أهم النصائح وطرق العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية

تحدث الولادة تغييرات كبيرة في جسدك بشكل أكثر مما تتوقعين. ولا يتوقف الأمر بعد ولادة الطفل، فقد يستمر الأمر لفترات طويلة. لذلك نقدم لكِ اليوم الحلول الممكنة وطرق العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية.

العناية بالبشرة والشعر بعد الولادة

ارتفاع مستوى الهرمونات أثناء فترة الحمل يسبب سرعة نمو الشعر عن المعتاد. وبعد الولادة تعود مستويات الهرمونات لطبيعتها، الأمر الذي سيجعلك تعانين من تساقط الشعر لمدة تصل إلى خمسة أشهر. يمكنك تخفيف تساقط الشعر بالاستمرار بتناول ڤيتامينات الحمل، وتدليك فروة الرأس باستخدام الزيوت الطبيعية.

تحدث أيضًا تغيرات كثيرة في الجلد والبشرة أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، مثل علامات التمدد وظهور مناطق داكنة “اسمرار” في الجسم والوجه. للأسف ربما لا تختفي علامات التمدد بعد الولادة، ولكنها تتلاشى مع مرور الوقت وتصبح ملاحظتها أصعب كما يتحول لونها من اللون الوردي إلى اللون الفضي.

والجدير بالذكر أنه: قد تدّعي كثير من المنتجات قدرتها على إزالة علامات التمدد. ولكن غالبية هذه المنتجات ما هي إلا مرطبات للجلد فقط. ولا يوجد دليل مادي أن لها أي تأثير على علامات التمدد.

أما بالنسبة لتصبغات الجلد(كلف الحمل) والمناطق الداكنة وعلاج اسمرار الجسم، فهي تختفي تدريجيًا بعد الولادة، وهي تظهر بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات الخاصة بالحمل. والتي تعود لطبيعتها بعد الولادة، فتتلاشى التصبغات الناتجة عن ارتفاعها مع الوقت.

أقرأ أيضًا: الطرق الطبية لشد البطن بعد الولادة القيصرية والطبيعية ومتي يمكنك البدء؟

مشكلة الوزن الزائد والجلد المترهل بعد الولادة

وهي من أكثر المشاكل التي تواجه الأم في روتين العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية. أثناء عملية الولادة، تفقد المرأة حوالي 6 كيلوجرامات من الوزن، وهي عبارة عن وزن الطفل والمشيمة والسوائل المحيطة بالطفل. ويمكنك العودة لوزنك الطبيعي قبل فترة الحمل، من خلال اتباع نظام غذائي صحي وسليم، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية.

يمكن لعملية فقدان الوزن أن تستغرق عدة شهور، كما تساعد الرضاعة الطبيعية على خسارة الوزن بشكل كبير كما أثبتت التجارب والملاحظات. فيجب عليك الاستمرار في التغذية الصحية أثناء فترة الرضاعة مع ممارسة التمارين الرياضية.

ويخلف فقدان الوزن مشكلة ترهلات البطن. والتي تتسبب بخيبة أمل كبيرة للأم بعد الولادة. فتظهر الترهلات بشكل واضح بعد الولادة. لأن منطقة البطن أصبحت خالية من الطفل، الذي كان يجعل الجلد مشدودًا.

يمكن علاج ترهلات البطن بطرق عديدة مثل التدخلات الجراحية، والتمارين الرياضية. ويرى الخبراء أن الرياضة لها تأثير كبير على التخلص من الترهلات والكثير من المشاكل الأخرى التي تواجهها الأم بعد الولادة الطبيعية.

فقد لوحظ أن النساء الدائبات على الحركة بعد الولادة، سواء بحكم طبيعة عملهن أو حياتهن، تختفي لديهن ترهلات البطن سريعا عن مثيلاتهن قليلات الحركة.

مشكلة تقلصات وآلام البطن بعد الولادة

بعد الولادة يقوم الرحم بالانكماش إلى حجمه الطبيعي. وتسبب هذه المرحلة بعض الآلام التي يمكن أن تكون شديدة في بعض الأحيان، ويزداد هذا الألم أثناء عملية إرضاع الطفل، لأن عملية الرضاعة تقوم بتنبيه مركبات كيميائية في جسمك، والتي بدورها تتسبب في انقباضات الرحم.

و هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها للاهتمام والعناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية بالإضافة للرحم مثل استخدام الحرارة، التي تساعد على تخفيف الألم. فيمكنك استعمال فوطة دافئة ووضعها على منطقة الألم لتخفيفه، وفي أغلب الأحيان تختفي انقباضات الرحم بمرور الوقت. ولكن إذا زاد الأمر سوءًا وأصبح الألم غير محتمل، فيجب عليك استشارة الطبيب في أسرع وقت.

مشكلة آلام الثدي بعد الولادة

في الأيام الأولى من عملية الرضاعة الطبيعية، من المحتمل أن تشعري ببعض الألم والتضخم في الثديين. وينصح بالرضعات المتتالية لتخفيف الألم والتضخم.

ومن النصائح المتبعة لتخفيف آلام الثدي:

• شفط الحليب من الثديين باستمرار، لتخفيف الألم وتحفيز الجسم لإنتاج حليب أكثر.
• تدليك الثدي قبل عملية الرضاعة.
• أخذ حمام دافئ قبل الرضاعة لتخفيف الألم ولتسهيل رضاعة الطفل.
• استخدام أوراق الملفوف الباردة على الثدي لتخفيف الألم والاحتقان.

مشكلة الإمساك والبواسير بعد الولادة

من الأمور الشائعة أن تصاب الأم بالإمساك بعد الولادة:

أسباب حدوث الإمساك كثيرة، منها: 

• إذا تلقت الأم أي مواد مسكنة للألم في المستشفى.
• إذا خضعت الأم للتخدير لأي سبب.
• في بعض الأحيان يحدث الإمساك فقط بسبب الخوف. فقد تظن الأم أن أي حركة في هذه المنطقة قد تسبب لها آلام إضافية فتتجنب الإخراج.

ولتخفيف الإمساك يمكن للأم القيام بالآتي:

• شرب الكثير من المياه.
•  استخدام الأكلات التي تحتوي على الكثير من الألياف.
• استخدام الملينات تحت إشراف الطبيب.

وينصح باستشارة الطبيب المختص، إذا استمر الإمساك لأكثر من أربعة أيام. يمكن أيضًا للأم أن تصاب بالبواسير خلال فترة الحمل، أو خلال الولادة بسبب الدفع والضغط الشديد. وهو عبارة عن انتفاخ مؤلم جدًا على أوردة الشرج، وتسبب البواسير الكثير من الألم والنزيف والحكة بعد عملية التبرز، يمكن تخفيف آلام البواسير بالطرق الآتية:

• استخدام كريمات معالجة البواسير التي تحتوي على الكورتيزون بعد استشارة الطبيب.
• استخدام الفوط الصحية التي تحتوي على مواد مسكنة للألم.
• الجلوس ووضع منطقة الشرج في مياه دافئة لمدة من 10 إلى 15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.

العناية بالمنطقة الحساسة بعد الولادة

بعد الولادة الطبيعية يحدث ألم شديد مستمر وتورّم في منطقة العجّان. وهي المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج، ويحدث الألم إما بسبب حدوث قطع تلقائي في المنطقة أثناء الولادة. أو اضطرار الطبيب لعمل قطع جراحي بالمنطقة(شق العجان)، لتوسيع المهبل وتسهيل عملية الولادة الطبيعية.

وقد يستمر عدم الارتياح والألم في منطقة العجّان لعدة أسابيع بعد الولادة الطبيعية. ويمكنك استخدام أكياس الثلج والجلوس عليها لمدة عشر دقائق عدة مرات يوميًا لتخفيف الألم. يجب عليكِ إخبار الطبيب إذا استمر الألم في المنطقة لمدة طويلة، أو وجدتي أي علامة من علامات التلوث بالجرح.

كما يمكنك أيضًا الاستعانة بتمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض واستعادة المهبل لصحته والشفاء بشكل أسرع. وارتداء ملابس داخلية غير ضيقة مصنوعة من القطن لتجنب التعرق في المنطقة الحساسة. فالتعرق يسبب زيادة الالتهابات والشعور بالحكة. 

وتعتبر العناية بالمنطقة الحساسة من أهم خطوات العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية، لأن الاهتمام بصحة هذه المنطقة يزيد ثقة الأم بنفسها كما يقوم بتخفيف الألم الناتج من الولادة.

اكتئاب ما بعد الولادة

تمر الكثير من الأمهات بالكثير من المشاعر القوية المختلفة بعد الولادة مثل الشعور بالاكتئاب والتغيرات المزاجية والبكاء والتوتر النفسي والقلق وصعوبات في النوم.

إذا كنت تعانين من تغيرات مزاجية حادة وفقدان الشهية والتعب العام في الجسم بعد الولادة بفترة قصيرة، فمن الممكن أن تكوني مصابة باكتئاب ما بعد الولادة. ويجب عليكِ استشارة الطبيب النفسي فورًا خاصة إذا كانت الأعراض لا تقل أو تختفي بمرور الوقت، أو تعانين من مشاكل في حمل طفلك أو لديكِ أفكار في إيذاء نفسك أو طفلك.

تنويه

يجب استشارة الطبيب في حالة الآلام الشديدة أو استمرار الألم لمدة طويلة. وعدم استخدام أي أدوية أو علاجات بدون استشارة الطبيب المعالج أولًا.

يجب عليكِ الاعتناء بنفسك بعد ولادة طفلك، ومشاركة مشاعرك، واتباع خطوات العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية، حتى يمكنك استعادة صحتك وتقديم أفضل رعاية لطفلك. ومن الأفضل لصحتك النفسية أن تطلبي المساعدة من شريكك أو أحبائك وأصدقائك.