أسباب نزيف الرحم وعلاجه

نزيف الرحم من المشكلات شائعة الحدوث لدى النساء, ذلك لتعدد أسباب النزيف وأنواعه مما يجعل من الشائع أن يحدث لسبب أو لآخر,كما تختلف طرق علاجه تبعا لسببه.
وقد تكون أسبابه من البساطة بحيث لا تتطلب إلا المتابعة, وقد تكون من الخطورة بحيث يؤدى تأخر تشخيصها إلى تهديد فعلى لخصوبة المرأة أو حتى لحياتها.
حول نزيف الرحم ومسبباته المختلفة يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, حيث نتعرف معا على أشيع اسبابه حدوثا وعلاجه.
لمتابعة جديد فيديوهات دكتور كشكول: أضغط هنا
ما هو نزيف الرحم؟
من الطبيعى أن تخرج الدماء من الرحم فى أوقات الدورة الشهرية, وفى قت النفاس أى ما بعد الولادة, ولكن حتى هذه الدماء الطبيعية التى تعرفها جميع النساء يجب أن يكون لها مقادير معينة لا تزيد عنها, وإن زادت غزارتها عن الحد الطبيعى دخلت فى إطار نزيف الرحم غير الطبيعى.
كما أن خروج الدماء من الرحم فى غير أوقات الحيض أو النفاس هو التعريف المقبول والشائع لنزيف الرحم الذى يعرفه الجميع.
ولا يشترط أن تكون كمية الدم النازف كبيرة حتى يصنف نزفا رحميا, فحتى وإن كانت كمية النزف قليلة ولكنها بلا أسباب واضحة, دخلت تحت إطار النزيف الرحمى الذى لابد من بحث أسبابه.
أسباب نزيف الرحم
أسباب نزيف الرحم تتنوع على حسب المرحلة العمرية, والظروف الصحية للمرأة, وليست هذه جميع الأسباب ولكنها أشيعها, فنستعرض معا أهم أسباب النزيف كالتالى:-
- نزيف الرحم فى حديثات الولادة
قد تلاحظ الأم أثناء تغيير حفاض طفلتها حديثة الولادة وجود بعض الدماء وكأن الرضيعة فى حالة حيض.
ويرجع هذا النوع من النزيف إلى تأثر الطفلة بالهرمونات الأنثوية التى اكتسبتها من الأم أثناء فترة الحمل, مما يؤثر على بطانة رحم الطفلة بالنمو, ثم لا تلبث تلك الهرمونات أن تقل لدى الطفلة بعد ولادتها لأن مصدرها قد إنقطع بإنفصال الطفلة عن جسم الأم, مما يسبب إنهيار بطانة رحم الطفلة وسقوطها فى نزيف حيض فعلى, ولكنه حيض سببته هرمونات الأم لا الطفلة.
وتلك ليست بحالة خطيرة ولا تلبث أن تنتهى بغير عودة وبلا أية آثار ضارة على الطفلة ولا تستدعى القلق.
- النزيف لدى الطفلة قبل سن البلوغ
يحدث هذا النوع من النزيف بسبب تغيرات هرمونية لدى الطفلة, إما بسبب عرضى كتناولها لحبوب منع الحمل بطريق الخطأ مثلا.
أو بسبب حالة تعرف بالبلوغ المبكر, وفيها يحدث البلوغ للطفلة قبل سن ثمان سنوات, وقد تكون له أسباب وراثية أو طبية, ولهذا فيجب عرض الطفلة على الطبيب لمعرفة أسباب النزيف وكيفية التعامل معه.
- غزارة الطمث
من المعروف أن الطمث فى حد ذاته لا يعتبر نزيفا مرضيا, ولكن المقصود بنزيف الطمث هنا هو غزارة دماء الطمث أو طول مدته عن الحدود الطبيعية.
والحدود الطبيعية لنزيف الطمث أن تحتاج المرأة إلى فوطة صحية كل 4 ساعات فى بداية الحيض, تمتد إلى 6 ساعات فى نهايته, ولمدة لا تتجاوز الأسبوع .
أما إذا تجاوزت مدة الحيض الأسبوع أو زاد عدد الفوط الصحية عن هذا القدر دخل ذلك فى نطاق غزارة الحيض.
وغزارة الحيض ترجع إلى مسببات متعددة منها الباطنية كالأنيميا مثلا وأمراض سيولة الدم, ومنها ما يخص أمراض النساء كالأورام الرحمية بأنواعها والإضطرابات الهرمونية ووسائل منع الحمل.
ومن وسائل منع الحمل التى تتسبب فى غزارة الطمث لدى النساء اللولب مثلا, وفى هذه الحالة قد ينصح الطبيب المرأة بتغيير وسيلة منع الحمل حتى لا تتعرض لمضاعفات صحية بسبب غزارة الحيض.
كما أنه فى حالة غزارة الحيض بصفة عامة يجب على المرأة استشارة الطبيب للتعرف على الأسباب وعلاجها منعا لحدوث مضاعفات.
- النزيف بين الدورات
نزيف ما بين الدورات هو حالة يحدث فيها خروج للدم بين مواعيد الدورة الشهرية للمرأة, وقد تكون أسبابه هرمونية بسبب إضطرابات لدى المرأة, وقد يحدث بسبب بعض وسائل منع الحمل كبعض الأقراص والحقن لمنع الحمل.
وقد يحدث بسبب بعض الأمراض كأمراض الكبد والكلى والسكرى, أو لأسباب تتعلق بالرحم نفسه كأورام الرحم مثلا أو ضعف بطانة الرحم.
- نزيف ما بعد سن اليأس
نزيف ما بعد سن اليأس من أخطر أنواع النزيف الرحمى التى لا يجب أن تتركها المرأة بلا تشخيص, حيث أنه من دلالات الإصابة بسرطان الرحم, ولهذا فلابد من العرض على الطبيب حتى وإن كانت كمية النزيف قطرات بسيطة.
- نزيف الحامل
لا شك أن تعرض الحوامل للنزيف الرحمى من الأمور المقلقة للحامل, لأنه قد يكون علامة على الإجهاض أو الولادة المبكرة.
ولكن بعض أنواعه ليست بتلك الخطورة, فمثلا قد يتسبب إنغراس النطفة فى بطانة الرحم نفسه نزيفا رحميا طفيفا لعدة ساعات أو ليوم كامل, وفى تلك الحالة يعتبر هذا النزيف دلالة على حدوث الحمل نفسه ويسمى بنزيف الغرس.
كما أن بعض النساء لا تنقطع عنهن دورة الطمث لعدة أشهر من الحمل فيما يعرف بالحمل الغزلانى, مع كون الحمل مستقر وطبيعى تماما إلا أن المرأة تحيض كل شهر لعدة أشهر من الحمل, وقد إمتد النزيف الشهرى لدى بعض الحوامل حتى أواخر الحمل, بلا أي مضاعفات من أى نوع.
إلا أنه بالطبع مازلنا فى دكتور كشكول ننصح الحوامل بسرعة إستشارة الطبيب لدى التعرض للنزيف أيا كانت كميته, لأن القاعدة مازالت أن نزيف الحامل إنذار بالإجهاض أو الولادة المبكرة.
- نزيف ما بعد الولادة
من الطبيعى أن يستمر الرحم فى إخراج الدم والإفرازات لفترة بعد الولادة, تمتد لأربعون يوما متصلة تعرف بفترة النفاس, ولكن حدوث نزيف شديد بعد الولادة مباشرة أو فى أية مرحلة من مراحل النفاس يعد أمرا خطيرا يستوجب العناية الطبية.
لأنه قد ينتج عن تمزق للأوعية الدموية فى منطقة الرحم أو المهبل أثناء الولادة, أو قد يدل على بقاء أجزاء من المشيمة ملتصقة بجدار الرحم, أو يدل على إصابة المرأة بمرض من أمراض سيولة الدم.
أو قد يكون عرضا لحمى النفاس, إذا حدث بعد عدة أيام من الولادة وعلى مدار فترة النفاس كاملة, وصاحبة ارتفاع بالحرارة وآلام بالحوض والجسم والبطن.
وتلك جميعها حالات فى غاية الخطورة لابد من علاجها وإلا قد تتسبب فى وفاة الأم ولهذا ينصح دائما بالولادة تحت إشراف طبى, ولا ننصح بالولادة المنزلية دون إشراف طبى على الأم والطفل أثناء وبعد الولادة.
- النزف أثناء الجماع
نزف أثناء الجماع من الأعراض التى تسبب القلق والإزعاج للزوجين معا, وبالطبع تؤثر على أستقرار العلاقة الزوجية والمتعة الجنسية للزوجين.
فى غالبية الحالت تكون مسببات هذا النوع من النزف إضطرابات هرمونية لأى سبب, كما قد تسببه بعض الأمراض النسائية أو الباطنية, أو الأمراض المنقولة جنسيا .
وقد ينتج عن العنف فى الممارسة الجنسية من قبل الزوج, أو الإفراط فى الممارسة الجنسية.
وفى جميع الحالات لابد من استشارة الطبيب لمعرفة السبب والعلاج.
- الأمراض المنقولة جنسيا
حدوث النزيف بعد ممارسة الجنس بفترة تمتد من عدة ايام فأكثر, ربما يكون أحد أعراض الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا, وبعض هذه الأمراض فى حال تأخر تشخيصها وعلاجها قد تتسبب فى مضاعفات خطيرة تؤثر فى خصوبة المرأة, وربما تنتقل العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم فتسبب مضاعفات قد تكون مهددة للحياة, أو مهددة بالإعاقة الدائمة, لأن بعض تلك الأمراض قد يتسبب بفقدان السمع أو البصر أو القدرة على الحركة.
لذلك فالنزيف الذى يتبع ممارسة جنسية لابد من عرضه على الطبيب لتبين أسبابه وعلاجها.
لمتابعة جديد روشتة دكتور كشكول: أضغط هنا
علاج النزيف الرحمى
علاج نزيف الرحم لا يجب أن ينصب على إيقاف النزيف وحسب, فتكتفى المريضة ببعض الأدوية المضادة للنزيف فى وقت حدوثه وتعتبر بهذا أن المشكلة قد انتهت.
فلا تنتهى أية مشكلة إلا بإنتهاء أسبابها, والنزيف الرحمى ليس مرضا مستقلا بذاته, وإنما هو عرض لمسبب ما لابد من اكتشافه والتعامل معه.
لهذا فلابد لمن تتعرض لنزيف الرحم من العرض على الطبيب حتى وإن توقف النزيف بعلاج أو بدونه, لتعرف من الأساس ما السبب فى حدوث النزيف لعلاجه ومنع تكراره, لاسيما أن بعض أسباب النزيف قد تكون فى غاية الخطورة.