الكبتاجون – ماهو وما إستعمالاته الطبية؟

معظم من يعرفون الكبتاجون يعرفونه من خلال متابعة أخبار ضبط شحناته المهربة عبر حدود الدول من قبل سلطات مكافحة تهريب المواد المحظورة قانونا, حيث أنه من الأدوية المحظورة فى الكثير من البلدان وبخاصة العربية منها.

ولكن هل للكبتاجون فوائد؟

هذا ما سنتعرف عليه معا من خلال موضوعنا هذا من موضوعات دكتور كشكول, لنتعرف على الكبتاجون بشكل أقرب ولنعرف ما قد يكون له من فوائد وأضرار.

ما هو الكبتاجون؟

الكبتاجون أو(فينيثايلين) هو أحد مشتقات مادة الأمفيتامين المنشطة للجهاز العصبي, وهو ناتج مزج مادتي الأمفيتامين والثيوفيلين.

تم تصنيعه لأول مرة فى اليابان عام 1919, وكان أول من صنعه العالم الكيميائي الياباني(أوقاتا), واعتبره بديلا أكثر إعتدالا وأقل فى الآثار الجانبية من إستعمال الأمفيتامين وحده, حيث إستخدم كعلاج للأطفال المصابين بإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه (ADHD)

وكان ذلك بعد أن تم إنتاجه فى صورة دوائية فى عام 1926, كما شاع إستعماله كمضاد للإكتئاب, حيث أنه أقل أثرا على مرضى إرتفاع ضغط الدم من الأمفيتامين منفردا, فتم إستعماله فى علاج مرضى الإكتئاب الذين يعانون من مشكلات بالقلب أو بالغدة الدرقية أو مرضى إرتفاع ضغط الدم.

إلا أنه لكونه مادة شديدة الإدمان فقد شاع سوء إستعماله وخاصة من قبل المراهقين, حتى أدرجته منظمة الصحة العالمية كمادة ممنوعة لكونها مؤثرة على العقل, ومنع تداوله قانونا فى غالبية البلدان فى عام 1986.

آلية عمل الكبتاجون

كان الهدف الرئيس من تصنيع مركب الكبتاجون هو إستعماله فى علاج الأطفال المصابين بإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه, فأنتج كمادة منشطة لوظائف الدماغ تساعد فى السيطرة على أعراض هذا الإضطراب.

ويعمل الأثر المنشط للكبتاجون عبر محورين رئيسين:

  • تحفيز إطلاق النواقل العصبية المعروفة بإسم كايتكول أمينات من مخازنها فى الدماغ, وتلك النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين, مسؤولة عن العمليات الذهنية والعصبية كالتركيز والإنتباه والذاكرة والتحكم الحركي وتنظيم النوم واليقظة وغيرها, مما يساهم فى تقليل أعراض الإضطرابات النفسية والعقلية والحركية المصاحبة لإضطراب فرط الحركة وضعف الإنتباه.
  • إعاقة إمتصاص النواقل العصبية سابقة الذكر إلى مخازنها فى الدماغ مرة أخرى, مما يحافظ على منسوبها فى الدائرة العصبية مرتفعا, فلا يحدث له إنخفاض يؤدي إلى ظهور أعراض الإضطراب النفسي, نتيجة إضطراب التوصيل الكهربي بين أجزاء الدماغ المختلفة,  وبين الدماغ وبقية تفرعات الجهاز العصبي فى الجسم.

أقرأ أيضاً: مواد تعطي نتائج إيجابية في اختبار المخدرات

فوائد الكبتاجون

تم تصنيع مركب الكبتاجون لإستعماله فى السيطرة على أعراض إضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه عند المصابين به, فهو يساعدهم على:

  1. زيادة مستوى الإنتباه والتركيز.
  2. مساعدتهم على التركيز على نشاط معين دون المعاناة من تشتت الإنتباه.
  3. تنظيم المهام اليومية وترتيبها حيث أن مرضى إضطراب تشتت الإنتباه لا يستطيعون الإلتزام بمهام مرتبة دون الإخلال بإحداها أو معظمها.
  4. تحسين قدرة المرضى على الإصغاء لمحدثيهم, مما يحسن من تفاعلهم الإجتماعي ومستواهم التعليمي.
  5. التحكم بالرغبة المفرطة فى الحركة أو تناول الطعام أو الحركات المتواترة التى يعاني منها مرضى إضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه.

ولهذا مازال الدواء يوصف من قبل الأطباء النفسيين فى بعض البلدان لعلاج حالات إضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه, ولكن يجب حينئذ على المريض الإلتزام بالجرعة المقررة لعلاجه من قبل الطبيب, والحرص على متابعة تطورات حالته مع طبيبه لضبط الجرعة وفقا لمتطلبات الحالة تجنبا لآثاره الجانبية.

أضرار الكبتاجون

فى مقابل فوائد الكبتاجون سابقة الذكر, فإن له العديد من الأضرار التى قد تفوق فوائده, وبخاصة فى حالة سوء إستعماله, وهذا ما دعى منظمة الصحة العالمية لإعتباره مادة محظورة مؤثرة على العقل, ومن أضرار الكبتاجون ما يلي:

  1. مادة شديدة الإدمان, يعتمد الدماغ عليها فى آداء وظائفه فتتعطل وظائفه الطبيعية ولا يستطيع آدائها إلا فى وجود تلك المادة.
  2. تساعد على الشعور بطاقة عالية وتكبح الشهية فى نفس الوقت, مما يؤثر على النمط الغذائي للمريض ويصيبه بمضاعفات سوء التغذية, فما يحدث ببساطة أن الجسم يكون فى حالة مجاعة يستهلك فيها كل مكوناته, ولكن صاحبه لا يشعر بذلك ولا يرغب فى تناول الطعام, وقد يمضي أياما متواصلة بلا طعام بالمرة, فينتهي الأمر بإنهيار الجسم بعد إستهلاكه لكل طاقته ومكوناته.
  3. الأرق الذى يبقى الشخص مستيقظا لفترات طويلة جدا, مما يرهق الجهاز العصبي.
  4. زيادة مشاعر النشوة والسعادة بشكل غير منطقي, فيصبح الشخص متبلد المشاعر وفى حالة لا مبالاة دائمة.
  5. تقوية الآداء الجنسي وعلاج مشكلة سرعة القذف فى بداية الإستعمال, مما يشجع الشخص على الإستمرار فى تعاطيه, ثم يعقب ذلك ضعف جنسي يصل إلى العجز الجنسي الكامل.
  6. بطول فترة الإستعمال تحدث للمتعاطي هلوسة سمعية وبصرية, فيرى ويسمع أشياء غير موجودة ويتصرف على أساسها وقد يرتكب جرائم بناء على ظنون وهمية.
  7. تقلبات المزاج الحادة.
  8. يشعر المريض فى بداية الإستعمال بنشوة وطاقة كبيرة ونشاط, ثم لا يلبث أن يشعر بالتعب والإجهاد المستمرين.
  9. زيادة الإستعداد للإكتئاب.
  10. زيادة الإستعداد للإنتحار.
  11. ظهور أعراض نفسية كالشك والإرتياب وجنون العظمة والفصام.
  12. نقص كريات الدم البيضاء والحمراء فيصاب المريض بالأنيميا ونقص المناعة.
  13. إستعماله حقنا يتسبب فى إلتهاب الأوعية الدموية والفشل الكلوي ونزيف المخ, وقد يؤدي للوفاة.
  14. إستعماله بالإستنشاق يثير الأغشية المخاطية المبطنة للأنف ويتلفها.
  15. إدمانه حقنا يتسبب فى إنتقال الفيروسات المنقولة بالدم كالفيروسات الكبدية وفيروس نقص المناعة البشري(الإيدز), نظرا لإشتراك المتعاطين فى محقن واحد.
  16. إستعماله يزيد من الإستعداد للوقوع فى إدمان التبغ والحشيش والكحوليات, لأنها تتفاعل مع الكبتاجون فتعطي آثارا مختلفة يرغب بها المتعاطي, فمثلا يزيد التبغ من مفعول الكبتاجون, بينما يضاد الحشيش مفعوله فيستعمله المتعاطي إذا أراد النوم, كما أنه شائع بين المتعاطين أن الكحول يزيل أثر الكبتاجون من الجسم فلا يمكن الكشف عنه بالتحليل.

أقرأ أيضاً: فحص البول وأهميته في الكشف عن الأمراض

سوء إستعمال الكبتاجون

بالطبع يؤدي الإستعمال السىء للكبتاجون بشكل غير طبي للوقوع فى أضراره الكارثية سابقة الذكر, التى تؤدي بالمتعاطي غالبا إلى الجنون أو الإنتحار أو الوفاة, أو على أهون الإحتمالات إلى السجن.

غير أنه لكون تصنيع الكبتاجون نفسه محظور قانونا, فإن معظم أنواعه التي تنتج بنفس الأسماء التجارية له لا تكون أصلية, وقد تحتوي على مواد أكثر خطورة منه نفسه, حيث يستعمل المنتجون فيها موادا أخرى غير المواد الفعالة للكبتاجون نفسه, وقد تكون مخدرات مسموح بها قنونا فى بلادهم, ويختمونها بختم الكبتاجون وقد تكون لا علاقة لها به من قريب أو بعيد, مما يجعل أضراره حتى غير معروفة على وجه الدقة, حيث أن كل مصنع يستعمل فيه موادا تختلف عن الآخر.

وفى نهاية المطاف لا يسعنا إلا القول بأن إستعمال الكبتاجون أو مشتقات الأمفيتامينات بصفة عامة خارج الإشراف الطبي, له آثار مدمرة على الفرد والمجتمع على حد سواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى