اعشاب تنظيم الهرمونات .. هل حقًا تساعد على توازن هرمونات الجسم؟

تتحكم الهرمونات في العديد من الوظائف الرئيسية في الجسم، وعندما تحدث بعض الاضطرابات الهرمونية، تستخدم اعشاب تنظيم الهرمونات كعلاج طبيعي لإعادة التوازن الهرموني في الجسم.
فما تلك الأعشاب؟ وما تأثيرها في هرمونات الجسم؟ هذا ما سنذكره.
الهرمونات وتأثيرها على الجسم
الهرمونات هي نواقل كيميائية تفرزها الغدد الصماء في الدم، تؤثر في الصحة العقلية والجسدية والعاطفية، وتؤدي الهرمونات دورًا رئيسيًا في التحكم في الشهية والوزن ودرجة الحرارة وأيضًا الحالة المزاجية.
تساعد الهرمونات والغدد الصماء الجسم على البقاء في حالة اتزان، لذلك عند حدوث أي خلل هرموني يكون هناك بعض الآثار الجانبية ومنها:
- الإجهاد.
- زيادة الوزن.
- نقصان الوزن المفاجئ والغير مبرر.
- ضعف العضلات.
- تصلب أو تورم المفاصل.
- التعرق وزيادة الحساسية للبرد أو الحرارة.
- زيادة أو نقصان معدل ضربات القلب.
- التبول المتكرر.
- زيادة العطش.
- التوتر والقلق.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- العقم.
- اضطرابات الغدد الصماء مثل أمراض الغدة الدرقية.
ومن الجدير بالذكر أنه: تمر النساء بتغيرات في مستوى الهرمونات في أوقات معينة ومنها في أثناء سن البلوغ والحمل وانقطاع الطمث.
وبالمثل يعانى الرجال علامات الاختلال الهرموني في أثناء سن البلوغ ومع التقدم في السن، ولكن غالبًا يكون بمعدل أبطأ وأقل وضوحًا من النساء.
أقرأ أيضًا: علاج الظفر الغائر بالاعشاب نهائيًا خلال 10 أيام
اعشاب تنظيم الهرمونات
هناك بعض الأعشاب التي تعد علاج طبيعي لتنظيم الهرمونات في الجسم أو تؤثر في بعض الوظائف الأخرى ذات الصلة بجهاز الغدد الصماء ومنها:
بذور حبة البركة
تعرف أيضًا باسم الكالونجي أو زهرة الشمر أو الكمون الأسود، تنتج أزهارهًا بذورًا سوداء صغيرة غنية بمضادات الأكسدة. ويمكن إضافة حبة البركة إلى الخبز والسلطات والأطباق الأخرى؛ لانها تتميز بخصائص طبية وتأثيرات علاجية في بعض الحالات ومنها:
- النساء اللاتي يعانين متلازمة تكيس المبايض (PCOS) وهو اضطراب مرتبط بتغيرات في مستوى الهرمونات لدى النساء في سن الإنجاب.
- يظهر مستخلص بذور حبة البركة نشاطًا هرمونيًا مشابه لهرمون الأستروجين لذلك من الممكن الاعتماد عليها في حالات انقطاع الطمث، إذ يفرز الجسم مستويات أقل من هرمون الإستروجين.
- في الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجد أن حبة البركة تساعد في تنظيم مستوى الأنسولين وهرمون التستوستيرون وهرمون LH وهرمونات الغدة الدرقية.
الأشواجندا
تعرف باسم العبعب المنوم أو الجنسنج الهندي وتستخدم كثيرًا في طب الأعشاب ومن فوائدها :
- تساعد الجسم على التخلص من التوتر عن طريق اعتدال المحور الوطائي النخامي الكظري (HPA) في الدماغ، وينتج (HPA) مجموعة متعددة من محفزات الهرمونات بما في ذلك هرمون الكورتيزول، ويسبب اضطراب هرمون الكورتيزول مرض أديسون ومتلازمة كوشينغ.
- تؤكد الدراسات أن تناول الأشواجندا مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع يؤدي إلى إجهاد أقل ونوم أفضل وانخفاض مستوى هرمون الكورتيزول في الدم.
- تؤثر الأشواجندا على هرمونات أخرى ومنها هرمون الإنسولين وهرمون التستوستيرون.
الجدير بالذكر أنه: ينبغى الحذر من تناول الأشواجندا في حالات الحمل والرضاعة الطبيعية وأيضًا الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية أو الغدة الدرقية.
جذور الكوهوش الأسود
تسمى البغبن وعادة ما تأخذ على هيئة كبسولات أو شاي وتستخدم جذور الكوهوش الأسود بكثرة في الطب البديل لأن لها تأثير مشابه لهرمون الأستروجين لذلك تستخدم من قبل النساء لتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) وأعراض انقطاع الطمث.
عشبة كف مريم
تتوفر عشبة كف مريم في شكل مستخلص أو كبسولات وغالبًا تدمج مع أعشاب أخرى مثل الكوهوش الأسود، وهما من اعشاب تنظيم الهرمونات بعد الاجهاض ودعم الصحة الإنجابية وأيضًا علاج أعراض انقطاع الطمث.
وتؤثر عشبة كف مريم على هرمونات أخرى ومنها البرولاكتين والناقل العصبي الدوبامين، وتقلل مستوى هرمون البرولاكتين في الدم وتعالج بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض ومنها ألم الثدي.
البردقوش
يستخدم كمكمل عشبي لتحسين الاضطرابات الهرمونية وتنظيم الدورة الشهرية، ويساعد في علاج متلازمة تكيس المبايض (PCOS).

اعشاب تنظيم الهرمونات عند النساء
تمر النساء بتغيرات هرمونية في أوقات مختلفة ومنها في سن البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، وتستخدم بعض اعشاب تنظيم الهرمونات لعلاج اضطراب الهرمونات عند النساء مثل:
- نبات كف مريم والبرسيم الأحمر وهما اعشاب تنظم الهرمونات والدورة الشهرية، وتعزز تلك الأعشاب الإنتاج الطبيعي لهرمون الأستروجين وتحقيق التوازن الهرموني، بالإضافة إلى التنظيم الطبيعي لدرجة حرارة الجسم ومستوى التعرق.
- يعزز الشوفان البري وشيساندرا الحالة المزاجية ومستويات الجوع المناسبة ويحافظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.
- تدعم أعشاب الأشواجندا وروديلا والريحان المقدس الوظيفة الطبيعية للغدة الكظرية وإنتاجها لهرمون الكورتيزول.
- يدعم الهندباء مستقبلات الأستروجين والبروجسترون وهرمون FSH في الجسم التي تعزز الاستخدام الطبيعي والفعال لتلك الهرمونات.
- تستخدم بعض الأعشاب لتخفيف من تقلصات الدورة الشهرية ومنها الزنجبيل والشمر والأعشاب الصينية والبيكنوجينول وهو خلاصة لحاء الصنوبر.
اعشاب تنظيم الهرمونات للرجال
هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) يؤدي دورًا هامًا في الجسم مثل:
- زيادة الكتلة العضلية وكثافة العظام.
- تخزين الدهون.
- إنتاج كرات الدم الحمراء.
- تعزيز الصحة الجنسية والجسدية.
ويقل مستوى هرمون التستوستيرون بصورة طبيعية خلال التقدم في العمر ولكن في حالات النقص الشديد تظهر بعض الآثار الجانبية ومنها:
- ضعف الرغبة الجنسية والانتصاب.
- فقدان كتلة العضلات وانخفاض كثافة العظام.
- فقدان شعر الجسم والتعب.
- تقلبات مزاجية.
- صعوبة في التذكر والتركيز.
- انخفاض عدد كرات الدم الحمراء (فقر الدم).
- مشكلات في الخصوبة.
- تورم الثديين.
وتكون تلك الأعراض نتيجة لبعض الظروف الصحية أو من الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو الإفراط في تعاطي الكحول والمخدرات. وتستخدم بعض الأعشاب كعلاج طبيعي لتنظيم الهرمونات عند الرجال؛ إذ تزيد إنتاج هرمون التستوستيرون وتعزز الصحة الجنسية لديهم. ومن اعشاب تنظيم الهرمونات للرجال:
- الأشوجندا.
- الجنسنج الماليزي.
- عشبة العنزة.
- مستخلص لحاء الصنوبر.
- الألوفيرا.
- عشبة الحسكة.
طرق أخرى لتنظيم مستوى الهرمونات
تعد اعشاب تنظيم الهرمونات أحد العلاجات المستخدمة لتنظيم مستويات الهرمونات في الجسم عند دمجها بعلاجات أخرى، ومن الأفضل مناقشة تلك الخيارات مع الطبيب المختص قبل تناول الأعشاب الطبية أو البدء في أى نوع من العلاج الهرموني. ومن طرق تنظيم مستوى الهرمونات:
- تناول وجبات صحية: لا بد أن تكون غنية بالبروتين والدهون الصحية والألياف وأن تحتوي على كميات محدودة من السكريات، كي تساعد على اتزان مستوى الهرمونات وتنظم عملية التمثيل الغذائي والحالة المزاجية.
- تناول الشاي الأخضر وهو مشروب ينظم الهرمونات لأنه يساعد على توازن هرمون الأنسولين لدى بعض الأشخاص.
- ممارسة الأنشطة الرياضية تؤثر في هرمونات الشهية وبذلك تؤثر في استخدام الجسم لهرمون الأنسولين.
- التخلص من التوتر؛ لأنه يؤثر في مستوى بعض الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ولذلك فممارسة اليوجا والاستماع إلى الموسيقى والمشي قد يؤدي إلى التخفيف من التوتر والحفاظ على توازن هذه الهرمونات.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ لأن قلة النوم والتعرض للضوء الاصطناعي خلال الليل يسبب اضطراب في مستوى هرمون الميلاتونين والكورتيزول وقد يؤثر أيضًا فى هرمون الأنسولين.
- تجنب اضطرابات الغدد الصماء بتجنب مسبباتها ومنها دخان التبغ ومبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب والبلاستيك ومثبطات اللهب والعطور في مستحضرات التنظيف التي قد تسبب اختلالات هرمونية.
قد يكون من الصعب الفصل بين الحقيقة والخيال عندما يتعلق الأمر باستخدام الأعشاب لأسباب طبية أو صحية، ولا تزال فاعلية استخدام اعشاب تنظيم الهرمونات غير مؤكدة، وقد تكون بعض العلاجات العشبية آمنة للبعض ولكنها خطيرة للبعض الآخر ومنهم الحوامل والمرضعات والذين يستخدمون العلاج الهرموني أو المصابين باضطرابات الغدد الصماء والمصابين بالسرطان. لذلك ينبغي توخى الحذر واستشارة المختصين قبل تناول أي منتج