الإسعافات الأولية للتعامل مع الجروح

الجروح, من اشيع الإصابات حدوثا, فلا يوجد شخص لم يتعرض لها خلال حياته اليومية, ناهيك عن أن بعض المهن يتعرض العاملون بها للجروح بحكم طبيعة أعمالهم, كالجزارون والحرفيين وحتى الأطباء أنفسهم.
كما أن الأطفال الصغار, يتعرضون للجروح والخدوش بشكل شبه يومى, نتيجة لعبهم المستمر أو عبثهم بالألات الحادة والخادشة.
لهذا فإن إسعاف الجروح من الأمور الهامة التى يجب أن يعرفها كل شخص, فهى تعتبر من لوازم الحياة اليومية للناس التى يحتاجون إليها بإستمرار.
فى هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, نستكشف معا ما يجب أن يعلمه الجميع عن الجروح وكيفية التعامل معها حال حدوثها, ومتى يمكن إعتبار الجرح بسيطا يكفيه الإسعاف الأولى, ومتى يجب إصطحاب المصاب إلى المستشفى للتعامل مع الجرح, فتعالوا لنقرأ السطور التالية.
تعريف الجرح
من المعروف للجميع, أن جسم الإنسان مغطى بالجلد, الذى يحمى أعضائه الداخلية, ويحمى أوعيته الدموية أيضا.
والجلد أحد أعضاء جسم الإنسان, وبالتالى فله إمداده الدموى الذى يوفر له حاجته من الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية, كما أن له أوردة دموية تحمل الدم منه إلى القلب ليعاد تنقيته وتحميله بما يحتاجه الجلد مرة أخرى.
ومن لوازم إحتفاظ الجلد بتلك الوظيفة أن يكون سليما, وإذا تعرض الجلد للقطع, فإنه يفقد وظيفته فى حماية ما تحته من أعضاء, وكذلك حماية الأوعية الدموية من القطع وفقدان الدم المار فيها.
وبهذا يمكن أن تعتبر الجرح, هو قطع نافذ فى الجلد, يمكن أن يكون قاصرا عليه فقط, ويمكن أن يكون عميقا فيمتد إلى ما تحت الجلد من الأعضاء المختلفة, تبعا لمكان الجرح.

خطورة الجروح
- فقدان الدم عن طريق القطع الحادث فى الأوعية الدموية التى يقطعها مسار الجرح (النزيف).
- تعريض الأعضاء التى يمر بها الجرح والتى تلى الجلد للتهتك إن كان الجرح عميقا.
- الجرح ممر مفتوح يمكن أن تنفذ منه الجراثيم المختلفة إلى داخل الجسم, وبالتالى حدوث العدوى, سواء فى مكان الجرح نفسه أو قد تمتد العدوى إلى الطبقات الداخلية من الجسم أو إلى الدم فتنتشر إلى الجسم كله.
- وسيلة لنقل بعض الأمراض المعدية بالدم, كالأيدز والفيروسات الكبدية إذا تم الجرح بآلة ملوثة بتلك الفيروسات أو تعرض الجرح لدم ملوث بها وهو مازال حديثا لم يلتئم بعد.
- الفقدان الشديد للدم الذى قد يودى بحياة المصاب, إذا كان مصابا بأمراض تفقد الدم قدرته الطبيعية على التجلط لإيقاف النزف, كالهيموفيليا والتليف الكبدى.
أهداف إسعاف الجروح
- حماية الجرح من التلوث والعدوى.
- إيقاف النزف.
- تسكين الألم الناتج عن الجرح.
أنواع الجروح
- الجروح القطعية
هى الجروح التى تحدث بآداة منتظمة الحافة, كالسكين أو الموسى, والتى تقطع الجلد بشكل منتظم الحواف ايضا, ولا تتخطى الجلد إلى ما تحته .
- الجروح النافذة
هى الجروح التى تنفذ فيها الأداة المحدثة للجرح إلى ما تحت الجلد من أعضاء, وقد تنفذ من جانب العضو الآخر، كالطعنات وإصابات الطلقات النارية والشظايا .
- السحجات
هى سلخ للطبقة الخارجية من الجلد, نتيجة إحتكاكه بجسم صلب خشن, وأشهرها سحجات الركبة التى تحدث للأطفال عند سقوطهم وإحتكاك ركبهم بالأرض, وهى عادة جرح بسيطة .
- الثقوب
هى الجروح التى تحدث نتيجة إختراق جسم مدبب للجلد, كالأبر والدبابيس, وهنا يكون محيط الجرح دقيقا وقد لا يلاحظة اصلا, وهو ما يعرف بالوخذ.
- القذائف
هى جروح تنتج عن إصطدام جسم صلب بالجلد بقوة تسبب تهتكه, كالقذف بحجر مثلا أو الضرب بهراوة, وعادة تكون جروحا غير منتظمة الشكل.
إسعاف الجروح
- إغسل يديك جيدا بالماء والصابون وتجنب التعامل مع الجرح قبل هذه الخطوة تجنبا لتلويث الجرح بالبكتيريا التى قد تكون على يدي المسعف .
- إضغط على الجرح بقوة بقطعة من الشاش أو القماش النظيف .
- إذا ابتلت قطعة الشاش الملاصقة للجرح بالدم فلا ترفعها عن الجرح لتبديلها, بل ضع عليها هى نفسها قطعة أخرى من الشاش النظيف وإستمر فى الضغط.
- إرفع العضو المصاب بالجرح عن جسم المصاب, لأبطاء سريان الدم إليه, فهذا يساعد فى إيقاف النزيف.
- بعد توقف النزف قم بتنظيف الجرح بالماء والصابون برفق .
- إحرص على إزالة الأجسام الغريبة من الجرح كالأتربة والرمال وقطع الزجاج, إن كانت فى محيط بصرك أثناء تنظيف الجرح.
- نظف محيط الجرح بالماء والصابون أيضا.
- جفف الجرح برفق بقطعة نظيفة من القماش أو الشاش.
- قم بتغطية الجرح بطبقة من الفازلين الطبى أو المرهم المضاد للبكتريا.
- قم بتغطية الجرح بضمادة معقمة.
- أعط المصاب الباراسيتامول كمسكن للألم إن كان يشعر بالألم.
- قم بتغيير الضمادة يوميا حتى يلتئم الجرح.
- فى حالة كون الجرح ناتج عن عضة حيوان أليف معروف لدى أصحابه, فلا تجب خياطة الجرح أو تغطيته, بل يكتفى بتنظيفه ووضع مطهر للجروح أو مرهم مضاد للبكتريا على الجرح ويترك مفتوحا.

متى يجب عرض الجرح على الطبيب
- إذا كان الجرح كبيرا أو عميقا بشكل يصعب إيقاف نزفه وتنظيفه, وقد يكون مصحوبا بتهتك فى الأعضاء الداخلية للمصاب.
- إذا عجز المصاب عن تحريك العضو المجروح أو شعر بالتنميل فيه.
- إذا كان بالجرح جسم غريب كبير الحجم, كقطعة زجاج كبيرة الحجم مثلا أو سكين, فعندها لا تجب محاولة إزالة الجسم من الجرح لأن ذلك يزيد من النزف ويزيد من تهتك الجزء المصاب, بل أبق الآلة الجارحة مثبتة فى مكانها حتى تصل بالمصاب إلى المستشفى, محاولتك نزع السكين من جسم المطعون بها قد تؤدى لوفاته أو إصابته بالشلل.
- إذا حدث الجرح فى مكان يحتمل تلوثه بروث الحيوانات كالشارع أو الحقل, لأن المصاب هنا يحتاج لحقنه بمصل الكزاز (التيتانوس) إذا كان قد مر على آخر تطعيم له ضد التيتانوس أكثر من خمس سنوات.
- إذا حدث الجرح بآلة ملوثة كإبرة ملوثة أو مسمار صدىء أو محقن ملوث.
- إذا كان بالجرح أجسام غريبة غائرة دقيقة الحجم, كقطع الزجاج والرمال وفتات الأخشاب.
- إذا غلب على الظن أن الجرح ملوث كحدوثة فى مكان ملوث أو بآلة ملوثة.
- إذا كان الجرح بسبب عضة حيوان مجهول الهوية, فقد يكون الحيوان مصابا بالسعار وهذا يوجب تطعيم المصاب ضد السعار وعدم المغامرة بحياته.
علامات التهاب الجروح التى توجب مراجعة الطبيب
- الألم الشديد فى موضع الجرح.
- إحمرار محيط الجرح وتورمه.
- إرتفاع حرارة المصاب.
- خروج إفرازات صديدية من الجرح.
- تأخر التئام الجرح عن أسبوع.
- إصابة المريض بعلامات تلوث الدم (ضيق التنفس – خفقان القلب – الرجفة – التعرق – إرتفاع الحرارة).
الوقاية من حدوث الجروح
برغم كون الجروح من الإصابات التى يصعب تجنبها, إلا أن هناك بعض الإحتياطات التى ينصحك بها دكتور كشكول, لمحاولة الحد من إحتمالات حدوثها:
- حفظ الألات الحادة والخادشة فى أماكن آمنة.
- حفظ الألات الحادة والخادشة بعيدا عن متناول الأظفال.
- الأنتباه والتركيز عند إستعمال الألات الحادة والخادشة.
- عدم إستعمال الألات الحادة فى حالة تناول أدوية كتب فى نشرتها الداخلية أنه لا يجب على مستخدمها التعامل مع الألات الحادة.
- تأمين أماكن لعب الأطفال مما قد يسبب سقوطهم بقدر المستطاع.