علاج الإصبع المضروب وأسبابه ومضاعفاته

الإصبع المضروب هو مصطلح يطلق على عدوى تصيب الإصبع ويطلق عليه أيضًا “الإصبع المدوحس” واسمه العلمي هو “الداحس الهربسي”. وهذا المرض له علامات وأسباب تميزه عن باقي الأمراض التي تصيب الأصابع، وسوف نتعرف في هذا المقال على تعريفه وأعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه.
ما هو مرض الإصبع المضروب؟
الإصبع المضروب (whitlow finger) هو مرض فيروسي معد ومؤلم للغاية ينشأ في الإبهام وأطراف الأصابع ونادرًا ما يصيب أصابع القدم وجلد الأظافر، ويؤدي إلى ظهور بثور وتقرحات مؤلمة وتورم وتغير في لون الجلد. وينقسم إلى نوعين:
- الداحس الهربسي ( Herpetic Whitlow).
- الداحس الميلاني (Melanotic Whitlow).
ويعد الداحس الهربسي هو الأكثر انتشارًا.
اقرأ أيضًا: علاج الظفر الغائر بالاعشاب نهائيًا خلال 10 أيام
سبب الإصابة بالإصبع المضروب
إن السبب الرئيسي للإصابة بمرض الإصبع المضروب هو فيروس هيربس البسيط (herpes simplex) من النوعين الأول والثاني. وينتقل النوع الأول (HSV-1) إلى الإصبع عن طريق ملامسة المكان المجروح بسوائل الجسم الملوثة بالفيروس مثل اللعاب أو قرح الفم، وقد يحدث أيضًا بسبب عدوى بكتيرية في أطراف الأصابع. أما النوع الثاني (HSV-2) فينتقل بشكل أساسي عن طريق الأعضاء التناسلية من خلال الممارسة الجنسية. ومن النادر أن ينتقل من الأم إلى المولود أثناء الولادة.
اقرأ أيضًا: فيروس ابشتاين بار | الأعراض والعلاج
عوامل الخطر للإصابة بالإصبع المضروب
هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالإصبع المضروب، من أهمهما:
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- عادة قضم الأظافر.
- تعرض الإصبع للجرح أو الإصابة.
- ممارسة المهن الطبية.
أعراض الإصبع المضروب
عادةً ما تظهر الأعراض على إصبع واحد ولكن يمكن أن تظهر في أكثر من إصبع في آن واحد. ومن الأعراض التي تظهر على الإصبع:
- البثور والقرح.
- الاحمرار وتغير لون الجلد.
- التورم.
- الألم الشديد والشعور بالحرقة.
- التنميل.
- الشعور بالحكة.
ومن الأعراض التي تظهر على الجسم عمومًا:
- الحمى، قد تشير الحمى المرتفعة التي تزيد عن 38 درجة ونقص الوعي إلى خطورة العدوى وتطور المرض.
- التهاب الغدد اللمفاوية.
- بثور وتقرحات على أجزاء أخرى من الجسم.
- تضخم العقد اللمفاوية في الذراع.
- آلام في الجسم.
وقد تحدث الإصابة بالفيروس دون أعراض ظاهرة.

تشخيص الإصبع المضروب
سيسألك الطبيب عن الأعراض الظاهرة وتاريخك المرضي ثم يفحصك، وقد تخضع أيضًا لفحوصات دم أو يتم أخذ مسحة من السائل الموجود داخل القرح والبثور لمعرفة سبب العدوى والتأكد من نوع الفيروس المسبب للمرض، ومن الاختبارات المستخدمة لتأكيد التشخيص:
- زراعة الفيروس (viral culture test).
- اختبار الأجسام المضادة الفلورية المباشر (direct fluorescent antibody test).
- اختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل (polymerase chain reaction test).
- اختبار سيرولوجي (serology test).
- اختبار تسانك (Tsank test).
اقرأ أيضًا: عملية الظفر الغائر وأسباب وأعراض الظفرالغائر
علاج الإصبع المضروب
يعد الإصبع المضروب مرض ذاتي الحد؛ أي أن الفيروس المسبب للالتهاب يحد من نموه تلقائيا بعد فترة، لذا فإنه يختفي من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين إلى أربع أسابيع، ولكن اتخاذ التدابير اللازمة وأخذ العلاج من شأنه أن يعجِّل بعملية الشفاء، وهناك طرق عدَّة للعلاج، من أهمها:
- التخدير الموضعي لتقليل الألم والحكة.
- الأدوية المضادة للفيروسات مثل أسيكلوفير، وهي فعالة في حال البدء بتناولها خلال الـ 24 ساعة الأولى من ظهور الأعراض فقط.
- المسكنات لتقليل الألم والحمى (إذا كانت موجودة) مثل الأيبوبروفين والأسيتامينوفين.
- العلاج الكهربي.
وهناك أشياء يمكنك القيام بها في المنزل للمساعدة في منع انتشار العدوى، مثل:
- المحافظة على نظافة الإصبع المصاب وتغطيته.
- عدم ملامسة الأجزاء الأخرى من جسمك بالإصبع المصاب.
- استخدام النظارات بدلاً من العدسات اللاصقة لتجنب إصابة عينك.
- عدم محاولة إخراج السائل من الإصبع المصاب، فالقيام بذلك قد يتسبب في انتشار العدوى.
- وضع ضاغط بارد على الإصبع المصاب لتقليل الورم.
مع العلم أنه قد تعود الإصابة مجددًا بعد الشفاء بفترة، ولكن تساعد الأدوية المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم لفترة طويلة في الوقاية من حدوث المزيد من النوبات عند الأشخاص الذين يعانون من تكرار العدوى.
مضاعفات الإصابة بالإصبع المضروب
يمكنك تجنب التعرض لمضاعفات الإصبع المضروب من خلال اتباع خطة العلاج التي يحددها لك الطبيب المختص، و تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- التنميل.
- الندوب.
- الالتهابات البكتيرية.
- الالتهاب الدماغي.
- التهاب السحايا.
- التهاب زليل الوتر.
- الألم وعدم الراحة.
- انتشار العدوى.
- تقرحات الجلد والالتهابات.
- إصابة الأغشية المخاطية العينيَّة.

الفرق بين الداحس الهربسي والتهاب حول الظفر
في كثير من الأحيان يمكن الخلط بين مرض الإصبع المضروب ومرض التهاب حول الظفر. ولكن التهاب حول الظفر يصيب حافة الظفر حيث يصبح الجلد أحمرًا ومنتفخًا وبه ألم شديد ثم تسبب بكتيريا المكورات العنقودية خراجًا مليئًا بالقيح مما يستدعي الرعاية السريعة لتجنب تطور الخراج، ويمكن علاجه في المنزل.
اقرأ أيضًا: الهربس التناسلي – الأعراض والوقاية والعلاج
مدى انتشار مرض الإصبع المضروب
يمكن العثور على هذه العدوى في أي فئة عمرية. ومع ذلك، فهو أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين يمصون إبهامهم، والأشخاص الذين سبق لهم التعرض للفيروس في أماكن أخرى من الجسم، وأيضًا عند مقدمي الرعاية الصحية سواء الأطباء البشريين أو أطباء الأسنان الذين يتعرضون لملامسة سوائل الغشاء المخاطي للمرضى عن طريق الفم مع عدم ارتداء القفازات.
الوقاية من مرض الإصبع المضروب
يجب على العاملين بمجال الرعاية الصحية وقاية أنفسهم من الأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس، وذلك من خلال المحافظة على ارتداء القفازات أثناء الكشف على المرضى، وغسل الأيدي جيدًا والأخذ بجميع الاحتياطات اللازمة.
في النهاية ينبغي على المريض أن يكون على وعي كاف بالمرض وكيفية علاجه وبطرق العدوى حتى يقي نفسه ومن حوله التعرض لهذا المرض، فيجب عليه أن يلتزم بالعلاج الذي يحدده له الطبيب ويمتنع عن العادات السيئة التي من شأنها زيادة الإصابة.