ما هو حد الحرابة في الإسلام؟

ربما يتسائل البعض عن معنى لفظ الحرابة، قبل السؤال عن حدّها، فتعالوا نعرف معناها بشكل بسيط، ثم نتطرق إلى حد الحرابة في الإسلام.

الحرابة ببساطة، هم جماعة مسلحة من قطاع الطرق يجتمعون في تشكيل عصابي إجرامي، لقطع الطرق وإرهاب السبيل بالسلاح، بهدف السرقة ونهب الممتلكات أوالاغتصاب، اشتمالًا على سفك الدماء وسبي النساء وقطع النسل.

 كان الأمر شائعًا في شبه الجزيرة العربية قديمًا، لكن بمجيء الإسلام، جاء ما يعرف بمفهوم حد الحرابة في الإسلام.

حد الحرابة في الفقه الإسلامي

الحد هو الحكم، وحد الحرابة في الإسلام، أنها حرام شرعًا، بل هي من أكبر الكبائر.

  •  في الكتاب: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ..” [المائدة:33].
  • وفي السنة: (مَن حمل علينا السّلاحَ: فليس مِنّا).
  • وفي الإجماع: محرمة وتعتبر من أفظع وأكبر الكبائر الموبقات.

شروط حد الحرابة في الإسلام

في البداية هناك شرط  هام يجعل المعتدي محاربًا وهو أن يكون الاعتداء بقوة السلاح، حتى ولو كان مجرد بضعة حجارة أو عصا، لكن المعتدي بغير سلاح، لا يعد محاربًا.

وهناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يطبق الحد على المحارب، وهي:

  • أن يكون مسلمًا أو ذميًا.
  • أن يكون عاقلًا وبالغًا، لا طفلًا أو مجنونًا.
  • أن يكون عليه شاهدين عدلين.

طريقة حد الحرابة في الإسلام

طريقة الحد تنقسم إلى:

  1. القتل.
  2. الصلب: ويكون عن طريق تعليقهم مرفوعين في مكان مرتفع، حتى يصبحوا رادعًا وعبرة للآخرين.
  3. قطع الأيدي والأرجل من خلاف، فتقطع الرجل اليسرى من المفصل، واليد اليمنى من مفصلها في آن واحد.
  4. النفي من الأرض.

الطرد من بلدهم، أما إذا لو لم يأمن أن يكون ذلك تأديبًا لهم، وسوف يكون هروبًا من العقاب، فهنا يحل السجن محل النفي.

مع ضرورة التنبيه أن وفق أنواع الحرابة، يختلف الحكم. فالعقوبات هنا ليست في مقام التخيير، بل يختلف ويزداد الحكم وفقًا للجريمة.

  • فإذا قتل وأخذ المال، فحكمه القتل والصلب، ولا يجوز أن يغفر له بإجماع العلماء.
  • وإذا قتل فقط، فإنه يُقتل ولا يُصلب.
  • وإذا أخذ المال فقط، فتقطع يده ورجله من خلاف.
  • وإذا أرهب عابري السبيل، فيتم نفيه من الأرض، ويتم احتجازه في بلد آخرى حتى التوبة والإصلاح.

متى يسقط حد الحرابة؟

يسقط حد الحرابة في الإسلام بالتوبة، حسب الآية الكريمة: “إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ” [المائدة: 34].

لذلك هناك حالتين تخص التوبة:

  • أن يتوب قبل أن يتم القبض عليه:

وهذه هي الحالة التي تتحدث عنها الآية، فتوبته قبل القبض عليه، تسقط من عليه حكم الحرابة لإنه في هذه الحال لم يعد محاربًا.

فلا يطبق عليه حد الله من البتر أو القتل أو النفي خارج الأرض. 

ولكن لا يسقط عنه حد القصاص، لأن الله يقبل توبته في حقه، أما حق الآدميين من الأنفس والأموال، لا تسقط عنه إلا بعفو أهل الضحايا.

  • أن يتوب بعد القبض عليه:

وهنا خرج المحارب من آية الاستثناء، وتظل العقوبات سارية، وعلى الحاكم القيام بها.

حد الحرابة في الإسلام

الأسئلة الشائعة

ما الفرق بين حد السرقة وحد الحرابة؟

السرقة تكون بشكل خفي سرًا، وحدها قطع اليد.

أما الحرابة إذا اشتملت على السرقة فإنها تكون جهارًا بشكل فج، وحد الحرابة في الإسلام هو القتل أو قطع الأيدي والأرجل من خلاف، أو النفي من الأرض.

هل يجوز الصلب في الإسلام؟

لا يوجد صلب في الإسلام إلا في آية جزاء المحارب، واختلف العلماء في تفسيرها.

فمنهم من قال أنه يُصلب وهو حي، مع منع الطعام والشراب حتى تأتيه المنية.

ومنهم من قال يصلب، ويتم قتله برمح. ومنهم من قال يصلب بعد قتله ليكون عبرة لغيره.

 اقرأ أيضًا: دعاء الشفاء في الكتاب والسنة النبوية

ما هي جرائم الحدود السبع؟

هي الذنوب التي يجب فيها إقامة الحد، وهم:

  •  القتل.
  •  الزنا. 
  • قذف المحصنات.
  • السرقة.
  • تعاطي الخمر والكحوليات.
  •  الردة.
  •  الحرابة.

ما حكم قطع الطريق في الإسلام؟

قطع الطريق هو الحرابة، وسبق أن ذكر حكمه تفصيليًا في المقال.

 اقرأ أيضًا: ما تريد معرفته عن الوضوء الصحيح

لماذا الحرابة لها عقوبات؟

وجب التنبيه أن العقوبات شرعت من أجل ردع المجرم، بعض الناس يحاولون تشويش صورة الإسلام عن طريق الشبهات بأن العقوبات وحشية من قتل أو بتر.

لكن من الأفضل أن ننظر بعين الرحمة إلى الضحايا كما ينظرون بعين الرحمة إلى المجرم.

فالإسلام ينظر نظرة شمولية للمجتمع، وحد الحرابة في الإسلام يجعل المحارب عبرة لمن يرهب المسافرين والعابرين، حتى يعيش الناس آمنين في حلهم وترحالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى