الصفراء عند حديثي الولادة وخطورتها وطرق علاجها
ظهور حالة الصفراء أو اليرقان عند حديثي الولادة من الحالات الشائعة وبخاصة لدى الأطفال المولودين قبل الموعد(المبتسرين), والصفراء هى تلون جلد الطفل وعينيه باللون الأصفر, بسبب احتواء دم الطفل على كمية زائدة من البليروبين.
والبليروبين هو صبغ أصفر اللون ينتج عن تحلل كرات الدم الحمراء, والطبيعي أن يتخلص الكبد من نواتج هذا التحلل, ولكن عندما يكون كبد الرضيع غير قادر على التخلص منها بشكل كامل, تبقى فى الدم وتسبب ظهور الصفراء عند حديثي الولادة.
أنواع الصفراء عند حديثي الولادة
قد تكون حالة الصفراء عند حديثي الولادة حالة طبيعية لا تدعو للقلق, وقد تكون حالة مقلقة تستدعى العلاج الطبي, ويتوقف ذلك على نوعها, وتنقسم الصفراء عند حديثي الولادة بشكل أساسي إلى نوعين:
الصفراء الفسيولوجية
وهى حالة طبيعية تصيب بعض الأطفال, تحدث نتيجة كون الهيموجلوبين فى دماء الطفل الجنين يختلف عن الهيموجلوبين الذى يحتاجه الطفل بعد ولادته وخروجه إلى العالم الخارجي, ومن ثم تتحلل كرات الدم الحمراء للطفل بعد ولادته وتستبدل بكرات دم حمراء جديدة تحتوى على هيموجلوبين جديد.
وكبد الطفل حديث الولادة ليس قادرا على التخلص من البليروبين بنفس السرعة التى يتخلص بها منه كبد الطفل الأكبر سنا, لأن تكوين الكبد وكفائة وظائفه لم تكتمل بعد.
وينتج عن ذلك التحلل زيادة صبغ البليروبين فى دم الطفل وظهور حالة الصفراء على جلده وعينيه, وتتميز تلك الحالة بأن الطفل يكون طبيعيا تماما عند ولادته, وتظهر عليه الصفراء فى اليوم الثانى أو الثالث بعد الولادة.
والصفراء الفسيولوجية أو الطبيعية لا تتطلب علاجا من أى نوع ولا تعتبر حالة تستدعي القلق, وتزول من تلقاء نفسها ولا تستمر لفترة أكثر من ثلاثة اسابيع من وقت ظهورها.
الصفراء المرضية
وهى الصفراء التى تظهر على الطفل الرضيع فى وقت مبكر أو متأخر جدا عن التوقيت المعتاد لظهور الصفراء, فقد يولد الطفل مصابا بها أو تظهر عليه فى يوم ولادته, أو تظهر عليه بعد أسبوع أو أكثر من وقت الولادة.
وفى هذه الحالة لا تكون الصفراء فسيولوجية أو طبيعية, بل تدل على مسبب مرضي لدى الطفل أدى لظهورها, ومن الأسباب التى تؤدى لظهور الصفراء المرضية لدى الأطفال:
- النزف الداخلي.
- إصابة الطفل بكدمات اثناء الولادة.
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- عدم التوافق بين دم الأم ودم الطفل.
- العيوب الخلقية فى الكبد لدى الأطفال.
- إصابة الطفل بحالة الإنسداد الصفراوي.
- أمراض الدم الوراثية.
- النقص الخلقي فى بعض الإنزيمات.
- نقص معدلات رضاعة الطفل.
- إصابة الأم بمشكلات صحية مثل إضطرابات تجلط الدم وأمراض الدم وأمراض المناعة الذاتية.
وعلى عكس الصفراء الفسيولوجية, فإن الصفراء المرضية حالة مقلقة تستدعي التدخل الطبي لعلاجها, وبخاصة إذا ارتفعت بشكل كبير, حيث إنها قد تؤدى فى تلك الحالة لإصابة الطفل بحالة إعتلال الدماغ نتيجة زيادة البليروبين فى الدم ووصوله إلى انسجة دماغ الطفل, وفى هذه الحالة تظهر على الطفل بعض أو جميع هذه الأعراض:
- الخمول الدائم.
- صعوبة إيقاظ الطفل من النوم.
- القىء.
- ارتفاع الحرارة.
- دكانة لون البول.
- البراز فاتح اللون.
- البكاء بصوت عال النبرة(التهيج).
- فقدان الشهية(قلة معدلات الرضاعة).
- تقوس الرقبة أو الجسم إلى الخلف.
مضاعفات الصفراء المرضية عند حديثي الولادة
تتسبب الصفراء المرضية عند حديثي الولادة فى تلف خلايا الدماغ مما ينتج عنه عدد من المضاعفات الخطيرة كالمضاعفات الآتية:
- إصابة الطفل بالصرع.
- حركات لا إرادية بالجسم والأطراف.
- تعلق نظر الطفل بالأعلى.
- فقدان السمع.
- تشوهات الأسنان.
- التأخر العقلي.
- الوفاة.
ولهذا فيجب متابعة الطفل حديث الولادة طبيا للتدخل بالعلاج فى حالة ظهور حالة الصفراء المرضية, لما لها من مضاعفات خطيرة تزداد حدة كلما تأخر علاجها, وقد تكون حالة مهددة لحياة الطفل فى كثير من الأحيان.
علاج الصفراء عند حديثي الولادة
يتوقف علاج الصفراء عند حديثي الولادة على نوعها, من حيث كونها فسيولوجية أو مرضية:
علاج الصفراء الفسيولوجية
واقع الأمر وعلى عكس ما يظن الكثير من الناس, فإن الصفراء الفسيولوجية, لا تحتاج لأى نوع من العلاج, وتزول من تلقاء نفسها فى غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من ظهورها بلا أية مشكلات أو مضاعفات.
علاج الصفراء المرضية
الصفراء المرضية فى حالة ارتفاعها إلى حد مقلق فيجب حينها خضوع الطفل للعلاج الطبي, ويتمثل العلاج فى :
- تعريض الطفل للأشعة فوق البنفسيجية: ويتم هذا من خلال مصباح خاص يبعث الأشعة فوق البنفسجية على جلد الطفل مع تغطية عينية, ويجب أن يتم هذا داخل حاضنة الأطفال فى المستشفى وليس بتعريض الطفل للإضاءة المنزلية كما يفعل البعض.
- تغيير دم الطفل:وهو إجراء يتم اللجوء إليه فى حالة المستويات بالغة الإرتفاع من الصفراء, لمحاولة منع مضاعفاتها الخطيرة على دماغ الطفل.
- العلاج بالجلوبيولين المناعي: ويتم فيه حقن الطفل بأجسام مناعية وريديا للتخلص من الأجسام المضادة التى اكتسبها الطفل من الأم والتى تتسبب فى تكسير الدم لديه وظهور الصفراء, فى حالة كون الصفراء بسبب عدم توافق فصائل الدم بين الأم والطفل.
- العلاج الجراحي: وبالطبع يتم اللجوء إليه فى حالة كون الصفراء راجعة إلى خلل أو عيب فى تكوين الكبد أو انسداد فى القنوات الصفراوية.
- العلاج الدوائي:ويستعمل على حسب الحالة المرضية المتسببة فى ظهور الصفراء عند الطفل.
أسئلة شائعة عن الصفراء عند حديثي الولادة
قد تكون الصفراء عند حديثي الولادة أمر طبيعي لا يستدعي القلق, وقد تكون دليلا على حالة مرضية تستوجب العلاج, يتوقف هذا على نوعها والطبيب هو من يستطيع تحديد ذلك.
الصفراء الطبيعية تظهر بعد يومين أو ثلاثة أيام من ولادة الطفل, بينما الصفراء المرضية تحدث قبل أو بعد ذلك وقد يولد بها الطفل.
مع الأسف إذا تسببت الصفراء فى مضاعفات إعتلال الدماغ لدى الطفل, فإن تلك المضاعفات تكون دائمة فى معظم الأحيان, وحتى إذا تم علاجها فهى تترك آثارا مستديمة على الطفل.
هذا خطأ شائع, نتج عن تشابه مصباح علاج الصفراء المستعمل داخل الحضانة مع مصباح الفلوروسنت العادى, ظن الناس أنهما نفس الشىء, ولكن مصباح العلاج المستعمل داخل الحاضنة يبعث الأشعة فوق البنفسجية بأطوال موجية معينة, بينما لا يبعث مصباح الفلوروسنت العادى أو المصباح الأصفر المنزلي هذه الاشعة اصلا وبالتالى فلا قيمة له فى العلاج.
تلك الحالات كانت لأطفال لديهم صفراء فسيولوجية, وذلك النوع من الصفراء لا يتطلب علاجا من الأساس وينتهى من تلقاء نفسه فى غضون ثلاثة أسابيع من ظهوره, أى أن الأمر حدث بمحض الصدفة وكان سيحدث بالتعرض لضوء المصباح أو بدونه.
نعم يمكن أن يحدث ذلك, فقر غذاء الأم الحامل فى العناصر الغذائية الضرورية لتكوين الجنين قد يتسبب بأمراض تتسبب فى إصابة الطفل حديث الولادة بالصفراء.
نعم تعتبر الرضاعة الطبيعية إحد أسباب الصفراء عند حديثي الولادة فى بعض الحالات, ولكن الأطباء مازالوا ينصحون بها لأن فوائدها تفوق أية مضاعفات قد تحدث, ولكن يجب التأكد من أن الطفل يحصل من خلالها على السعرات الحرارية الكافية من خلال التأكد من توفيرها لكمية اللبن المطلوبة للطفل والتأكد من إرضاع الطفل عدد المرات الكافى تماما لنموه.
فى جميع الحالات يجب مراجعة الطبيب, وخاصة فى الحالات الآتية:
1.ظهور الصفراء على الطفل عند ولادته مباشرة أو يوم ولادته.
2.ظهور الصفراء على الطفل فى الأسبوع التالى لولادته أو أى وقت بعد ذلك.
3.إستمرار الصفراء الفسيولوجية أكثر من ثلاثة أسابيع.
4.ظهور أعراض غريبة على الطفل المصاب بالصفراء كالخمول والنعاس وفقدان الشهية والتهيج ودكانة لون البول.
