الألبومين Albumin .. أهميتة والمعدل الطبيعي في الدم

د.منة الله أمجد 2022-06-26

719 4 دقائق

تخيل معي أن الخلايا الموجودة في جسدك ما هي إلا أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل، إذا فقدت هذه الأكياس الصغيرة الكثير من السوائل سوف تنكمش، وإذا زادت السوائل عن الطبيعي فإنها تنفجر، لذا يحاول جسدك الحفاظ على نسبة السوائل في الخلايا بشكل طبيعي، هنا يكمن دور الألبومين الساحر حيث يضمن امتلاء الخلايا بمستويات مناسبة من مختلف السوائل الأساسية.

اعرف المزيد عن تعريفه، أهميته، المعدل الطبيعي الموجود في الدم، أسباب نقصه أو زيادته وكيفية علاجها.

تعريف الألبومين Albumin

هو واحد من أهم البروتينات الموجودة في مجرى الدم حيث يشكل حوالي 50-60٪ من إجمالي بروتينات البلازما. يتم إنتاجه من قبل الكبد (المصنع الرئيسي)، ويتم إطلاقه في مجرى الدم بمعدل 10-15 جم يوميًا، يتراوح المعدل الطبيعي للألبومين في الدم من 3.5 إلى 5 جرامات لكل ديسيلتر.

الألبومين هو بروتين قابل للذوبان في الماء بوزن جزيئي يبلغ 66/5 كيلو دالتون، وهو البروتين الرئيسي المسئول عن تنظيم الضغط التناضحي للخلايا، كما أنه يعمل على نقل البروتينات التي تحمل شحنات سالبة مثل الأحماض الدهنية والبيليروبين والعديد من الأدوية وبعض الهرمونات مثل الكورتيزول والثيروكسين.

أهمية الألبومين

هو بروتين متعدد الوظائف حيث ترتبط وظائفه البيولوجية بتكوينه الجزيئي، بنيته المعقدة وتوزيعه داخل الجسم (داخل وخارج الأوعية وداخل الخلايا). شحنته السالبة وتركيزه العالي داخل الأوعية هما الأساس لدوره كمنظم رئيسي لحجم السوائل داخل الأوعية، ويتميز بوظائفه المتعددة وأهمها:

التحكم في الضغط الجرمي الغرواني: الألبومين له وزن جزيئي أقل من متوسط وزن الجلوبيولين في الدم ولكن تركيزه أعلى، مما يعطي له أهمية تناضحية كبيرة وبالتالي يساهم في 80 ٪ من إجمالي الضغط الجرمي الغرواني في البلازما.
يمثل الضغط التناضحي الناتج عن تركيزه في الدم حوالي 60 ٪ من إجمالي الضغط الجرمي، و 40 ٪ المتبقية تعزى إلى الشحنات السالبة المحيطة بالبروتين والتي تجذب وتحتفظ بالكاتيونات وخاصةً Na+ في الأوعية الدموية، ويسمى هذا التأثير بتأثير جيبس-دونان.
القدرة على ربط ونقل المواد المختلفة: إن وجود شحنة صافية ومواقع ارتباط تمكنه من الارتباط بمواد مختلفة ونقلها مثل الأيونات غير العضوية، الفيتامينات، الأحماض الدهنية، البيليروبين، الهرمونات، الثيروكسين، الستيرويدات والأدوية.
التأثيرات المضادة للأكسدة: إن الإجهاد التأكسدي الناتج عن أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) أو أنواع النيتروجين التفاعلية (RNS) قد يسبب تلف الجزيئات، مما يؤدي إلى تراكم المنتجات النهائية السامة والتي قد تتسبب في اختلال الوظائف الخلوية والإصابة بالالتهابات وتصلب الشرايين.
من الناحية الفسيولوجية، يحتوي على مجموعات ثيول وفيرة، وهو ما يمثل 80 ٪ من إجمالي الثيول في الجسم وعلاوة على ذلك، فإن عددًا من المواد المرتبطة به مثل أكسيد النيتريك والبيليروبين تمتلك خصائص مضادة للأكسدة مما يساهم في حماية إضافية.
لزوجة الدم ووظيفة الأوعية الدموية: قد أظهرت الدراسات أن نقص الألبومين يزيد من لزوجة الدم وبالتالي فإن الحفاظ على مستواه الملائم يساعد في الحفاظ على سيولة الدم، كما ثبُت أن نقص الألبومين في الدم يقلل من الاستجابة لتأثير أكسيد النيتريك الموسع للأوعية.
تأثيرات مضادة للتجلط: يعتمد تركيز البروستاسيكلين، وهو موسع للأوعية يحدث بشكل طبيعي و مثبط قوي لتجمع الصفائح الدموية، على تركيز الألبيومين في الدم.
كذلك أثبتت الدراسات أن للألبومين نشاط مضاد للتجلط يشبه الهيبارين ويمكن تفسير ذلك من خلال التشابه في التكوين والشحنة مع الهيبارين.
تنظيم نقل الكولسترول: على الرغم من أنه لا يحتوي على مواقع ارتباط محددة للكولسترول، إلا أنه يعتبر منظم لنقل الكولسترول وخروجه من الخلايا والحفاظ على المعدل المناسب من الكوليسترول أثناء عملية الأيض، وأظهرت الدراسة أن تدفق الكوليسترول انخفض بنسبة 40 في المائة تقريبًا من الخلايا في غياب الألبومين.

اختبار الألبومين في الدم

يتم عمل اختبار الألبومين في الدم لمعرفة كفاءة وظائف الكبد، قد تحتاج إليه بالإضافة إلى اختبارات الدم الأخرى أو تحليل البول إذا كنت تعاني من أعراض لمرض الكبد أو مرض الكلى.

يمكن أن تشير مستوياته أيضًا إلى نقص في العناصر الغذائية الرئيسية وخاصةً البروتين. وقد تشتمل أعراض أمراض الكبد والتي تشير إلى حدوث خلل وظيفي على ما يلي:

كدمات وتورم في البطن أو الساقين.
لون البول يصبح أغمق كما يتحول البراز إلى اللون الشاحب.
اصفرار في البشرة والعينين.
فقدان الشهية والشعور بالإرهاق.
فقدان غير مفسر للوزن.

كما تشتمل بعض الأعراض التي تظهر نتيجة إصابة الكلى على ما يلي:

فقدان للشهية وشعور بالغثيان والقئ.
الشعور بالإرهاق والأرق ونقص التركيز.
التبول المتكرر، وخاصة في الليل (التبول الليلي).
الشعور بالحكة أو جفاف في الجلد.
تشنجات أو ضعف في العضلات.
تورم في القدمين أو الكاحل أو الوجه.
تغير في البول مثل البول الدامي أو الرغوي أو الغامق.

المعدل الطبيعي للألبومين في الدم

تتراوح مستويات الألبومين الطبيعية في دم البالغين من 3.5 إلى 5.5 جرام لكل ديسيلتر.

قد ينخفض مستوى الألبومين في الدم أو يزيد عن المعدل الطبيعي تبعًا لعدة عوامل مما يتطلب متابعته بدقة وعلاج السبب وراء ذلك.

نقص الألبومين في الدم

قد يشير انخفاض مستويات الألبومين في دمك إلى ما يلي:

حدوث عدوى.
التهاب بسبب عدوى في الدم أو جراحة أو أسباب أخرى.
التهاب الأمعاء (IBD).
خلل في وظائف الكلى.
أمراض الكبد، بما في ذلك:
- تليف الكبد.
- أمراض الكبد الدهنية.
- سرطان الكبد.
- التهاب الكبد.
سوء التغذية.
اضطرابات الغدة الدرقية.

يختلف علاج نقص الألبومين في الدم بناءً على سبب انخفاضه، ويمكن أن يشمل علاج نقص ألبومين الدم ما يلي:

تناول نظام غذائي متوازن لمعالجة سوء التغذية.
تناول أدوية ضغط الدم لمعالجة أمراض الكلى أو قصور القلب.
أخذ مضادات حيوية لعلاج الحروق الشديدة.
تناول الأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs).
القيام بالغسيل الكلوي في الحالات الحادة والمزمنة التي تستدعي ذلك.

سيتم مراقبة العلاج عن كثب من قبل مقدم الرعاية الصحية لتتبع الأعراض والتأكد من زيادة مستوى الألبومين في الجسم.

يمكن أن يؤدي نقص الألبومين في الدم إلى تفاقم آثار مرضية أخرى، وقد تتضمن التعقيدات الأخرى ما يلي:

تراكم السوائل في الجسم بما في ذلك حول المعدة والرئتين.
الالتهاب الرئوي.
تلف العضلات.
التقليل من فاعلية بعض الأدوية التي ترتبط به كناقل.

زيادة الألبومين في الدم

قد يشير ارتفاع مستويات الألبومين في دمك إلى ما يلي:

الإصابة بالجفاف.
حدوث إسهال حاد.

يجب معالجة الجفاف المزمن بالزنك والماء، وقد تبين أن الزنك يزيد من إنتاج الريتينول (فيتامين أ) من البيتا كاروتين والذي يقلل من إنتاج الألبومين.

الأطعمة الغنية بالألبومين

يوجد الألبومين في العديد من المنتجات الحيوانية، ويشمل ذلك ما يلي:

اللحم البقري.
الحليب والجبن الأبيض.
البيض.
الأسماك.
الزبادي اليوناني.

يحتاج جسم الإنسان بحد أدنى إلى 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا، حصولك على كميات كافية من البروتين عادةً ما يضمن لك الحصول على القدر المناسب من الألبومين لذا احرص على تناول نظام غذائي متوازن وغني بالبروتينات اللازمة لجسمك.