البيتا كاروتين (Beta-Carotene) | المصادر والفوائد والأضرار

تتعدد الأطعمة وتتنوع، وتزدهر الخضروات والفواكه بما تحتويه من قيمة غذائية ينتفع بها الجسم، وتتميز الخضروات والفواكه بألوانها البراقة والزاهية، ما بين الفاكهة الحمراء كالتفاح والرمان والفراولة؛ والفاكهة البرتقالية كالبرتقال والماندارين؛ والفاكهة الصفراء كالبرقوق والشمام والأناناس، وكذلك الخضروات مختلفٌ ألوانها، مثل الفلفل متعدد الألوان الأصفر والأحمر والأخضر، وفي هذا المقال سنتعرف على البيتا كاروتين، تلك المادة الصبغية المسؤولة عن تنوع الألوان في الخضروات والفاكهة.

ما هو البيتا كاروتين؟ 

البيتا كاروتين هو المكون الصبغي الذي يعطي الخضروات والفواكه اللون الأصفر والبرتقالي والأحمر، كما أن الجسم يقوم بتحويله إلى فيتامين أ (Vitamin A) الذي يلعب دورًا هامًا في نمو الخلايا، والحفاظ على صحة الأعضاء كالقلب والكلى والرئتين.

فوائد البيتا كاروتين

تتعدد الفوائد ما بين فوائد للجلد والنظر وحماية من بعض الأمراض وفوائد أخرى منها ما يلي:

يعمل كمضاد للأكسدة

العديد من الدراسات أثبتت أن الطعام الغني بمضادات الأكسدة يعزز جهاز المناعة، ويقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، كما أن مضادات الأكسدة تحمي الجسم من الشوارد الحرة (Free Radicals) التي تدمر خلايا الجسم عن طريق أكسدتها.

يحسن الوظائف الإدراكية

هناك افتراض علمي أن مضادات الأكسدة (مثل الكاروتينات وفيتامين أ) تعمل على تنشيط الذاكرة، كما أن بعض الدراسات العلمية لاحظت أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكاروتينات لفترات طويلة له تأثير إيجابي على الذاكرة والإدراك بصفة عامة.

يحمي الجلد

أظهرت الأبحاث أن مضادات الأكسدة تساعد على صحة الجلد ومظهره وتقيه من أشعة الشمس الضارة (UV radiation)؛ كما تساعد على تقليل الالتهاب ولها تأثير مهدئ على الجلد مما يؤخر من ظهور علامات الشيخوخة على البشرة ويكسبها نضارةً ويجعلها أكثر حيوية.

يقي من مرض السرطان

هناك بعض الأدلة على أن الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، مثل الفاكهة والخضروات، توفر تأثيرًا وقائيًا ضد بعض أنواع السرطان، حيث لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون المستويات الموصى بها من الفاكهة والخضروات التي تحتوي على مضادات الأكسدة أقل عرضة للإصابة بسرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والمعدة والأمعاء وكذلك سرطان الرئة.

يحافظ على صحة العينين

يعتبر البيتا كاروتين مصدرًا لفيتامين (أ) داخل الجسم حيث يعتبر فيتامين (أ) ضروري للحفاظ على صحة النظر والعينين كما أثبتت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن نقص فيتامين (أ) يسبب العشى الليلي (Night Blindness).

مصادر البيتا كاروتين

هناك العديد من الأغذية الغنية بالكاروتينات من خضروات وفاكهة وكذلك تتواجد الكاروتينات في الأعشاب والتوابل وهم كالآتي:

الأغذية الغنية بالكاروتينات

• المشمش.
• الجزر.
• البطاطا الحلوة.
• السبانخ.
• البروكلي.
• البصل.
• البازلاء.
• البروقوق.
• الفلفل.
• نبات الهليون (Asparagus).
• الكرنب الصيني (Chinese cabbage).
• الثوم المعمر (Chives).
• سلطة الفواكه.
• قرع العسل (اليقطين).

الأعشاب والتوابل الغنية بالكاروتينات

• الفلفل الحلو (بابريكا).
• الفلفل الحار.
• البقدونس.
• الكزبرة.
• البردقوش.
• الميرمية (Sage).

اقرأ أيضًا: مكملات فيتامين البيوتين حقيقة أم وهم !

تركيز البيتا كاروتين في الطعام

بحسب قواعد البيانات التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية عن تركيز البيتا كاروتين في الأغذية تبين التالي:

• 100 جرام من الجزر المطبوخ يمد الجسم بما مقداره 8.27 ميكروجرام.
• 100 جرام من السبانخ المطبوخة – دون إضافة دهون – تمد الجسم بما مقداره 6.1 ميكروجرام.
• 100 جرام من البطاطا الحلوة تمد الجسم بما مقداره 9.4 ميكروجرام.

ومن الجدير بالذكر أنه عند خلط تلك الأطعمة مع زيت صحي مثل زيت الزيتون يمكن أن يعزز من امتصاص تلك الأطعمة.

اقرأ أيضًا: هل الفيتامينات مضرة بالصحة أم مفيدة ؟

الجرعات الموصى بها

يتوافر مكمل البيتا كاروتين في صورة كبسولات جيلاتينية رخوة، وينصح بتعاطي وجبة تحتوي على 3 جرام من الدهون مع الكبسولة نظرًا لأن البيتا كاروتين يذوب في الدهون مما يساعد على سهولة امتصاصه.

لا يوجد جرعات يومية محددة موصى بها على وجه الدقة، وإن كان بعض الأطباء ينصحون بتناول جرعات ما بين 10000 إلى 83000 وحدة دولية يوميًا، والأفضل الحصول على الجرعات المطلوبة عن طريق تناول الفاكهة والخضروات حيث أن تناول 5 حصص يومية من الخضروات والفاكهة يكفي للحصول على الجرعات المطلوبة.

ملحوظة: المرضى الذين يعانون من مرض بروتوبورفيريا المولدة للكريات الحمراء (erythropoietic protoporphyria) سيقوم الطبيب بطلب تحليل لقياس نسبة البيتا كاروتين في الدم، بعدها سيحدد الجرعة المناسبة لهم.

الجرعات الآمنة أثناء الحمل والرضاعة

على الرغم من أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات لم تسفر عن ضرر يلحق بالجنين جراء تعاطي الكاروتينات، لكن لا توجد معلومات كافية تحدد المستوى الآمن المسموح به للحامل والمرضع، وعليه فلا ينصح بتعاطي مكملات الكاروتين للحامل والمرضع إلا تحت إشراف طبي.

هل هناك أضرار للبيتا كاروتين؟

إن تعاطي كميات كبيرة من الكاروتينات قد يصبغ لون الجلد باللون البرتقالي، ولم يثبت علميا أن هناك أضرار ناتجة عن زيادة الكاروتينات في الجسم، على عكس الضرر الذي قد يسببه ارتفاع معدلات فيتامين (أ) عن مستوياته الطبيعية في الجسم.

يمكن أن يسبب الإفراط المزمن في تناول فيتامين (أ) الدوخة والغثيان وآلام المفاصل والغيبوبة.

التداخلات الدوائية للبيتا كاروتين

قد يحدث تداخلات دوائية مع بعض الأدوية، وذلك بتقليل فاعلية الدواء أو تثبيط عمله، وإليك أمثلة ببعض الأدوية التي تتأثر بالبيتا كاروتين:

• الستاتين (Statins): يقل تأثير أدوية الستاتين (مثل ليبيتور، زوكور) مع المرضى الذين يتعاطون الكاروتين وفيتامين (ج) وفيتامين (هـ) والسيلينيوم.
• بعض الأدوية الخافضة للكوليسترول: أدوية مثل الكوليسترامين والكوليستيبول تعمل على تقليل مستويات البيتا كاروتين في الدم بمقدار 30 – 40%.
• بعض الأدوية الخافضة للوزن: أدوية الأورليستات المستخدمة بغرض إنقاص الوزن تقلل من امتصاص البيتا كاروتين بمعدل 30%، وبذلك تقل مستويات الكاروتين في الدم.
• الزيوت المعدنية: تستخدم الزيوت المعدنية في علاج الإمساك، وعند استخدامها تقلل من مستويات الكاروتين في الدم، لذا ينصح بتناول الزيوت المعدنية على معدة فارغة؛ وفي حال تناول مكملات الغذائية بالتزامن مع الزيوت المعدنية يجب وضع فاصل زمني قدره ساعتين قبل أو بعد الزيوت المعدنية.

بيتا كاروتين مصدر آمن لفيتامين (أ)

إن تعاطي المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (أ) بكميات كبيرة قد يكون سامًا حال ارتفاع مستوياته في الجسم عن المعدلات الطبيعية، لكن جسم الإنسان يستطيع الحصول على فيتامين (أ) بالقدر الكافي للجسم وذلك من خلال البيتا كاروتين؛ لذا فإنه مصدر آمن للحصول على فيتامين (أ)؛ ومع ذلك لوحظ أن وجود البيتا كاروتين بمستويات مرتفعة داخل الجسم قد يكون ضار بالمدخنين.

إن تناول طعام غذائي متوازن ومتكامل غني بالخضروات والفاكهة التي تمد الجسم بالفيتامينات اللازمة والضرورية للعمليات الحيوية داخل جسم الإنسان لاسيما الخضروات والفاكهة الغنية بالبيتا كاروتين يساعد على حياة صحية، ويعزز من مناعة الجسم مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض.