الفولات Folate .. حمض الفوليك لماذا يستخدم؟ ومصادره وأهميته

الفولات أو حمض الفوليك الطبيعي من المغذيات الدقيقة الهامة المتوفرة في نظامنا الغذائي بكثرة. كما يعد تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور، بالإضافة إلى الأطعمة المدعمة ، طريقة سهلة لزيادة تناول حمض الفوليك.
في هذا المقال سنتعرف أكثر على الفولات وأهميته ومصادره وكل ما يخص هذا الفيتامين الهام.
ما المقصود بالفولات؟
الفولات هو الشكل الطبيعي لفيتامين B9، وهو قابل للذوبان في الماء ويوجد بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة. وهو أيضًا يضاف إلى العديد من الأغذية ويباع كمكمل غذائي تحت مسمى حمض الفوليك. لذا فإن هذا المسمى هو من صنع الإنسان ومن الجدير بالذكر أن الجسم يمتص الفولات بشكل أفضل عند تناول مصادره الطبيعية بالطعام.
لا يقوم الجسم بتخزين حمض الفوليك لفترة طويلة، حيث يقوم بإخراج الكمية الزائدة عن حاجته مع البول وهذا يوجب عليك الحصول على الفولات بشكل منتظم عن طريق الأطعمة التي تتناولها أو المكملات.
أقرأ أيضًا: حمض الفوليك Folic acid | فوائده ومصادره وآثار نقصه وزيادته
ما أهمية الفولات؟
يساعد الفولات في تكوين الحمض النووي كما أن له دور كبير في عملية التمثيل الغذائي للبروتين، ويلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في كسر الـهوموسيستين (Homocysteine)، وهو حمض أميني ضار بالجسم إذا تواجد بكميات عالية. للفولات كذلك دور مهم في تكوين خلايا الدَّم الحمراء ونمو الخلايا وقيامها بوظائفها الحيوية بشكل جيد خاصة في الفترة المبكرة من الحمل وتكوين الجنين. وهو لذلك يلعب دورًا لا يمكن تجاهله في العمليات التالية:
- الذاكرة
إذ أظهرت الدراسات الطبية حديثًا أنه يحسن من حالة الذاكرة ومهارات التفكير لدى كبار السن الذين يعانون قصورًا في تلك المهارات بمعدل أكبر من المعدل الطبيعي في ذلك العمر. لكنه لا يحسن من القصور المكتسب بصورة طبيعية نتيجة للتقدم في العمر.
- الاكتئاب
تناول حمض الفوليك عن طريق الفم بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب وتخفيف حدته.
- ارتفاع ضغط الدم
يساعد تناوله على انخفاض ضغط الدم للأشخاص الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم.
- السكتة الدماغية
الفولات يساعد على تقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية عند تناوله كمكمل غذائي.
- السرطان
أظهرت الدراسات أن تناوله قد يؤدي إلى تثبيط عمل الخلايا السرطانية، لكن الإفراط في تناوله قد يحفز تكوين خلايا سرطانية جديدة.
- أمراض القلب وألزهايمر
تناول الفولات يساعد على تحويل الـهوموسيستيين homocysteine إلى ميثيونين (methionine) وهو أحد المركبات المهمة لتكوين البروتين في الجسم في عملية التمثيل الغذائي. عند عدم توافر كميات كافية منه تزداد نسبة الـهوموسيستيين في الجسم، وهناك العديد من الدراسات التي ربطت زيادة مستوىاه في الجسم بالإصابة بأمراض القلب الخطيرة وألزهايمر.
- الحمل
أثبتت الدراسات أن تناول الفولات أثناء الحمل قد يمنع التشوهات الخلقية للأنبوب العصبي للجنين، كما أن تناول المرأة له كمكمل غذائي يساعد على تقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل.
- الخصوبة
أثبتت إحدى الدراسات أن تناول الرجل لمكمل حمض الفوليك والزنك لمدة 26 أسبوع يزيد من إجمالي عدد الحيوانات المنوية بنسبة 74%.
المصادر الطبيعية للفولات
يتواجد الفولات بصورة رئيسية في الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة (السبانخ، والخس، والبروكلي) كما يتواجد أيضًا في:
- البقوليات مثل الفاصولياء والعدس.
- المكسرات كالفول السوداني واللوز.
- البازلاء.
- بذور نبات عباد الشمس.
- بعض الفواكه مثل الفراولة، والليمون، والموز، والرمان والبطيخ.
- الحمضيات كالبرتقال والليمون والجريب فروت.
- الطماطم.
- البروكلي.
- البنجر.
- جنين القمح.
- الأطعمة الغنية بالبروتين كالبيض واللحوم والمأكولات البحرية.
- الكبد البقري يحتوي أيضًا على نسبة عالية من حمض الفوليك لذلك ينصح بتناوله للمرأة الحامل.

جرعة الفولات اليومية الموصى بها
تختلف الجرعة اليومية للرجال عن النساء الحوامل عن الأطفال حيث:
- الرجال والنساء بعمر 19عام فأكثر يجب عليهم تناول من 65 ل 400 ميكروجرام يوميًا.
- لكن على متناولي الكحول تناول 600 ميكروجرام على الأقل يوميًا لأن تأثير الكحول يعيق الاستفادة من الفولات.
- الحوامل 600 ميكروجرام.
- أما الأطفال فيفضل مراجعة الطبيب في الجرعة المخصصة لهم نظرًا لأهمية الفولات في هذه المرحلة العمرية.
أقرأ أيضًا: حمض الفوليك للحامل وما هي الأطعمة التي يتواجد بها حمض الفوليك؟
أعراض نقص حمض الفوليك
إن نقص الفولات يعد أمرًا نادرًا لأنه يوجد في العديد من الأطعمة مما يجعل الجسم يحصل عليه بشكل أو بآخر، ولكن نظرًا لعدم امتصاصه من الطعام بصورة جيدة ومع النظام الغذائي السيئ فإن عدم تناول كمية كبيرة من الفولات يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم كبير الخلايا (حالة من فقر الدم يكون عدد كرات الدم الحمراء فيها أقل وحجمها أكبر من الطبيعي) وأيضًا:
- الشعور بالتعب والخمول.
- ضعف العضلات.
- فقدان التركيز.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق التنفس.
- تساقط الشعر.
- شحوب الجلد.
- ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب.
- زيادة خطر حدوث تشوهات خلقية للأجنة.
- تأثير سيء على الدماغ والقلب.
كما أن هناك بعض الفئات عرضة لنقص حمض الفوليك بصورة أكبر من الأشخاص الطبيعيين مثل المدمنين على الكحول أو من يعانون سوء التغذية، ولا تنسى أن غسيل الكلى يؤدي إلى زيادة إخراج حمض الفوليك من الجسم وبالتالي تزيد جرعاته المطلوبة للوفاء بحاجة الجسم.
علاج نقص حمض الفوليك
من المؤكد أن تناول الأطعمة الغنية بالفولات له دور مهم في الحفاظ على المعدل الطبيعي له في الجسم ولكن عند نقصه بشكل كبير يلجأ المريض إلى تناول المكملات عن طريق الدم وذلك بعد استشارة الطبيب.

تناول حمض الفوليك مع بعض الأدوية
- تستخدم بعض العقاقير مثل فوسفينيتوين (Cerebyx)، أو فينيتوين (Dilantin, Phenytek) أو بريميدون (Mysoline) كـمضادات للاختلاج، وعند تناول الفولات معها فإنه قد يقلل من فعاليتها.
- تناول حمض الفوليك مع عقار الفينول باربيتورات(Phenobarbital) الذي يعمل كمثبط للجهاز العصبي المركزي قد يقلل من فعالية العقار.
- الـبيرميثامين (Pyrimethamine) يستخدم كعقار للعدوى الطفيلية، ولكن بتناول حمض الفوليك معه فإنه يؤثر سلبًا على فعالية العقار.
أقرأ أيضًا: الفوائد الصحية للأفوكادو وطريقة تحضير الأفوكادو .. تعرف عليها
اضرار الافراط فى تناول حمض الفوليك
بالطبع نقص الفيتامينات يضر بالجسم، ولكن تناولها زيادة عن الحد المسموح به يؤثر بالسلب على الصحة أيضًا، حيث يجب ألا يتناول الفرد الطبيعي أكثر من 1000 ميكروجرام يوميًا من الفولات مع الأخذ بالاعتبار أن الحصول عليه من الطعام وحده لن يسبب خطورة للجسم، أما تخطي المعدل المسموح به فقد يؤدي إلى:
- زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان خاصة لمن لديهم تاريخ مرضي.
- الإصابة بأزمات قلبية خاصة لمن يعانون مشكلات في القلب.
- قد يتسبب الاستهلاك العالي لحمض الفوليك بحجب آثار نقص فيتامين ب-12 مما سيسبب أضرارًا عصبية غير قابلة للعلاج.
وبعد أن عرفنا الحقيقة الكاملة عن حمض الفوليك وأهميته ومصادره، لا تنس أن تحصل على حصتك الكافية منه يوميًا من الغذاء المناسب لتنعم بصحة جيدة، وإذا شعرت بأحد أعراض نقص حمض الفوليك فقد تحتاج إلى عمل تحليل صورة دم لذلك استشر طبيبك فورًا لأخذ الإجراء المناسب.