مفهوم التجارة وأهميتها وأنواعها

قديمًا وقبل وجود المال، كان لابد للناس من إيجاد طريقةً ما للحصول على احتياجاتهم من الأغراض، لذا اعتمدوا على نظام يسمّى المقايضة، فكانوا يتبادلون ممتلكاتهم حسب احتياجهم من الأغراض بالاتفاق ورضا الطرفين، وهذا النظام في وقتنا الحالي يسمى التجارة.
حتى في الحضارات القديمة كانت هناك أسواقًا يتم فيها عرض وتبادل البضائع، واستمرت التجارة في التطور وظهرت أشكال متنوعة وأصبحت أسهل بكثير مما كانت عليه في الماضي.
ما هي التجارة؟
التجارة في الأساس هي تبادل تطوعي بين طرفين كل منهما بحاجة إلى موارد الآخر كالسلع والخدمات وغيرها، مع وجود نوع من العلاقة التكافلية لتحقيق الإفادة لكل منهما، أما من الناحية المالية، فالتجارة تعني بيع وشراء الأصول والأوراق المالية بين طرفين. فالتجارة هي فرع من فروع الأعمال التي من الممكن أن تكون محلية أو دولية.
أهمية التجارة
إن للتجارة أهمية كبيرة جدًا من جميع النواحي، فهي تؤدي إلى النمو الاقتصادي وتبادل الثقافات، وهي تمنح الدول فرصة تحسين جوانبها الاقتصادية والمالية وزيادة فرص العمل للمواطنين. وهي ضرورية للحفاظ على اقتصاد عالمي تنافسي وتوفير السلع بأسعار مناسبة؛ لأنها تحفز على الابتكار وزيادة الأسواق. كما أنها في كثير من الأحيان تتيح إمكانية الحصول على سلع وخدمات ذات نوعية أفضل وتكلفة أقل من البدائل المحلية، وقد لا يكون هناك بدائل محلية من الأساس وتكون قد وفرت التجارة موارد لا يمكن الحصول عليها لولا ذلك. ويؤثر ذلك بشكل مباشر على زيادة الإنتاجية في جميع المجالات والتركيز على استغلال الموارد الطبيعية لكل بلد بشكل أفضل وتشجيع الاستثمار.
أقرأ أيضًا: منصة بينانس Binance | منصة تداول العملات الرقمية
أنواع التجارة
تنقسم التجارة إلى نوعين رئيسيين، ألا وهما:
- التجارة الداخلية (المحلية): وهي التجارة التي تتم ضمن نطاق منطقة جغرافية واحدة، ويتم فيها تبادل السلع والبضائع بين كل مدينة من مدن هذه الدولة. وتنقسم إلى نوعين، هما:
- تجارة الجملة: وهي شراء منتجات بكميات كبيرة من المصانع المنتجة وتوزيعها على التجار لبيعها للمستهلكين. وأحيانًا يتم بيعها لتجار الجملة كوسيط بين المصنِّعين وتجار التجزئة؛ وذلك لأن الشركات والمصانع لا تستطيع بيع منتجاتها بشكل مباشر للمستهلكين.
- تجارة التجزئة: وهي شراء المنتجات بكميات صغيرة حسب حاجة كل تاجر وبيعها للمستهلكين مباشرة.
- التجارة الخارجية (الدولية): وهي شراء وبيع السلع الاستهلاكية والخدمات من قبل الشركات في مختلف البلدان في الأسواق الدولية. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع، هي:
- تجارة التصدير: وتعني بيع السلع من داخل الدولة لدولة أخرى.
- تجارة الاستيراد: وهي شراء السلع من بلد آخر ونقلها إلى داخل البلاد.
- تجارة إعادة التصدير (الترانزيت): وفيها يقوم التاجر بإجراء بعض التعديلات على المنتجات التي قام بشرائها من بلد معين لإعادة بيعها لبلد آخر.
وتقوم التجارة الخارجية بين الدول بناءًا على ميزتين هما:
- الميزة النسبية: ومعناها أن تعتمد البلد على إنتاج سلعة معينة بتكلفة أقل لزيادة تصديرها لدول أخرى، في مقابل أن تخسر فرصة إنتاج سلع أخرى.
- الميزة المطلقة: وهي قدرة الدولة على إنتاج عدد كبير من السلع والخدمات بجودة أفضل من باقي المنافسين، مما يزيد من صادراتها ويقلل من الاستيراد.
أساسيات التجارة الناجحة
يجب أن يكون لكل عمل قواعد وأسس محددة لكي يستطيع أن ينجح ويستمر، وهذه الأسس هي:
- الفكرة:
طرح الفكرة هو أساس أي مشروع فيجب أن يتم تحديدها بناءًا على دراسة السوق واحتياجه.
- خطة العمل:
وذلك عن طريق عمل دراسة جدوى شاملة على مشروعك، ووضع خطة للإدارة والتمويل والتسويق والتنبؤ بالنتائج وكل ما يخص فكرتك.
- التمويل:
يجب عليك اختيار الطريقة المناسبة لتمويل مشروعك، سواء عن طريق جمعيات رجال الأعمال، أو الشركات التي تموِّل المشروعات الصغيرة أو عن طريق الأفراد المستثمرين.
- التسويق:
ولا يكتمل المشروع بدون وضع خطة جيدة للتسويق، لأن التسويق في الوقت الحالي هو أهم عنصر لنجاح التجارة.

نصائح وأسرار التجارة الناجحة
وبعد أن قررت الدخول إلى عالم التجارة هناك بعض النصائح التي يجب اتّباعها للمحافظة على مشروعك من الفشل، وأهمها:
- تجنُّب الاقتراض:
حاول أن تعتمد على رأس مال تملكه حتى وإن كان قليلًا، ففي حالة الخسارة الوارد حدوثها لن تستطيع سداد الدين، وبالتالي سوف تكون خسرت ووضعت نفسك تحت المساءلة القانونية أيضًا.
- الاهتمام بجودة المنتج:
فاستمرار النجاح لا يتم إلى بالاهتمام بكل تفاصيل المنتج الذي تقدمه والاهتمام بجودته حتى تكسب ثقة العملاء.
- الاهتمام بالتسعير:
فسعر المنتج من أهم الخطوات؛ لأن بناءًا عليه يتحدد مقدار الطلب عليه. لذا يجب أن يتم بموضوعية وبدون مبالغة.
- متابعة السوق:
يجب على التاجر من فترة إلى أخرى تقييم وضع السوق ومتابعة كل جديد، حتى يستطيع أن يواكب التطورات ويعمل على تصحيح الأخطاء السابقة إن وجدت؛ حتى يستمر في النجاح.
- استثمر أرباحك دائمًا:
لا تكتفي بشراء احتياجك من البضاعة الناقصة فقط، ولكن حاول أن تستغل الأرباح لتطوير تجارتك وتوسيع نطاقها.
عيوب التجارة
بالرغم من المزايا الكبيرة التي توفرها التجارة للدول والأفراد عمومًا، إلا أن لديها أيضًا بعض العيوب التي من الممكن أن تؤثر سلبًا على جميع الأطراف الداخلين في العملية التجارية، وأهمها:
- الاحتكار (Monopoly): وهي الحالة التي يصبح فيها منتج معين في السوق تحت سيطرة شركة واحدة تتحكم في الأسعار كيفما تشاء؛ لعدم وجود منافسين لها. ويترتب على ذلك إلحاق الضرر بالسوق والمستهلكين.
- تأثير القرارات السياسية على التجارة: مثل الحروب والاضطرابات المدنية التي تؤثر على الاستثمار في أسواق الدول المتقدمة.
- التبعية الاقتصادية: وتعني أن تعتمد الدول بشكل كامل على اقتصاد دول أخرى، فتصبح غير قادرة على الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
- الإضرار بالإنتاج المحلي: قد تؤدي التجارة الخارجية للتأثير على المنتج المحلي لقوة المنافسة بينهما.
التجارة الإلكترونية (E-Commerce)
وهي مصطلح حديث في الاقتصاد ويعرف بأنه عملية بيع أو شراء أو تبادل الخدمات والمنتجات عن طريق شبكة الإنترنت، مما أدى إلى تسهيل عملية التجارة والوصول إلى العملاء بسهولة وتوفير الوقت والمجهود لكل الأطراف. ويتم من خلال المواقع أو التطبيقات أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: أنواع العملات الرقمية والفرق بينها
التجارة الحرة
وهي نوع من أنواع التجارة التي لا تخضع لأي قوانين أو سياسات تفرضها الدولة، ولا تتحكم فيها أي قرارات من الحكومة بشأن الصادرات والواردات وغيرها. ولكن هذا لا يعني أنها تعفى تمامًا من الضرائب أو الرسوم الجمركية.
التجارة باب واسع جدًا من أبواب الاقتصاد وهي تشمل الكثير من التعاملات. يتاجر الناس والبلدان لتحسين ظروفهم ونوعية حياتهم. كما أنها تطور العلاقات بين الحكومات وتعزز الصداقة والثقة. وتدخل في جميع جوانب حياتنا اليومية ولا يمكننا الاستغناء عنها.