الحصبة – الأسباب والمضاعفات والوقاية والعلاج

الحصبة هى عدوى فيروسية تنفسية, تحدث عبر إستنشاق الفيروس الذى يخرج فى رذاذ المرضى وحاملي المرض.

وبرغم قلة شيوع الحصبة فى الوقت الحالي عنها سابقا بسبب إنتشار التطعيمات, إلا أنها ما تزال من أخطر أسباب الوفيات وبخاصة بين الأطفال الصغار, حيث مازالت إصاباتها تقدر عالميا بحوالي 30-40 مليون حالة سنويا, يموت من بينها حوالي مليون شخص.

حول الحصبة وأعراضها وكيفية الوقاية منها وعلاجها يدور موضوعنا هذا من موضوعات دكتور كشكول, فلنقرأ سويا.

ما هى الحصبة؟

الحصبة مرض قديم كان الأطباء قديما يخلطون بينه وبين الجدري ويعتقدون أنهما نفس الشىء, وأول من فرق بين الحصبة والجدري هو الطبيب العربي أبو بكر الرازي, وكان ذلك فى بغداد في عام 900 م.

تصيب الحصبة الناس من جميع الأعمار ولكن معظم المصابين بها من الأطفال, وقبل إكتشاف تطعيم الحصبة فى عام 1963, وإنتشاره ضمن تطعيمات الأطفال الإجبارية فى كافة الدول خلال نهاية التسعينيات من القرن الماضي, كانت تحدث جوائح شبه سنوية للمرض, وكان يتسبب فى وفاة عدد كبير جدا من الأطفال فى كل جائحة, إلا أن الإصابات حاليا أصبحت نادرة في بعض الدول, بينما لا تزال شائعة فى الدول ذات مستوى الرعاية الصحية المتدني, والتي لا تستطيع توفير التطعيمات اللازمة لجميع أطفالها.

الحصبة مرض فيروسي تنفسي يسببه نوع من الفيروسات المخاطية, وهو مرض شديد العدوى ينتقل من خلال رذاذ المريض وحامل المرض إلى السليم عبر الأنف والفم والعينين كسائر فيروسات الجهاز التنفسي.

حيث يخرج الفيروس من خلال العطس والسعال والتعامل المباشر مع المريض خلال فترة نقله للعدوى.

فترة حضانة المرض قبل ظهور الأعراض هى عشرة إلى أربعة عشر يوما, ويكون المريض معديا لمخالطيه قبل ظهور الطفح الجلدي المميز للحصبة بخمسة أيام, وكذلك لمدة خمسة أيام بعد ظهوره, أى لمدة عشرة أيام.

معظم حالات الحصبة تتماثل للشفاء بعد الإصابة, وتتكون لديهم مناعة دائمة ضد المرض تستمر غالبا مدى الحياة, أى أن من يصاب بالحصبة لمرة واحدة لا يصاب بها ثانية ولهذا تعتبر الإصابة بديلا للتطعيم.

أقرأ أيضاً: الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) – Respiratory Syncytial Virus

أعراض الحصبة

تتطور أعراض الحصبة خلال فترة المرض بالشكل التالي:

  1. ترتفع حرارة المريض بشدة لمدة أربعة إلى سبعة أيام, ويمكن أن تصل الحرارة إلى 41 درجة مئوية.
  2. خلال تلك الفترة يصاب المريض بأعراض زكام شديد تتمثل فى الرشح والسعال وإحتقان وتدميع العينين, وتصبح العينين حساستين للضوء.
  3. تظهر بثور حمراء على شكل بقع داخل فم المريض وبخاصة على الخدين من الداخل, وتكون فى صورة بثور قرمزية ذات رؤوس بيضاء تشكل بقعا تعرف ببقع كوبليك.
  4. يظهر طفح جلدي أحمر اللون مسطح قد يرتفع عن الجلد قليلا, يبدأ بالوجه ثم ينتشر لأسفل فى الأيام الثلاثة التالية مارا بالذراعين والجذع والفخذين والساقين وحتى القدمين.
  5. يكون الطفح الجلدي فى صورة بقع حمراء تتسع فيتصل بعضها ببعض فيصبح الطفح عاما فى جميع جلد المريض ويستمر لمدة من خمسة إلى سبعة أيام.
  6. يتراجع الطفح الجلدي تدريجيا بنفس ترتيب ظهوره, فيختفي من الوجه أولا ثم بقية الجسم حتى ينتهي بالساقين والقدمين ويزول فى مدة من 10-18 يوما من وقت العدوى بالفيروس بمتوسط 14 يوما.
  7. تنخفض حرارة المريض وتزول أعراض المرض ويتماثل للشفاء ما لم تحدث مضاعفات للمرض.

الفئات الأكثر عرضة للحصبة

يتعرض لخطر الإصابة بالحصبة جميع الأفراد الذين لم يسبق تلقيهم للقاح الحصبة أثناء طفولتهم, أو تكوينهم المناعة الطبيعية نتيجة تعرضهم للمرض, وأكثر الفئات عرضة للحصبة هم:

  • الأطفال الذين لم يسبق تطعيمهم ضد المرض أو لم الذين لم تسبق إصابتهم به.
  • النساء الحوامل اللاتي لم تتعرضن للمرض سابقا أو لم يسبق تطعيمهن ضده.
  • سكان البلدان التى تقع تحت طائلة الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات العرقية وإنخفاض متوسط الدخل القومي مما يعوق التطعيم ضد المرض فيها.
  • الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين أ.
  • المرضى بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز).

أقرأ أيضاَ: فحوصات ما قبل الزواج: الفحوص التى يجب إجراؤها قبل الزواج

مضاعفات الحصبة

تحدث مضاعفات الحصبة غالبا فى المصابين من الأطفال دون الخامسة أو البالغين فوق العشرين عاما, وتشمل تلك المضاعفات ما يلي:

  • الإسهال الشديد الذى قد يؤدي للجفاف.
  • إلتهابات الأذن.
  • الإلتهاب الرئوي.
  • الإلتهاب السحائي (إلتهاب أغشية الدماغ) الذى قد يؤدي إلى إعاقة دائمة كالصمم والعمى.
  • الوفاة.

أقرأ أيضاً: تركيب الأذن في جسم الإنسان ووظيفتها

الوقاية من الحصبة

يعتبر التطعيم بجرعتين من المصل المضاد للحصبة هو الطريقة الوحيدة للوقاية من المرض, وبخاصة للأطفال الرضع والنساء المقبلات على الإنجاب ممن لم تسبق إصابتهن بالمرض.

علاج الحصبة

لكون الحصبة عدوى فيروسية فإنه لا يوجد علاج محدد للفيروس نفسه, ولكن التعامل مع عوارض المرض بشكل سليم يساهم كثيرا فى الوقاية من المضاعفات المحتملة, ويقوم العلاج على الإجراءات الآتية:

العلاجات الداعمة

وتكون لمساعدة المريض فى التغلب على ما يظهر للمرض من أعراض تبعا لشدتها عن طريق:

  • الكمادات الباردة: يساعد إستعمال الكمادات الباردة أو حمامات الماء البارد فى السيطرة على الإرتفاع الشديد للحرارة وما قد ينتج عنه من مضاعفات.
  • الأدوية الخافضة للحرارة: كالإيبوبروفين والباراسيتامول, ويحذر من علاج الأطفال والمراهقين بالأسبرين تجنبا لتعرضهم لمتلازمة راي.
  • السوائل: يتم دعم المريض بالسوائل تجنبا لحدوث الجفاف, وكذلك للمساعدة فى خفض درجة الحرارة, ويكون ذلك بتحفيز شرب السوائل عبر الفم, أو إستعمال محلول معالجة الجفاف, وتشجيع الرضاعة الطبيعية للمرضى من الرضع, وفى حالة صعوبة ذلك يتم دعم المريض بالسوائل الوريدية.
  • فيتامين أ: وجد أن تناول المرضى لفيتامين أ يساعد فى تقليل أعراض ومضاعفات المرض, ولهذا يوصى بعلاج المرضى بفيتامين أ للمساعدة فى سرعة الشفاء وتجنب حدوث المضاعفات الشديدة للمرض.

التعامل مع المضاعفات

قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة للمرض تستلزم التعامل معها كالآتي:

  • العلاج بالمضادات الحيوية: وذلك فى حالة تسبب المرض في حدوث عدوى بكتيرية فى الأذن أو العين أو إلتهاب رئوي.
  • دعم التنفس: وذلك فى حالة تسبب الإصابة فى التهاب رئوي وتسببه فى مضاعفات تؤثر على كفاءة التنفس.
  • الرعاية المركزة: فى حالة كون المرض تسبب فى الإلتهاب السحائي أو غيره من المضاعفات الخطيرة, فإن المريض يحتاج إلى تنويمه بالمشفى تحت الرعاية المركزة للسيطرة على الحالة تبعا لمتطلباتها لتقليل عواقبها بقدر الإمكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى