أيام التبويض وعلاقتها بالحمل

أيام التبويض وعلاقتها بالحمل من الأمور المشوشة عند كثيرات من النساء, فمعظم النساء تعتقدن أن الجماع أثناء ايام التبويض يعنى حتما حدوث الحمل.
حول تفسير تلك العلاقة بمفهومها الصحيح يدور هذا الموضوع من دكتور كشكول, لنتعرف على بعض المعلومات التى يمكن أن تفيد الكثير من النساء المخططات للحمل أو اللاتى ترغبن فى تجنبه عن طريق حساب أيام التبويض, فلنقرأ معا.
كيف يحدث الحمل؟
قد يرى البعض أن إجابة هذا السؤال بديهية, ويبادر بقول أن الحمل يحدث عندما تخصب البويضة الأنثوية بالحيوان المنوى المذكر, اليس كذلك؟
سيندهش الكثيرين منكم إذا علم أن تلك ليست الإجابة الصحيحة, فإخصاب البويضة بالحيوان المنوى لا يعنى حتما حدوث الحمل كما تظنون.
فبعد التقاء الحيوان المنوى بالبويضة فى قناة فالوب, إن استطاع إختراقها وتكونت النطفة(الزيجوت), فلا يعنى ذلك أن الحمل قد حدث, فلابد لحدوث الحمل أن تتحرك تلك النظفة عبر قناة فالوب إلى تجويف الرحم, ولابد أن يكون جدار الرحم له من السمك والإمداد الدموى والهرمونى ما يجعله صالحا لإحتضان النطفة.
ولابد لتلك النطفة أن تنغرس فى بطانة الرحم وتحصل منها على الإمداد الدموى, لنعتبر بهذا أن الحمل قد حدث بالفعل, أما إذا تم التلقيح والإخصاب, ولم تنغرس النطفة فى جدار الرحم لأى سبب, فلن يحدث الحمل.
وبالتالى فإن حدوث الحمل هو إنغراس النطفة فى جدار الرحم وبدء تغذيها عن طريقه.
ما هو التبويض؟
التبويض هو ببساطة خروج البويضة الناضجة من الحويصلة المحتوية عليها فى المبيض, لتنتقل منه إلى قناة فالوب.
ويحدث ذلك بإنفجار الحويصلة المحتوية على البويضة(حويصلة جراف) لتنطلق منها البويضة الناضجة.
أيام التبويض
أيام التبويض هى فى واقع الأمر جزء من الدورة الهرمونية الأنثوية المعروفة بالدورة الشهرية لأنها تستغرق نحو الشهر من بدايتها إلى نهايتها.
وهى عدة أيام من كل شهر يحدث فيها إنطلاق البويضة الناضجة من المبيض, وتختلف تلك الأيام من إمرأة لأخرى تبعا لطول دورتها الشهرية..
ويتراوح طول الدورة الشهرية الطبيعية من 21 – 35 يوما, والمقصود بالدورة الشهرية هنا هو عدد الأيام من بداية الحيض إلى بداية الحيض الذى يليه.

هل يمكن حساب أيام التبويض لحدوث الحمل؟
من الممكن فعل ذلك بكل سهولة تبعا لطول الدورة الشهرية للمرأة, فأيام التبويض ليست ثابتة فى جميع النساء كما يظن البعض, فلا يمكن مثلا القول بأن أيام التبويض تبدأ من اليوم العاشر لبداية الحيض فى جميع النساء, فمن حيضها كل 21 يوما تختلف عن تلك التى يحدث حيضها كل 30 يوما.
العوامل المؤثرة على حساب أيام التبويض
كما ذكرنا سابقا أن أيام التبويض ليست ثابتة لدى جميع النساء ولكن تختلف من امرأة لأخرى, كما أن حسابها يتوقف على عوامل تختلف من امرأة لأخرى أيضا.
طول الدورة الشهرية
كما ذكرنا أن لكل امرأة عدد مختلف من الأيام يحدث بعده نزيف الحيض, ولا يمكن حساب موعد التبويض إلا بالإستعانة بعدد تلك الأيام.
إنتظام الدورة الشهرية
إذا كات الدورة الشهرية منتظمة بالأيام, بمعنى أنها تحدث بفواصل زمنية ثابتة كأن تحدث كل 28 يوما مثلا أو نحو ذلك, فيمكن بذلك حساب موعد التبويض بدقة أكبر منه فى حالة عدم ثبات الفاصل الزمنى بين الحيضات.
سن المرأة
عادة يكون التبويض فى أفضل حالاته إنتظاما فى النساء صغيرات السن ما بين سن 20- 30 عاما, ومن ثم يمكن فى هذه السن حساب موعد التبويض بدقة أكبر.
الحالة الصحية للمرأة
حيث أن بعض العوامل الصحية والنفسية تؤثر على انتظام التبويض, وقد تمنعه تماما, وبالتالى قد لا يمكن حساب موعد التبويض بدقة فى حالة مرور المرأة بظروف صحية أو نفسية غير طبيعية.

علاقة أيام التبويض بالحمل
بالطبع لتحرى أيام التبويض علاقة قوية بإمكانية حدوث الحمل من عدمها, ذلك لأن فترة حياة البويضة بعد خروجها من المبيض حوالى 24 ساعة فقط, وبالتالى إن لم يتم تلقيحها وإخصابها خلال تلك الفترة فلن يحدث الحمل.
بإمكاننا إعتبار إن فرصة كل امرأة فى حدوث الحمل هى يوم واحد من كل شهر هو يوم انطلاق البويضة من المبيض, وبالتالى يمكن على أساس حساب أيام التبويض تعمد إحداث الحمل أو تجنبه.
قد ترون تناقضا بين عبارة أيام التبويض, وبين كون التبويض يحدث فى يوم واحد, اليس كذلك؟
عبارة أيام التبويض هنا لا تعنى أن التبويض يحدث خلال تلك الأيام جميعا, ولكنه يعنى الأيام التى يتوقع فيها حدوثه, فلو قلنا أن أيام التبويض هى أربعة أيام, فليس معنى ذلك أن التبويض يستمر طوال تلك الأيام الأربعة, ولكن تعنى العبارة أنه من المفروض أن يحدث فى أحدها, قد يكون اليوم الأول أو الثانى أو الثالث أو الرابع.
ويمكن تلخيص علاقة أيام التبويض بالحمل فى نقطتين.
التخطيط للحمل
فيمكن بتحديد أيام التبويض تكثيف الجماع بين الزوجين خلال تلك الأيام, بحيث يحدث الجماع مرتين على الأقل بينهما فاصل زمنى لا يتعدى يومين, لأن فترة حياة الحيوان المنوى وقدرته على الإخصاب هى ثلاثة أيام.
فترة الأمان
فترة الأمان هى إحدى طرق منع الحمل لمن لا يرغبون فى إستعمال وسائل هرمونية لمنعه, حيث يتم تجنب الجماع خلال فترة التبويض وبهذا يتجنبون حدوث الحمل, لا شىء أكثر من ذلك.
ولكن ينصح دكتور كشكول من يرغبون فى إتباع فترة الأمان كوسيلة لمنع الحمل بإستعمال الواقى الذكرى فى حالة الجماع قبل أيام التبويض بأسبوع وبعده بأسبوع زيادة فى الحرص.
كما ننصح ايضا من يحرصون على معرفة أيام التبويض لرغبتهم فى حدوث الحمل, أن يتأكدوا تماما من خلو الزوجين من أى موانع للحمل بواسطة الطبيب.