التيتانوس (الكزاز) – الأعراض والأسباب والوقاية والعلاج

التيتانوس أو الكزاز (Tetanus) هو عدوى بكتيرية خطيرة تحدث بتلوث الجروح بجراثيم بكتيريا التيتانوس التى تتكاثر فى موضع الجرح الملوث, وتطلق سموما عصبية تؤثر فى العضلات وخاصة عضلات الفك والعنق, فتتقلص العضلات تقلصا قويا مؤلما, يتسبب فى انطباق أسنان فكي المريض على بعضها بقوة يستحيل معها فتح الفم, ويكز المريض على اسنانه بشدة ومن هنا جاء اسم المرض (الكزاز).

كيف تحدث عدوى الكزاز؟

تحدث العدوى بالكزاز عدما يتلوث جرح حديث بالبكتيريا المسببة للمرض, والتى توجد فى أمعاء الإنسان والحيوان وتخرج فى الفضلات وتنتشر فى البيئة المحيطة عبر الهواء والغبار.

ولا تنتقل عدوى الكزاز من المصاب به إلى السليم ولا تستدعى الإصابة عزلا للمريض من أى نوع.

تتراوح فترة حضانة المرض ما بين أربعة أيام إلى ثلاثة أسابيع من تاريخ حدوث العدوى, بمتوسط عشرة ايام, وعادة تظهر الأعراض قبل اليوم الرابع عشر فى معظم الحالات.

وأكثر ما تحدث إصابات الكزاز بين حديثي الولادة, حيث تنتقل إليهم العدوى من خلال استعمال أدوات غير معقمة فى قطع الحبل السري للوليد, كما يمكن أن تصاب الأمهات أنفسهن أثناء الولادة من خلال تلوث الجروح التى قد تنتج عن الولادة ببكتيريا المرض إذا تمت الولادة فى وسط ملوث.

كما تشيع الإصابة أيضا بين المزارعين وعمال الجزارة والعاملين بإصلاح الطرق وكل من تتعلق طبيعة عملهم ببيئة قد تتواجد فيها جراثيم المرض إذا تعرضوا للجروح فى تلك البيئة الملوثة أو كانت الجروح نفسها بأدوات ملوثة ببكتيريا الكزاز.

ولهذا ينصح بتطعيم الأشخاص من جميع الأعمار ضد الكزاز كإجراء وقائي, تحسبا لشيوع وسائل انتقال العدوى التى يمكن أن تنتقل حتى عبر الجروح الطفيفة والخدوش التى تصيب الجميع بشكل عارض.

ومن الجدير بالذكر أن الإصابة بالكزاز لا تعطى المصاب مناعة ضد تكرارها بعد شفائه, لهذا ينصح ايضا بتطعيم المصابين بعد تمام شفائهم لتجنب تكرار إصابتهم بالعدوى.

أقرأ أيضاً: ضمور العضلات الشوكي واعراضه

أعراض التيتانوس

تفرز بكتيريا التيتانوس بعد تكاثرها فى داخل الجروح الملوثة سموما بكتيرية ترتبط بالنهايات العصبية للأعصاب المتحكمة فى العضلات, فينتج عن ذلك أعراض تشنجية ذات طابع خاص يميز هذا المرض عن غيره ومنها:

الأعراض الأساسية للتيتانوس

  • تقلص وتيبس عضلات الفك مع انطباق الأسنان بشدة, فتبدو على المريض ابتسامة عريضة غريبة الشكل عادة ما يتبعها الوفاة.
  • تيبس عضلات الرقبة واستحالة ثنيها.
  • تيبس عضلات البطن.
  • صعوبة التنفس.
  • صعوبة البلع.
  • تقلصات مؤلمة تشمل الجسم كاملا تدوم لعدة دقائق فى كل نوبة, يتصلب فيها الجسم تماما وينحني إلى الخلف بحيث يصبح المريض مرتكزا بجسمه كاملا على الرأس والكعبين فيما يشبه القوس.

الأعراض المحتملة للتيتانوس

  • الحمى.
  • زيادة ضربات القلب.
  • التعرق الغزير.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • قد يحدث نزف من الأنف أو اللثة.

أقرأ أيضاً: خراج الأسنان.. الأعراض والاسباب والعلاج

عوامل الخطر للإصابة بالتيتانوس

كما ذكرنا سابقا عزيزي القارىء فإن عدوى التيتانوس تحدث أصلا عبر الجروح والقرح, ومن العوامل التى ترفع خطر الإصابة به:

  1. عدم التطعيم بلقاح التيتانوس أو عدم تعاطى الجرعات المنشطة.
  2. الإصابة عن طريق اختراق جسم غريب للجلد كدبوس أو مسمار أو نحوه.
  3. إدمان المخدرات بالحقن حيث يمكن أن تتلوث إبر المحاقن بالبكتيريا وتنقلها إلى المتعاطي.
  4. إجراء الجراحات والوشوم وعلاج الأسنان وختان الأطفال فى أماكن غير موثوقة.
  5. الجروح الناتجة عن الطلقات النارية.
  6. الحروق.
  7. الكسور المركبة وهى التى يصاحب فيها الكسر جرح يبرز من خلاله العظم المكسور إلى الخارج.
  8. جروح العمليات الجراحية.
  9. عضات الحيوانات والحشرات كلدغات العقارب.
  10. الولادة فى بيئة غير نظيفة.
  11. تقرحات الأقدام لأى سبب.
  12. ثقوب الأذن والأنف وغيرها بأدوات غير معقمة.
  13. ختان الأطفال بأدوات غير معقمة أو فى بيئة غير نظيفة أو عدم الإهتمام بنظافة جرح الختان حتى التئامه.
التيتانوس

مضاعفات التيتانوس

ترتبط السموم البكتيرية الناتجة عن عدوى التيتانوس بالنهايات العصبية مما يجعل من المستحيل التخلص منها, الأمر الذى يتطلب وقتا كافيا لنمو نهايات عصبية جديدة حتى يتم الشفاء, وهو أمر قد يستغرق عدة شهور, مما يجعل الشفاء من التيتانوس عسير جدا إلى حد يقترب من الإستحالة ولم تنج منه إلا حالات قليلة, ولكن فى جميع الحالات يتم التعامل مع الأعراض ومحاولة تهدئة تشنجات المريض ودعمه بالسوائل ودعم التنفس والعناية بالجرح على أمل أن يتم الشفاء حتى وإن كان الأمل ضعيفا, لأن مضاعفات المرض غالبا ما تقضي على المريض فى غضون أيام.

ومن المضاعفات التى تنتج عن التيتانوس ما يلي:

  • كسور العظام والعمود الفقري, نتيجة للتشنجات القوية التى تحدث للمريض.
  • حدوث جلطات فى شرايين الرئتين.
  • النزيف الداخلي.
  • توقف التنفس.
  • توقف القلب.
  • الوفاة.

الوقاية من الكزاز

السبيل الرئيسي للوقاية من الكزاز بالإضافة إلى تجنب مسبباته هى تطعيم الأطفال ضد المرض فى مواعيد التطعيم المتعارف عليها, حيث يتم التطعيم عادة ضمن جرعة ثلاثية تعرف بالتطعيم الثلاثي, ويتم التطعيم فيها ضد الكزاز والدفتريا والسعال الديكي.

 بالإضافة إلى تلقى جرعة منشطة من التطعيم فى حالة التعرض لظروف يشتبه فى إمكانية نقلها للعدوى, كالإصابة بجرح يحتمل تلوثه, أو عضة حيوان.

علاج التيتانوس

لم يكتشف حتى الآن علاج للتيتانوس ولكن تهدف الإجراءات الطبية إلى السيطرة على المرض بقدر المستطاع على أمل أن يتم تعافى المريض من بعد تجدد النهايات العصبية المصابة.

وكلما بدأ العلاج مبكرا كلما زادت احتمالات نجاة المريض, لأن احتمالات النجاة تقل كلما زادت النهايات العصبية المتأثرة بسموم التيتانوس, ولكن بصفة عامة فإن احتمالات نجاح العلاج تضعف طالما ظهرت الأعراض الواضحة للمرض.

ويتم علاج المريض عادة فى غرفة العناية المركزة, حيث قد يحتاج إلى دعم وظائف التنفس وإسعاف إضطرات القلب والرئتين إذا حدثت, ويتم العلاج كالآتى:

  • العناية بالجرح: من خلال التنظيف العميق للجرح وإزالة كل ما علق به من أتربة أو أجسام غريبة وكذلك إزالة الأنسجة الميتة لمنع بكتيريا التيتانوس من التكاثر.
  • مضادات سموم التيتانوس: قد يعطى المريض مضادات لسموم التيتانوس كالجلوبيلوين المناعي للمرض, إلا أن مضادات السموم تتعامل مع السموم التى لم ترتبط بالنهايات العصبية بعد, أما تلك المرتبطة بالنهايات العصبية فلا يوجد سبيل للتعامل معها.
  • اللقاح: ويعطى للمريض بمجرد تشخيص إصابته بالمرض.
  • المهدئات: تعطى مهدئات قوية بهدف تقليل التشنجات وإرخاء العضلات.
  • المضادات الحيوية: يعطى المريض المترونيدازول بهدف القضاء على البكتيريا ولكنه لا يؤثر فى سمومها.
  • الرعاية الداعمة: يتم رعاية وظائف التنفس والقلب وكذلك تغذية المريض وريديا ودعمه بالسوائل.

فى نهاية موضوعنا هذا يجب أن تعلم عزيزى القارئ أن أفضل السبل للتعامل مع التيتانوس هو عدم الإصابة به أصلا, لأن الإصابة قاتلة فى معظم الحالات, لهذا لابد من الحرص على إعطاء الأطفال جرعاتهم من اللقاح كاملة, كما يجب أيضا إعطاء اللقاح لجميع المعرضين لفرصة الإصابة, فالأمر لا يحتمل المغامرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى