أضرار البنج النصفي .. تعرف عليها

أضرار البنج النصفي من أكثر الأمور إثارة للقلق لدى المرضى المضطرين لإستخدامه، فمعظم ما يثارعن أخطار البنج النصفي ومضاعفاته الشديدة مجرد شائعات خاطئة لا نصيب لها من الصحة، غير أنها تبعث المخاوف في نفوس المرضى المقبلين على التخدير بالبنج النصفي.

جئنا في هذا المقال لنحدثكم عن الأضرار الحقيقية التي يمكن أن يتسبب بها البنج النصفي، ليكون المريض على بينة من أمره قبل خضوعه للتخدير النصفي.

أضرار البنج النصفي وآثاره الجانبية

البنج النصفي هو حقن المخدر بالقرب من الحبل الشوكي، ويعرف بالتخدير النخاعي.

يتم بهدف تخدير جزء محدد من جسم المريض بينما يظل المريض واعيا، تجنبا للمضاعفات التي تنتج عن التخدير الكلي، وبخاصة عندما لا تكون هناك حاجة له.

ولكون التخدير النخاعي يتم فيه حقن المخدر داخل منطقة تحت العنكبوتية حيث يكون تأثيره مباشراً على الأعصاب، فقد ينتج عنه بعض الأضرار، كما أنه بطبيعة الحال كأي عقار آخر له آثاره الجانبية التي تزول بعد زوال أثره من الجسم.

الآثار الجانبية للبنج النصفي

هي أعراض مؤقتة تحدث نتيجة البنج النصفي وتزول تلقائيا بعد زوال أثره، ومنها:

• آلام الظهر

تعتبر آلام الظهر من الآثار الجانبية الشائعة للبنج النصفي، قد تحدث نتيجة اختراق إبرة التخدير لأنسجة وعضلات الظهر، أو نتيجة لوضعية الجلوس اثناء الحقن والتي قد تكون مرهقة لعضلات الظهر.

ويمكن التعامل مع آلام الظهر بعد البنج النصفي بمسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أو عن طريق بعض التمارين الخفيفة التي يوصي بها الطبيب.

• الصداع

يعتبر الصداع أيضا من أكثر الآثار الجانبية شيوعا، وقد يحدث خلال يوم الجراحة أو في اليوم التالي، وقد يكون مستمر أو يقتصر على أوضاع معينة كلف الرأس لأحد الجانبين أو الإنحناء.

ويختفي هذا الصداع تدريجياً بمرور الوقت بمجرد الراحة وشرب السوائل وتناول المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

وفي بعض الحالات يحدث تسرب لسائل الحقن إلى منطقة تحت الجافية، وحينها يصاب المريض بصداع شديد يعرف بصداع ثقب الجافية، حيث يقل السائل المحيط بالمخ نتيجة تسربه من موضع الثقب، ويتم علاجه بترقيع ثقب الجافية بحقن كمية من دم المريض في منطقة الثقب، ويختفي الصداع بمرور الوقت.

• الغثيان والقىء

قد يحدث الغثيان والقىء كأثر جانبي للبنج النصفي، نتيجة توسع الأوعية الدموية الناتج عن أثر التخدير، مما يتسبب في انخفاض ضغط الدم.

وقد يحدث نفس الأثر الجانبي نتيجة لتناول بعض الأدوية المسكنة أيضاً، وعادة ما ينتهي ذلك الشعور تلقائياً بتمام زوال أثر المخدر، وقد يحتاج المريض إلى الدعم بالمحاليل الوريدية لضبط ضغط الدم.

• احتباس البول

تتأثر أعصاب المثانة المسؤولة عن عملية إفراغ البول بالبنج النصفي، مما يفقدها وظيفتها ويؤدي لإحتباس البول.

وقد يستمر احتباس البول بتأثير البنج النصفي لفترة تتراوح من عدة ساعات إلى عدة أيام حتى يزول تماما، وتختلف المدة تبعا لنوع المخدر المستخدم، ولتجنب المضاعفات الناتجة عن احتباس البول يتم تركيب قسطرة بولية للمريض لتصريف البول إلى أن تستعيد المثانة وظائفها.

• الشعور بالخدر والضعف

يستهدف البنج النصفي تخدير جزء محدد من الجسم وهو الذي ستتم فيه الجراحة، وقد يستمر شعور المريض بالخدر في الجزء الذي تم تخديره لمدة تتراوح بين 6-8 ساعات بعد انتهاء الجراحة.

أضرار البنج النصفي

على الرغم من أمان البنج النصفي بصفة عامة، إلا أنه قد ينتج عنه بعض الأضرار والمضاعفات وهي حالات قليلة جدا بوجه عام، ولكنها تستلزم إخبار المريض باحتمالية حدوثها والحصول على موافقة كتابية منه على استعمال البنج النصفي، ومن أهم أضرار البنج النصفي:

• أضرار البنج النصفي على الأعصاب

يتم حقن مادة المخدر في منطقة النخاع الشوكي، وقد يحدث خطأ أثناء الحقن يتسبب في تضرر الأعصاب في منطقة الحقن نتيجة إصابتها بإبرة الحقن أو نتيجة تسرب مادة الحقن إلى أعصاب لا يجب أن تصل إليها.

وتتراوح أضرار الأعصاب الحادثة نتيجة البنج النصفي من الطفيفة التي تزول بالعلاج إلى الشديدة التي قد تتسبب في ألم عصبي مزمن أو شعور بالخدر والتنميل في جزء من الجسم، وقد يفقد المريض الإحساس بأحد الساقين أو كلاهما.

• أضرار البنج النصفي على التنفس

قد يحدث في حالات قليلة أن يمتد تأثير البنج النصفي إلى الأعصاب والعضلات المسؤولة عن عملية التنفس، مما يؤدي إلى عدم قدرة المريض على التنفس أو الشعور بضيق التنفس.

وعادة ما يكون هذا الضرر مؤقتا، إلا أنه إذا لم يلق المريض الرعاية الطبية الواجبة ودعم التنفس فقد يؤدي هذا الضرر إلى وفاة المريض.

• حدوث العدوى

من أهم الأضرار التي قد تصاحب البنج النصفي أن تصبح إبرة البنج مصدراً لنفاذ العدوى إلى جسم المريض، ويمكن أن تحدث العدوى في مكان الحقن أو تمتد إلى العمود الفقري فتحدث فيه الإلتهاب والصديد.

وفي حالات أكثر خطورة قد تمتد العدوى إلى الدماغ أو إلى أعضاء أخرى من الجسم، كما أن جميع الأمراض المعدية المنقولة بالدم يمكن أن تنتقل عبر البنج النصفي إذا لم تراعى فيه شروط التعقيم الواجبة.

وفي العموم بات احتمال العدوى أثناء التخدير النصفي ضئيلا، فجميع الأدوات المستعملة في التخدير تستعمل لمرة واحدة، كما يتم تعقيم موضع الحقن قبل إدخال إبرة التخدير.

الأفراد الأكثر عرضة لأضرار البنج النصفي

البنج النصفي آمن بالنسبة لغالبية الأشخاص، ويعتبر من أشيع أنواع التخدير استعمالا في الفترة الأخيرة، إلا أن هناك أشخاص أكثر من غيرهم عرضة لأضرار البنج النصفي ومن هؤلاء الأشخاص:

• الأفراد المصابون باعتلال عضلة القلب الإنسدادي كانسداد الشراين التاجية.
• الأفراد الذين يعانون من اضطراب تخثر الدم أو نقص الصفائح الدموية.
• الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الجمجمة.
• الأفراد الذين يعانون من أمراض عصبية مزمنة كالتصلب اللويحي المتعدد.
• الأفراد الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم الشديد لأسباب مرضية أو لكبر السن أو السمنة المفرطة أو مرضى الجراحات الطارئة.
• الأفراد ذوي التاريخ المرضي للجلطات الوعائية بأنواعها.
• الأفراد الذين يعانون من نقص حجم الدم بسبب النزف بأنواعه أو الجفاف الشديد.
• الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن وبخاصة إذا كان خارج عن السيطرة.

أسئلة شائعة عن أضرار البنج النصفي

البنج النصفي من أكثر الإجراءات الطبية استثارة لأسئلة المرضى، ومن أهم الأسئلة الشائعة حول ما قد ينتج عنه من أضرار ما يلي:

والآن عزيزي القارئ نرجو أن تكون قد وجدت الأجوبة على تساؤلاتك بشأن أضرار البنج النصفي، والتي تتلخص غالبيتها في آثار جانبية لا تلبث أن تزول في غضون ساعات أو أيام، ولا ننسى تنبيهك إلى ضرورة أن تخبر طبيبك بمخاوفك كاملة قبل إتمام الجراحة، كذلك تاريخك الطبي مفصلا، كي يتسنى له اختيار نوع التخدير المناسب لحالتك.