البهاق.. الأسباب والمضاعفات والعلاج

البهاق من الأمراض الجلدية التى تسبب رعبا وإزعاجا للمريض, نظرا لما يتسبب فيه من تغير فى شكل الجلد يتسبب فى مشكلات نفسية للمريض, نظرا لشعوره بالإختلاف, كما يمكن أن يتسبب فى تعرض المريض للتنمر من المحيطين به, أو أن يتجنبه الناس خشية العدوى.
حول أسباب البهاق والمضاعفات التى قد تنتج عنه , يدور ذلك الموضوع من موضوعاتنا فى دكتور كشكول, وكذلك عن طرق العلاج الممكنة وفرص نجاحها.
ما هو البهاق؟
البهاق هو حالة مناعة ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعى خلايا إنتاج صبغ الميلانين فى الجلد فيقوم بتدميرها.
وخلايا إنتاج صبغ الميلانين فى الجلد هى الخلايا المسؤولة عن انتاج الصبغ الذى يعطى الجلد لونه تبعا للصفات الوراثية لصاحبه, فكلما زاد انتاجها من هذا الصبغ كلما زادت دكانة لون البشرة, والعكس صحيح.
فأصحاب البشرة البيضاء تنتج خلايا لإفراز الميلانين لديهم كميات قليلة من هذا الصبغ, بينما أصحاب البشرة السوداء هم أصحاب أكبر نصيب منه, وبين هاتين الدرجتين تتنوع ألوان البشرة تبعا للصفات الوراثية لكل شخص.
وفى مرض البهاق, يقوم الجهاز المناعى بالهجوم على خلايا إفراز صبغ الميلانين, فتكون النتيجة تدمير تلك الخلايا وموتها, فيفقد الجلد لونه فى المنطقة المصابة ويظهر على شكل بقعة عديمة اللون فى الجلد, وهذه كل أعراض المرض, بقع جلدية عديمة اللون, لا شىء غير هذا.
أقرأ أيضاً: الصدفية.. أنواعها وأعراضها وعلاجها
هل حالة عدو الشمس نوع من البهاق؟
لعل الكثيرين منكم يتسائلون الآن, هل الطفل الألبينو أو عدو الشمس, هو مريض بهاق؟
الإجابة بكل بساطة هى لا, الألبينو أو عدو الشمس هو طفل يولد بدون خلايا إفراز الميلانين من الأصل, وهى صفة وراثية يرثها الطفل من أحد أفراد عائلته, تكون نتيجتها أن يصبح جلد الطفل وشعره وعينيه بلا لون , وهى صفة وراثية وليست حالة مرضية.
أما البهاق ففيه يكون المريض شخصا طبيعيا تماما, ولكن مناعته إضطربت فهاجمت خلايا صبغ الجلد عنده, ففقد الجلد لونه, أى أنه مرض من أمراض المناعة الذاتية.

هل هناك سن معينة لحدوث البهاق؟
من الممكن أن يصيب البهاق الشخص فى أية سن, ولكنه غالبا يحدث قبل سن العشرين, أى فى مرحلة الطفولة أو المراهقة.
أنواع البهاق
ينقسم البهاق تبعا للمنطقة من الجلد التى يستهدفها الجهاز المناعى إلى:
- البهاق العام: وهى حالة تشيع فيها الإصابة فى الجلد كاملا بلا تمييز, أى أن بقع البهاق تنتشر فى جميع أجزاء الجسم.
- البهاق القطعى أو الجانبى أو النصفى: وهو البهاق الذى يستهدف نصف الجسم دون النصف الآخر.
- البهاق الوجهى: وهو الذى يستهدف الوجه أو الكف أو القدم دون بقية الجسم.
ومن غير الممكن التنبؤ بتطور المرض, فمن الممكن أن تظل الإصابة فى بقعة محددة من الجسم, ومن الممكن أن يستمر بإنتشاره حتى يشمل الجسم كاملا, أى أن كلا من البهاق الوجهى والقطعى يمكن أن يتحول إلى بهاق عام.
أقرأ أيضاً: جلد الوزة – ما هو والأسباب والعلاج
أسباب مرض البهاق
قد يحدث البهاق بلا أسباب واضحة, وقد يحدث كردة فعل لإصابة فى الجلد كحرق الشمس أو الحروق الكيماوية, أو مصاحبا لحالة مناعة ذاتية أخرى.
وعدم وجود سبب واضح للبهاق جعل بعض المعتقدات الشعبية تحاول تفسير أسبابه, فهناك من يعتقد أن تناول السمك مع اللبن فى وجبة واحدة يسببه, وهناك من يزعم أن إستعمال الماء الذى تعرض لحرارة الشمس فى الإستحمام أو غيره هو ما يسببه, ولكن واقع الأمر أن جميع هذه الأسباب مجرد موروثات شعبية لا أساس لها من الصحة, فليست هناك علاقة بين نوعية الغذاء أو الإستحمام بماء قد سخنته الشمس وبين الإصابة بالبهاق.
هل البهاق حالة معدية؟
البهاق حالة مناعية تخص جسم المصاب بها , ولا ينتقل بأى صورة من صور نقل العدوى, كما أنه ليس حالة وراثية أى لا يورثه المريض إلى أبنائه.
وعلى هذا فيمكن التعامل مع مريض البهاق بكل صور التعامل كأى شخص عادى بلا أدنى خوف من إنتقال العدوى.

مضاعفات البهاق
بصفة عامة يمكن القول أن مضاعفات البهاق قليلة الحدوث إلى حد كبير, كما أنها تحتاج إلى فترة طويلة من وقت ظهور الإصابة لتحدث, قد تمتد تلك الفترة لعشرات السنين, وقد تكون أحد المضاعفات التالية:
- الإصابة بسرطان الجلد وحروق الشمس لعدم قدرة الجلد على حماية نفسه من الأثر الضار لأشعة الشمس.
- مشكلات العينين: وذلك إذا هاجم البهاق خلايا ملتحمة العين أو القزحية.
- الصمم فى إحدى الأذنين أو كلتهيما.
أقرأ أيضاً: أضرار التعرق المفرط على الجلد والشعر
علاج البهاق
بصفة عامة لا يمكن القول أن هناك علاج للبهاق, ولهذا ينصحك دكتور كشكول عزيزى المريض بعدم الإنسياق وراء محاولات ترويج أدوية وهمية تزعم قدرتها على علاج المرض من أعشاب أو كريمات أو غيرها, فالبهاق مصنف للأسف بأنه مرض بلا علاج لأنه لا يوجد علاج يمكنه إحياء الخلايا الميتة من جديد.
وهدف العلاج هو منع تقدم المرض, ومحاولة تخفيف أثره المشوه للجلد وذلك من خلال إحدى العلاجات الآتية:
- العلاج الدوائى: ويكون عن طريق مثبطات المناعة التى تهدف إلى إيقاف تقدم الإصابة, بكبح الجهاز المناعى عن مهاجمة خلايا الميلانين بالجلد.
- علاج تجميلى: ويستهدف تحسين مظهر الجلد المصاب بعدة طرق مثل حقنه بالصبغة, أو تمديد الجلد السليم ثم بسطه على موقع الجلد المصاب بإستئصال الجزء المصاب وتغطيته بالجزء السليم الذى تم تمديده, أو إجراء ترقيع للمنطقة المصابة بجلد سليم من منطقة أخرى من الجسم كما يحدث فى علاج آثار الحروق.
- العلاج الضوئى بإستعمال أنواع من أشعة الليزر على المنطقة المصابة, والذى يكسبها لونا يغطى أثر الإصابة.
وواقع الأمر أنه ليس هناك ما يمنع انتكاس المريض بعد العلاج, إذا حدث وعاود الجهاز المناعة مهاجمته الجزء من الجلد الذى تم علاجه.