حصوات الكلي – الأنواع والتشخيص والعلاج

حصوات الكلي من الحالات المرضية المزعجة, نظرا لما تسببه من ألم شديد للمريض فى غالبية الأحيان, ومن الخطأ إعتبار أن علاجا واحدا يصلح لجميع حالات حصى الكلي, ذلك لأن هناك أنواع من حصى الكلي تتنوع تبعا لنوع الأملاح المكونة للحصوات, وبالتالى فيتنوع العلاج تبعا لنوع الحصاة وحجمها ومكانها.

لذلك نتعرض فى هذا الموضوع لأنواع حصوات الكلى, وكيف يتم تشخيص الإصابة بحصى الكلى, وأهم طرق العلاج.

أقرأ أيضاً: حصوات الكلي – أعراضها وأسبابها وطرق الوقاية

أنواع حصوات الكلي

يتم التعرف على نوع الأملاح المكونة لحصوات الكلي بتحليل البول, أو تحليل الحصوات نفسها إذا خرجت مع البول, ولذلك فمن المهم عزيزي المريض إذا أخرجت حصوات مع البول أن تأخذها للطبيب المعالج, ليتعرف على نوعها وبالتالي يسهل التوصل لطرق علاجها, وتنقسم حصوات الكلى إلى الأنواع الآتية:

حصوات الكالسيوم

تشكل حصوات الكالسيوم الغالبية العظمى من حالات حصوات الكلي, وتنقسم أملاح الكالسيوم المكونة لحصوات الكالسيوم إلى نوعين من الأملاح:

  • أملاح الأوكسالات: وهى أكثر أملاح حصوات الكالسيوم شيوعا, حيث أن الأوكسالات مادة ينتجها الكبد بشكل طبيعي فى الجسم, بالإضافة إلى احتواء العديد من الأغذية عليها, كالفواكه ذات النواة الحجرية(الخوخ والنكتارين والمشمش والبرقوق واللوز والكرزالحلو والمر) والطماطم والسبانخ والبنجر والبطاطا الحلوة والمكسرات والشاى والكولا وغيرها.
  • أملاح الفوسفات: عادة ما تتكون حصوات فوسفات الكالسيوم كأثر جانبي لأحد الأدوية, أو كأحد مضاعفات بعض أمراض التمثيل الغذائي أو جراحات المعدة والأمعاء.

حصوات حمض البوليك (اليوريك)

هى حصوات تتكون من أملاح حمض البوليك, وأكثر الفئات عرضة لحدوثها:

  1. مرضى الجفاف.
  2. مرضى الإسهال المزمن لأى سبب.
  3. المرضى المعتمدين على الملينات.
  4. مرضى النقرس.
  5. من يتبعون نظاما غذائيا مرتفع البروتين.
  6. أصحاب التاريخ العائلي لحصوات حمض البوليك.
  7. مرضى داء السكري.
  8. مرضى متلازمة التمثيل الغذائي(المتلازمة الأيضية).

حصوات السستين

تحدث هذه الحصوات فى الأفراد المرضى بمرض وراثي يعرف بالبول السستيني أو بيلة السستين, وهو اضطراب يتسبب فى إفراز الكلي لكميات كبيرة من أملاح السستين التى تترسب فى الكلي مكونة حصوات السستين.

حصوات الأستيروفايت

وهى حصوات قليلة الأعراض نظرا لكونها تنمو وتزداد فى الحجم جدا بسرعة كبيرة, فتستقر فى الكلي ولا تتحرك وبالتالي فلا تسبب أعراضا تذكر, وتتكون كردة فعل أو استجابة لتكرار عدوى الكلي.

أقرأ أيضاً: املاح البول – الأنواع والأسباب والأعراض والوقاية

تشخيص حصوات الكلى

يمكن لحصوات الكلى أن تبقى لفترة طويلة بلا تشخيص, وبخاصة فى حالات الحصوات التى يزداد حجمها بسرعة كبيرة ويؤدى ذلك لإستقرارها فى الكلى وعدم إحداث أية أعراض, وعندما يشكو المريض من أعراض يشك الطبيب فى كونها راجعة لوجود حصى الكلي, فإنه يقوم بعدد من الفحوص لتأكيد التشخيص والتعرف على نوع وحجم تلك الحصوات, ومن الفحوص المستخدمة لذلك ما يلي:

الفحص بالأشعة

من أول الإجراءات التى يلجأ إليها الطبيب لتشخيص حصوات الكلي هو تصوير الكلي بأنواع الأشعة التشخيصية المختلفة مثل:

  • أشعة الموجات فوق الصوتية(السونار).
  • الأشعة السينية(أشعة أكس).
  • أشعة التصوير المقطعي المحوسب عالى السرعة.

إختبارات البول

يمكن لإختبارات البول كتحليل البول العادي أو إختبار جمع البول على مدار 24 ساعة لمرة أو مرتين تشخيص وجود الحصوات عن طريق رصد إفراز الأملاح المكونة للحصوات فى البول, أو المواد المضادة التى تفرزها الكلي فى حالة وجود الحصوات بكمية كبيرة بهدف منع تكونها.

كما يتطلب الأمر أحيانا إجراء مزرعة لعينة من البول للوقوف على وجود عدوى بكتيرية أو فطرية مصاحبة لوجود الحصوات.

إختبارات الدم

يمكن لإختبارات الدم الكشف عن ارتفاع الأملاح المكونة لأنواع معينة من الحصوات فى الدم مما يعطي فكرة عن نوعية الحصوات الموجودة, وكذلك يساعد اختبار الدم الطبيب فى الكشف عن الأمراض الأخرى التى يمكنها التسبب بتكون حصى الكلى.

تحليل الحصوات الخارجة فى البول

وهنا يطلب الطبيب من المريض التبول عبر مصفاة لإلتقاط الحصوات التى تخرج مع بول المريض لتحليلها ومعرفة ما تتكون منه من أملاح, مما يساعد الطبيب فى التوصل لأسباب تكونها واساليب التخلص منها أو منع تكونها من جديد.

أقرأ أيضاً: فحص البول وأهميته في الكشف عن الأمراض

علاج حصى الكلى

يتوقف علاج حصى الكلي على حجم الحصوات وعلى أسباب تكونها, ويمكن تقسيم علاج حصوات إلى الكلى إلى تلك الأنواع من العلاج.

العلاج الدوائي

ويتم الإستعانة به لعلاج الحصوات صغيرة الحجم التى يمكن لبعض الإجراءات العلاجية مساعدتها على الخروج من خلال البول, ومن العلاجات الدوائية المستعملة فى هذا النوع من الحصوات:

  1. الإكثار من شرب الماء: حيث ينصح الطبيب مريضه بشرب الماء بكثرة بحيث لا تقل كمية الماء الذى يشربه المريض عن ثلاثة لترات من الماء يوميا لإدرار كمية كبيرة من البول قليل التركيز الذى يبدو شفافا تماما, مما يساعد على خروج الحصوات مع البول.
  2. مسكنات الألم: وذلك لأن خروج الحصوات يتسبب بشعور المريض بالإنزعاج والألم, فيصف الطبيب مسكنات الألم للتغلب على الألم حتى تمام خروج الحصوات.
  3. الأدوية: قد ينصح الطبيب بحاصرات ألفا التى تساعد على استرخاء عضلات الحالب حتى يسهل خروج الحصوات بقدر أقل من الألم.

التفتيت بالموجات التصادمية

الموجات التصادمية هى نوع من الموجات الصوتية يتم توجيه حزم منها إلى الحصوات بهدف تفتيتها إلى رمال صغيرة الحجم يمكنها الخروج عبر البول, ويعتمد نجاح تلك الطريقة على حجم الحصوات ومكانها.

ويستغرق التفتيت بالموجات التصادمية لحصوات الكلي حوالي 45-60 دقيقة, ويعطى المريض خلاله مسكنات خفيفة للألم أو تخدير خفيف.

إزالة حصوات الكلى بالمنظار

ويقوم الطبيب فى هذا الإجراء بإدخال منظار ألياف ضوئية دقيق عبر مجرى البول إلى المثانة ومنها إلى الحالب والكلي لإلتقاط الحصوات الموجودة بهما وسحبها للخارج, كما يمكن من خلال المنظار إستعمال أدوات خاصة تقوم بإلتقاط الحصاة وتفتيتها إلى رمال صغيرة يمكنها الخروج عبر البول إذا كان حجم الحصاة لا يسمح بخروجها كاملة عن طريق سحبها بالمنظار.

ويجرى هذا العلاج عادة تحت التخدير العام أو الموضعي تبعا لما يراه الطبيب مناسبا للحالة.

إزالة الحصوات جراحيا

يلجأ الطبيب إلى البضع الجراحى للجلد لإخراج الحصوات كبيرة الحجم جدا التى لا يمكن إخراجها بالطرق الأخرى سابقة الذكر, ويتم ذلك عبر فتحات صغيرة فى الجلد يمكن من خلالها الوصول إلى الكلي وإخراج الحصوات منها.

ويتم هذا الإجراء بالطبع تحت التخدير العام, وقد يحتاج المريض بعده إلى البقاء بالمشفى ليوم أو يومين حتى يتعافى.

إزالة أورام الغدد جارات الدرقية

تتكون حصوات الكلي عند بعض المرضى نتيجة لفرط نشاط الغدد جارات الدرقية, وهى غدد تقع بجوار الغدة الدرقية, ويتسبب فرط نشاطها فى زيادة مستويات الكالسيوم بدم المريض مما يؤدى إلى ترسب حصوات الكلى.

ويحدث فرط النشاط هذا نتيجة وجود بعض الأورام الحميدة التى تزيد من إفراز هرمونات الغدد جارات الدرقية, ولوقف تكون الحصوات لدى المريض يقوم الطبيب بإزالة تلك الأورام الحميدة وبهذا يقل إفراز هرمونات الغدد جارات الدرقية إلى المستوى الطبيعي فيتوقف ترسب حصوات الكلى.

منع تكون حصوات الكلي

لدى بعض المرضى أسباب تؤدى إلى تكرار تكون حصوات الكلي بعد إزالتها, ولهذا يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة علاجية طويلة الأمد على المريض إتباعها لمنع تكون الحصوات مرة أخرى بعد علاجها.

وتقم تلك الخطة العلاجية على تغيير نظام تغذية المريض وعلاج عدوى المسالك البولية التى تشجع تكون الحصوات, والسيطرة على الأمراض المزمنة المشجعة لتكون حصوات الكلى فى حالة وجودها, مع الإكثار من شرب الماء وتناول بعض الأدوية التى تقلل من ترسب أملاح الحصوات فى كلي المريض والتى تختلف على حسب نوع الحصوات المتكونة وأسبابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى