الورم الليفي – الأعراض والعلاج

الورم الليفي فى الرحم أو ما يعرف بالورم العضلي الأملس هو أحد أورام الرحم الحميدة التى تشيع الإصابة بها خلال العمر الإنجابي للمرأة, حيث يمكن أن يصيب المرأة فى أى سن ابتداء من مرحلة البلوغ إلى مرحلة انقطاع الطمث.

وفى الغالبية العظمى من الحالات لا يتسبب الورم الليفى فى أعراض ظاهرة ولا تعلم المرأة بوجوده بالمرة, حيث يكتشف عن طريق الصدفة أثناء فحص الحوض أو فحص الحمل عن طريق الموجات فوق الصوتية.

ولكنه يتسبب أحيانا فى أعراض مزعجة للمرأة سنتعرف عليها من خلال هذا الموضوع الذى نتطرق فيه للورم الليفى بشئ من التفصيل.

ما هو الورم الليفي؟

الورم الليفي هو ورم حميد ينشأ فى رحم المرأة, والرحم هو العضو من الجهاز التناسلي الذى يتم فيه احتضان الجنين حتى ولادته, حتى أنه يطلق عليه فى بعض المجتمعات (بيت الولد).

ويمكن أن يكون الورم الليفي صغير الحجم جدا, ويمكن أن يكبر فى الحجم جدا أيضا, كما يمكن أن يوجد أكثر من ورم ليفى فى وقت واحد, حتى أن بعض النساء توجد لديهن عشرات الأورام الليفية بداخل الرحم.

ولا يعتبر الورم الليفى نوع من السرطان, كما أنه لا يوجد أدنى احتمال لتحوله إلى سرطان, فهو ورم حميد تماما, ينشأ ويبقى كذلك.

وفى غالبية الحالات المصابة بالأورام العضلية فى الرحم لا تحدث أى أعراض ولا تعلم المرأة بوجود الورم أصلا, وفى هذه الحالة لا يتطلب الأمر علاجا من أى نوع, فلا يتم اللجوء إلى علاج الورم الليفي إلا فى حالة وجود أعراض تزعج المريضة أو تتسبب لها فى مضاعفات, وعادة ما تتناسب أعراض الأورام العضلية مع حجمها, فكلما زاد حجمها كلما زادت احتمالات تسببها فى أعراض.

أقرأ أيضاً: الرحم – تشريح الرحم ووظائفة وأهم أمراضه

أعراض الورم العضلي الأملس

عادة لا يتسبب الورم العضلي الأملس فى أعراض إلا فى حالة زيادة حجمه, أو وجود أكثر من ورم كبير الحجم فى وقت واحد, وقد تشكو المريضة الأعراض الآتية:

  • طول مدة الطمث وغزارته.
  • النزف بين دورات الطمث.
  • زيادة آلام الطمث.
  • الشعور بالضغط والثقل فى منطقة الحوض وأسفل البطن.
  • إنتفاخ البطن.
  • الحاجة الملحة للتبول على فترات متقاربة.
  • الإمساك (صعوبة التبرز).
  • فقر الدم نتيجة النزف الغزير والمتكرر.
  • تأخر الحمل.
  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة.
  • نزيف ما بعد الولادة.

أقرأ أيضاً: أسباب نزيف الرحم وعلاجه

أسباب الورم الليفي

لا يعرف سبب الورم الليفي على وجه التحديد, إلا أن هناك بعض الأسباب المرحجة له مثل:

  1. الطفرات الوراثية: حيث تحدث تحورات فى جينات خلايا عضلات الرحم فى منطقة الورم الليفى تجعلها مختلفة فى معدل نموها عن الخلايا الطبيعية.
  2. الهرمونات: يحفز كل من هرموني الإستروجين والبروجسترون خلايا بطانة الرحم للنمو خلال الدورة الشهرية استعدادا لحدوث الحمل, مما يشجع نمو الأورام الليفية.
  3. العامل الوراثي.
  4. بداية الحيض فى سن مبكرة.
  5. العرق: حيث تصيب الأورام الليفية النساء السمراوات أكثر من الوان البشرة الأخرى.
  6. النظام الغذائي: يحفز النظام الغذائي الغني باللحوم والفقير بالخضروات والفواكه نمو الأورام الليفية.
  7. الوزن الزائد.
الورم الليفي والحمل

الورم الليفي والحمل

فى العادة لا يؤثر الورم الليفي على الحمل, ولكن فى بعض الحالات القليلة قد تؤدى الأورام الليفية إلى صعوبة الحمل أو الإجهاض أو انفصال المشيمة أو الولادة المبكرة, كما تزيد من فرص حدوث نزيف ما بعد الولادة.

أقرأ أيضاً: سرطان عنق الرحم – الأسباب والأعراض والوقاية والعلاج

تشخيص الورم الليفي

فى كثير من الحالات يبقى الورم الليفي بلا تشخيص, كونه لا يتسبب فى أعراض ولا مضاعفات, ولكن فى حالة تسببه فى أعراض تضطر المريضة للجوء إلى الطبيب, فإن الطبيب يقوم بعدة إجراءات لتشخيص وجود الورم الليفى:

  • فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية.
  • فحص الرحم بالموجات فوق الصوتية الرحمية عن طريق المهبل.
  • أشعة الرحم بالموجات فوق الصوتية بعد حقن صبغة ظليلة بداخله.
  • منظار الرحم.
  • أشعة الرنين المغناطيسي.
  • فحص خزعة(عينة) من الورم الليفي للتأكد من عدم وجود مشكلة خطيرة كسرطان الرحم.

أقرأ أيضاً: 5 أسباب للنزيف الرحمى

علاج الورم العضلي الليفي

فى حالة عدم تسبب الورم العضلي الليفي فى أعراض مزعجة أو مضاعفات كفقر الدم أو الإجهاض, فإنه يمكن تركه بلا علاج لكونه لا يشكل خطرا من أى نوع بخلاف مضاعفاته وأعراضه, ولكن فى حالة تسببه فى أعراض أو مضاعفات وأشيعها النزيف الرحمي الشديد, فإن علاجه قد يكون بأحد الطرق الآتية:

1. علاج الورم العضلي الليفي بالأدوية

يمكن استعمال الأدوية سواء لتقليص حجم الورم الليفي أو للتغلب على أعراضه على حسب متطلبات الحالة, ومن الأدوية المستعملة فى هذا الصدد:

مستقبلات الهرمون الموجه للغدد التناسلية (GnRH)

تتقلص الأورام العضلية الليفية فى الرحم عند توقف الهرمونات الأنثوية حال الوصول إلى سن اليأس, واستعمال أدوية مستقبلات الهرمون الموجه للغدد التناسلية يوقف إنتاج كل من هرموني الإستروجين والبروجسترون, فتدخل المرأة فى سن يأس صناعي, لفترة مؤقتة تتراوح من ثلاثة إلى ستة اشهر, يتقلص فى خلالها حجم الورم العضلي الليفى, فيتوقف النزف الناتج عنه وبقية أعراضه, ويمكن خلالها علاج فقر الدم الناتج عن غزارة النزيف الحادث من الورم الليفى.

وخلال فترة استعمال مستقبلات الهرمون الموجه للغدد التناسلية تعاني المرأة من نفس اعراض سن اليأس, فينقطع الحيض وتظهر الهبات الساخنة ويجف المهبل, ولكن بعد إيقاف العلاج تعود للمرأة خصوبتها الطبيعية وتختفى أعراض سن اليأس الصناعي التى ظهرت عليها.

اللولب الهرموني

فى حالة كون المرأة غير راغبة فى الحمل فيمكن استعمال اللولب المطلق لهرمون البروجسترون والمعروف باللولب الهرموني كوسيلة لمنع الحمل, وفى نفس الوقت يعمل هرمون البروجسترون المنطلق من اللولب على تقليل النزف الناتج عن الأورام العضلية الليفية, ولكنه لا يتسبب فى تقليص حجم الأورام وإنما يوقف النزف الناتج عن وجودها فقط.

أدوية حامض الترانيكساميك (Tranexamic acid)

يتم تناول تلك الأدوية فى فترات النزف الشديد من الحيض, لمنع فقدان الدم الشديد وبالتالي منع فقر الدم الناتج عنه, ويقتصر دورها على تقليل النزف وليس لها دور فى تقليص حجم الأورام العضلية الليفية.

موانع الحمل الفموية

تساعد بعض وسائل منع الحمل عن طريق الفم فى التغلب على النزيف الشديد الناتج عن وجود الأورام الليفية, ولكن لا دور لها فى تقليص حجمها.

مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية

هى أدوية غير هرمونية ولا تؤثر فى حجم الورم الليفي ولا فى نموه, ولكنها تعمل على تخفيف النزف الناتج عنه وتخفيف الآم الحيض الشديدة المصاحبة له.

المكملات الغذائية

قد ينصح الطبيب بعد فحص صورة الدم بتناول مكملات الحديد وبعض الفيتامينات التى من شأنها علاج فقر الدم الناتج عن نزيف الأورام الليفية, وتقليل النزف فى نفس الوقت.

2. العلاج بالكي الإشعاعي

وهو إجراء غير جراحي, يتم من خلال التصوير الدقيق للورم الليفي من خلال الموجات فوق الصوتية, ثم توجيه حزم من الموجات الصوتية إلى نسيج الورم تؤدى إلى تسخينه وكيه, فيتم تدمير أنسجته.

لا تزال الآثار بعيدة المدى لهذا الإجراء ليست معروفة لكونه إجراء حديث, ولكن جميع البيانات البحثية التى جمعت عنه حتى الآن تفيد بأنه إجراء آمن تماما وفعال.

3. العلاج بالجراحة طفيفة التوغل

تعمد بعض الإجرءات إلى تدمير خلايا الأورام العضلية الليفية دون استئصالها فعليا عن طريق الجراحة, ومن تلك الإجراءات:

  • إغلاق الشريان المغذي للورم: وبالتالي ينقطع ورود الدم إلى الورم مما يتسبب فى موت أنسجته.
  • إستئصال الورم الليفي عن طريق منظار الرحم.
  • إستئصال بطانة الرحم عن طريق منظار الرحم.
  • إستئصال الورم الليفى عن طريق منظار البطن.

4. العلاج بالجراحة التقليدية

  • إستئصال الورم الليفي عن طريق البطن: ويستعمل فى حالات الأورام الكبيرة الحجم جدا والتى لا يمكن التعامل معها بالطرق الأخرى, و لا تنهي هذه الجراحة خصوبة المرأة ولكن الندوب الناتجة عنها قد تتسبب فى إعاقة الحمل الطبيعي فتتطلب وسائل إخصاب مساعد لإحداث الحمل.
  • إستئصال الرحم: وهو الخيار الوحيد المعتمد لعلاج أورام الرحم الليفية بشكل نهائي, ويستعمل فى حالات الأورام كبيرة الحجم المسببة لمضاعفات شديدة, ولكن يتسبب هذا الإجراء فى إنهاء قدرة المرأة على الحمل حيث تتم فيه إزالة الرحم كليا.
الورم الليفي

هل يمكن أن يعود الورم الليفي للظهور مرة أخرى بعد العلاج؟

واقع الأمر أنه لا يوجد علاج يضمن عدم عودة الورم الليفي للظهور بعد علاجه إلا استئصال الرحم, أما جميع خيارات العلاج الأخرى فيمكن بعدها أن تعاود الأورام الليفية النمو.

ولكن وصول المرأة إلى سن اليأس يؤدى إلى التقلص التلقائي للأورام الليفية الموجودة ومنع نمو أورام جديدة لتوقف الهرمونات المحفزة لنموها, ولهذا ينصح بالعلاج التحفظي فقط إذا كانت المرأة قد اقتربت من سن اليأس, كما قد يناسبها أيضا إدخالها فى سن اليأس صناعيا بالأدوية حتى تصل إلى سن اليأس الطبيعي.

أقرأ أيضاً: العقم عند المرأة وأهم الأسئلة الشائعة عنه

العلاج الهرموني بعد استئصال الرحم لعلاج الورم الليفي

لا يستوجب استئصال الرحم لعلاج الورم الليفي علاجا هرمونيا, لأن استئصال الرحم للتخلص من الأورام الليفية يبقى على المبيضين, وبالتالى فهما يستمران فى إفراز الهرمونات بشكل طبيعي بعد استئصال الرحم حتى الوصول إلى سن اليأس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى