص الحوض, لإستبيان ما إذا كانت هناك أية شذوذات محسوسة ليد الطبيب, كالأكياس على المبيضين أو فى تجويف الحوض التى تنتج عن بطانة الرحم المهاجرة, أو وجود ندبات خلف الرحم وعن أى شىء غريب يمكن ليد الطبيب تحسسه اثناء الفحص.
الفحص بأشعة الموجات فوق الصوتية
ويكون ذلك عبر جدار البطن أو عبر فتحة المهبل, ويتم من خلاله تصوير تجويف الحوض والجهاز التناسلي, ويتضح منه وجود أكياس على المبيضين قد تكون ناتجة عن حالة بطانة الرحم المهاجرة.
أشعة الرنين المغناطيسي
وهو فحص يتبين منه مواضع انغراس بطانة الرحم المهاجرة فى الجسم ومدى تطورها وحجمها, ويفيد فى دقة التشخيص وبخاصة عند الإستعداد للعلاج الجراحي لبطانة الرحم المهاجرة.
أقرأ أيضاً: بطانة الرحم المهاجرة – الأسباب والأعراض والمضاعفات
علاج بطانة الرحم المهاجرة
عادة ما يتم علاج حالة بطانة الرحم المهاجرة باستعمال الأدوية أو باستعمال الجراحة, وهذا يتوقف على عدة عوامل هى:
- شدة الأعراض التى تعانى منها المريضة.
- سن المريضة.
- الحالة الصحية العامة للمريضة والتاريخ العائلي لأمراض معينة.
- رغبة المريضة فى حدوث الحمل من عدمها.
وتتلخص طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة بناء على العوامل السابقة فى الطرق الآتية:
مسكنات الألم
تساعد مسكنات الألم على تغلب المريضة على تشنجات الحيض المؤلمة التى تعانيها شهريا, ويمكن للطبيب وصف مسكنات للألم تبعا لحالة المريضة الصحية, أو يوصيها باستعمال مسكنات الألم التى تباع بدون وصفة طبية كالنابروكسين والإيبوبروفين.
العلاج الهرموني
يؤدى تذبذب مستوى الهرمونات على مدار دورة الحيض إلى زيادة سمك بطانه الرحم بما فيها أنسجة بطانة الرحم المهاجرة, مما يزيد من ألمها ونزفها, وتساعد العلاجات الهرمونية فى بعض الحالات على تقليل سمك بطانه الرحم ومنعها من التكتل والنزف, ومنع ما ينتج عنها من تشنجات مؤلمة وآلام مصاحبة للتبول والتبرز, ويعد العلاج الهرموني خيارا مطروحا لعلاج بطانه الرحم المهاجرة فى حالة عدم رغبة المريضة فى حدوث الحمل, ومن العلاجات الهرمونية المستعملة فى العلاج:
وسائل منع الحمل الهرمونية
تساعد وسائل منع الحمل الهرمونية مثل أقراص منع الحمل ولاصقات منع الحمل والحلقات المهبلية المانعة للحمل على منع تضخم بطانة الرحم, حيث أنها تمنع الحمل فى الأصل عن طريق عدم السماح بنمو بطانة الرحم بشكل يسمح بغرس النطفة فيها وحدوث الحمل, وبالتالى يمكن استغلال وظيفتها تلك فى منع زيادة سمك بطانة الرحم وباطنة الرحم المهاجره, وبالتالى تقليل أو منع الألم الناتج عن وجودها ونزفها الشهري.
مضادات الهرمون الموجه لعمل المبيض
هى أدوية تضاد عمل الهرمون الموجه للتبويض, وبالتالى فهى تقلل من مستوى هرمون الإستروجين وتمنع حدوث الطمث, وهذا يؤدى إلى منع نمو بطانة الرحم, وهو ما يعرف بإيقاف الطمث الصناعي أو اليأس الصناعي, فتصبح المرأة وكأنها وصلت إلى سن اليأس, وبالتالى يتوقف التبويض وتتوقف بطانه الرحم عن النمو, وتنتهى حالة بطانه الرحم المهاجره.
ولكن هذا النوع من العلاج يصيب المرأة بأعراض سن اليأس الناتجة عن نقص هرمون البروجسترون, كالهبات الساخنة وجفاف المهبل وقلة الرغبة الجنسية, وهشاشة العظام, ببساطة تصبح المرأة وكأنها وصلت إلى سن اليأس.
هرمون البروجستين
يمكن لوسائل منع الحمل المحتوية على هرمون البروجستين كاللولب الهرومني أو الشريحة المزروعة تحت الجلد أو حقن منع الحمل أن توقف دورات الحيض, وبالتالى تمنع بطانه الرحم من النمو وتقضى على آلام ومشكلات حالة بطانة الرحم المهاجره.
مثبطات إنزيم الأروماتيز
الأروماتيز هو إنزيم موجود فى الخلايا المنتجة للإستروجين فى المبيض, ويعمل على تخليق هرمون الإستروجين, وبالتالى فإن تثبيطه يقلل من هرمون الإستروجين فى الجسم مما يمنع بطانة الرحم من النمو, وقد يستعمل هذا العلاج مع مزيج من وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى لعلاج حالة بطانة الرحم المهاجرة.
الجراحة التحفظية
قد يفيد هذا الإجراء النساء الراغبات فى حدوث الحمل مع وجود بطانة الرحم المهاجرة, مع الحفاظ على الرحم والمبيضين وقنوات فالوب, حيث يقوم الطبيب بإزالة بطانة الرحم مما يحسن من فرص المرأة فى حدوث الحمل, كما قد يقوم الطبيب بإزالة أنسجة بطانه الرحم المهاجرة الموجودة فى تجويف الحوض أو البطن بواسطة المنظار الجراحي عبر فتحة صغيرة فى جدار البطن, يحسن هذا الإجراء من فرص الحمل لدى بعض صاحبات بطانه الرحم المهاجره.
إستئصال الرحم
ويوصى بهذا الإجراء بالطبع فى حالة وجود أعراض شديدة لبطانة الرحم المهاجره مع عدم رغبة المرأة فى الحمل, حيث يتم إستئصال الرحم مع الإحتفاظ بالمبيضين, والتركيز على استئصال كل أنسجة بطانه الرحم المهاجرة من تجويف الحوض والبطن.
كان الإجراء المتبع سابقا هو استئصال الرحم مع المبيضين ولكن أصبح الجراحون يبتعدون عن هذا الإجراء الآن, لأنه يتسبب فى توقف هرمونات المبيضين ودخول المرأة إلى مرحلة اليأس, وهذا يزيد من خطر إصابتها بأمراض القلب وهشاشة العظام كأية امرأة فى سن اليأس.
بينما استئصال الرحم مع استبقاء المبيضين يقلل من آلام ونزف بطانة الرحم وفى نفس الوقت يجنب المريضة مخاطر التوقف التام لهرمونات المبيضين وخاصة إذا كانت صغيرة السن وليست قريبة من سن اليأس.
وسائل مساعدة الإخصاب
فى حالة رغبة المريضة فى الحمل, مع وجود بطانة الرحم المهاجرة وعدم استجابتها للعلاج التحفظى لمساعدة الحمل الطبيعي, قد يوصى الطبيب المريضة باللجؤ إلى وسائل مساعدة الإخصاب بمساعدة أخصائى مساعدة الإنجاب.
أسئلة شائعة عن تشخيص وعلاج بطانة الرحم المهاجرة
فى حالة عدم الرغبة فى حدوث الحمل, وعدم تسبب بطانة الرحم المهاجرة فى أعراض مزعجة للمريضة أو عدم تسببها فى أعراض بالمرة غير تأخر الحمل, فيمكن تركها بلا علاج مع المتابعة الطبية فقط.
نعم فوصول المرأة لسن اليأس يعنى توقف عمل المبيضين وتوقف هرمونات المبيض المحفزة لنمو بطانة الرحم, وبالتالى فإن حالة بطانة الرحم المهاجرة تنتهى تلقائيا بوصول المرأة إلى سن اليأس.
لا, فالعلاج بإيقاف الدورة الشهرية صناعيا علاج مؤقت, تعود الدورة إلى انتظامها بعد توقفه.
لا, فمن الممكن أن تعود أعراض بطانة الرحم المهاجرة للظهور بمجرد إيقاف استعمال وسائل منع الحمل, ولهذا تتناسب هذه الطريقة فى العلاج مع النساء اللاتى لا يرغبن فى الحمل حيث يمكن الإستمرار عليها حتى وصول المرأة إلى سن اليأس.
يعد استئصال الرحم مع أنسجة بطانة الرحم المنغرسة فى أماكن أخرى من الجسم هو أنجح علاجات بطانة الرحم المهاجرة ولكنه لا يلائم بالطبع النساء صغيرات السن الراغبات فى الحمل.
بعض الحالات الطفيفة من بطانة الرحم المهاجرة لا تمنع حدوث الحمل, وحتى فى الحالات الشديدة منه يمكن مساعدة الحمل عن طريق وسائل مساعدة الإنجاب تحت إشراف الطبيب المختص بمشكلات الخصوبة.